سلسلة ( بعض من عرفت ) فصول من حياتي - الصفحة 3 - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
غُربة .. (الكاتـب : نوف مطير - آخر مشاركة : نوف الناصر - مشاركات : 14 - )           »          مُعْتَكَفْ .. (الكاتـب : نوف الناصر - مشاركات : 62 - )           »          اوراق مبعثرة!!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - مشاركات : 430 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : جليله ماجد - مشاركات : 75160 - )           »          لاَ مِسَاس ... ! (الكاتـب : جليله ماجد - مشاركات : 510 - )           »          مُتنفس .. شِعري ! (الكاتـب : سعيد الموسى - آخر مشاركة : نويّر الحربي - مشاركات : 786 - )           »          - من يسجن الشمس ؟! (الكاتـب : نويّر الحربي - مشاركات : 73 - )           »          البحيرة والنورس (الكاتـب : حمد الدوسري - مشاركات : 3512 - )           »          النهر الجاري مسودة خاصة .؟!! (الكاتـب : عبدالله العتيبي - مشاركات : 45 - )           »          خذتي من وصوف القمر (الكاتـب : أحمد عبدالله المعمري - مشاركات : 0 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي > أبعاد القصة والرواية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-31-2012, 05:29 PM   #17
سعود القويعي
( كاتب وناقد )

الصورة الرمزية سعود القويعي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 535

سعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


بعض من عرفت

عطر الأيام ـ ( الفصل الثالث )


قالت كحّلت الجفون بالوسني قلت ارتقابا لطيفك الحســــــــن
قالت اذعت الاسرار قلت لها صيّر سري هواك كالعلـــــن
قالت تشاغلت عن محبتنا قلت .. نعم .. بالبكاء والحــزن
( صفي الدين الحلّـــــي )


الورده ليست شكلا جميلا أو رائحة زكيّـــة فحسب .. انها احساس بالحياة ودعوة صادقة للحـــب .(( سعود ))


توالت ايام كنت توقعت خلالها مكالمة من تلك المرأة المجهوله ... وكانت دقات قلبي تسبق يدي لسماعة الهاتف حين تصدح اجراسه .. وهي حالة اسميها .. حالة جلاء الغموض ... فأنا اكره الغموض والأبطاء والتسويف في العلاقات الأنسانيه واحب الوضوح والمباشرة دون زيف اومايسمى الملاوعة والتلاعب بالعواطف ... فاما ان نمضي سويّــا في طريق واضح الممرات مرصوف العواطف الصادقه تحفّ به اشجار الحب من كل جانب .. او يسلك كلّ منّا طريق آخر
( ويرتاح ويريّــح ) .... هذا مفهومي للعلاقات الأنسانيه ... والحب والعواطف .


بعد الأيام مضت اسابيع ثم شهور لم تبلغ السنه .. الا انها كانت نعمة من الله لتهدأ عاطفتي وانام هادئا ناسيا غير مبالٍ لرنين الهاتف المزعج احيانا .
ولـكن . و آه .. من ... لـكن .............!!!
في احد ايام احدى الشهور في واحدة من سنوات عمري الشقية الملتهبة .. احيانا ..
النائمة المسترخية احايين اخرى ..
دلفت منزلي قادما من عملي ظُهـراً ... فاذا برنين المسرَة يرحب بمقدمي ... لم اهتم كثيرا ... وبدأت اتخلّص من هندامي تباعا .. ثم نحيت صوب صديقي المزعج ...

تناولت يد المسـرّة وهتفت : آلـو ...؟

فأجاب الطرف الآخر الناعم الحالم : مساء الخير ... كيفك ياسعود .؟

آه انها هــي .. ليتها امامي كنت خنقتها ..
ليس حبا ولاكرها انها حالة جلاء الغموض تلبستني ... .. كظمت غيظي .... اجبت وظاهري يعلن خلاف مابداخلي من مشاعر
قلت : بدري .. تــوّ الناس ... ؟!
قالت :عرفتني ...؟
قلت : وهل يخفى القمر عند اكتماله او (( كسوفــــه ))
فهمت قصدي .. وردت :
ـــ نعم انا آسفه ... مضى وقت طويل بعد تلك المكالمه .. ولكن انت لاتدري ماحصل معـــي بعدها ...؟
ـــ لايهم . هل اتشرّف بمعرفة محدّثتي ..؟
ـــ نعم هذا حقك
واصلت كلامها وسألت : هل تذكر ليلة زيارتك لمنزل آل فلان ..؟

ـــ من حوالي سنه تقريبا ...
ـــ وهل تذكر ماحدث تلك الليله قبل وصولك لذاك البيت ...؟
ـــ سكتّ قليللاً وأجبت : لاأذكر ولاادري عن ماذا تتحدثين ..؟
ـــ ذاكرتك ضعيفة .. او ان الأمر لايعني لك شيئا ... أنسيت حادثة التصادم في الحــي ؟
ـــ أيـه . نعم . تذكّــرت .
ـــ أتذكر اني دخلت معك نفس المنزل في تلك الليله ؟
ـــ من الباب الآخــــر .
ـــالحمد لله ... وصلنا .
ـــ لم نصل بعدْ . ماعرفتك ؟؟
ـــ هل تحب ان اقول لك من انا ... ام ........

ـــ قاطعتها : سيدتي نحن لسنا في برنامج الغاز واحاجي .. قولي من انتي .. ثم احكي ماتشائين ..
ـــ كعادتك يا ( سعود ) دايما مستعجل وهذا احد اسباب الفراق .
ـــ اشتقت لمعرفتك .
ـــ انا ((( هيــــا ))) عرفتني) .?
ـــ لأ . الأسامي واجد .
ـــ بنت ......... وكنا جيران في حي ......... وكان .............
(( قاطعتها ))

ـــ نعم نعم . تذكرت . الله يالدنيا . والله زمان ........وين الناس ....... وش اخباركم .... والأهل وشلونهم ..
ـــ وحده وحده . قدامنا وقت طويل نحكي فيه .. (( اترك عنك العجله ..))
ـــ اذن انتي اللي كانت بالسيارة ..؟ وانتي من دخل منزل اهل صاحبي .

ـــ نعم .
ـــ ياللصـدفـه .!
ـــ حلوة . ؟
ـــ أكيـد ... بس وش عرّفك بهـم .؟
ـــ ياسلام ... يعني مايعرفهم الا انت ؟
ـــ طيب من وين جبتي رقم هاتفي .؟
ـــ أعتقد ماهوب هاتف من المستحيلات .....؟؟ ( واتبعتها بضحكه )ـ

ــ كذا بداية ماهي طيبه ...
ـــ ضحكت بشدّة وقالت : مرح كعادتك .
ـــ شكرا وأجيبي عن سؤالي .
ـــ واجهتني بعض الصعوبه حتى عرفت الرقم والطريقه ماتهم المهم اني اكلمك الآن .
ـــ طمنيني عنك وعن أهلك .؟
ـــ تحب تسمع اخباري او اخبار اهلي ...؟
ـــ كلـــــكم .
ـــ الأهل .. اللي مات واللي مازال عايش واللي تزوج واللي مازال ..
ـــ مختصر مفيد .
ـــ أحســـــن .
ـــ وأنتي .
ـــ يهمك تعرف اخباري ؟
ـــ على الأقل عشان اعرف سبب الأتصال....؟
ـــ الســــــــلام و .... الشوق .
ـــ الشوق ؟؟؟!!!... قديمــه ... شوفي غيرها .
ـــ انت السبب .
ـــ عتاب تأخر سنين طويله ... ونبش في ماضي دفنته .
ـــ يعني ماتصدق انه الشوق ؟
ـــ نشتاق احيانا الى جدران منازلنا القديمه .
ـــ انا لست جمـــــاد .
ـــ لعل الجماد ... ارحم واوفى و....... أصدق .

ـــ الا تريد ان تسمعني بعد هذه السنين ..؟
ـــ ستكون رواية ماسخة لفلم هندي عرض اكثر من مرّه .
ـــ أنت قاسي .
ـــ قسوتك كانت ادمى .. وجرحها غائر .
ـــ اولا هل تعرف لماذا تأخر اتصالي بك بعد تلك المكالمة الليليه منذ شهور ...؟

(( ثم واصلت )) كنت مريضه وشارفت على الموت ... وسافرت للعلاج وعدت قبل اسبوع .
ـــ العلاج ام الفسحه .؟
ـــ هذا ردك بدل تهنئتك ... انت تظلمني كثيرا .
ـــ تعلمت الظلم منك .
ـــ اقسم اني كنت اعالج بالخارج .
ـــ تكفير عن اخطــــاء .

((( احسست ان ردي كان قاسيا جدا عليها لأن لهجتها تغيرت عن البدايه .. فقد وجمت قليلا ثم قالت بانفعال فيه عتاب واسف )))

ـــ كلنا خطاءون هل انت ملاك ... ؟

هل افعالك كلها صائبه ؟ هل انت خلاف البشر ؟ هل الظلم عليك وحدك دون سواك ؟
... لا . لا . (( ياسعود )) ... انا لست قديسه وانت لست ملاكا يمشي فوق الأرض .. كلنا بشر كلنا اخطاء .. جميعنا جزء من هذا المجتمع ... لانتحرك بمعزل عنه ... أحيانا نضطر لقبول امر ما دون رغبتنا وخلاف مانحب ... ارضاء او خوفا .. او .. او فلماذا تقسو علي لأني تزوجت رجلا آخر رغم ماكان بيننا من حب ... لماذا تظلمني ؟
هل كان علي ان اقدم لك في حينها تقريرا وافيا بالأسباب وبما حصل هل كان يرضيك ان آتي الى منزلكم اجثو امامك لترضى وتقتنع ويكون ثمنه كرامتي وسمعة اهلي ونبذ وتحطيم مانشأنا عليه من تقاليد وتربيه وخصوصيه ... هل سيروقك وتسمو بي لذاتك .. وهل اضمن انك لن تحتقرني فيما بعد وتركلني بعيدا عنك وتتبرأ مني .. هل كنت ستفخر بي لو تصرفت بعاطفتي وبإسم الحب دون عقلي واحترامي لك ولذاتي ولما بيننا ... بعد زوال الرغبة وبقاء الواقع هل كنت سترضى ... اجب ... اجب ...

انت ظالم . ظالم . وقاسي ولاتعرف من الحب الا وجهه الحسن الجميل ... لاتعرف معنى الحب او التضحيه انت لايهمك الا ذاتك وانانيتك ووجودك .. انا ضحيت من اجلك من اجل ان يبقى حبنا طاهرا نقيا خالدا .. ولكنك لم تعرف هذه المشاعر او تقدرها .. انت ... انت ........ ؟

ثم دخلت في موجة عنيفة من بكاء حارق وشهيق لم يتوقف .و. اغلقت السماعه وانا بدوري حذفتها فوق مسندها ثم تراجعت مذهولا محبطا وتناولت اقرب كرسي وجلست مشتت الفكر مقبوض الفؤاد واجتاحتني احاسيس متنافرة .
لم استطع تحديدها
بين ماضٍ بارق مشرق ... امانيه للعيش الجميل تسبقه .
ثم موقف جاء بعد سنين كاد فيه الجرح ان يندمل

.. وبعد ان انخرطت احيـا كأي انسان آخــر ...
جاءت لتحييه مكالمة غير منتظره في وقت غير مناسب .
اسندت رأسي على كفي واطرقت ساهما الوم نفسي مرة وانتصر لذاتي مرة اخرى
احسب نفسي جلاّدا واخرى ضحيه ..
وعافت نفسي كل شيء . كل شيء
وتمنيت لو جاء النوم .......... ولكـــن !


نلتقي بعد الفاصل ....للرابع ( سعود )


هدايـــــــا :

من الحياة نجدل قصيدة الحب وللحب نغني انشودة الحياه ( سعود )



بحبك في قربك وبعدك بحبك لوحدك
ومهما تقسى عليّه ماحملش منك اسيّــه
( فريد الأطرش ــ مأمون الشناوي )

 

التوقيع



لا أخشى عليك ياوطن من الأعداء الظاهرين
إنمــا خوفي عليـك المنافقين
( سعود)

سعود القويعي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-18-2013, 06:23 PM   #18
سعود القويعي
( كاتب وناقد )

الصورة الرمزية سعود القويعي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 535

سعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


هيا ـ عطر الأيام ـ ماذا بعد ؟ ( الفصل الرابع )

بعض من عرفت



مضت ايام ..
في احدى الأمسيات الجميله الحالمه وكنت قابعا في حجرة المكتب ، استمع بكل جوارحي منتشيا لأحدى نغمات موسيقاري المحبوب (( فريد الأطرش)).. لحن استمع اليه لأول مرة وصلني بالبريد صباح نفس اليوم من احد اصدقائي شركاء الهواية ...
وبينا انا منسجما اعيد واكرراللحن لأسبر اغواره واتشرّبه ... اذا صوت الهاتف يصافح اذني ...


مددتُ يدا متثاقله لبكرة جهاز الأستماع اخفض الصوت وباليد الأخرى تناولت يد المسرّة و...
هتفت هامسا : آلــو ..؟
ــ آلو ... السلام عليكم ...
(( عرفتها .. فاعتدلت في جلستي ))
ــ و رددت مرحِــباً: أهلا وسهلا ...
ــ كيف حالك اليوم ...؟
ــ الحمدلله ... وانتي ..؟
ــ الحمدلله .
ــ اعتذر عمّــا بدر مني من كلمات .. كنت جافّــا .
ــ الأعتذار مشترك .. ردودك اظهرت اظافري من دفئها ... آسفة ان كنت ضايقتك .
ــ دعينا من هذا ... كيف امورك .؟
ــ نحمد الله على كل شيء .
ــ هل نواصل مابدأناه ظُهر ذلك اليوم .؟
ــ ماقلناه لايستحق ان نكمله .
ــ صدقتي معك حق .. اردت ان اعرف ماحصل معك من بعدي ولم استدل الى طريق الدخول .
ــ لاعليك ... هل اروي لك قصتي بعد فرقتنا ... ؟
ــ كما تشائين ..
ــ كن حكما عادلا منصفا ..
ــ انا لم اكرهك يوما ولكنها احاسيس تملكتني وانتهت ... تفضلي ...
ــ فرض علي اهلي زوجا لاأعرفه وكان لابد من القبول والرضى ... لم يكن لي خيار ... وانت تعرف ان في تقاليدنا لاوجود لروميو وجولييت والحب بالنسبة لهم قصص وروايات واشعار و... بس !!
تزوجت زواجا تقليديا وسارت بنا عجلة الحياة رتيبة .......... ممله لامعنى لها سوى ممارسة طقوس يومية بلا طعم ... فكان الأنفصال طبيعيا بعد تراكمات زمنيه من الخلافات وعدم الأنجاب.......... بسببه
ــ قاطعتها : امتأكدة ان هذه هي الأسباب ..؟
ــ قالت بدلال : لاتكن مغروراً
(( وواصلت ..))
ــ دام زواجنا احدى عشرة سنه .. وانفصلنا متفاهمين .. وكان لابد لي من الأستكانة فترة التقط فيها انفاسي وابحث عن مشاعري واعيد صياغة حياتي .


قلت بتهكم
ــ وكم دام زمن الصياغه ..؟
ــ اجابت كمن تنتقم : لم يكن بأطول من زمن ضياعك .
ــ قلت محتجا : لم اكن ضائعا .
ــ قالت : بل وايضا تائها حائرا .
ثم سكتت واردفت : اخبارك عندي
ــ وهل كان امري يهمك حتى تتسقّـطي اخباري ... ؟؟
ــ لم تكن مهما ولكني اردت الأنتقام من وضعي فيك ..!!!
ــ قلت ساخطا : يعني على رأي المثل :
(( اشمعنى بنتنا وبنت الجيران ... لأ ))
ــ قالت متذمرة : استح ...
ــ وهل انتقمتي بمعرفتك ...؟
ــ لم استطع ان انتقم من نفسي .
ــ غزل مكشوف ...
ــ لامكشوف ولامستور ... لاتحمّـل الأمور اكثر مما ينبغي .
ــ طيب ... اكملي يا ... غــاده ..!
ــ من ... غــاده ...؟
ــ السمّــــــــان
ــ لاتخلط الجد بالهزل .
ــ الحياة خليط بين هذا وذاك .
ــ ولكننا في ساعة جد .!
ــ كلانا يحدد مــاهيّــة الســاعه .
( أكملت )
ــ برغم ان انفصالنا جاء عاديا وبعد تفاهم الا انه اصابتني حالة من الأكتئاب واختلال في التوازن ... لأن مسألة الطلاق في حد ذاتها صعبة ومـرّة على المرأة ...
ــ وعلى الرجل ...
ــ لم تجـــرّبــها !!
فقـدُ الحبيب أمـــرّ .
(( لم تلتفت الى ماقلت وواصلت روايتها ))
ــ مضت اربع سنوات بعد طلاقي او تزيد قليلاً اصابني خلالها مرض جسدي .. لعل سببه نفسيا وهو القولون العصبي الذي كان يزاورني الفترة الأخيرة من عمر زواجي ولكنه اشتد علي بعد الطلاق بفترة . وظللت اتعالج منه فيهدأ مرة ويثور اخرى واستمر الحال ست سنوات علاج في الداخل والخارج ثم تطور الأمر الى حالة من العصبية الشديدة تجتاحني واغضب من أي شيء ولا اطيق حتى العلاج ...
وفي المرة الأخيرة نصحني طبيب في سويسرا ان اختلط بالناس كثيرا وامارس هوايات محببه وسهله والا.....
قاطعتها ضاحكا
ــ والا اصابك الجنون ..
ــ (( بسم الله علي )) لم اكن يوما مجنونه .. قلت لك انها حالة نتيجة زيادة الأكتئاب .
ــ ولكن ماقلتيه ... بداياته .
ــ انا طبيبة نفسي وادرى منك .. وافترض اني مجنونه ... هل تعتقد انك العاقل ؟!
ــ كلنا مجانين . (( ارتحتـــي ))
ــ ليس هذا موضوعنا ... المهم اني عاودت الخروج واختلاق الأسباب للتزاور والأحتكاك بالناس والصويحبات ...
وعندما رأيتني في تلك الليله كنت ذاهبة لأخت صديقك حيث تعرفت عليها في احدى المناسبات وهي امرأة رائعه
ــ العائلة كلها تستاهل المعرفة والمحبه .
ــ من زمان تعرفهم .؟
ــ كانوا جيران لنا في الحي الذي انتقلنا اليه بعد تركنا لحيكم .. .... الغير مأسوف عليه .
(( استفزتها عبارتي الأخيرة ... فقالت : لماذا تصرّ على اغاظتي .؟ـ
ـ ابداً كانت رحلة النسيان .
ــ نسيان من ؟؟
ــ الحي .. بأكمله .
ــ وهل .. .. نسيته ..؟
ــ الذكريات صدى السنين الحاكي .
ــ معك حق .
ــ هل انتهت معاناتك الصحيه ... اعنــــي ... قصتك .؟
ــ نعم . وعندما كنت بجوار صديقتي أخت صديقك ... ...
قاطعتها
ــ ((صديقتي أخت صديقك )) ... هذا عنوان قصه جديده ...
ــ قالت : لاتسخر واستمع : سألت صديقتي :
من اين تعرفون ( سعود ) اجابتني انكم كنتم جيرانهم . ومنها اخذت رقم هاتفك بعد ان عرفت حكايتنا .
اخذت نفسا عميقا وسألتها سؤالا مباشرا : وماذا بـــــعد ....... ؟
ــ هل ضايقك اتصالي .؟
ــ ابحث عن اجابه ....؟
ــ تغيرت كثيرا ...!!
ــ سبحان من يغير ... ولا يتغير ... انها سُــنّــتُ الحياة ياعزيزتي ... فالسن والأحداث ونظرة الأنسان للأمور تختلف وحكمه على الأشياء والناس يتحول من سنة لأخرى ... هذه هي حال الدنيا ...
ــ ولكنك لست كبيرا وماعرفته ان حياتك جيدة وهادئه ...
ــ وماذا بعد .............. ؟
ــ تعود لنفس التساؤل المرّ . .... كلانا اخطأ في حق الآخر ...
ــ انتي اخطأتي اكثر .. كان يجب ان تقولي .... لأ
ــ ليكُــن انا اخطأت اكثر .
ــ اعتراف.؟
ــ تقرير واقع
ــ لم نصل لنهاية القصة .!
ــ مابيننا لم تكن قصة للتسليه
ــ ماذا كانت ؟
ــ كانت عمرا وان كنت تريد تسميتها بالقصة ... ليكن لك ذلك ... ولكني اريد ان اسألك سؤالا مباشرا :
ــ وهـو ....... ؟
ــ هل شعورك نحوي كما هو ...؟
ــ لم اتجمد خلال الزمن المنصرم .. ولستِ تلك المرأة منذ عشرون عاما ..
وهذا زمن يقف حائلا بيني وبينك .!

ــ هذا صحيح ... ولكني لازلت اتنفس واتحرك واشعر .. لازلت موجودة متفاعله .
ــ جميع الأحياء يفعلون ذلك ... ولكن غالبيتهم لايعنون لي شيئا سوى انهم بشر مثلي ..
ــ ولكني بالنسبة لك اختلف ...
سكتت تنتظر ردا ولما لم تجد واصلت تقول بوضوح :
ـ لماذا لانمنح انفسنا فرصة ... لماذا لانوقظ ماكان بيننا ... انه لم يمت ... انه في بيَــــــــات ... يحتاج الى من يحركه .
ــ صدقيني اذا قلت لك ان هذا امر يسعدني وقد يخلق مني انسان آخر متجدد... وبرغم ماقلتيه عني في المكالمة السابقه من اتهامات في مشاعري وسلوكي الا اني اغفر لك تلك القسوة لأني اعرف دوافعها .. وارجو ان تغفري لي انا ايضا ماكان ...وليأخذ كلُّ منّـا مايستحق ...
عزيزتي انتي لك وجهة نظرك كأنثى وانا كرجل .. وان كانت مشاعرنا العاطفية اختلفت عما كانت عليه الا انه يبقى الاحترام المتبادل والأماني الصادقه .
قالت كمن تدافع عن نفسها :
ــ لاتعتقد اني ادلل على نفسي .
قاطعتها
ــ لم أقل هـذا واقدّر مشاعرك واحفظها في مكانها اللائق .
ــ ســعود ..
ــ نــعم ..
ــ ان مادفعني الى ذلك شيء كبير بداخلي
مشاعر تلبستني ودفعها ماكان بيننا من حب حقيقي وأحاسيس راقية ساميه لم تمزقها صعوبة الأحداث ومُـــرّ الفراق وغدرالأيام
تلمست منها رائحة ذكريات حلوة رائعة لزمن جميل باسم احتوى كل البرائة والطهر .
احساس قاسي بالندم على ضياع زهرة العمر ... وحقدٌ على اوضاع لم تكن لنا يد فيها نتيجتها مانحن فيه الآن.... ......... شوق ولهفة للعودة العاقلة المجنونه الى .. ماكان .
تقديس لمعنى الوفاء و.... نبذ الماضي بكل مافيه من سلبيات .
ولاتتصور مدى حيرتي وترددي وكآبتي وانا ابحث عنك ....... وتساؤلي الــمرّ عن وقع هذا عليك
و نتيجته..؟
هل توافقني على ماقلت وهل تقرّ تصرّفي هذا ام انا مخطئه ... ؟ ..
هل استرخصت نفسي ...؟
هل جرحت كرامتي ..؟
. اجبني ... .... اجبني ... ... هل انا كذلك ...؟
ــ ابــداً عزيزتي لم ولن تكوني يوما رخيصة واقدّر جداً احاسيسك واحفظها لك ............. انتي ناطق رسمي بأسم مشاعرك التي دفعتك للأفصاح ...
لم اكن يوما محظوظا لأفوز بك وبهذه النفس النبيلة المرهفه .
اهنئك على صدقك مع نفسك . . ولو ان كل انسان صدق مع نفسه لانتحرت الحيرة والتردد من افعالنا ....
ماقلتيه يسعد أي رجل يسمعه ..
قالت بهدوء مشوب بالأمل : الحمد لله ان رأيك فيني لم يتغيّر .
قلت لهــا : اسمعيني جيدا يا ( هيا )..... لو قلنا عفا الله عما سلف .. وان المخطيء هي الظروف والمجتمع و... الخ واكملنا مشوار الحياة معا .
هل تعتقدين ان تلك الفاصله لن يكون لها تأثير على علاقتنا الزوجيه .... ؟؟
ــ أي فاصله تعني ...؟
ــ تلك الفاصلة التي سقطت من بين دفتي كتاب العمر .
واعني السنوات الفاصله بين بداياتنا الرائعة و عودتنا ..
هل انتي متأكدة يا ( هيا ) انها ستسقط من اجندة حياتنا ؟؟
ــ تعتــــــــذر ..........؟
ــ ليس اعتذار .. عرضك هذا له مكانته الغاليه العاليه ولكني احاول ان اضع مستقبل العلاقة تحت المجهر وازيّنه بحروف العقل بلا استعجال ذكرياتي او اندفاع عاطفي ... صدقيني ان غول تلك الفتره البينيّـة سيُطِــلّ برأسه عند ادنى مشكلة حتى لو كانت غير مقصودة.
ــ انسحــــاب ؟
ــ لأ ..... حديث مع عشرون عاما مضت لابد له من قراءة متأنيه ... هل تسمحين لي بهـــــا .؟
ــ لــك هذا ..
انتهت المكالمة عند هذا الحد .. على ان نكمل فيما بعد و اكون اتخذت قراري , العودة او النسيان ؟

نلتقي بعد الفاصل ( سعود )


هــديه :
انّي خيّرتك فاختاري مابين الموت على صدري
او فوق دفاتر اشعاري
اختاري الحب او اللاحب فجبنٌ ان لا تختاري
لاتوجد منطقة وسطا مابين الجنة والنار
نزار قبّانــــي

 

التوقيع



لا أخشى عليك ياوطن من الأعداء الظاهرين
إنمــا خوفي عليـك المنافقين
( سعود)

سعود القويعي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-26-2013, 03:08 PM   #19
سعود القويعي
( كاتب وناقد )

الصورة الرمزية سعود القويعي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 535

سعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


هـيا ـ رقصة دمعه ( الفصل الأخير ـ 5 )

بعض من عرفت

امن العدل انهم يردون الماء صفواً وان يكدّر وردي
امن الحق انهم يطلقون الأسد منهم وان تقيّد اســدي

( حافظ ابراهيم )

استهلكني اسبوع بعد تلك المكالمه وقراري كبندول الساعه ... تجنح به العاطفة حتى لتقودني للأستسلام ...
ثم يمسك به العقل فيعود ادراجه ليحتظن الوحده ويغنم من السلامة بالأياب ؟؟!!
آهٍ ... يا ( هيا ) ماذا فعلتي ايتها العزيزه ...؟
من جـــاء بـك ...؟
لماذا ايقظتني من بياتي ...؟
ماذا افعل ... بـــي ؟

قلبي ينادي : انت ملاح الحب .. لماذا تخشى امواجه ....
رائحة الورد تعلوها الأشواك ... وطعم العسل بعد العلقم يحلو مذاقه
لما التردد ؟ اقذف بنفسك في اتون الحب وليحرقك ان استطاع ... ولكنه لن يقــوَ ... لأن مشعله بيدك تحرّكـه كيف تشاء ... ولابأس ان تصطلي به . ان تذوق مراره ... ولكنك ستبقى حياً تتنفس ... لأن
(هيا ) بجوارك ... معك ... تزاحمك ... تقرأ في عينيها الجميلتين كل لغات العالم التي تحكي عن الحب .
لاتتردد ...
انها الحياة تدور دورتها من جديد . اعادتك طفلا لكي تلهو بكل براءة في بستان ( هيا ) تقطف ماشئت من ازهارها .
لاتتردد ...
( هيا ) تنتظرك لتعيد قراءة مابينكما قبل ذاك الفراق اقبل فقد اقبلت عليك الحياة .
لاتتردد ...


هاهي السماء تمطر الحب من جديد
هاهي الأزهار تغمر القلب وتعيد
هاهي الأنسام تلامس شعرها الحريري التليد
ياقلبي .... أرحم قلبي ...... يالشيطان الحب العنيد
سأبحث له عن قاتل ... سأخلق منه شهيد

ضغط قراري بأصابع الزمن ليسمو الى عقلي الممسك بتلابيب الحاضر ليهزني بعنف ويقعدني امام مرآة الأحداث ويحدثني ويسائلني بهدوء ... وأجيبه ... نعم ... اريدها ان تكون بوابة عشقي للحياة وملهمة ابداعي ولكن دون ان تدخلها اليوم .. لأني لا اريد ان افقدها ...
(هيا ) لن تدخل حياتي وحدها ... ستجلب بمعيّتها تلك الفاصله بين فراقنا ولقاءنا ... ستبقى حاجزا نفسيا بيننا في كل لحظه وكل جزء من الثانيه ... لأجل هذا لابد ان تبقى خارج حديقتي وردة في غصن حياتي ... لاأريد ان اقطفها فتموت.

من اجلنا اريد لها الحياة ... وان كان في الدمع نجاة فالبكاء يبلسم جراح القلب ويمسح احزان ركمتها السنين وكما ان الأحزان ينابيع الألهام فأن الدموع تجليها .
غلب عقلي قلبي ... فقررت ان الملم جراح قلبي واهديه اكفانه ليستريح بدل معاناة المرض .
اخترت مُكرها ان يدوم الفراق وان كان ثمنه مزيدا من الألم لقلب اثخنته جراح الهجر وسوء الحظ وعناد الحب .
كان قرارا صعبا جداً ... كنت كالذي يمر بلحظات التداوي من الأدمان ...
انتظرت مكالمة القرار الصعب ... فقد حددت لي وقت المكالمه ولم تحدد تاريخها... و... أخيرا جاء رنين الهاتف مزعجا كأنه سكون القبور ...
اقتربت منه كمن يدني رأسه من المقصله ...
استلمت يد المسرّة بيد متخاذله وأجبت وانا اضغط بأسناني على شفتيّ :

ــ آلــو
ــ ســعود
ــ أيــوه
ــ انا ( هيا )
ــ أ ... أهـلاً
ــ وشفيك..؟؟
ــ ابدا ... انا بخير.
سألتني مباشرة ــ ولعلها ارادت حسم الأمر بدل لحظات الأنتظار القاتله.
ــ قالت : ... ايش قررت ؟
قلت وقلبي يخنق صوتي ودمعي يجفف حلقي :
ــ قررت الأبتعاد
قالت :
ــ كنت اتوقع ذلك
ــ لاتفهميني خطـأ
ــ لا ... ماعليك ... انا فاهمتك صح واتمنى لك حياة طيبه ... وآسفه على ماحصل .
ــ ... ...
ــ الا تودعنــي
ــ ... ...
ــ مع السلامه واسمع عنك كل خير .... و ... اقفلت السماعه.
... اصابني طنين في اذني . وظننت انه المساء ونحن ظهراً .
الوداع يـــا ( هيـا ) ...

* سنلتقي يوما إن شاءالله فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ *

انتهت




هدايـــــــا :

كنا الهوى كنا الأحباب كنا الحيــاه
بعت الهنا بخداع كذاب وجريت وراه
فــي القـــلب نـــــار وجـــراح صــابر عليـــها ازاي
ابـــــكي علــى اللـــي راح والا علـــى اللي جـــــاي
ايام تجري بربيع عمري وشكوى قلبي اليك ياربي


***

جددت حــبك ليه بعد الفؤاد ما ارتاح
حرام عليك خليه غافل عن اللي راح


***
يافرحه كانت ماليه عنيّه
و استكثرتها الدنيا عليّـه



القادمه (( زَهــوه ))

 

التوقيع



لا أخشى عليك ياوطن من الأعداء الظاهرين
إنمــا خوفي عليـك المنافقين
( سعود)

سعود القويعي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 02-05-2013, 06:51 PM   #20
سعود القويعي
( كاتب وناقد )

الصورة الرمزية سعود القويعي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 535

سعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


ان في صدري يابحرُ لأسراراً عجــابا نزل الستر عليها وانا كنت الحجابــــــــا
وبها ازداد بُعْداً كُلّما ازددتُ اقترابـــــا واراني كُلّما اوشكتُ ادري ولست ادري
ايليّـا ابو ماضي


(( لم اكن يوما دون جوان او فالنتينو ولكنها احداث فرضتها ظروف وزمن واحتياج وصدف وحظوظ
بعضها سعيت لها والبعض سعى الــيّ ..فإن رأيتني كذلك فقد انصفتني ... وإن لم ترني فلم تظلمني))
سُـــعود


بعضُ منْ عرفـتْ

ياهل ترى الليل الحزين ابو النجوم الدبلانين ابو الغناوي المجروحين
يقدر ينسيها الصباح ابـــو شمس بترش الحنيــــن
عبد الرحمن الابنودي
زاي ( ز )
بعد تتالي رسوبي المشين في مشوار الدراسه ، قررت ترك الدراسه غير مأسوف عليها واتجهت لدراسة تخصص صناعي يتيح لي مواصلة مشوار حياتي ويؤمن لي باب رزق اعتاش به
عند بدء الدراسه كنت استعين بالحافلات لإيصالي لمقر دراستي
ثم استطعت بمكافآتي القليله ان اؤمن لي( دراجه ناريه موتور سيكل) ولأنها مركوب صغير وسهل الحركه فضّلت الشوارع الصغيره بين الأحياء بعيدا عن زحمة الشوارع الرئيسيه .
اتخذت من الشوارع الفرعيه والسكك التي تربط الأحياء طرقات يوميه اجوبها ذهابا وايابا .
في احدى الزوايا التي اذرعها كل صباح المح فتاة تلبس المريله وتتأبط حقيبتها شأنها شأن كثيرات كل صباح يتنتظرن حافلة المدرسه .
اراها تقف وحيدة في نفس التوقيت والمكان ، مشهد يتكرر ولايتغير
استنتجت انها لابد انتبهت الى راكب الدراجه الذي يخطر امامها كل صباح ، لأني الحظ راسها يتابعني حين اقبل واحاذيها وابتعد الامر الذي جعلني اركن الى تهدأة المسير حين ادنو منها والتفت اليها فأتطاول وابتسم واواصل طريقي .


ذات صباح وعند مدخل سكة وقوفها رغمت الى التهدأة والوقوف فقد حفروا بالأمس وسط الشارع لتمديد مواسير ولكي اتمكن من المرور بسلام لابد من التعامل مع اكوام التراب حتى اتجاوزها ، وكانت فرصه وسبب للوقوف غير بعيد من فتاة المدرسه التفت ناحيتها وحين وجدت عيناها تشخصني ابتسمت لها فردت بابتسامه او هكذا تخيّلت , وهي تلتفت حولها خشية ان يلحظ احد فعلتها برغم ان السكه ليس فيها سوى العمال اللاهين بأمر الحفره وبعض من يسير لشأنه من الناس ، اشارت لي اشارة خفيفه ان اقترب منها وكنت مترددا مدهوشا الا ان من هو في مثل سني حينها لديه من الجرأة وعدم تقدير الأمور جعل الأمر سهلا
دنوت منها فناولتني ورقه صغيره مثنيه اخذتها على عجلة وتجاوزت اكوام التراب مسرعا انشد الوصول لمعهدي ولااظنه حبا في المعهد بقدر ماهو فضول شديد اعتراني لأقرأ مافي الورقه
في المعهد تظاهرت مع احد الجدران وفتحت الورقه على شعاع الشمس المشرقه وقرأت في ما قرأت :

صباح الخير ، حابه اتعرف عليك ، عجبني مرورك كل صباح ، انتظر ردك .

بللت يدي الورقه ولاأظنه بفعل الشمس ونحن شتاءً ، ولااخفي انها شغلت فكري طوال الدرس واليوم والليل
ماذا اقول وبماذا ارد؟
من هي ؟ ماذا تريد؟
نفضت الحيره وقررت وكتبت في ما كتبت :

صباح الخير ، شكرا على اهتمامك ، كيف اعرفك ؟
الصباح التالي لم اجدها ، تضايقت واخذتني الوساوس ؟
هل رأى احد فعلتنا ؟ هل غيرت رايها ؟
كان ذاك يوم خميس وكان لابد من الأنتظار للسبت ، لأرى مايكون وبقيت ورقتي في غمدها .

صباح السبت وجدتها فغشتني راحه ، ناولتها الورقه ، وتابعت طريقي .
في الغد اقبلت ودنوت فناولتني مظروفا صغيرا خطفته من يدها وودعتها والى معهدي وصلت واتخذت مكانا ظليلا بعيدا عن اقراني في الفصل وقرأت ، كلاما جميلا يملؤه الشرح والتفصيل عنها وحياتها لا أرى سببا لذكر كل مافيه ، غير ان اهم ماورد فيه
انها فتاة تعيش مع والدتها وحيدتين اغلب شهور السنه بسبب طبيعة عمل والدها رفقة احد الامراء ولاتراه الا اياما قليله كل بضعة شهور قالت انها بحاجة الى انسان يفهمها الى آخر كلام المراهقة او الحرمان ، وختمت بطلبها اذا كنت اوافق على صداقتها ؟
كتبت موافقتي .
فيما بعد عرفت عنها اخبار كثيره ، منها ان والدتها شبه منعزلة عن الناس فلا قريب ولا جار ، والأدهى ان امها تعاقر الشراب الذي يوفره زوجها لنفسه بكميات وفيره جعله جزءا من تموين البيت ، وجدت فيه امها سلوتها مع ماتقاسي من وحدة وهجر متواصل من زوج غيابه طويل ولأجل هذا نشأت الفتاة بين جدران صماء ، ثم جاءت مرحلة الدراسه لتجد متنفسا لها ورفيقات يؤنسن وحشتها وقت الدرس وإن كان البعض يتحاشاها قليلا لسبب سأذكره حين اصل الى وصفها .
في الصباح احسست انها تنتظرني وليس حافلة المدرسه ، ناولتها ردي بالموافقه .
وصباح آخر تناولت من بريدها الشخصي مظروف شممت رائحته قبل ان المسه ، كتبت فيه انها مستعده لأستقبالي في منزلها واذا وافقت على هذا اكتب لها لتحدد لي الموعد
وافقت فكتبت تقول انه بأمكاني زيارتها ليلا عند الساعة العاشره يوم الخميس القادم ، وكتبت وصفا لبيتها ولون الباب بدءا من مكان وقوفها .
همس لي خاطري ان في الأفق مغامرة جديده ومثيره تدخل حياتي وبشكل مختلف .
في الموعد المحدد رغم خوفي من مواجهة هذه المواقف في مجتمع محافظ ووسط متواضع وحصانة معدومه ، إلا ان هناك شيء يجذبني دائما لعله حب المغامره او الفضول او امر آخر يغشى وجدان مراهق ؟
وقفت امام الباب في الموعد المحدد ، وانا في ترددي لحظت الباب يفتح ويداً تشير لي بالدخول
ولجت مسرعا خائفا مترقبا ، المدخل خافت الإضاءه
اخذتني من يدي الى داخل المنزل ورأسي يدور فوق اكتافي يستكشف المكان .
وحين دخلنا احدى الغرف القليله اكتشفت امرا لم الحظه من قبل .... ان بشرتها سمراء !
تساءلت كيف لم الحظ يديها عندما كانت تقف في الشارع ؟
ربما السبب كان اخفاؤهما خلف اطراف الطرحه .
( زهوه ) هذا اسمها ، جسمها ممتليء ، قصيرة نوعا ما ، وجهها دائري ، عيناها واسعتان ، انفها مدبب شأن الغالبية ذوات البشرة السمراء ، فمها صغير شفتها السفلى كحبة النقانق الصغيره المنسدله ، طبعها هاديء وثقتها في نفسها عجيبه ، لم يتجاوز حديثنا كلمات اول لقاء ومايتعليه من حرج الموقف وحياء الأنثى وغرابة اللحظه .
لم استوعب بعض حديثها بسبب شرود ذهني
غادرت منزلها بعد منتصف الليل غابت عني فيها مرتين لتطمئن على والدتها .
قالت انهم يعيشون في عزلة عن الناس ورغم ذهابها للمدرسه الا ان اغلب زميلاتها يتحاشينها لصمتها وسمات الحزن على محياها وربما لونها الذي لم تختاره ووضع فرض عليها !
حين استلقيت على فراشي تلك الليله لم يغادر عيني خيالها ووجهها الذي يحمل قسوة هادئه وعينان تشكو الظلم والتهميش
ربما لو اتاحت لها الظروف وضعا افضل لأصبح لها شأن آخر .
لكننا لانختار اهلنا ولامجتمعنا ولا اسماء يستخدمها غيرنا حين يطلبنا .
صبيحة السبت لا أدري لماذا ابدلت طريقي ؟
هروب من لقاء آخر ؟ ام عدم اقتناع بما فعلت ؟
لم استطع تحديد مافي نفسي تلك اللحظه !
مع الوقت استيقنت اني لم اشأ مواجهتها كي لا أجرحها او اغضبها برفضي ذلك العرض الليلي .
كانت ترغبني زوجـــا .

انتهت حكاية زهوه ، القادمه فتاة الشات ( شمس )

 

التوقيع



لا أخشى عليك ياوطن من الأعداء الظاهرين
إنمــا خوفي عليـك المنافقين
( سعود)

سعود القويعي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 02-15-2013, 01:33 PM   #21
سعود القويعي
( كاتب وناقد )

الصورة الرمزية سعود القويعي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 535

سعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


لم نعتنق والهوى يغري جوانحنا وكم تعانق روحانا وقلبانا
نغضي حياء ونغضي عفّة وتقى ان الحياء سياج الحب مُذ كانا
( عزيز اباظه)


لم اكن يوما دون جوان اوفالنتينو ولكنها احداث فرضتها ظروف وزمن واحتياج وصدف وحظوظ
بعضها سعيت لهاوالبعض سعى الــيّ ..فإن رأيتني كذلك فقد انصفتني ... وإن لم ترني فلمتظلمني
ابوجمال


بعضُ منْ عرفـت

الحيــــــــاة مدرســــــة .... بــلا اســـــوار ( سعود )

(ش)
(شمس ) ليس اسمها الحقيقي مجرد معرّف في منتدى .
اسمها الحقيقي غريب , لأول مره اسمع به ولاداعي لذكره فهي لاتزال هناك في موقع قديم نسيت اسمه واظنه اغلق !
ولا أظنها تترك الكتابة والتحبير لأن يراعها شامخ وفكرها سامق , تشرف على القسم الديني !
امر اسفت له في ما بعد .
تحفظ الكثير من الآيات والاحاديث وتستشهد بها دائما في حواراتها وقد الجمت الكثير من محاوريها بما تعرف وتبرع بصياغته , تعرف الكثير في التاريخ والطب وقبلهما الدين والكثير من العلوم حتى الموسيقى لم تسلم منها علما وفهما
تعرف تواريخ السنفونيات والمقامات العربيه تتحدث عن زرياب والموصلي وكأنها ولدت معهم ! ثم تنثني على الموسيقى الحديثه فتراها تذكر تاريخ ناظم الغزالي في العراق ثم تنتقل الى المغرب لتتحدث عن الموشحات الاندلسيه قبل ان تهبط في مصر لتحكي عن محمد عثمان وسيد درويش مرورا بمن اتى بعدهما من فطاحلة الغناء والمسرح وبداياته منذ عهد سليم القرداحي وجورج ابيض ثم زكي طليمات ويوسف وهبي ولأنها تعلم عشقي لفن فريد الاطرش فقد ابدت اعجابها به ، اعجابا ظننته ينزوي تحت خط المجامله لولا انها اذهلتني بذكرياتها عن اغنياته واخص منها كلاسيكياته العابرة للقارات الساكنة في وجدان الإنسانيه ، كانت تردد بصوتها دائما بدايات ( سألني الليل ) و(قدام عيني ) وسواهمايالهذه المرأه موسوعة متنقله , عجبت لها وعجبت منها !
لم اصادف لعقلية هكذا علم ومعرفه من قبل !
ليتها وقفت عند علم تستقيه من بطون الكتب ، بل تحاور وتناور وتقول رأيا ثم تمدح وتنتقد وتعطي رأيا عن أي امر اوشخص قرأت عنه وعن علمه !
هذه هي ( ش ) حفظ , ذكاء ,علم , وثقة في النفس عجيبه .
بدايتي معها من خلال ردودي وحواراتي الطويله في ماأطرح وماتطرح ومايطرح سوانا من مواضيع ثم انتقلنا الى صندوق الرسائل الخاصه سرعان ماتحولت الى حوار الشات الذي دام اكثر من ثلاث سنوات .
بعد نقش الأنامل فوق لوحة المفاتيح تبادلنا ارقام الهواتف وتحاورنا سمعيا , ولاابريء نفسي من رغبة التقارب معها شاتيا وهاتفيا لكني اكره التطفل في مثل هذه الأمور وتركت لها زمام المبادره الى ان جاءت عروضها متدرجه هادءه واثقه .
انتقلنا بعدها الى الحوار المرئي ، فهو اوفر ماديا لأن حوار المسرّة يطول ولايكاد ينتهي كما ان الصورة تنقلك من مكانك الى متحدثك وتشعر انه لايفصلكما سوى سماكة الشاشه , ورغم رؤيتي لها عبر الأثير المرئي الا ان مصافحة عيناي لمحياها على الطبيعة امر آخر ومذاق بصري مختلف .
( ش ) تعيش في احدى المدن المصريه الساحليه , مصرية جذورها تركيه شركسيه , يعلن عنه مابقي من جينات اجدادها في وجهها , اصفها كما رأيتها ذاك المساء وهي تستقبلني مع والدتها في منزلهم :
وجهها ليس ناعما بقدر هيبته . عيناها واسعتان حادتان بلون طحلب البحر المعشب وانف متوسط الحجم متقدم يكاد طوله يخفي المساحة الصغيره فيما بينه وبين الشفة العليا ، شفتيها مكتنزتين متعانقتين لاترى اسنانها الا حين تنطق بعض الحروف وتأكل بعضها فأستعيد منها ماقالت لأفهم ؟
ذقنها متقدم قليلا حين اراه اتذكر بعض قادة الرومان في عصر القوس والنشاب , شعرها طويل يرتخي فوق كتفيها كأنه وشاح اندلسي , قالت فيه ولاّدة بنت المستكفي شعرا ليكون هكذا , فرقته في الوسط بطريقة اتساءل حين اراه كيف فرقته بهذه الدقه و اعطت كل جانب نصيبه بعدل وضمير . يزداد جمالا وسحرا حين يلامس صدرها ويحجب النهدين عن الفضوليين و يحلو لها دائما ان تعبث به وهي تتحدث او تفكر .


توافق طبعها مع شكلها واعتقد انها تستطيع قيادة كتيبة من الجند !
ومن ذاك الجندي الذي تأمره فلا يأتمر ، وهو يرى صرامة وجهها وحدة نظرها .
وأنقل عنها قولها إن عمرها قفز الثلاثين بقليل
كانت لها تجربة حب فاشله آثرت بعدها حرية قرارها وانغمست في القراءة وسماع الموسيقى
لاتؤمن بالزواج التقليدي وتبحث عن الإثاره حتى وراء البحار !
لديها استعداد ان تظل سنوات تبحث عن حل لأي امر شغلها حتى لو رآه الآخرون تافها لايستحق!
تعيش مع والدتها وشقيق اوحد يعمل في مونتريال بكندا مع زوجته ويبدو انه نسي ان له اما واختا وحيده لأنها لاتذكره دائما .
في احدى سفراتي الى ارض الكنانه سافرت الى حيث تقيم ولم يكن السفر لأجلها إنما كانت رؤيتها ضمن البرنامج !
استقبلتني بمنزل والدتها حيث تقيم وقدمتني الى امها كصديق من الرياض ولم يكن في الأمر أي حرج عليها لأن والدتها استقبلتني بكل ترحاب وكانت لطيفة جدا معي الأمر الذي ادخل الطمأنينة الى نفسي , فأنا صنيعة مجتمعي وعاداتي بداخلي وإن كنت في مجتمع يخالف بعض ماتعودت عليه .
قدمت لهم بعض هدايا جلبتها معي كنوع من المجامله .
كنت انوي العودة الى القاهره في مساء نفس اليوم لولا اصرارها على المبيت الى الغد كي تأخذني في جولة سياحيه لمدينتها .
وافقت على حرج مني فالأمر صعب .
خرجنا ثلاثتنا في سيارتها وتناولنا العشاء في احد المطاعم القريبه من المنزل ثم اخذتني في جولة سريعه على بعض الشوارع والمعالم .
بعد عودتنا الى بيتها سامرنا التلفاز بعض الوقت ثم استأذنت والدتها كي تنام .
ثم غادرتني ( ش) كي تهيء لي مكان نومي .
ثم عادت ترتدي لباس النوم وفي يدها كتاب تسألني ان كنت قرأته ؟
كتاب ( الأمير ) لميكافيللي ... قلت اني قرأته منذ زمن واحتفظ به فهو من الكتب التي نعود اليها بين وقت وآخر .
تركت الكتاب جانبا وبدأت حديثا في كل الأتجاهات
ورغم اعجابي بها وثقافتها الا ان مابدر منها اثناء جلوسنا من ايحاءات وانثناءات اطاح بالتمثال الجميل الذي صنعته لها وجعله قطعا يصعب لحمها !
فقد سألتها إنتي بالمنتدى امرأة اخرى .
اجابت ان حياتي الخاصه ملكي .
قلت إن خالف ماندعو اليه الى مانؤمن به فهي مصيبة و فصام فكري سلوكي ؟
؟ تبرّمت من حديثي الذي لم تكن تنتظر قوله مني . ومع ذلك تحدثنا كثيرا كعادتنا ولا انكر انها افادتني كثيرا بعلمها , بعد منتصف الليل بساعتين حسمت امرها وقالت وهي تنسحب :
تقدر تنام وسريرك جاهز , ثم تهادت الى مخدعها وتركتني .
في الغد اخذتني كما وعدت في جولة جميله وعرفتني على معالم مدينتها
وفي المساء استأذنت منها لاعود فلم تمانع واهدتني هدية جميله عبارة عن مجسم صغير لطائر يعتلي قاعده .
قبلته شاكرا وتركتها بعدما القيت التحية على والدتها وبقيت صور زيارتي لها في خيالي الى ان رجعت .
وحتى بعد ان رجعت لم تعد ايقونتها خضراء في قائمة الموجودين ! هل هي تنتقم مني بفعلتها لصدي لها ؟ هل خجلت ان تواجهني مرة اخرى ؟
مع اني لم ارفضها ادعاء طهر او فضيله ، بل لأني رأيتها فكرا تعاملت معه وعشقته ... هو هذا ...لاأكثر .
غابت شمس ( شمس ) ولم يبق لي منها سوى ذاك التمثال الصغير يزاحم ارفف الكتب في المكتبه .


وتلاشت ( شمس ) خلف الأفق .... الأخيره الحكيمه ( ليلى )

 

التوقيع



لا أخشى عليك ياوطن من الأعداء الظاهرين
إنمــا خوفي عليـك المنافقين
( سعود)

سعود القويعي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 02-20-2013, 12:10 PM   #22
سعود القويعي
( كاتب وناقد )

الصورة الرمزية سعود القويعي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 535

سعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


((( الحكايه الأخيره )))
انا في الدنيا شريد هائم وفؤادي من جواه في لهيبي
احمد رامي


بعض من عرفت

(( لم اكن يوما دون جوان او فالنتينو ولكنها احداث فرضتها ظروف وزمن واحتياج وصدف وحظوظ
بعضها سعيت لها والبعض سعى الــيّ ..فإن رأيتني كذلك فقد انصفتني ... وإن لم ترني فلم تظلمني))
سُـــعود


لام 2 ( ليلــى )
البدايه كانت في احدى ليالي الصيف البارده والنسيم العليل يلامس الوجوه ويتلاعب بأطراف الأقمشة فوق حبال الغسيل .
كنت خارجا من منزل صديق بعد استضافة قصيره .
يقع في حي يفصله عن حيّنـا احياء .
وحين قاربت سيارتي وهممت بفتح بابها إذا بصوت من خلفي ينادي : لو سمحت ؟
التفتّ فإذْ به يستمهلني ... ثم دنا وعلى محياه ابتسامة
صافحني مرحبا بكلمات معتاده و أردف قائلا :
والله ياأخي انا محرج ... لكننا في مشكله صغيره ولعلك تساعدنا في حلها .
قلت : لو باستطاعتي فلن اتأخر .
قال : لدينا عقد زواج وينقصنا شاهد !
رفعت حاجبي عجبا؟ وحين رأى عجبي قال :
لاتستغرب الموضوع ببساطه ان اخي جاء ومعه الماذون وانا معه شاهد وكان المفروض ان يأتي معنا صديق كشاهد لكنه تأخر واحرجنا , فأرجو ان تنقذ الموقف .
قلت : لكني لاأعرفك فهل يجوز هذا ؟
قال : نعم يجوز ومعرفة خير ان شاء الله , والمسألة تحتاج الى شرح لظروف هذا الزواج لكن الآن ليس لدينا وقت فإن كانت معك هويتك فتفضل معي مشكورا .
قلت ( متهربا ) لايوجد معي سوى رخصة القياده فهل تفي بالغرض ؟
قال : تعال معي وربما يقبل بها الشيخ .
تبعته وانا استغفر الله من هذه الورطه والموقف الغريب
دخلنا المنزل وسلمت عليهم واتخذت لي مكانا .
لم يكن فيه سوى الماذون والعريس واخوه الذي دعاني ورجل مسنّ عرفت انه والد العروس المنتظره .
قطع الصمت المأذون بقوله : توكلنا على الله .
قالها بلهجة من انتظر طويلا .
ناولته رخصتي متمنيا رفضه وانا اقول هل تفي هذه بالغرض
اجاب : طالما رقم الهوية موجود بها ( تقضي اللزوم )
ثم خرج والد العروس دقائق وعاد يطلبني ومن دعاني ان نتبعه للداخل .
ادخلنا غرفة صغيره بسيطة الأثاث في ركن منها تجلس فتاة تتوشح عباءتها ...
سألناها السؤال المعتاد إذا كانت موافقه فأجابت : نعم .
اكمل المأذون اجراءات الزواج وتهيأ للخروج وقمت معه
رافقني مضيفي وهو يشكرني على انقاذي للموقف ثم طلب تلفوني .
تحركت متجها الى بيتي وانا استعيد ماحدث واعجب له . واراحني انه زواج وليس طلاق .
بعد يومين اذا رنين الهاتف يصدح
اجبت فلامس سمعي صوت يستفهم عني وحين عرفني رحب وعرّفني بقوله انا فلان
( اللي شهدت على زواج اخوه من يومين )
تذكرته فرحبت به وجاملته بالأطمئنان عن العريس وعرسه .
طمأنني واردف قائلا : الله يحييك الليله حفل الزواج في نفس البيت , حاولت الاعتذار لكنه حلف علي فقبلت .
حضرت وتمت مراسم الزواج على خير مايرام .. حفل بسيط مختصر اقتصر على عدد محدود , ولم اعرف انه ايضا زواجا سريا الا فيما بعد وبسببه لم يحضر الشاهد الثاني . فعذرته ولعل في الأمور امور اجهلها !
بعد العشاء وفراغ المجلس انتحى بي مضيفي جانبا وبدأ بتعريفي بنفسه وموضوع الزواج .



اسرة تنحدر من وادي الدواسر ثلاثة اخوة وشقيقة واحده ( ليلى ) ... ميسوري الحال ويحملون شهادات عليا شقيقتهم في المرحلة النهائية في دراسة الطب
العريس شقيقه الأكبر سبق له الزواج وكرر فعلته بسرية على ان يعلنها في الوقت الذي يراه !
وحين عرف ان جذوري من ناحية الأم من نفس بلدتهم قال مازحا :
واضح فيك عرق الدواسر من موقفك معي .
قلت إن الشهامة من صفات العرب وليست وقفا على منطقة دون اخرى وإن كان الموقف احرجني .



بقينا ساعات نتحدث في كل شيء حتى عرف كلانا مايهم عن رفيقه . جذبتني اليه بساطته ومرحه ولطفه . لعلنا عزمنا ان نكون اصدقاء دون تصريح .
ناولني رقم تلفونه ووصف لي دارهم ثم شدد علي الزياره .... وعدته بهذا صادقا .



****



مضى شهر على تلك الليله ... وفي مساء رائق وانا اتصفح اجندة الهاتف بلا سبب !
وقع نظري على اسمه فرغبت السلام عليه .
فإذا هو يجيب ويستنكر غيابي وانه اراد الإتصال اكثر من مره لكنه تردد .
تواعدنا اثناء الإتصال على موعد محدد للتلاقي .
وفي مساء الخميس الموعود كنت اقف امام منزلهم البعيد جدا عن سكني .
داعبت الجرس فإذا الباب ينفرج عن محيّا صاحبي الذي رحب وادخلني مجلسا يدل محتواه وطريقة تنسيقه على قدرة وذوق رفيع .
انتشرت في اركانه التحف والأرائك وعانقت الحوائط بضع لوحات زيتيه مقلّده لبعض الرسامين العالميين .
ياله من مكان جميل كم هو رائع ان يكون المرء فنانا مبدعا في كل شيء .



****



تواصل حديثنا مع موجبات الضيافه بحوارات عديده عرفت منه انه يعمل في تجارة العقار وفضلها على الوظيفة رغم شهادته العاليه وشقيقه الاوسط موظفا مرموقا في احدى الشركات والاصغر غائبا في رحلة دراسيه ... شقيقتهم الصغرى كما ذكرت تدرس الطب في سنتها الاخيره وتخصصت في الجراحه وتقوم بالتطبيق بأحد المستشفيات .
عرف صديقي شغفي بالقراءة والموسيقى فقال ان شقيقه الاصغر وشقيقتهم لهما نفس الميول وبفضلهما اصبح في البيت مكتبه .
خرج ثم عاد يطلب مني رؤية المكتبه بعد ان اكثرت اسألتي عن محتوياتها .
في غرفة جانبيه تحوي مكتبة وطاوله وكراسي صغير اخذت بناظري واطراف يدي افحص موجود الأرفف .
مجاميع طيبه من الكتب قديمها وحديثها يغلب عليها كتب الطب بحسب التخصص ولحظت بين الكتب مجموعة قصصيه ناقصة الأجزاء ...
سألته فقال انها لشقيقته ... قلت ان المجموعه عندي كامله وهي في مضمونها الكثير من العبر الى جانب التسليه .
انتهت جولة النظر وعدنا الى حيث كنا , ثم غادرت بعد ساعتين من الحوار الشيق و صحاف القهوه وبعض اكلات خفيفه وكنت قد اشترطت على مضيفي ان لاتتجاوز الضيافه ماتم تقديمه .

نلتقي بعد الفاصل
هديــــــــــة
زعموا حبي ياقلب خطايا لم يطهرهــــــــــــــا من الاثم بكايا
كلما نفضت عيني الكــــــــــــــرى لم اجد بين ذراعي سوايا
آه من نومي ومن صحوي ومن ساعة تعلن او تخفي اسايا
( من ... الخطايا / كامل الشناوي )

 

التوقيع



لا أخشى عليك ياوطن من الأعداء الظاهرين
إنمــا خوفي عليـك المنافقين
( سعود)

سعود القويعي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04-22-2013, 09:37 AM   #23
خلف المهيلان
( شاعر )

افتراضي


مدهش ياسعود كن بخيرود

 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
[COLOR=#7a1d42][FONT=Tahoma][B]«من عمل صالحا من ذكر أو أنثى و هو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة»

خلف المهيلان غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04-24-2013, 06:09 AM   #24
سعود القويعي
( كاتب وناقد )

الصورة الرمزية سعود القويعي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 535

سعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


الفصل الثاني

بعض من عرفت




شرّفني صديقي الجديد بزيارة بعد تذكيري له باتصال هاتفي واهديته مجموعة الكتب الناقصه عندهم اخذها شاكرا واعدا بإعادتها قلت انها هديه وعندي منها مثيلات .
وحين همّ بركوب سيارته التفت الي وكأنه تذكر شيئا وقال :لماذا لاتزورني في مكتبي العقاري وتاخذ فكره عن شغلنا .
قبلت دعوته شاكرا ... ناولني العنوان ومضى .
شهورا طويله تنامت خلالها صداقتنا تبادلنا خلالها الزيارات وبلغ انسجامنا غايته , علمت ان والدهم متوفي ووالدتهم بقيت في مدينتهم ... رفضت مغادرتها وترك اهلها ونمط حياتهم ويزاورها ابناءها بين الحين والحين.
وفي احدى الزيارات اهداني مجموعة طيبه من الكتب قال انها هدية من اخته ( ياللنفس العاليه ... لم تشأ إلا ان ترد مجاملتي بمثلها ) .
لمسة جميله من انثى رائعه .

اصل هنا الى بداياتي مع ( ليلى ) الجميله الحكيمه ... من خلال مكالمة هاتفيه مني لمنزلهم في زمن الهاتف الثابت اسأل عن اخيها ؟
صافحني صوتها وكانت المرة الأولى التي اسمعها ....
هادءا مستفسرا ... عرفتني فرحبت وقالت : اهلا بالشاهد !
قلت : أي شاهد؟
قالت شاهد العرس ؟
قلت : اوعلمتي بهذه ؟
قالت : خلاص كل شي اصبح معروف ورضوا بالأمر الواقع .
حمدت الله ان الأمور جيده و لم اكن طرفا في مشكله .

دقائق اثيريه تحدثنا خلالها عن امر زواج شقيقها و انعطفنا على موضوع الكتب .. احسست من مفرداتها اني مع امرأة مثقفه واثقه .
اخذ الحوار مناحي بعيده ... تحدثت في العادات الإجتماعيه وتخصصها الجراحي والقرارات الشخصيه الفاعله .
ثم انتهت المكالمة ... وتمنيت ان لو طالت قليلا فحديثها ممتع واسلوبها راقي .
في تلك الفتره كنت اعاني من الم اسفل جنبي الأيسر , كان يغيب ويعاود المه وحين يشتد اذهب للطبيب فيكتب لي على مسكنات فيهدأ لفترة دون ان اقوم بفحوصات تستجلي سببه ولم افكر في هذا الأمر الى ان ظهر مكانه انتفاخا اخافني وادخل الشك في نفسي فكان لزاما علي اجراء الفحوصات .
فهمت من الطبيب المعالج انه كيس دهني لابد من عملية لإستئصاله .

ادخلوني المشفى وتمت العملية بسهولة , وكان علي البقاء لثلاثة ايام تحت العنايه اغادر بعدها المشفى .
من عادة المستشفى وهو تابع للجامعه ان يقوم مجموعة من الاطباء بجولة جماعيه يوميه صباح كل يوم على المرضى المنومين ويأتي معهم ثلة من الطلبه والطالبات كل بحسب اختصاصه وهي دروس تطبيقيه للطلبه وشيكي التخرج فيتابعون نقاش الأطباء ويسألون المريض ويسجلون شرحه لحالته .

احد الايام بعد ان انهى الاطباء جولتهم في الغرفة وخرجوا لمتابعة بقية الغرفات تأخرت احدى الطالبات وهي تتصفح اوراقي بالملف المركون فوق طاولة صغيره اسفل السرير وتنقل عيناها بيني وبين الورق ...
سألتني بصوت اقرب الى الهمس : تعرف فلان الفلاني؟
قلت : نعم
قالت : انا ليلى اخته .
رحبت وحاولت النهوض من رقدتي لأجلس وحين رأت عجزي دنت ورفعت الوساده وهي تقول الحمد لله على سلامتك وتعجبت من الصدفه ثم اردفت وهي تغادر : نحن الآن في جوله سأعود حين تنتهي جولتنا على المرضى لايصح ان اتركهم , وافقتها ودعوت لها بالتوفيق .

تناولت كتابا كنت احضرته معي لأتسلى ... لكني اعدته فلم اجد في نفسي الرغبة حتى لتقليب اوراقه
طاف بخاطري شريط معرفتهم من البدايه ليقف عند الدقائق التي مضت .
هناك احداث في حياتنا الوقوف عندها طويلا والتساؤل في امرها لاطائل من وراءه سوى الحيرة والعجب واستشراف مستقبل نرسمه بريشة خيالنا كما نتمنى ان يكون وقد يخالف مايأتي به الواقع ...
لذا اغمضت عيني طلبا للنوم .



نلتقي بعد الفاصل


هديه :
يبقى المرءطفلا حتى تموت امــــه ،فيشيخ (سعود)

 

التوقيع



لا أخشى عليك ياوطن من الأعداء الظاهرين
إنمــا خوفي عليـك المنافقين
( سعود)

سعود القويعي غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كيتــي (3 فصول ) سعود القويعي أبعاد القصة والرواية 6 06-17-2013 08:32 AM
( قشرا حياتي ) ،،! مرضي البلوي أبعاد الشعر الشعبي 14 12-18-2011 08:36 AM
فضل صيام عرفة فيْصَل الصَقّار أبعاد العام 4 11-05-2011 08:40 AM


الساعة الآن 01:46 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.