قراءة نقدية لـ نص (المريحانه) للشاعر بن طميشان.! - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
[ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 75156 - )           »          خذتي من وصوف القمر (الكاتـب : أحمد عبدالله المعمري - مشاركات : 0 - )           »          غياب القناديل (الكاتـب : أحمد عبدالله المعمري - مشاركات : 12 - )           »          أُغنيات على ضفاف الليل (الكاتـب : علي الامين - مشاركات : 1209 - )           »          ستقول لي: _ تعالي بما تبقى منك إليْ.. (الكاتـب : جنوبية - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 10 - )           »          مُتنفس .. شِعري ! (الكاتـب : سعيد الموسى - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 785 - )           »          نفثات مقدسة من أنحاء اخرى .. (الكاتـب : محمد الجهني - مشاركات : 0 - )           »          فَــوَاق ! (الكاتـب : ماجد العيد - مشاركات : 14 - )           »          وصب ! (الكاتـب : تركي المعيني - مشاركات : 155 - )           »          هــايــكــو (الكاتـب : حسن زكريا اليوسف - آخر مشاركة : تركي المعيني - مشاركات : 299 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النقد

أبعاد النقد لاقْتِفَاءِ لُغَتِهِمْ حَذْوَ الْحَرْفِ بِالْحَرْفْ .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-04-2008, 08:03 AM   #1
محمد يسلم
( شاعر )

افتراضي قراءة نقدية لـ نص (المريحانه) للشاعر بن طميشان.!


قراءة نقدية في نص ( المريحانه) لـلشاعر الإماراتي:
سعيد بن طميشان الكعبي.

بـ قلم: محمد يسلم
كتبَ في مايو/2008:

.



النص:





[poem="font="simplified arabic,4,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=1 align=center use=ex num="0,black""]
أوصّيك .. تقرا دايم آية من ( القرآن )=وصيّةْ محب .. يهمّه أمْرك و لك أمْرك


أعرْف العيون الحاسده من تصيب إنسان=على شان هذا .. حط بالك على عمْرك

دليل أنّك الأجمل .. من تبِين قالو : بان=جمالك رفَع قدرك و طيبك رفَع قدْرك
من يحبّه ( الله ) حط له بين رَبْـعه شان=و بين العذارى حط لك شان من صغْرك
أخايلْك تـتْمرْيَح و اْقول لْْك .. بالإحسان=ترفّق بـ قلبي اْلمنحبس في ( قفَص صدْرك )
تمريَـحْت كنّ المريحانه ( ورَق ريحان )=تصعّدْك و تنزّلك و اْروَح هوا ( عطْرك )
تمريَحْت كنّ المريحانه لها جنحان=تهبّك مهَب .. و لا تحرّك سوا شعْرك
تمريَحْت كنّ المريحانه بلا عمدان=أشوفك خيال يطير .. لكن عجزت أدْرك !!
كأنّك ( ملاك / إنسان ) في سحرك الفتّان !=و يمكن تكون العكس .. و السر في سحْرك !
ثمرْك الذي ثقّل على ميلةْ الأغصان=يثقّل عليك و لا يثقّل على خصْرك
يِميل الخصر في الدار لي ما بها عربان=بها بس ناسك .. و الأصول قْبلت عذْرك
و اْنا اْعذرك لو متغنّج و مترف و بطران=أهم الشروط تكون موجود في ستْرك
ثناياك .. وش فرْق الثنايا عن الرمّان ؟!=قراب لـ بعضهن .. قرْب ثغْرك على ثغْرك
و شفّتك .. ليش اللون الأحمر من الألوان ؟!=يغار إن طرو شفّتك و يضيع في حـمْرك !!
إذا مل شوف الشفّه .. تشدّه الأوجان= و اْذا مل الأوجان .. أعجبه شي في نحْرك !!
لـ سلسلتك ( الحمرا ) يأشّر .. و اْنا الغيران=خذَت نحرك و عاجز ألامس طرَف ظفْرك
بعدني بغيت أسأل عن الصوت في الآذان !=غريب انّي أسمع صوتك بـ وصلك و هجْرك !
و بسأل عن ( كحالك ) و ( مروَدْك ) ليش أحيان؟=أحس أنّهن يترقبّن .. صبحك و عصْرك !
حشا .. ما يلام اللي بحبّك غدا هيمان=تقول أترك الحب ؟؟ أحسن تقول : لا تتْرك
دخيلك .. متى ما موعد البعد عنّي .. حان=توكّل .. و لكن ( حط بالك على عمْرك )
[/poem]







المريحانه:
هي المُرجيحة أو المرجحانة،
ولـ خصوصية اللهجة الإماراتية في بعض ألفاظها تُبدِل الجيم ياءً.

 

التوقيع

.
أجملُ الأجملِ / أن لا تفقهَ شيئاً !
.
.

محمد يسلم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 09-04-2008, 08:03 AM   #2
محمد يسلم
( شاعر )

الصورة الرمزية محمد يسلم

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 148

محمد يسلم لديها سمعة وراء السمعةمحمد يسلم لديها سمعة وراء السمعةمحمد يسلم لديها سمعة وراء السمعةمحمد يسلم لديها سمعة وراء السمعةمحمد يسلم لديها سمعة وراء السمعةمحمد يسلم لديها سمعة وراء السمعةمحمد يسلم لديها سمعة وراء السمعةمحمد يسلم لديها سمعة وراء السمعةمحمد يسلم لديها سمعة وراء السمعةمحمد يسلم لديها سمعة وراء السمعةمحمد يسلم لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي




أولاً: التجربة الشعورية والبناء الفكري في النص.

1- مضمون النص:

يتضح أن الشاعر في هذا النص يصارع الزمن ويتنبأ بالمستقبل المؤلم، ويهيء نفسه لفقد(معشوقته) من خلال موقفٍ ما ربما كانت سبباً فيه وربما كان له ضلع وربما كان سوء فهمٍ وتقدير من أحدها، فعزفَ لنا منظومةً متكاملة تضمنت المرور على الذكرى ولم تخل من الأوصاف الحسية والروحية ( للمعشوقة) كما تضمن النص الإستهلال بالنصيحة، لما بعد الفراق بالتمسك (بالقرآن) كــ كناية عن أن حبه لها حباً عفيفاً طاهراً، ويستند إلى شرع الإله الواحد الأحَد.




2- سمات الأفكار


أ: الأدلة العقلية والوجدانية:
النص هنا وجداني بحت ولم يكتف الشاعر بالنظر بمنطقية إلى الأشياء، بل تجاوزها ليخلق منطقاً آخر يتناسب وأجواء العاطفة الخيالية، ويتضح ذلك جلياً في التراكيب المستمدة من فكر الشاعر وثقافته اللتي تحيط به.



ب: الوضوح:
من خلال صياغة الشاعر للقصيدة، ندرك أنه استخدم أفكاراً واضحة، ولا تحتاج من المتلقي عصر جزئيات تفكيره ليصل إلى معنى غير ظاهر ومبطن، ولم يخفِ الشاعر خلف لغته السلسة أي رموز مبهمة لأفكار غير واضحة.



ج: الجدة والإبتكار:
يتضح للقارئ أن الشاعر لم يقف عند التصويرات اللتي تناولها غيره في اللغة، بل تجاوز مرحلة التقليد إلى مرحلة التجديد وإختلاق أفق رحب وفضاء آخر ومختلف من خلال الأفكار التصويرية اللتي أعتمد على خياله الخصب في استنباطها وصياغتها بما يتناسب ومفهوم الإبتكار والجدة للفكرة.



د: الصحة والبعد عن الإضطراب:
النص بمجمله لم يضطرب الشاعر في توصيل فكرته للمتلقي، ولم يكن هناك خطأ أو إبتعاد عن المنطق اللغوي لها، ولكن تخللته بعض الدلالات اللتي أطفأت ولو القليل من (المتعة الفكرية) لدى المتلقي.



هـــ : الترتيب والتسلسل:
كل الأفكار الجزئية تنصب منتظمة مع الفكرة الرئيسية للنص، وعليه يمكننا القول بأن الأفكار كانت منتظمة ومتسلسلة حتى نهاية النص.




ثانياً: الألفاظ والبناء التعبيري في النص.


أ- ملائمة الألفاظ لإحساس الشاعر ومعانيه:
كانت ألفاظ الشاعر مناسبة جداً وغير منمقة أو مغصوبة على أحاسيسه في عموم النص، فنجد أنه لحظة الرقة يختار اللفظ المناسب لها ولحظة الإنفعال يختار ما يناسبها وكذلك لحظة التأمل في تفاصيل المخاطب ( المعشوقة)، كألفاظ:
( و شفّتك .. خصرك.. سحرك .. مرودك.. نحرك .. الخ )



ب- الدقة اللغوية والإيحاء:
موضوع النص ذاتي وبالتالي لا يحتاج للكثير من الإيحاءات ولكن قام الشاعر بمـواراة بعض الحقائق عن العذال والحساد تحت غطاء الإيحاء اللفظي، مثال ذلك كـلمة( القرآن) في البيت الأول، اللتي توحي للقارئ بعفة الحب وطهره وبعده عن الأبعاد الغير عفيفة، وكذلك كلمة ( ورق ريحان) اللتي توحي من الوهلة الأولى بأن الأنثى المخاطبة في النص من طبقة عليا أو ( برجوازية) أو هكذا أراد الشاعر أن يصور (محبوبته)، وفي تلك الطبقات تكون رائحة العطور الزكيّة وأنفاس الأزهار و ( المشموم) تحيط بسكان المنزل.



ج- التقديم والتأخير:
قدم الشاعر ما حقه التأخير في عدة أقوال كالمفعول، وفي هذه الصياغة أجد تمكناً لا معقولاً لدى الشاعر، وأيضاً تقديم الجار والمجرور على الخبَر مثال ذلك عندما قال (( على شان هذا .. حط بالك على عمْرك))، وفيها أيضاً لمسة إبداعية رائعه.



د- المصاحبات اللغوية:
لم يكثر الشاعر من المصاحبات اللغوية بشكل كبير، لأن النص لا يحتمل الإكثار منها، فعلى سبيل المثال ( الدار&العربان ... تصعّدك&تنزّلك ... مترف&بطران ).



هــ-المحسنات البديعية:
لم يعتنِ الشاعر كثيراً بالمحسنات البديعية وأكثر من تكرار بعض الألفاظ دون الخروج بها عن مرحلة الذكر الأولى، مثال ذلك ( رفع قدرك ) كما أني لم أجد طباقاً مناسباً للحالة اللفظية في النص عدا لفظي ( اترك& لا تترك ).


و- الأساليب الإنشائية والخبرية:
تطرق الشاعر للكثير من الأساليب الإنشائية والخبرية، ففي البيت الثاني (
أعرْف العيون الحاسده من تصيب إنسان
...على شان هذا .. حط بالك على عمْرك )، جاء على ذكر أسلوب النصح لغاية التأكيد وإلتزام المُخاطب بنصيحته مبرراً ذلك بعلمه، بنتيجة العين والحسد. و ( دخيلك ) وهو لفظ استعطاف والغرض منه لفت النظر والتنويه على ما بعده من تراكيب.




ثالثاً: البناء التصويري.

1-التصوير الجزئي:

أ: التشبيه
تناول الشاعر في النص العديد من التشابيه تراوحت بين التشابيه المبتكرة في قالب تراثي، مثال ذلك ( تمريَحْت كنّ المريحانه لها جنحان، فشبه الشاعر ( المريحانه ) بالطائر صاحب الأجنحة وعللها في الشطر الثاني من البيت مستخدماً أداة التشبيه ( كأن )، ولم أجد في النص أي تشبيه ضمني ولكن كانت محاولة الشاعر لتضمين الصورة في هذا البيت جيدة:
(إذا مل شوف الشفّه .. تشدّه الأوجان
.. و اْذا مل الأوجان .. أعجبه شي في نحْرك !!) فهنا قدم لنا الشاعر دليلاً حسياً مبهراً على إمكانية وجود الجمال الذي لا يمل، من خلال رفع اللون الأحمر نظره وخفضه حتى استولى على كل تفاصيل الوجه الرقيقة.



ب- الاستعارة:
لم يكثر الشاعر من الإستعارات، وكما هو معلوم الإستعارة هي الشعر والإكثار منها وعدم طغيان التشابيه يحسب للشاعر وثقافته، شخصياً أقتنع ان الشاعر يملك الثقافة ويملك الفكر الجميل، لكن ربما لأن الموضوع ذاتي بحت ووجداني عاطفي لم يشأ أن يكثر منها خصوصاً أن البعض ينظر للإستعارة على أنها رمز يقتل المعنى.وجدت إستعارة تصريحية في قمة الجمال في هذا الشطر ( ثمرْك الذي ثقّل على ميلةْ الأغصان) في مفردة ( ثمرك ) يستعيرها الشاعر ويعني بها بعض أجزاء جسم ( معشوقته) بطريقة تروق جداً للأدب والشعر ولا تخدش حياء المتلقي.
وفي هذا النص لا توجد أي استعارة تمثيليه.



ج- الكناية:
الكنايةُ لفظٌ بليغ يقدم المعنى في صورة حسية ويعرض الأدلة لحقائقها، و لم يكثر أيضا الشاعر من الكنايات، وتراءت لي في ( يضيع في حـمْرك ) كناية عن شدة الإحمرار واللتي لا يمكن مقارنتها باللون الأحمر نفسه.




2- التصوير الكلي:

الخيال في أبيات الشاعر لم ينتج عنه أي عمل تصويري متكامل، لكن بالرغم من هذا رسم الشاعر صورة فنية مقبولة إلى درجة كبيرة وتميل للتصوير الكلي من ناحية الجزئيات والتفاصيل، في قوله:
(لـ سلسلتك (الحمرا ) يأشّر و اْنا الغيران
... خذَت نحرك و عاجز ألامس طرَف ظفْرك )
فقد شبه الوصول لـ ( معشوقته ) بالمستحيل متأملاً بكل حزن وإستياء ملامسة السلسلة ( للنحر ) في حين عجزه هو عن الوصول ولو لأطراف الأظافر، ووجب التنويه أن هنا كناية جميلة عن الحب العفيف (فأطراف الأظافر ) ليست تفاصيل أنثوية ( تثير الرجال كثيرا) والشاعر هنا إعتبرها كذلك كنوع من الطهر .



رابعاً: البناء الموسيقي.
1- الموسيقا الخارجية

أ- الوزن:
لن أتطرق إلى جزئية الوزن، فالوزن مستتم في كل الأبيات، وسأتطرق إلى بعض الضرورات الوزنية اللتي استخدمها الشاعر.

-تقديم النتيجة على السبب: ( و اْنا اْعذرك لو متغنّج و مترف و بطران) الغنج غالباً يكون نتيجة للترف والبطر ولكن بسبب الضرورة الوزنية دمج الشعر كل منهما ليخرج بصفات حسية جديدة مهيئاً الطريق أمام النهاية بكلمة ( بطران).

-إستعمال ( الواو) بدلاً من ( أو ) مثال ذلك:
(و يمكن تكون العكس .. و السر في سحْرك ! )



ب- القافية:
القافية كانت ملائمة جداً لجو القصيدة المفعم بشعور الحب الذي تخللته بعض الأوصاف الحسية الجميلة، ( آن & رِكْ ) فالألف والنون يعبران عن الإمتداد الشمولي للأبعاد اللغوية مثل ( الألوان، الآذان، الهيمان .. الخ ) و الراء والكاف يعبران عن مشاعر اللهفة والغوص في جزئيات جمال المعشوقة، مثال ذلك ( أمرِك، صدرك، نحرك، خصرك، عذرك .. الخ )




2- الموسيقا الداخلية:

تخللت الأبيات الكثير جداً من مظاهر الموسيقى الداخلية ومنها:



-التكرار للحرف،
كرر الشاعر حرف الشين في ثلاث مواضع هنا في شطر واحد (إذا مل شوف الشفّه .. تشدّه الأوجان) مما أكسب البيت بعداً لغوياً وتمازجاً وتقارباً وسلاسة نغميّة كانت جميلة جداً.



-حسن التقسيم،
وهو توزيع العبارة الشعرية توزيعاً موسيقياً متناسقاً، ومثال ذلك:( إذا مل شوف الشفّه .. تشدّه الأوجان
... و اْذا مل الأوجان .. أعجبه شي في نحْرك !!)



-رد العجز على الصدر:
وهو تكرار كلمة في الصدر والعجز لتقوية المعنى وتأكيده، مثال ذلك:
( كأنّك ( ملاك / إنسان ) في سحرك الفتّان !
...و يمكن تكون العكس .. و السر في سحْرك )





خامساً: المفاهيم النقدية:

في هذه الجزئية سأتطرق إلى مفهومين من المفاهيم النقدية وهما التشخيص والتجسيم، ولن أسهب كثيراً فيهما لأن الكثير من القراء لا يؤمنون بأنهما فن لغوي قائم بذاته، فتجد الكثير يعتزلون قراءة الشعر الحديث والتجديدي إذا ما قرأوا مثلاً: ( تفز الأغنية فـ صدري وترحل ) فيقول في قرارة نفسه بأن الأغنية لا ترحل ولا تفز وليست بإنسانْ؛ لذلك لست هنا لكي أغصب الأفكار على تقبل هذا النوع من الشعر أو هذا الفن اللغوي، وسأتناولهما على عجل.


أ- التشخيص: وهو وإكساب الجماد وما في مقامه بعض صفات الأشخاص أو خلق الحياة على الشيء غير الحي وجعله يفكر ويشعر.

تطرق الشاعر في نصه إلى بعض مفاهيم التشخيص بطريقة إبداعية مذهلة، في البيت:
( و بسأل عن ( كحالك ) و ( مروَدْك ) ليش أحيان؟
.... أحس أنّهن يترقبّن .. صبحك و عصْرك )
هنا نجد أن الشاعر منح الكحال والمرود وهما من أهم ما يدخل في زينة المرأة بعداً إنسانياً ونفساً روحية جميلة، فأصبحا ينتظران الصباح وهو وقت البكرة لكي يلامسا أعينَ ( المعشوقة) والعصر وهو وقت الرواح الذي يسبق المساء بقليل ومن عادة نساء العرب قديما أنهن قبل المساء يمسكن بالمرآة لكي يطمئنّ على اكتمال الزينة قبل حلول الظلام.



ب- التجسيم:
وهو نقل ما هو معنوي إلى صورة المحسوس أو تحويل المعنويات من المجال التجريدي إلى المجال الحسي.

الشاعر في قصيدته هذه لم يتطرق للكثير من التجسيمات، لكن في هذا الشطر كان تجسيماً جميلاً يتجاوز مرحلة التجريد إلى الإحساس
( لـ سلسلتك ( الحمرا ) يأشّر .. و اْنا الغيران)
فالشاعر يستخدم مفردة ( الإشارة) وينسبها لــ اللون الأحمر، لتكون النتيجة رؤيته لهذا اللون في هيئة إنسان مما يولد لديه الغيرة على ( معشوقته).




أخيراً:
سلبيات وإيجابيات من الناحية البنيوية والمنطقية.

نعلم جميعاً بأن أي عمل أدبي لا يحمل الإيجاب والسلب هو في الحقيقة مجرد صف لأوزان وكلمات عبثية لا تقدم ولن نخرج من خلالها بنتيجة، ولذا فالنص هنا مليء بالجمال الذي يستحق الإشادة ويستحق أيضاً التصفيق طويلاً، بصفتي قارئ وأتذوق الجمال والسلب لا يعني بأن كل ما أكتبه من إيجابيات وسلبيات هي فرض على ذوائقكم، بل هي محاولة مني لسبر أغوار النص من زاويتي الخاصة بي فقطْ بعيداً كل البعد عن شخصية الكاتب ومكانته، فالتعامل النقدي لا يتطرق لأي شيء من شخصية الكاتب سوى أنه صانع ومختلق وموجد للنص، وفي هذا السياق أتذكر الدكتور شكري عزيز ماضي في كتابه ( في نظرية الأدب) عندما تحدث عن اللغة والخلق الفني بما معناه قائلاً "أن الخلق الفني هو سيطرة الكاتب على اللغة بما يضيف عليها من روحه وذاته، والشعر في الحقيقة فن خالص متجرد من كل ما يعتري الشخصية من حريةٍ أو سموّ أو إنحطاطْ فنحن نقرأ الحرف ونغوص في أبعاده. "




1- دليل أنّك الأجمل .. من تبِين قالو : بان
.....جمالك رفَع قدرك و طيبك رفَع قدْرك:

هنا كانَ الشطر الأول رائعاً فالشاعر كنى محبوبته بالقمر وحذف المشبه به وأبقى وجه الشبه وهو الظهور أو البيانْ، لكنه لم يوفق في الشطر الثاني ( جمالك رفع قدرك وطيبك رفع قدرك) إذ لم يخرج بشيء جديد فبالتأكيد كل شخص جماله يرفعه وطيبه يرفعه أضف إلى ذلك أنه مارس التكرار بهدف التوكيد على ارتفاع القدر. ولا أجد من وجهة نظري مبرراً أبداً لأن يكون هذا الشطر بهذه الصياغة.



2- من يحبّه ( الله ) حط له بين رَبْـعه شان
.....و بين العذارى حط لك شان من صغْرك:

هنا لم يكلف الشاعر نفسه عناء الإبداعْ، فقام بصياغة كلمات معروفة ومتداولة لتتناسب مع الوزن والقافية،فـ مثلاً ( من يحبه الله حط له بين ربعه شان )ففي الحديث القدسي يقول عز وجل: في حديث أبي هريرة (( إن الله إذا أحب عبدا دعا جبريل قائلاً إني احب فلاناً فأحبه الخ،..... إلى أن يصل لوضع القبول له عند الناس في الأرض ))، والشطر الثاني أيضا (( وبين العذارى حط لك شان من صغرك)) لم يذهلني الشاعر بأي جديد أو يبهرني بفلسفة إبداعية مختلَقة، فالجميل كانَ جميلاً منذ الصغر ويظل جميلاً، وأذكر أيضاً أن كلمة الشان من وجهة نظري لا تتناسب والطفولة، الشان هو عظم المنزلة ولا أعتقد بأن الصغار يدركون عظَم المنزلة في تلك السنّ أو يعيرونه اهتماماً، حتى وإن كان المبرر بأن يقول بأنه الشأن كبُر معه منذ الصغر.


3-كأنّك ( ملاك / إنسان ) في سحرك الفتّان
....و يمكن تكون العكس .. و السر في سحْرك:

هذا البيت كل ما أعرفه أني وقفت طويلاً مندهشاً ومنبهراً من التمكن اللغوي وقوة الحبك لدى الشاعر، ولا أتذكر بأني قرأت بيتاً مشابهاً لهذه الصيغة الفنية المبدَعة، بسهولة ألفاظها وبعد معانيها وانعكاس الصورة وعمقها.


4- ثمرْك الذي ثقّل على ميلةْ الأغصان
.....يثقّل عليك و لا يثقّل على خصْرك:

في الحقيقة البيت رائع جداً من ناحية الصياغة الشعرية والقالب التصويري، لكن لو نظرنا من زاوية المنطق قليلاً لوجدنا أنه غير عقلاني أن يكون البعض من الكلّ يتجاوز الكلّ، خصوصاً وأن الشاعر حدد ما بعنيه بــ عليك وعلى، قائلاً: ( يثقل عليك ولا يثقّل على خصرك )، إذاً لا يمكن أن يكون هناك شيء يُثقل على البعض من الشيء ولا يثقل الأصل الذي يحمل البعض.



5-بعدني بغيت أسأل عن الصوت في الآذان
..... غريب انّي أسمع صوتك بـ وصلك و هجْرك:

هذا البيت كان مختلفاً ورائع جداً من ناحية المبالغة، أرى أن الشاعر وفق فيه كثيراً خصوصا عندما ربط الصوت بالوصل والهجران، فجعل الصوت الذي عبر مسمعه واستقر في ذاكرته منذ دخول ( المعشوقة) حياته وسيلة لرسم ذاكرة دائمة بمختلف تفاصيلها، وأيضاً العامل النفسي المؤلم يتجاوزه الشاعر ليعيش في تقبله راضياً، لذلك أعجبني جداً هذا الربط.


6-أخايلْك تـتْمرْيَح و اْقول لْك .. بالإحسان
......ترفّق بـ قلبي اْلمنحبس في ( قفَص صدْرك )


هذا البيت أجد أنه موضوعي جداً، خصوصا أن الأبيات اللتي تلته تناولت فعل ( التمريح أو التمرجح) فكان بمثابة المدخل الذي لا بد منه، للدخول في حالة الوصف وأبراز المعناة اللتي عاناها الشاعر وكتبها في الأبياتْ.

.
.

شكراً لكم


م/ي

 

التوقيع

.
أجملُ الأجملِ / أن لا تفقهَ شيئاً !
.
.


التعديل الأخير تم بواسطة محمد يسلم ; 09-04-2008 الساعة 08:07 AM.

محمد يسلم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 09-04-2008, 05:10 PM   #3
خالد صالح الحربي

شاعر و كاتب

مؤسس

عضو مجلس الإدارة

الصورة الرمزية خالد صالح الحربي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 50601

خالد صالح الحربي لديها سمعة وراء السمعةخالد صالح الحربي لديها سمعة وراء السمعةخالد صالح الحربي لديها سمعة وراء السمعةخالد صالح الحربي لديها سمعة وراء السمعةخالد صالح الحربي لديها سمعة وراء السمعةخالد صالح الحربي لديها سمعة وراء السمعةخالد صالح الحربي لديها سمعة وراء السمعةخالد صالح الحربي لديها سمعة وراء السمعةخالد صالح الحربي لديها سمعة وراء السمعةخالد صالح الحربي لديها سمعة وراء السمعةخالد صالح الحربي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


:
قراءةٌ جميلة لقصيدةٍ تستحقّ أن يتوقّف قارئها عندها .. طويلاً .
الغريب في الأمر أنّي شعرت بنضج هذا الشّاعر وتجاوزه ~ من خلال نصٍّ واحد .
وتأكيداً لذلك قمن بالبحث عن نتاج هذا الشّاعر فوجدت لهُ نصوصاً لا تقلّ جمالاً عن هذا النّص المقروء أعلاه ! ،
السؤال الذي يطرح نفسهُ من المسؤول عن تغييب مثل هذا الشّاعر ؟! ~ قد لا يكون مُغيّباً ولكن يبدو أنّ واجهة الساحة الإماراتية كواجهة الساحة السعودية كالقطريّة .. محجوزة لأسماء مُعلّبة !

الأكيد الأكيد : شُكراً لكَ يا بن يسلم .

 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

خالد صالح الحربي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 09-05-2008, 06:23 AM   #4
حمد الرحيمي

كاتب

مؤسس

الصورة الرمزية حمد الرحيمي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 243

حمد الرحيمي لديها سمعة وراء السمعةحمد الرحيمي لديها سمعة وراء السمعةحمد الرحيمي لديها سمعة وراء السمعةحمد الرحيمي لديها سمعة وراء السمعةحمد الرحيمي لديها سمعة وراء السمعةحمد الرحيمي لديها سمعة وراء السمعةحمد الرحيمي لديها سمعة وراء السمعةحمد الرحيمي لديها سمعة وراء السمعةحمد الرحيمي لديها سمعة وراء السمعةحمد الرحيمي لديها سمعة وراء السمعةحمد الرحيمي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي




محمد يسلم ...



أهلاً بك ...



جهد كبير تشكر عليه و قراءة موضوعية واعية بلغة نقدية راقية عارفة بأحوال اللغة و مآربها ...




استمتعت / استفدت كثيراً بالقراءة لك يا محمد ...




مودتي ...

 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

حمد الرحيمي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 09-05-2008, 07:01 AM   #5
عبدالله العويمر

شاعر و كاتب

مؤسس

الصورة الرمزية عبدالله العويمر

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 1114

عبدالله العويمر لديها سمعة وراء السمعةعبدالله العويمر لديها سمعة وراء السمعةعبدالله العويمر لديها سمعة وراء السمعةعبدالله العويمر لديها سمعة وراء السمعةعبدالله العويمر لديها سمعة وراء السمعةعبدالله العويمر لديها سمعة وراء السمعةعبدالله العويمر لديها سمعة وراء السمعةعبدالله العويمر لديها سمعة وراء السمعةعبدالله العويمر لديها سمعة وراء السمعةعبدالله العويمر لديها سمعة وراء السمعةعبدالله العويمر لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


محمد


صباحك نوووور



نص جميل ويستحق بالفعل



وقراءه لاتقل جمالا ً ، وتدل على قدره جميله لكاتبها

























مودتي الدائمه

 

التوقيع

عبدالله العويمر لاينتمي لأي مجموعه!

عبدالله العويمر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 09-25-2008, 12:25 PM   #6
سلطان البدر
عضو أبعاد أدبية

الصورة الرمزية سلطان البدر

 






 

 مواضيع العضو
 
0 البارحة
0 رسالة إلى حبيبتي فاطمة

معدل تقييم المستوى: 16

سلطان البدر غير متواجد حاليا

افتراضي


قرأت الاثنين

فوجدت القراءة أفضل من المقروء



سلم وعيك أخي محمد

 

التوقيع

m.m.msn@hotmail.com

سلطان البدر غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:33 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.