عَجْزَاء...!

[جليله ماجد]

أترى تلك السيجارة المسحوقة في ذاك الرصيف القذر..؟
.
.
.
.
تشبهني جداً..
بتمزقها..
و احتراقها..
و حتى بالدخان المتصاعد منها..
.
.
.
كأن صاحبها امتص رحيقها و رماها..
قلبي بلا رحيق..
و هأنذا.. مليئة بالعطوب و الذنوب..
أشعر بالوحدة و الانسحاق..
....
لا أريد أن أخوض بحر البشر..
و كلي غرق غرق..
أريد أن أبكي..
لكن الدموع تأبى الانهمار..
أريد أصرخ..
لكن لا صوت لي..
أريد أن أضرب نفسي بكل جدار..
كي يستسلم كل ما فيّ..
لأنهار!

 

[جليله ماجد]

روديك يا قلب..
نبضك قد أتلفني اختناقاً..
و لغتي تقف عاجزة عن التدافع فيي
و الانسكاب دمعاً حاراً بجفنيّ..!
و هنا أنا كتمثال جميل صامت..
مطبق شفتيه امتثالاً لصانعه..!
َو هذا القلب المكسور ما أفعل به؟
و هده الروح الحيرى أنى أرشدها؟
و هذه النظارات السوداء..
كيف أخلعها و قد قدت من ألف دم و عِرق؟

 

[جليله ماجد]

يمر الكون بي..
و كلْ كلي لا يستفيق..
كأن بداخلي ثلجاً لا يذوب..
موات يحاول استئناف / حياة..!
.
.
.
أعبر الكون بكل ثقوبي الكبيرة..
أضم نفسي لي..
فلا ألقاني..
كائن خفي..
يبحث عن السرد..
و لا يجده...

كائن وهمي..
لا زال يدنس فراديسه..
و يحمل همه بين صدعيه..
و يضحك طويلا..
حد
البكاء.!
.
.
.
أين رحل صوتي..؟
كلما أتحدث أبحث عنه..
أتلمس النور في صدري..
لا أجده!
لا.. أجده!
.
.
.
من ماتت دواخله..
أنّى يضييء ؟؟

 

[جليله ماجد]

كلمّا قررتُ الاحتشام..
يُعَريني ذاك الوجع..
إنه الألم المستبّد بفرائصي..
أنه الدمع المتجمع غزلاً..
برموشي الذائبة وجْداً و احتراقاً..!
قصائد من شوك..
أبتعلها في ألف جرح و جرح..!

 

[جليله ماجد]

رسالة لك أنت!


إذا لم أجود بالتشظي لك اشتياقاً.. ..
فلمن هذا الدمع يجود؟
و لمن هذا القلب يخفق؟
و لمن هذي الروح تنوح؟
قل
لي؟

 

[جليله ماجد]

إنّ أكثر ما يؤلمني..
أنني كنتُ (فيكَ) من الموحدين..
و (أنتَ) كفرْتَ بقلبي..
إذ ظننتَه من المُشركين ..

 

[جليله ماجد]

يَشْتَهِيني الغِياب..
فأُذعِن له..
ليتني أخْتفي فِي الظلامِ..
فِي زُقاقٍ حقير..
و أتبّخر..
.
.
ككل الأحلامِ أفعل..
لا رَغبة لي سوى التحول لسائل شفّاف..
يشربه التراب العَطِش..
و لا يُبْقى له أثر..!

 

[جليله ماجد]

دقات الساعة تطرق جِلدي..
و كل ما فيّ هَشٌ كفراشة محروقة..
تهزني رجفات البرودة و الشوق..
أقطُرُ دمعاً ساخناً ككل المهزومين في الحياة..
.
.
.
كل مُرّ سيمر!