صديقي المجهول

[موزه عوض]

.
.

.

في لحظة التعب أشعر اننا
بحاجة إلى فضفضة لا نهاية لها...
.
نحن اليوم نستعر ما يحصل بل نستنكر هذا المرض الوبائي أن يباغتنا..ان يفتك بالبشر..ان يحيلنا إلى ملامح كالحة..
.
أن يبدل الفرح إلى حزن...ان يتكوم هذا العالم وحيدا بعيدا
منعزلا مريضا..متعب جدا..حيث إلى الله حسبنا ونعم الوكيل..
.
تلك أيات مفصلات ذكرها الله وكان الهلاك لقوم سبقونا
ثم علينا أن نجعلها وصب أعيننا...
مشاعرنا انتصفت كان أجسادنا اختلت من تفاصيل
كثيرة تركنا بين مطرقة وسندان....
.
رغم كل شي يا صديقي
نحن نعلم أن وباء بقوة كورونا لن يهزم إيماننا ويقينا
بالله ورحمته وعطفه ونجاتنا بفضله..
نحن نعلم أن كورونا تعلمنا منه كيف مواجهة النفس
بعمق آيات الله وشكيمة الإيمان..
نحن يا صديقي لن نفرط في قوة الصبر
التي هي من قوة الثبات في الدين .علمنا كورونا أن سلامة الجوارح مهمة لنكون على بياض
وان اوضاعنا فوق أرض الوطن ستنجلي أن تكاتفت المجتمعات
وان حياة كل منا هي في سلامة من حولنا..
وان في الاتحاد والصبر قوة وجلد للذات..
في مقدورنا يا صديقي أن نعيش التحدي
فالدولة العظيمة التي طغت على الدين
لم تكن عظيمة بقوة الإسلام..
ليس لنا إلا أن ندعوا الله أن يفك أزمتهم وكربتهم ونحن معهم..
.
هذا الخوف الذي يعتريني احيانا
لأنني كرهت الفقد
كرهت الحزن..
كرهت الوداع
كرهت ان اجد ذاتي تتكوم أيضا
بشكل مرعب ويسكنها ذاك الترقب والانتظار..
.
اعلم يا صديقي أنني متعبة جدا لدرجة
أنني كرهت هذه الحياة منذ بداية الحروب والدمار
والفتك بالاعصاب..
كرهت الاستسلام لتلك الأمور الغير مجدية لنا..
كرهت تلك الأنانية والاحقاد الملتوية في الطرقات
كرهت الكثير من لا يهتم إلا لمصالحه الدنيوية ..
.
اتراهم الان سيبقون كما هم باحقادهم وحسدهم
وخوفهم على أموالهم وحبهم لانانيتهم وبخلهم
ومصالحهم التي لم تشبع بطونهم..؟
.
اتراهم كذلك يا صديقي أم ستتغير أفكارهم
وتتقلص أخلاقهم السيئة ويفهمون أن لا شيء باقٍ
وان لا شيء مهم الان مما يتجادلون عنه من النقاشات العقيمة
..
أملي أن تعود تلك التفاصيل البسيطة التي احببتها
ذات يوم قبل سنوات طويلة جدا..مع كل من أحبهم قلبي..
وأملي أن تتغير الأحوال إلى الأفضل..
.
وتتغير النفوس السيئة إلى الأحسن
ويعود الكثيرون إلى الله
حيث إلى الله راجعون.
.
اللهم إنه قد عظُمَ الخطْب واشتدّ الكرب وتفاقم الأمر ،
ولا إلٰه إلا أنت إليك المشتكى
وأنت المستعان ولا حول ولا قوة إلا بك..
.

 

[موزه عوض]

.
.
لا اخفي عليك يا صديقي
أصبحت قلقة جدا على امي وعائلتي وأهلي
وكل من أحببتهم..
قلقة على وطني والشعب والشيوخ
قلقة على انهيار كل شيء داخلنا
قلقة من الحجر الإجباري
مرتعبة من تفاصيل قد تميت أفكارنا قبل أجسادنا
قلقة من ذاكرتي التي وهنت في ظل هذا الظروف الراهنة
من تجليات وانتظارات لا تسعفنا الكلمات أن نكتبها..
.
انا قلقة جدا حتى على خيالك البعيد
لربما يصاب هو الآخر بالكورونا ولا استطيع
الكتابة إليك بعد رحيلك..
.
قلقة على الكثير من البشر ممن لم يتوبوا بعد
ممن لم يشعروا بقيمة العبادات والدعاء والذكر..
ممن لم يعرفوا أن حياتهم على المحك..
أن لم يتنازلوا عن كبريائهم وغطرستهم
أن لم يفيدوا غيرهم بالحماية والمكوث في البيت
ممن لم يكترثوا بوابل من النصح والإرشاد لسلامتهم
ممن خانوا الأمانات والاوطان
ممن كنزوا الذهب والفضة ولم ينفقوها على المحتاجين
ممن زادوا غلاً وحسدا وحقد دفين ولم يتغيروا
.
قلقة لأنني بالأصل شعرت ذات يوم
ستتغير حياتنا إلى شيء لم نتوقعه
لربما ابتلاء لنا ولهم وللعالم أجمع
لربما سيبدلنا الله ويأتي بقوم أخريين..
ولربما كشف عنا هذا الوباء لنعود مختلفون
نحو الاصلاح والتقوى والقرب إلى الله..
.
.
تذكر يا صديقي هذه الأيام بالذات
زمن جاء ليخرج لنا حقيقة البشر في الحياة
.
انه زمن الكورونا والخوف من الموت..
.

 

[موزه عوض]

. .
نحن معا مهما تكالبت علينا مصائب الحياة..
لأننا مؤمنون جدا ان بعد العسر يسر يا صديقي..
.
لأننا مؤمنون جدا بمقدار قدرة الله على الأرض
فمهما صعب الابتلاء زادت قلوبنا قوة وايمانا بزوالها..
.
نعود إلىنا حين نشعر بخيبات الرجاء
نعود إلينا عندما تدك مطارق البوح قلوبنا..
ندرك مع الوقت لا بد أن نبقى معا...
كي لا نضعف....
احيانا بعض منا يحتاج الى الآخر ليثرثر معه
ليشتكيه حاله.. ليخبره كم هي الدنيا تافهه احيانا
لأننا لم نستطع المشاركة مع الآخرين افراحهم واحزانهم
عندما كان كل شيء بخير.ًًكل شي مطمئن..كل شي مستمر
.
الان وقد بات الأمر مزعج جدا..
تاهت خطواتنا وانعزلنا..
هذه العزلة التي قد تقصم ظهر الجمل وتولد
الكآبة في نفوس البعض..
.
تذكر كل شي بين تلك الهضاب الخضراء
والجبال المخملية الشعور
تلك المدينة الساحرة التي احببتها يوما
تلك الازقة والأسواق وشوارع اللهفة وزهرات الشوق
تذكرت انهار الوفاء الممتد نحو طاولة تجمع عاشقين
تذكرت فنجان القهوة في مقهى يعج بمرتادينه الغرباء..
.
تذكرت جمال الحياة بين أحضان الطبيعة..
وحزنت على وطني بعد أن أغلقت كل المنافذ للقادمين
وعلى شوارعنا الفارغة من الضجيج..
حزنت على انسكاب الخوف بدموع التعب والترقب..
.
حزنت على كل شيء
ومدينتك الجميلة التي جعلتني المعجونة بطينها
تألمت كثيرا بها...
جعلتني اغفو فوق وسادة الانتظار
اتأمل وجدك القادم من بحيرة الوهن
ودعاء مبتل بخشوع القلب
ونبضات تتفقد أمنيات الايام القادمة..
.
تعبنا يا صديقي..
تعبت انتظاراتنا الساخنة
واتسعت رقعة مشاعرنا حد
اللاشعور بالفقد..
.
.
ساخبرك بسر...
في كل زاوية كانت عينيك تصاحبني
ترافق ظلي الممتد نحو الغياب..
فاستمد من قوتك وابتسامتك لحظة
التدفق الأول نحو السماء..
.
لا تحزن..
دعني استعيد عافيتي غدا
دعنا نتمكن من تجاوز هذه المحن معا..
لا زالت قلوبنا تطلب قوة التجاوز
فالله سبحانه وتعالى لن يتركنا
.
اعلم جيدا سنكون أقوى
سنتجاوز المحن بالصبر والصلاة
ثم الدعاء الذي سيحيل بيننا
وبين كل ما يؤرقنا من هموم ووساوس..
.
دعني أخبرك يا صديقي..
خذ نفسا عميقا وقل يارب..
.
..❤
.
.
وسيكون هناك ذات لقاء ❤
.
.

 

[موزه عوض]

.
.
قلتها :

نحتاج إلينا
إلى تلك المنطقة الهادئة
تلك الحياة الصاخبة
تلك الموانئ البحرية
تلك المدن الساحرة
تلك المقاهي المبعثرة
تلك القهوة الشهية..
.
نحتاج إلينا..
عند تلك الوجهات السياحية
تلك الطيور المحلقة..
عند وجهتك نحوي
غيابك المغادر مدينة أخرى..
عند أول نقطة كانت لنا حوار..
عند تلاقي عينانا في وقت حنين
عند السؤال والجواب
عند رحلاتنا المؤجلة إلى إشعار آخر..
.
نحتاج إلينا..
عندما ندرك أن العافية هي الوجهة الأولى للسفر
عندما يكون الوطن الروح التي لا تموت..
عندما تكون الأرض نحن فلذات تربتها..
عندما تدرك اننا معا
عند الهلع والحزن والجزع والخوف الأكبر..
عندما...اشتاق ثم اشتاق
وحولنا الصمت يدفن لسان حاله..
.
.
نحتاج إلينا
يا صديق غاب عن عيني..❤
.
.

 

[موزه عوض]

.
.
.
.في كل ليلة عقيمة..


تعودت محاكاة نفسي
كنبض يتقد شعلة من الحنين
كحلم بات محصورا داخل شرنقة
كلوعة تحترق جفاء..
.
هكذا يبدو الصمت جاثما صدر الورق وتحت الأرض...
.
يستيقظ تارة ومرات أخرى يخمدُ كبركان بارد جدا منذ زمن العصر القديم..
.
انتهيت من تقلبات الجمر
انتهيت من القفز فوق الرمل
انتهيت من رواية لم تكتمل
.
الشعور الذي يبدو كالقابض على الجمر والقلب يحتضر..
.
ما بالي والكثير يستمد قوته
يجري خلف أنوار الشوارع
الخالية من الوجوه..
الفارغة من الضجيج..
ما الذي يحدث لكَ..؟
.
ولي أيضا عندما تموء القطط
وتتبعثر خطوات الايام بنا
وتتقرفص ساعات الليل فوق البلاط البارد واتوهم إنني تهت
ضعتُ وضيَعتُ طريق الحياة
نحوك..!
.
لا تخف..
هذا البعاد مجرد رحلة قصيرة
فالاشواق لا زالت على نار الموفد
ومع كل ساعي بريد...
سأبتهل إلى الله أن نعود..❤
.
.

 

[موزه عوض]

.
.
.
.
وانت تمضي حولك تصادفك الحكايات من كل باب، تكتفي بالصمت ثم تدرك أن قلمك عاجزا جدا على أن يسرد تلك الأحزان فوق صفيح ساخن، تقف وحيدا، تنادي على من تركك حائرا بين النون والقاف وما يعلمون، وما بين الحنين والسنين وما يضمرون، تبتسم تارة وفي رواية أخرى تهرب نحو ملاذك، حديثك مع الموسيقى، نحو روايتك، مخدتك، حرفك الضئيل المبتل بالدموع وتأنيب الضمير...
.

الكل اليوم لا يدرك مالذي يحدث حوله
تلك الجدران يئن من خلفها كأنها اوصدت أبوابها على صدورهم اليتيمة..
وعاثت الذكريات في شتات ملامحهم وتسابقت حديث الجدات على موقد قديم عند زاوية منزل ما يثرثرن كعادتهن كل يوم عن فتاة القمر وسيدة حزينة على وفاة زوجها والشاب الذي أنكر وجود ابويه لديه وتلك الأم المتعبة
حد الغثيان..
.
تحاول جاهدة المضي قدما..
نحو شيء ما ضاع..تاه بين جموع المشيعين أطراف ثوبها..
.

الكتابة في زمننا هذا يا صديقي
موبوءة بالفشل..
مكسورة مجرورة بالأنين وتضاد التفشي..
.
.
يأستُ يا هذا..
كل شيء قابل الوجع..
إلا حكاياتنا التي تجمدت دمائها
في عروقي..
.
لتعلم
.
عندما اكتفي منك..
سأبدو تلك النقطة الأخيرة لسطر الحياة..
.
أخبرني..
.
كيف لي أن اهرب مع السراب
واتمدد داخلي كعجينة يسهل طيها
نحو الأفق..؟
.
احتاج الكثير من البساتين
كي اتنفس باقي عطرك من فوق
مائدة حلمي المعجون بالخذلان ...!
.

 

[موزه عوض]

.
.
بعد سنوات من الآن،
هل سيصبح كورونا في زمن ماضي ونحكيه لصغارنا؟
احيانا لا ندرك حجم الاختلاف والألم
والصحة والسلامة الا بعد فوات الأوان..💔
.
.
في كل ثانية من أعمارنا ندرك اننا لم نعلم كم كنا تافهين جدا..
ففي كل يوم تتغير الفصول والنفوس وتتقلب بنا..
نعلم جيدا اننا قد نتخطى مرحلة صعبة في حياتنا اليوم..
ولكن هل سيتعلم البشر حجم ما عانته حكوماتنا لأجلهم..؟ .
#معا_قادرين ❤

 

[موزه عوض]

.
.
ذاكرتنا امتلأت من توابيت الموتى
اخفت ذاك الشعور بالخوف، بالفراق
بالوداع، بذاك الزمن القديم الذي بتنا
ننتظره بفارغ الصبر..
نهفو إلى تلك القهوة السمراء على طاولة الحوار الثقافي الحقيقي..
إلى بساتين الحنين ومراجيح الفرح وأشجار النخيل بين شوارع المدن..
الى تلك الحياة بذات الشوق واللهفة والشعور المتقد للآخرين..
قليلا منها قد يفقدنا احساس اليوم
ففي العزلة أصبح القلب جامد جدا
كتلك المدينة الباردة والصقيع الذي
لامسته أيادينا ذات رحلة..