مذكرات [ بــحّـــار ]

[إبراهيم بن نزّال]

[ أمسية بوح مع كاتبـــ / ــــة ]

آن لهذا العمل أن يعود للنور مجددا،
فأبعاد النثر وأبعاد الرواية يزخران بالكتّاب.
،
هنا كان اللقاء الأول مع الكاتب الرائع / عبدالرحيم فرغلي .

http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=29697

.
قريبا سنبدأ
.
.

 

[إبراهيم بن نزّال]

أحد الأعضاء الأفاضل طلب مني أن أطرح نصا نثريا،
وكما يقول هذا الفاضل أن آخر نص عاطفي كتبته كان ( سحر معشوقتي ) ..
نعم صحيح كان هو النص الأخير الذي طرحته قبل سنة وبضعة أشهر من الآن،
ولكن قد يحين للنص الآخر موعدآ، بيد أنه ليس الآن.

 

[إبراهيم بن نزّال]

ليس من الحب ألمٍ أو وجع، هو فقط اشتياق،
ومالاشتياق على العاشقين بهين،
بيد أنه كحبة بَرَدٍ تطرق رأس عاشق،
فيشتعل موقد الحنين،
فيتأود، فلابد من إغماض العينين حينها،
فطيف العشق يمر سريعا،
فنملأ منه ججيرات القلب عشقا واحدا،
نملأ منه الفقد لقاءً،
نملأ منه تأودنا تناهيدا نستفيق إبانها،
فتناهيدنا تشعل فتيل من نعشق في دواخلنا،
وما العشق إلا هبةُ حياةٍ واحدة،
فنهبها إلى معشوقةٍ واحدة،
بِعادها قاسٍ،
ولكن العشق واحد، والهبة واحدة،
هو سِحرُ معشوقتي،
هي شيخة بشر،
أنفاس المطر وتناهيد القمر

 

[إبراهيم بن نزّال]

ليس للبحر من حرف لا يُأنس الحنين فنشهق نحن بذلك،
يرونه صامتا! ومالبحر كذلك،
لايسمع نبضه سوى كاتبٌ اعتاد حرفه، أو شاعر نضم حزنه، فراقه أو حتى محاولة وصف لمده أو جزره،
لستُ أسمع من البحر سوى روايةٍ آلفها قلمي فتربع فجرا يكتبها،
ليس النورس فيها إلا مؤلفا لنمط فصولها،
وماكان المنظار بيد البحّار حينها إلا ترقبا لبزوغ فجرِ إشراقها فيرصدها أنسا،
هو البحر يجلد أقلامنا حين تغفو عنه.

 

[إبراهيم بن نزّال]

فجر هذا اليوم الخميس انتقل إلى رحمة الله تعالى:
" عمي / فرج بن لبّاد " بعد معاناة طويلة مع المرض.
وسيصلى عليه في جامع الراجحي في الرياض اليوم بعد صلاة العصر.
إنا لله وإنا إليه لراجعون، اللهم ارحمه واغفر له وثبته عند السؤال،
اللهم إنه عبدك يطلب رحمتك وغفرانك، اللهم نقّه من الخطايا،
اللهم أَسكنه فسيح جنانك، اللهم آمين ياغفور يارحيم.

 

[إبراهيم بن نزّال]

ليس من رحيلٍ أقسى من رحيل عمٍ ( رحمه الله ) في مقام أبي،
خرجت من غرفته بعد منتصف الليل وهو في إغمائة دامت اسبوعين،
وإذا بالمستشفى يتصل : حالة عمّك في خطر متزايد،،
أسرعت كالمجنون بل وأكثر من ذلك،
توجهت لغرفته، فتحت الباب، وجدته على سريره، ولكن كل الأجهزة من حوله صامتة،
ابنه معي، لم يتمالك نفسه، فانهار وجعا يقبل أبيه رأسه وقدميه،
لم أكن بأفضل حالٍ منه،
ولكن وجب عليّ التظاهر بالقوة، لا لشيء، فقط كي أخفف من حال ابن عمي،
لست أذكر ماحصل لي بعدها، فعمّي فارق الحياة، وابنه انفجر بكاءً على أبيه،
وأنا بين حالين، إما أن أخرجه من الغرفة، فأكون قسوت على ابنه،
أو أُخرج مابداخلي من ألمٍ وحزن، فأكون كحالهِ،
قد يقول بعضكم : لك أن تتمالك وتهدئ من حزنك وحزن ابن عمك،
فأقول لكم : القول هيّن، والحال حينها ليس إراديا، فالحزن قد أزهق كل لحظة حينها. . .

.
لا غرابة أنني فشلت في التعبير عن حالي وأنا أكتب الآن،
فالحزن يُلجمنا عن الحرف، ولا خير في حرفٍ متكلف، هي حروفي كما خرجت مني، فكتبتها.

 

[إبراهيم بن نزّال]

.



طفلة!
لا لستُ كذلك، ربما ترون أنني كذلك!
عمري خمس سنوات وبذات الوقت فأنا أمٌ لأختي الرضيعة،
هل مازلتم ترون أنني طفلة،،! أصابكم العمى إذا..
أرى العروبة كل ليلة، مقطّعةٌ أطرافها،
أنا لستُ يتيمة،
أمي ترقد تحت التراب هناك،
وأبي أنهكته سياط السجنِ فغيبته عنّا شهيدا،
لستُ طفلة،
لم أعد أبكي، فالبكاء لن يسقي أختي الرضيعة حليبا،
لا تحزنوا لحالي،
بل احزنوا لحالكم الضرير،
لحالكم العقيم،
لحالكم المُخزي،
أنا وأختي سنكون من طيور الجنة،
فغدا أو بعد غد سألحق بأختي إلى الجنة،
فثمن الحليب أغلى بكثير من ثمن روحي،
واريت أختي الثرى،
ألا ترون أثر التراب على يدي ووجهي!
وصرختي هذه وأنا أغادر قبرها،
كسّروا أقلامكم أيها العرب،
فلا حياة لحرفٍ وثكناتكم خاوية على عروشها.
.

 

[إبراهيم بن نزّال]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إبراهيم العنزي

[ أمسية بوح مع كاتبـــ / ــــة ]

آن لهذا العمل أن يعود للنور مجددا،
فأبعاد النثر وأبعاد الرواية يزخران بالكتّاب.
،
هنا كان اللقاء الأول مع الكاتب الرائع / عبدالرحيم فرغلي .

http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=29697

.
قريبا سنبدأ
.
.

تم تأجيل العمل إلى أجلٍ مسمى.
فعذرا منكم فلست بحالٍ يسمح لي بـ بداية العمل الآن.
فحزني لوفاة [ عمّي ] رحمه الله مازال قابضا على حرفي.