سلسلة ( بعض من عرفت ) فصول من حياتي - الصفحة 2 - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
النهر الجاري مسودة خاصة .؟!! (الكاتـب : عبدالله العتيبي - مشاركات : 45 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : خالد صالح الحربي - مشاركات : 75157 - )           »          خذتي من وصوف القمر (الكاتـب : أحمد عبدالله المعمري - مشاركات : 0 - )           »          غياب القناديل (الكاتـب : أحمد عبدالله المعمري - مشاركات : 12 - )           »          أُغنيات على ضفاف الليل (الكاتـب : علي الامين - مشاركات : 1209 - )           »          ستقول لي: _ تعالي بما تبقى منك إليْ.. (الكاتـب : جنوبية - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 10 - )           »          مُتنفس .. شِعري ! (الكاتـب : سعيد الموسى - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 785 - )           »          نفثات مقدسة من أنحاء اخرى .. (الكاتـب : محمد الجهني - مشاركات : 0 - )           »          فَــوَاق ! (الكاتـب : ماجد العيد - مشاركات : 14 - )           »          وصب ! (الكاتـب : تركي المعيني - مشاركات : 155 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي > أبعاد القصة والرواية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-31-2012, 11:52 AM   #9
سعود القويعي
( كاتب وناقد )

الصورة الرمزية سعود القويعي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 535

سعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي



وماأنا بالمصدّق فيك قولا ولكني شقيت بحسن ظني
عبد الله الفيصل


(( لم اكن يوما دون جوان او فالنتينو ولكنها احداث فرضتها ظروف وزمن واحتياج وصدف وحظوظ
بعضها سعيت لها والبعض سعى الــيّ ..فإن رأيتني كذلك فقد انصفتني ... وإن لم ترني فلم تظلمني))

سُـــعود

بعضُ منْ عرفـتْ

زمان ياحب ياما غُلُبتِ فيّ وعمر الشوق ماعدّا رموش عينيّ
واتاري المستخبي مستخبي واتاري الحب شيء مكتوب عليّ

مرسي جميل عزيز


باء ( ب ):
كان لوالدتي صديقة مقرّبـه تزاورها بين الفينة والأخرى ، تعارفا قبل سنين في حي غادرناه ولم تغادر المعرفة بين امي وصديقتها ، كانت الصديقة تغيب شهرا او اثنين ، لكنها عند زيارتها تأتي ضُحـى يوم الزيارة وتغادر بعد العشاء .
استمر هذا ردحاً من الزمن غير معلوم ...
في زياراتها الأخيره كانت تصحب معها ابنتها ,,, فتاة تصغرني ببضع سنوات ، هيئتها عروس تنتظر فارسها ، وكنت اسمع من امي وصويحبتها بعض الكلمات أنها عروسي القادمه
كلمات تصافح اذني حين تكون خطواتي قريبة منهنّ في تحركاتي بالمنزل
بل صرحت لي والدتي بهذا صباح احد الأيام وانا ارتشف معها الشاي قبل ذهابي للمدرسه .

الأمر الذي اغراني لأن اختطف نظرات سريعة اليها عند زيارتها مع امها
انشغل فكري بالفتاه بعد حديث امي . وبدأ اهتمامي بها . وكان جُلّهُ محاولة النظر الى وجهها .
كنت رأيتها من قبل وهي اصغر مما كانت عليه ... مرّات قليله ولم يكن لرؤياها ادنى اهتمام او فحص نظر ، لكن الأمر هنا اختلف ....
كانت (ب ) في زيارتهم لنا تجلس اغلب وقتها جوار امها ثم تأتمر لخدمتهن فتحمل صحاف القهوة الى المطبخ او تقوم بإعداد الشاي .
وكان عليها ان تمشي الى جوار غرفتي وهي تختلف الى المطبخ .

باب المطبخ مواجها لباب حجرتي ... فأغتنم فرصة وجودها هناك فاختلس النظر اليها ، واكتشفت ان الرغبة مشتركه ، فهي تطيل المكوث بالمطبخ وتزيح غطاؤها وتنظر ناحيتي وحين تراني تبتسم ... وتوزع نظراتها الخجلى بيني وبين الأرض او ماجاءت لإعداده وتجهيزه .
ثم تجرأت مرة ودخلت المطبخ تحت ستار عذر ساذج ، بينما يداها تداعب ادوات الشاي والقهوه .
همست لها بكلمات ترحيب اعقبها سؤال عن حاجتي وكأنها اعلم مني بمطبخنا !
وجدت منها قبولا لسؤالي وابتسامة رضى ، بدا لي وكأنها تبحث في الدواليب عن حاجتي الوهميه . بينما اقف خلفها وعيناي تسبر قوامها بتمعّـن !
(ب) فتاة ربيعية تشتهي قطف الزهر من حديقتها الغنّـــاء ، قامتها مع وزنها متناغمه .. اصابع يديها تزاحم بعضها ... لم تكن بدينه لكن بضاضة بشرتها ترغب جس اناملك
خصرها يسترخي فوق عجيزة نافرة تفضح ماتحت اللباس وكأنها تتبرأ منها وتنوي الفرار .!
خصلات شعرها تتلاحم جدائلا غير مجدوله وكأنها سنابل القمح غضبت فتبدل لونها الى الأسود الفاحم . وحين استدارت وشخصت عيناي في وجهها ، قرأت عينان واسعتان غائرتان تشتكيان اهداب تحجب الضوء عنها وتحاكي وداعة الحمـــام ، ثغرها فم طفل رضيع يحجب ثنايا نضدت في تناسق جميل مبهر ...
لوجهها نظارة وشفاها عباره ولذقنها استدارة كطرف كومثرى صغيره مستديره ، صدرها يعلوه نهدان متوسطان ينشدان السكون من حركة انفاسها !
كانت ترتدي ثوبا رسمته على قوامها كما يجب ، حاكته يد خبير ، فظهر وكأنه خلق لها .
تنتعل حذاء صغيرا يحمل قدمين جميلتين صغيرتين وكأنهما في عقدها الأول !

هذا مااستطعت نسخه في ناظري عنها ذلك النهار
كم هي رائعه هذه الـ( ب ) ومن يستطيع ان يراها ثم يتردد في امتلاكها !؟
قالت لي وهي تهمس : اذهب لحجرتك وسآتيك بطلبك .
قفلت راجعا واستقمت فوق كرسي المكتب كأني انتظر موعد لحبيب ( ولعله كذلك ) وانشغلت عن كل شيء الا انتظار اطلالتها ...
ثم دلفت ووضعت الشاي فوق طرف المكتب بينما انسدلت خصلات من شعرها على وجهها وهي تنثني تضع صحن الشاي وكوبه .
ثم سألت : اي خدمه ثانيه ؟
شكرتها وغادرت متباطأة الى مجلسها جوار والدتينا .
لاأنكر وانا في سن البلوغ انها شغلت تفكيري وأضحت جزءا من امنياتي هل كان احساسي في حينها حبا ؟

نحن لانختار حين نحب ، كما ان اختيارنا لنصفنا الثاني ليس بالضرورة اننا نحبه ...

انه قضاء وقدر ونصيب وظروف وعادات .!
اذا لماذا تمنيت (ب )؟ اشتهاء جسد ؟اغتيال للوحدة والأنزواء ؟
ام تحقيق رغبة اهل ؟
ربما هي الأولى لكن ماذا عن ( فكرها ، ثقافتها ، علمها ) اعرف نفسي جيدا فأنا ممن يعشق الفكر ، الحوار ، اعماق الأنسان ، لأن الرغبة تزول ، والجوع يصبح ذكرى بعد الشبع .
الجمال الخارجي مرغوب وبقوة ، لكنه يتحول الى قشور حين تمسي المرأة خاويه لاعقل يدبر امرها ولا علم تحاور فيه ولاذكاء يحرسها ويجمّـلها !!
فتغدو تمثالا جميلا للحظات متعه ، تنقضي فنبحث عن شأن آخر .

كانت هذه بعض صفات ( ب) فتاة ساذجه قليلة علم بغير رغبه ، لاتكتم من امرها شيء وتحكي عن مواقفها وماتشهده قصصا تسبب احيانا بغير قصد في ازدراءها دون تدري او تتعلم .
كانت والدتي تلمح لي عنها ثم تلح عند زيارتهم لنا ، واحسب انها وامها كانتا تريدان انهاء هذا الأمر بحجة انه يتقدم لها عرسان وتردّهم اكراما لي ، لكني حسمت الأمر مع امي وقلت : ليزوجوها من يشاؤا ، فليس لي رغبة فيها .
وانتهى الأمر بيني وبين امي بقولها ( مالك في الطيب نصيب ).

ذكرت محاسن (ب) الجسديه ولم اتعرض لمواقف عن سبب رفضي لها سوى ماذكرت عن فكرها وعقلها .
ولاارى في ذكر مواقف معينه فائدة تثري القصة ، لكن من خلال عناوين سلوكها يستطيع اي قاريء ان ينسج عليها مايشاء من تفاصيل ... فمثلها كثيرات .
لذلك لاأرغب في اي تفاصيل لأحداث وقعت معي او سمعتها عنها .وعن سطحيتها وغباءها ونزقها احيانا .
واطوي صفحتها فليس في الذاكرة عنها مايستحق مزيد الكتابة عنه

انتهت حكاية ب ،سأبحث عن اخرى ( ف / 1 )

 

التوقيع



لا أخشى عليك ياوطن من الأعداء الظاهرين
إنمــا خوفي عليـك المنافقين
( سعود)

سعود القويعي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 11-03-2012, 11:12 PM   #10
سعود القويعي
( كاتب وناقد )

الصورة الرمزية سعود القويعي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 535

سعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


الحب مباراه , تخرج منها المرأة منتصره , اذا ارادت
لابروبي

(( لم اكن يوما دون جوان او فالنتينو ولكنها احداث فرضتها ظروف وزمن واحتياج وصدف وحظوظ
بعضها سعيت لها والبعض سعى الــيّ .. فإن رأيتني كذلك فقد انصفتني ... وإن لم ترني فلم تظلمني ))

( سُـــعود )

بعضُ منْ عرفت

الليالي ياما أمر الليالي غيبت وجهك الجميل الحبيبا
ياحبيبي كان اللقاء غريبا وافترقنا فبات كل غريبا

ابراهيم ناجي

فـــــــاء ( ف )
هذه الفتاة لم اسعى اليها ولم تسعى الي ! سعيت لأمر فظهرت في طريقي .
في بدايات سنين معرفتي لأنغام الموسيقار (فريد الاطرش ) لم تكن وسائل الحصول على اعماله كما هي اليوم ، بضغطة اصبع على لوحة المفاتيح تسمع وتنتشي ، كان لابد من السعي والبحث في الاسواق وعن اصدقاء لهم نفس الهوايه ، ومنهم من يقاسموك مدينتك .
فكنت باستمرار ازاور محلات بيع الاشرطه والاسطوانات القريبة من سكني للحصول على المزيد واحيانا كنت اجد اغنيه او اثنتان واحايين يبقى الوضع كما هو ... لاجديد .
ومع كثرة الزيارات والرؤى اصبحت زبونا صديقا لبعض اصحاب المحلات , يناديني البعض عند رؤيتي لينبئني بوصول جديد .
استمر الحال ردحا من الزمن ، بل طيلة زمن اقامتي في ذاك الحي ، الذي بات منسيا اليوم بعد ثورة العقار المدهشة في بلدي .
لم يكن ذلك السوق هو المنبع الوحيد ولكن كونه قريب ملأت فراغي بكثرة التردد عليه .
اغلب الموجود منسوخ على اسطوانات يرفض اصحاب المحلات بيعها وتعتبر اساسات لذلك يفرغونها لي على اشرطه ، ولم يكن في الأمر مشكله المهم الحصول على التسجيل .
بعد عصر يوم وبينما كنت اجلس في دكان احدهم انتظر تسجيل اسطوانه ، جاء الى المحل احدهم ووقف له البائع يسأله حاجته ، دار بينهما حوار فهمت منه ان الرجل يسأل عن حفلة للموسيقار اظنها كانت ( اسمع او حكاية غرامي ... ) لاأذكر على وجه التحديد.
اعتذر له البائع لكنه التفت صوبي واكمل : هذا الرجل ستجد عنده ضالتك ... وقفت وسلمت على الفتى واستفسرت منه عن بعض الأغنيات ، لأرى ان كان مهتما بالموسيقار ام ان الأمر اغنيه يسمعها و(خلاص) .
كان فتى انيقا دمث الخلق في عينيه حزن رغم مداواته بالمرح ، وربما هذا ديدن من تلاقي الحان الموسيقار هوى في نفسه .
بعد حوار قصير افترقنا على وعد بزيارته بعد اسبوع ، ولاادري لماذا بعد اسبوع لكن هذا ماحصل .
التقينا في منزله البعيد عن حينا ورأيت عنده مايدل على حبه لفريد ... كتاب او اثنين ، صور معلقة داخل اطارات ، ومجموعة جيده من اغنياته .
اثناء الحوار ذكر لي انه يعرف صديقا له نفس ميولنا ، فإن رغبت معرفته نزوره ... يسكن حيا قريب من الحي الذي اقطنه ... اتفقنا ان نقتحم منزل هذا الصديق الفريدي في الغد بعد المغرب لتواجده في هذا الوقت بمنزله .
في الغد زارني صديقي الجديد بعد صلاة العصر وجلسنا نستمتع سويا بالاغنيات ورأى محتويات مكتبتي الغنائيه ، ثم انتقلنا الى صديقنا الثالث
قدمني اليه صديقي واثنى على مكتبتي ثم دلفنا لداره واستقبلنا بالترحاب وموجبات الضيافه ... تحدثنا طويلا عن فريد وعن مانملكه وماسمعناه ومانعرفه ولم نسمعه ... الى آخر هذه الاحاديث المحببة لنفوس من له ميولنا النغميه
تعددت الزيارات بيننا وتعمقت صداقتنا واصبحنا نتبارى في الحصول على الحان الموسيقار ، وكان احدنا اذا وجد اغنيه يسارع الى صديقيه وكنا احيانا من باب المزاح والضحك نقول : كم تدفع وتسمعها ؟
او : لن اعطيك الا نصف التسجيل!
والحقيقة ان هذين الصديقين من اجمل من عرفت في خلقهما وتفانيهما في حب فريد في تلك الفتره ولهما سبب قوي في عمق علاقتي بهذا المارد ، ومن مرارة الايام افتراقنا دونما سبب!!
انها الحياة وتصاريفها ومشاغلها تأخذك دائما من هدؤها لضجيجها
وادنو في سردي هذا للفتاة (ف) ففي احدى الليالي يممت شطر بيت صديقي الاقرب سكنا ، لم يكن هناك موعد فلا هواتف ولازوجة نشتكي همها !
عند اقترابي من منزل صديقي رأيته واقفا بالباب يتحدث مع امرأة تتوشح بالعباءه ، وحين رآني مقبلا ابتسم وواصل حديثه معها وابطأت سيري حتى ينتهي حوارهما ، لكنه اشار الي بالأقتراب منهم، فأقبلت وانا اتعثر في خطواتي (لن انسى هذا الموقف ) قال لي بالحرف وهو يشير للمرأه : اكتشفت لك وحده مجنونه بفريد!
بنت جيرانا ( ف/1 ) بيتهم آخر الشارع ...
رحبت هي بكلمات لم افهم اغلبها ، صوتها خفيض وفكري مشتت ... ثم غادرتنا بسرعه ... فالحال لايسمح بهكذا أمر ... حي شعبي وفتاة تقف في الشارع تتحدث مع اغراب .
ادخلني رفيقي وواصل حديثه عنها : هذه المرأة تسكن مع اهلها منذ سنوات ولم اعلم بحبها لفريد الا من شهرين حين حكت لي احدى اخواتي بعدما شاورتها امي في امر زواجي وقالت لها اختي :
زوجيه (ف) تناسبه وكلهم يحبوا فريد.
لكن امي الجمتها بقولها : زوجه مطلقه ! خلصوا البنات من البلد ؟
كانت هذه المعلومات كافيه لمعرفة من هي (ف) وماهي ظروفها ولكن بقي سؤال : لماذا طلقت ؟
ابعد حيرتي صديقي بقوله : لم يكن بينهما التقاء ... كان كثير السهر والخروج من المنزل ، خشن التعامل ! اما هي فامرأة رقيقه تركن للهدوء وتعشق الحياة الرومانسيه ، صبرت على خروجه ولم تحتمل التواصل مع عنفه ، فتم ابغض الحلال .
وعندما علمت اني فريدي الميول طلبت من اختي بعض الاشرطه وتدرجت المعرفه الى الموقف الذي رأيتنا عليه اليوم .
نسينا امرها بعدما بدأت انغام الموسيقار تصدح بين جوانب الغرفه ونحا حديثنا مناحي اخرى تبعد وتقرب في مضامينها عن الموسيقار
الحقيقة ان (ف) شغلت فكري وطمعت نفسي في معرفتها اكثر ، ليس هناك اجمل من ان يشاركك انسان احاسيسك ، فما بالك اذا كانت امرأه ! وفي قادم الأيام اجتمعت لكلينا الأسباب .
اقسم انها كانت امرأة رائعه حديثها ناعم وضجيجها همس حتى في غضبها يلامس عتبها قلبك !
تشعر معه انها مسكينه تحتاج ان تفرغ احاسيسها في اناء يعيده الى قلبها بعد ان يشكله ويلونه وجدان الآخر.
تذوب في الثناء وعندما تتحدث عن الموسيقار تشدو بطريقة تعجب من يحبه وتغيض من يجهله !
قالت انها عانت من اسرتها بسبب هذا الأعجاب الملفت !
تنام وتصحو على انغامه ، تحفظ شعر اغنياته وتسابقك في معرفة الكثير عنه !
وان لم يكن كل شيء .
كانت بوابة دخولي لوجهها (عيناها) من وراء النقاب ، ثم خدمني الحظ فرأيت وجهها وذهلت !
ومعي حق في هذا , وجهها وقوامها ثم روحها الحلوه وحيويتها المشعه لم تمنع طلاقها!
ولم تقف حائلا لاختيار شريكها بنفسها ؟! انها عادات المجتمع الظالمه احيانا.
تمتلك وجها يميل الى الاستطالة قليلا ، انفها دقيق نوعا ما وينتهي بأرنبة زادته جمالا ، الشفة السفلى اكبر من علويتها ، ولها خدان تحتويهما راحة اليدين عند احتظانها ، افعمتها الصحة واشتكت لونها .
ماذا بقي لها من وصف حسنها الجارف الوارف ؟.... عينــاهــا ؟
ملآ حنانا وعاطفة ناعسة وهي كشروق الشمس باسمة كضحكة البدر في هلاله يملأ المساحات ضياءً !
دمعتها سريعة وان شاب طبعها سرعة الغضب .
لعله غضب الاحتجاج لما صادفت ورأت وعانت من ظلم وتجاهل .


اسهبت في الحديث والوصف عنها ، ونسيت ذكر خطوات معرفتها !
جميل ذكراها فرض علي هذا ... فقدمت وأخرت دون ان ادري !
كانت المعرفه بسيطه والفراق ابسط !
من خلال ترددي على منزل صديقي والذي كثر بعد رؤيتي لها تقف معه في الشارع ، ولأحسم الأمر واحدد الرؤى سألته سؤالا مباشرا ،اذا كان في نيته زواجها ؟ فأجاب : لا... الأمور معقده ولاأجد في نفسي ميلا لذلك ، قلت له : اذن الطريق مفتوحا امامي؟ فسألني : اتنوي الأرتباط بها؟
اجبته : هذا شأني ، ولاأريد استباق الأحداث ، فقط ارجو منك اذا رأيتها ان تبلغها سلامي ورغبتي التعرف عليها ، إن لم يكن في الأمر مايزعجك؟
وحسم الأمر بقوله : انا ابلغها وهي صاحبة القرار .
تركت له هذا الأمر ولم اتحدث فيه معه مرة اخرى ، كي لاتهبط المسأله الى امر ليس فينا .
بعد ايام ونحن سويا في السوق فاجأني صديقي بقوله :
ان (ف) لاتمانع في التعرف عليك . ولكن عليك مراعاة وضعكم ، فهي امرأة مطلقه وليست من اياهم .
فهمت من كلمة (اياهم) انها من عائلة كريمه وان المطلقه تحركاتها محسوبه .
حواني اليأس وانتويت بداخلي ان اطوي صفحتها .
لكن حدث امر نسف كل يأسي ليترك الصفحة مفتوحة ويثبت ان من كتبت عليه خطى مشاها .
يقع في احدى السكك من حينا منزل كبير جدا ، خطرت لأهله فكرة تأجيره لمناسبت افراح الزواج لمن يرغب ، كان هذا قبل وجود بيوت الافراح المتخصصه ، مع ان الفنادق كانت موجوده لكننا كأسر شعبيه لانعرفها ، لها اهلها القادرين .ومثل هذا البيت مناسب لمن هو مثلنا قام اصحابه بتجهيزه ليناسب الوضع الجديد.
وجدنا نحن الفتيان في هذه المناسبات فرصة مغريه للأجتماع والتسليه وتناول الشاي والعشاء !
وماالذي يمنع طالما الدعوات مفتوحه في كل مناسبة عرس فنحن جميعا جيران ومعارف ...
إذاً لم نكن متطفلين ! ... هذا ماأطمأننت اليه في حينها واراحني
في احدى ليالي الجُمع( جمع جُمعــه ) علمت ان في ذاك البيت حفلة عرس وتوقعت اجتماع اولاد الحي ... دخلت المنزل وبحثت عن احد منهم فلم اجد... لعلي جئت مبكرا ... فخرجت الى الشارع استطلعهم ..
بعد لحظات توقفت سيارة امام البيت ونزل منها راكبيها ، تراجعت عن المدخل لأفسح لهم طريق الدخول ، لفت نظري احداهن تلتفت نحوي وتطيل النظر ، ثم تبطيء في الدخول ، سبقها من كان معها للدخول بينما هي تنقل عيناها بيني وبينهم ، ثم جاءت اليّ تمشي على مهل وحين دنت خطاها مني ظننتها احدى قريباتي ، فالعباءة وغطاء الرأس تجعلك لاتعرف احيانا من يختبيء داخلها
حين وقفت قبالتي القت السلام وتابعت : كيف حالك ياسعود !
الازلت تجيء عند (........)؟
المفاجأه والارتباك جعلاني اسأل : مين فلان ؟؟
اجابت بعمق : صديقك عاشق فريد .
وتذكرته ولكني سألتها عمّـن تكون؟
سؤال طرحته للتأكيد مع شك المتواضع انها هي.
قالت انا (ف) وحين ظهر هلال اليقين وعطرني ريهام المطر ... سارعت للترحيب بها بكل كلمات الفرح ...
همست لي ( بشويش احنا في الشارع ) فوجمت لحظة ودون ان اسأل واصلت تقول : العريس من اقربائنا ومن سبقني كانت امي واختي ... لاشك انك تعرف احد العروسين او اهلهم ؟
قلت : لاهذا ولاذاك ... احنا جيران لأهل بيت العرس وجئت مدعوا منهم( لاشك اني كنت اكذب لكن ماذا عساي ان ابرر سبب وقوفي ؟)
نهنهت المرأة بقولها : ماشاء الله ... وين بيتكم ؟
قلت في الشارع الخلفي .
لم تدع لي فرصة الاطالة في حديث الشارع وقوفا فأسرعت بالقول : في خاطري اسمع فريد عندك .
قلت : هنا ؟
قالت : بل في بيتكم ان كانت ظروفك تسمح بهذا ؟
قلت : وماذا عن ظروفك ؟
قالت : انا جئت هنا مكرهه ، لااحب مناسبات الاعراس !
قلت : لابأس مادامت رغبتك .
قالت : اضبط ساعتك ... بعد نصف ساعه اخرج واجدك هنا ...
والعباءة لها احيانا مكرمات !
وافقت واستأذنت للذهاب لمنزلنا لترتيب الامر .
دخلت هي واسرعت الخطى وانا ارقب ساعتي !
وتذكرت وانا في طريقي ان والدتي طلبت من والدي ان تزور امها وتمنيت ان لااجد احدا بالبيت ، وخدمتني الظروف بطريقة لم احسب لها حساب ، هاهو المنزل خاويا من ساكنيه ، بيت جدتي بعيد والحديث بينها وبين ابنتها لاينتهي .
رتبت غرفتي وملأتها عطرا وجهزت بعض الاشرطة والاسطوانات و تذكرت شيئا وهتفت (شكرا لك يافريد) وكان الموسيقار حينئذ في بداية اقامته بلبنان .
انتهيت وقفلت راجعا ، وفي الموعد المحدد كنت اترافق مع ( فتاتي ) الى بيتنا .
قالت ونحن في الطريق ننتشي لحظات اللقاء ... انها لن تستطيع المكوث اكثر من ساعه وانها جاءت لترى بنفسها صومعتي وماتحويه من اغنيات ، وهل وضعها وتنسيقها كما تخيلتها !!
وهذا ماجعلني اسألها مندهشا : كل هذا وانتي لم تريني سوى لحظات امام منزل رفيقي ذاك المساء المحظوظ ؟!
قالت بثقة المرأة حين تقرر امرا : دققت في ملامحك وانطبعت صورتك في ذاكرتي ... ثم ان من يحب فريد احبه وصاحبك اعطاني عنك مايهم معرفته !
فتممت على كلامها : الشكرله ولكِ .
يالهذه المرأة كم هي واضحة الغموض !!!
دخلنا البيت وتلاه غرفتي فاتجهت صوب كرسي المكتب وجلست وهي تدير ناظريها في غرفتي المتواضعه كأنما تبحث عن شيء .. وهو لاشيء سوى فضول المعرفه ...بعد ان هدأت قليلا ازاحت غطاءها وهي تنظر الي باسمة : ايش رأيك ؟
قلت : لارأي بعد رأي الجمال .
تحدثنا كثيرا بينما موسيقى الفريد سبب اجتماعنا واغراء معرفتنا تعبق المكان حنانا وحبا يحرك الجماد ويغري كلمات الشوق وقلوب العاطفة ان تقول ولاتصمت .
اذكر اني سألتها متطفلا : الا تنوين الزواج مرة اخرى ؟
اجابت مازحة من وراء ابتسامة ملأت المكان : وحتى هذي عرفتها ؟ طيب شايف لي عريس مضمون ؟
قلت وانا اجاري ثغرها الباسم : لم اجرب ان اكون خاطبه ، لكن اولاد الحلال كثير .
وتذكرت كلمة والدة صديقي (زوجه مطلقه) ووجودها معي في خلوة نستطيع فيها برغبتنا ان نفعل مانشاء ، وفي مثل هذه الامور الحساسه لابد ان تكون الكلمات منتقاه حرصا على مشاعرها ولكي لاتفكر في امر الارتباط .
لاانكر اعجابي بها كأمرأه وفكر ، لكن غالبا ماتكون العلاقات خارج نطاق الأرتباط يغلب عليها جمال اللحظه والمجامله والتلميع ، والرجل الشرقي متى ماأرتبط فإن الغالب منهم تنطفيء فيه شعلة الديكوريه ويشتعل في حياته ظلام الروتين والتكرار. اقول الغالب وليس الكل ولااعني نفسي بهذا ولا ابرؤها لكن هذا نهج حياتنا .
ولأنها امرأة رأيتها رائعه ملكت علي زمامي لم اشأ ان تنطفيء شعلتها في قلبي لأي سبب ، فضلت ان نبقى كما نحن ، لتكن انانيه او ماشاءت ان تكون ، فليس لي الا ماقررت .
وانتهى لقاءنا كما ارادت له اللحظة ان ينتهي .. اهديتها شريطا اختارته بعدما سمعت بعض محتواه ( حكاية غرامي حفلة الأردن ويالله سوا التسجيل الطويل ) لازلت اتذكر لمعان عينيها وهي تسمعه ، ثم ترفع رأسها من بين راحتيها وتنظر الي لتقول : انت رائع كفريد ياسعود .
اتدري انه لايوجد عندي سوى حفلتين لأول همسه وحفله للربيع ومجموعه طيبه من الأغنيات القديمه والحديثه والشكر لصديقك الذي لم يقصر معي .
شجعني كلامها ان اهديها ايضا مجموعة تقاسيم منها اسطوانه تسجيل استوديو من مقام الكُرد ....
لحظات جميله اسجلها للذكرى .
اسعدتني كثيرا سعادتها وحبها لما احب .وسعدت معها كطفلة اشترى لها ابوها بعض الدُمى ولعل ابلغ دليل على انتشاءها انها لم تترك يدي الا حين اقبلنا على بيت الاعراس .
فسحبت يدها بهدوء وهي تقول : مايضايقني هو متى تتاح لنا مثل هذه الليله مرة اخرى ؟
و ... كما قال الشاعر العربي ... ودعتها وبودي لو يودعني طيب الحياة ولا اودعها ! تلك كانت مشاعري وقتها .
في الغد اسرعت لزيارة صديقي الأثير ولا اظن اني كنت بشوق لزيارته بقدر شوقي لرؤيتها ولو من بعيد ....!
لكن هذا لم يتــم ... ولن يتـــم ... لقاء يتيم في موعد لم يحدد ولحظات انتهت وماتكررت . سوى معلومات استقيها احيانا من صديقي وبحذر ، فلم يعلم ماكان بيننا ولايجب ان يعلم ...
اما هي فأعتقد انها لم تكن تكره تكرار اللقاء لكن ظروفها ومع عدم توفر وسائل الأتصال وفي ظل ظروف صعبه ، رغم مابيننا من علاقة نغمية جميله وانسجام روحاني .
كان من الطبيعي ان ينتهي كل شيء ... ... كل شيء ومزقت الأوضاع صفحة رائعه مع انسانة اروع ، لم يبق منها وعنها سوى الذكريات ... والذكريات صدى السنين الحاكي .
رحم الله فريد ورحم احمد شوقي و... ..رحمها ان كانت غادرت دنيا الظلم لدار الخلود .


انتهى امر ( ف / 1 ) ... القادمه ( غ )

 

التوقيع



لا أخشى عليك ياوطن من الأعداء الظاهرين
إنمــا خوفي عليـك المنافقين
( سعود)

سعود القويعي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 11-06-2012, 11:33 PM   #11
سعود القويعي
( كاتب وناقد )

الصورة الرمزية سعود القويعي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 535

سعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


هي الايام كما رأيتها دول من سره زمن ساءته ازمان
ابو البقاء الرندي

بعضُ منْ عرفتْ

اردت لها السعادة وفضلت الشقاء(سعود)

غيـــــن (غ)من قال ان جهاز ( المســـرّة ) نقمة لم يجانبه الصواب .
اخترعه جراهام بل ليختصر المسافات ، لكننا اختصرنا وصول المشاكل لأنفسنا !

وعندما ادخلنا الهواتف لمنازلنا اتخذناها تسليه ... كدمية لمن لم يستمتع بالدمى ولعب الأطفال !
شيء جديد شاركنا حياتنا فأساء البعض استخدامه ليصبح مصدر ازعاج للآخرين ، هذه بداية اغلبنا معه للأسف . رنينه لدى البعض موسيقى تصدح ، يزعجنا صمته ويريحنا طنينه !

كان 90% من المكالمات ازعاج اكثرها من اطفال ونساء .

لا نفتأ من فصل الفيشه ثم نعاودها لمكانها خشية ان يطلبنا قريب لايجيبه احد .
كانت مسألة محيره ومزعجه وكان علينا الصبر الى ان تنتهي هذه الظاهره .

وقبل ان تنتهي هذه الظاهرة الفوضويه ....
تلقيت ذات ليله مكالمة من احداهن ؟ مختلفة نوعا ما ...
المتحدثة كانت هادءه ، واثقه ، انيقة الحديث تبحث في خبايا محدثها عن صديق يسامرها ويدني اليها المعرفه .
ترغب في إنسان تركن اليه وتتحدث معه في كل شيء وعن اي شيء ! المهم ان يكون حوارا يرضيها وتشتهي التواصل فيه ...

المدهش انها عند انتهاء المكالمة الأولى سألتني عن رقم الهاتف ! مما يدل انها طلبت رقما عشوائيا ... فتلوته لها .
لقد كان حديثا ممتعا يدل على عقلية مثقفه لكنها للأسف تفتقد الوعي في السلوك

لعلي وجدت لتصرفها عذرا فالهاتف كان اولى نوافذ الخروج بلا غطاء او رؤيه تستطيع من خلاله الفتاة ان تتعرى في الحوار لو شاءت !
فمحدثها لايعرف عنها سوى صوت ! معرفة شبحيه تتيح لها ان تتخذ لنفسها ماتشاء

مجتمع محافظ لامجال فيه للتعبير عن دواخلنا بالشكل الذي يرغبه كل منا بطريقته الخاصه وبما يرغب ويروم من مكبوتات ذاته او استعراض مواهبه والتنفيس عن اعوجاج الفكر والسلوك .

هنا لامكان للسؤال عن المباديء والمثاليه او العيب او مايجوز ومالا يجوز ... نحن بشر .تتقاذفنا الرغبات والاهواء .

سألتها عن اسمها ؟ فقالت بعد صمت قليل ( غاده ) اسم مستعار وصرحت لي فيما بعد عن اسمها الحقيقي كاملا !
لكني اقف عند (غاده ) لجمال الاسم ولان اسمها الحقيقي لايفيد بشيء لذلك فضلت دائما مناداتها بإسم (غاده)

اغلقت السماعه على وعد بتكرار الاتصال فيما بعد .
وحين لامس رأسي وسط مخدتي سرحت في حديثها وهي تصول وتجول في كل امر .
من التعليم وكانت تدرس الطب ماقبل التخصص ثم الى مكانها بين افراد اسرتها ... واحدة من تسع اخوة واخوات ( ماشاءالله) عائلتها من اعيان المجتمع والدها قاضي ! وهذا جعلني اقول لها في احدى المكالمات : لو علم ابوكي بتصرفاتك لسجنك ! فردت بلا مبالاه : لو علم؟
والدتها سيدة فاضله تقوم بتحفيظ القرآن لأطفال وبنات الجيران !

هذا هو عالم (غاده ) شيزوفرينيا متأصله وليست وحدها في ذلك فهناك الكثير مثلها .
هي الوسطى بين اخواتها وللأسف يشاركها في سلوكها التلفوني هذا اثنتين من شقيقاتها !!

تكررت اللقاءات السمعية بيننا على مدى ستة اشهر ، بنينا خلالها جدار الثقه وفرشنا بساط المصارحه ولم يبق الا تصافح الوجوه .
وجاء موعد اللقاء في مكان حددت هي مكانه وزمانه .. احد الأسواق القريبة من منزلهم البعيدة جدا عن حينا .
في المكان الموصوف كنت في الموعد انتظر ...
لحظات ثقيله ... وإذ بسيارة فارهه تقف جواري ثم يختفي زجاج بابها تدريجيا
لتخرج يد تعبث في الهواء تدعوني للركوب جوار السائق .
للحقيقة اني بعد رؤيتي للسيارة ورهبة الموقف خانتني شجاعتي وعزمت الفرار لولا صوتها
يناديني بكل بثقه تنأى عن اي شبهه !
وحين غادرنا السوق امرت السائق بالوقوف وطلبت مني الجلوس جوارها .. فانصعت لها كمن يتحرك بالريموت .
وقد اخذتني الدهشة فيما بعد من هذه الفتاه : ماهذه القوه والثقه ماهذا الجبروت ؟ انحن في مجتمعنا ؟

حين استقر بي المقام جوارها قالت وهي تهمس ضاحكة : انت ليه خايف؟ المفروض انا اللي اخاف ؟
فتذكرت ان والدها قاضيا وتلبست ثوب الوعاظ واجبت : الاتعتقدين ان مانقوم به امرا سهلا؟ الاتخشين ان يشي بك السائق؟ اليس المفترض ان تكوني الآن في البيت ؟

قاطعتني بقولها : اتعتقد اني جئت بك لأسمع وعظك؟ اذا كنت تريد وعظا سآمر السائق ان يوصلنا للبيت لتسمع منه مكاييل ؟؟
لم ارد عليها .. لأنها ارخت غطاء وجهها قليلا لتبدو عيناها وجزء من خديها ... فألجمني ماقامت به ومارأيت من حسنها وسكتت . عرفت كيف تسكتني وتوقظ شيطاني .

يالهذا الجمال ... الصحه .. الأناقه ... يسبقهم روائح عطر نفاذ .التفت اليها لأغترف من عينيها ماأشاء بحجة السؤال : الى اين نحن ذاهبون ؟
قالت : نتجول قليلا ونتحدث . ام تراك اعتقدت اني سأختلي بك؟ اردت ان ارى محدثي ورأيتك .
قلت : وماذا بعد؟
قالت: اترك هذا للأيام تحدده .ربما يكون لك ماتريد.
قلت : وما أدراك ماأريد؟
قالت: وهل تظن اني سأقف امامك مانيكان تصنع لي تمثالا؟
قلت: لاهذا ولا ذاك . لم يكن في خاطري امر محدد.

صمتنا قليلا بينما كانت السيارة تنعطف لتعود حيث كنا ....
ثم التفتت نحوي وقالت : حديثك معي بالهاتف مختلف عن هنا .
قلت : إن حديث الهاتف كان حديث الأمان والراحه .
قالت : وماالذي ازعجك هل تحب ان اوصلك لمنزلك ؟
قلت : امر الفراق متروك لك .
قالت ولماذا تسميه فراق ! انا ارغب تكرار رؤياك .
قلت : وانا كذلك لكن اتركيها للظروف .

لاأنكر اني كنت هادءا وطبيعيا لمن يراني ولكن داخلي احساسا آخر ، احساس لم اتخلص منه الا حين ترجلت من السيارة مودعا مضيفتي .

وحين وصلت منزلي عاهدت نفسي ان تكون علاقتنا هاتفيه .... فلم يكن هناك تجانس في الوضع الأجتماعي يتيح لي صنع الوان من العلاقة معها لذا قررت الأكتفاء بالهاتف .
لكن هل وقف الأمر بيننا عند هذا القرار ... وهل حديث العقل تم تفعيله ؟ ربما ...
اوردت هنا المهم من المعرفه ومايجب ان يسجل ويعرف ... اما ماتجاوز ذلك ليبقى في ثنايا الذاكره ... إن شاءت ابقته وإن شاءت مسحته .


واطوي حكاية ( غ ) لأنتقل الى ( ف/2 )

 

التوقيع



لا أخشى عليك ياوطن من الأعداء الظاهرين
إنمــا خوفي عليـك المنافقين
( سعود)

سعود القويعي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 11-18-2012, 02:05 PM   #12
سعود القويعي
( كاتب وناقد )

الصورة الرمزية سعود القويعي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 535

سعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


(( لم اكن يوما دون جوان او فالنتينو ولكنها
احداث فرضتها ظروف وزمن واحتياج وصدف وحظوظ
بعضها سعيت لها والبعض سعى الــيّ ..
فإن رأيتني كذلك فقد انصفتني ... وإن لم ترني فلم تظلمني ))

( سُـــعود )

بعضُ منْ عرفـتْ

اولى بهذا القلب ان يَخفقا
وفي ضرام الحب ان يُحرقا

عمر الخيام

فاء (ف/2)
(فتحيه ) إمرأه ذات جمال ودلال ، ومال وعيال ، ترتع في العقد الرابع من ربيعها الرافض لخطوط الزمن ، يدبُّ فوق الأرض لها ثلاثة ابناء ولدين وبنت .
تقطن في اول الشارع الذي ينتهي الى بيتنا ، يشغل اوله حانوت صغير فيه بعض ماتحتاجه البيوت ، بعده بأربعة بيوت يأتي منزلها ، ثم تتوالى المنازل على الصفين لتنتهي الى دارنا حيث يفضي الشارع الى مثيله .
السكك والبيوت في حي شعبي متواضع ، شوارعه ترابيه ، وابوابه خشبيه ، ناس كأنهم بلا هويه ، خليط وجوه بشريه ، من اقصى جنوب الجزيرة العربيه الى اوسطها الى المناطق الشرقيه !
وهكذا كانت فتحيه ، إمرأة اربعينيه وفدت من المنطقة الغربيه مع زوج مهنته صنع الحلوى ومنها الحلاوة العمانيه .
بعد سنوات من الأقامة في حينا ، توفي زوجها وتركها ارملة فتيّه موسرة في عرف تلك الأيام نعتبرها غنيه .

لم تسافر(ف/2) الى حيث اهلها واقربائها وبقيت ، ويبدو انها اعتادت العيش بيننا واصبح لها مع طول العشره جيران ومعارف ، رغم حذر بعض نساء جيرانها منها ، لا لشيء سوى ان لها عادات لاتتماشى معهم فهي تدخن الشيشه وهن يعتبرن هذا امرا إدّا .
كما انها تتساهل بأمر الحجاب عندما تطل برأسها من الباب واغلب لباسها منتصف الأكمام , وحين تزاور احداهن لاتهتم بأمر العباءة كثيرا كونها بين نساء ، فتطرحها على الأرض حين جلوسها ، ليبدو ساعداها للعيان .

ولأنها بيضاء بياض الثلج ومنتفخة الأوراك والأطراف فإن هذا يثير حنق وغيرة بعضهن منها ، خشية ان يلمحها احد ازواجهن عند دخوله او خروجه فيطمع في زواجها !
لهذا قاطعنها اغلب النساء وقمن بسحب السفراء حماية لبعولتهن منها .
( ولأن الباب اللي يجيك منه ريح .... لذلك سدوه واستراحوا ).

كيف اصف (فتحيه) شكلا ومضمونا ...!
امرأة متوسطة البنيان ، ليست بالبدينه المترهله ولا المعتدله المشدوده ، كانت بين بين ، طولها معتدل وجهها دائري يعلوه صفار كأنها من بنات طشقند او باكو !
استبدلت ناباها بنابين من الذهب وكأنه ينقصها الحسن ، عيناها طويلتان متلاحمتان تغمضان قسرا حين تضحك بسبب شحومة خديها ، رقبتها قصيره واعتقد انها لم يكن لديها رقبه يمكن ان تخنق منها او تطولها يد !!
جسدها مترامي الأطراف ، فقد اخذ كل عضو حقه ووزنه ! دون ان تضيع تضاريسه .
امرأة ضحوك مغناج تخلق المرح ، لاتهتم كثيرا بالحزن ، تشغلها لحظتها عما يأتي بعدها من أمر .

ولأنها ذات طبيعة اجتماعيه فقد ساءها هجر بعضهن لها . دونما سبب تراه . لذلك تتحين الفرص لعودة العلاقات ، فتراها تطبخ احيانا نوعا من الطعام لايعرفه او يجيده سواها ، كونها جاءت من منطقة مختلفه وترسله لنساء الجيران تبتغي الرضا والتواصل .
إن اقسى ماعلى المرء ان يعيش مكرهاً في عزلة عن الناس

عندما ظهرت نتائج الأمتحانات رغبت مشاركة جاراتها فرحتهن ، ورصدت مبلغا متواضعا لكل ناجح وناجحه .
ولأن المبلغ مغري بحسب تلك الأيام فإن جميع صبية وفتيات جيرانها توافدوا على بيتها للفوز بالمكافأه .
وتم لهم ماأرادوا .

هنا كانت بدايتـــي معها .

سممعت خبر توزيع الهبات مع ان حاجتي لم تكن قويه الا اني لم اشا ان اكون اقل منهم ، ولأني من زمرة الراسبين فكان لابد من تزييف الأمر عليها .وشهادتي التي لم يكن يهمني امرها ولانتيجة تدبيري ، بقدر مايهمني سمعتي بين الجيران .
وفعلت فعلتي بالشهاده بما املاه علي سوء قصدي ثم نويت الذهاب ليلا كي لاتلحظ زيف امري ! وهكذا كان .

طرقت باب (ف/2) بعد العشاء وانا امسك جريمتي بيدي وعلى ثغري ابتسامة الناجح .
فتح لي الباب احد ابناءها وحين رآني التفت ينادي امه ، التي اقبلت وهي ترتدي مريلة المطبخ وفي يدها ملعقة كبيره ، ولااخفي اني خفت ان تضربني بها لو كشفت كذبي ، لكن ابتسامة مرحه علت محياها طمأنتني ولو الى حين .
قالت لولدها : خليه يدخل ... ليه سايبه عالباب ؟
اشار لي ابنها بالدخول فدخلت ، بينما قفلت عائدة لمطبخها وهي تقول : استنى شوي لايحترق الأكل .
وانتظرت في مدخل الدار بينما عاد ابنها لينضم لأخوته دونما اهتمام بوجودي !
رمقت باب الشارع بطرف عيني ولمت نفسي على فعلي وخانتني شجاعتي واحسست عظم تطفلي وكذبي ، فاستدرت لأخرج ، لكن صوتها الجميل الحنون اوقفني .
قالت : فين رايح ... اتأخرت عليك ... اعذرني البيت كله على راسي !
ثم وبحركة رشيقه سحبت الشهاده من يدي وادارت عيناها على صفحة الشهاده وانا ادعو الله ان لاتلحظ التزوير ؟
قالت : ماشاء الله مبروك النجاح !
اطمأننت ... وعرفت فيما بعد امرا اضحكني وندمت لأجله ، لأني علمت انها لاتقرأ ولاتكتب ، وان عبثي بشهادتي لم يكن له مبرر !
دعتني للدخول والجلوس مع ابناءها الذين نام احدهم وبقي الأوسط والبنت يتسامران على قصة مصوره ويحولا تقليد رسومها ، جلست بينهم وزال خوفي واندمجت اشاركهم الرسم ، ومع انهم يعرفوني الا اني لم اجلس معهم يوما سوى نظرات وكلمات ووقفات قليله في الشارع ، قمت بتقليد احدى الرسوم بشكل رضيا عنه وحاول الفتى مجاراتي فيه ، البنت رغبت النوم بعدما رأتنا منسجمين ونسيناها .

بعد وقت قصير اقبلت ( ف/2) وبيديها صحنا قدمته الي وهي تقول : اتفضل ذوق عشانا .
وحين ترددت حلفت علي ان امد يدي، وابتسمت وهي تقول : لو لقمه وحده بس وهديتك محفوظه ولايهمك .
شجعني الصبي وبدأنا نأكل .
يصغرني الفتى سبع سنوات واخوه الأكبر بست سنوات اما البنت فأعتقد انها كانت حينها في الخامسه من عمرها .
اما انا فإن تجاوز عمري السادسة عشر فهو لم يصل للسابعة عشر .
من جديد اقبلت ( ف/2) وبيدها صحن آخر وجلست قبالتنا وبدأت تأكل وتسأل وتثرثر .
سألتني عن عمري ومدرستي وفي اي صف ؟ وقالت انها انقطعت عن زيارات الجيران لأنها ( انشغلت مع اولادها ) وكانت تكذب لأن الجيران هم من رفضها .
ورغم انها امرأة كثيرة الكلام لاتترك امرا الا وتأتي بذكره حتى القطه النائمة جوار البنت طالها شرح وحديث !!!
ربما ان متعتها في بساطتها وتلقائيتها ولهجتها التي لااتحدثها ، او لنظارة وجهها العاكس لضوء الحجره او بشاشتها وحسنها الذي لم افكر في امره حينها لأن فارق السن لم يترك لي فرصة اشتهائها كأنثى كما انه ليس بطبعي ان اطمع في امر كهذا وانا ضيف جئت لأمر محدد .

صدقا ان الوقت مضى مهرولا ،فانتبهت لهذا ووقفت مستأذنا فنهضت تمشي معي للباب ثم ادخلت يدها وناولتني هدية النجاح (المزعوم ) وقالت وهي تتحسس كتفي بيدها برفق : لازم تيجي تاني اعتبر البيت بيتك .وولادي اخوانك .
اجبتها وانا ارد يدها : مالها لازمه كفايه جلست معاكم واتعشيت عندكم .
لكنها حلفت ان آخذها وفردتها امامها فوجدته اكثر مما اخذه الآخرين ! وعندما قلت انها زياده ؟ قالت : لا ... عشان انت اكبر منهم وتستاهل .
ثم دستها في جيبي ووضعت اصابعها على خدي وقالت : مع السلامه .

في تلك الليله وحين لامس رأسي مخدتي وجدتني افكر بها ؟ وظللت استرجع لحظاتي معها حتى نمت واظنني حلمت بها ؟
كانت امرأه مختلفه ... لهجتها شكلها بساطتها مرحها ... كل شيء ؟
وكأنها تعرفني منذ زمن ... كأني نشأت معها في بيت واحد ومن اسرتها ؟
امرها عجيب ! ملكت علي تفكيري واعجابي ! وتساءلت : لماذا نساء الحي يختلفن عنها ؟
ولما يرفضوها ؟ انها رائعه .
زمزمت شفتي وانا انتصر لها واهمس : كم نحن معقدون ؟
في الغد انتظرت المساء ...وعندما جاء بحثت عن سبب لتكرار الزياره ، فلم اجد!
قررت ان اتخذ ابنها الأكبر صديقا ، وان اشاركه بما امتلك من قصص هي هوايتنا جميعا . لماذا فعلت هذا حينها ؟ لاأدري او ادري ولا احب ان ادري .
فجمعت بعضها من عندي مساء يوم ونحيت صوبهم ، طرقت الباب مترددا وفتحت بنفسها يعلن عنها محياها الصابح ، حييتها وناولتها القصص وانا اقول : هذه هدية مني للأولاد ، ردا على هديتك .
اخذتها مع ابتسامة افترّ عنها ثغرها ودعتني للدخول وحين رأت ترددي جذبتني من يدي .
( تُرى لماذا رغبت نفسي اليها )؟هي انسانه مختلفه لم اشاهد مثلها في حياتي ولالطبعها مثيل انها عالم آخر مختلف تماما ! لعل هذا ماشدني اليها او سواه .. اي شيء الا ان يكون اشتهاء جسد ...
أزعم ان هذا لم يكن واردا في حينها .

اتابع ....( للفصل الثاني )


هديــه :
بقدر ماتستطيع المرأة أن تقتلك تحييك (سعود )

 

التوقيع



لا أخشى عليك ياوطن من الأعداء الظاهرين
إنمــا خوفي عليـك المنافقين
( سعود)

سعود القويعي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 11-20-2012, 05:09 PM   #13
سعود القويعي
( كاتب وناقد )

الصورة الرمزية سعود القويعي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 535

سعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


سكر الروض سكرة صرعته عند مجرى العبير من نهديك
قتل الورد نفسه حسداً منك والقى دماه في وجنتيك
والفراشات ملّت الزهر لمّــا حدّثتها الانسام عن شفتيك
بشارة الخوري


اين انا منها ؟
انا قطرة في بحرها ، لذا لم اقف طويلا امام امرها كأنثى ! وإن خبأت الأيام شأنا آخر .!
ادخلتني غرفة للضيوف صُفّت فيه الأرائك واشكال الوسائد وتفرقت انحاءها بعض الطاولات الصغيره المصدفه .
لحظات ودلف الأبن الأكبروالقى التحيه ثم جلس جواري يقلب القصص ورفع رأسه يشكرني ويطلب المزيد ووعدني بتبادل القصص بيننا ، جاءت اخته وربضت غير بعيد عنّا دون ان تتكلم . وبينا نحن نتبادل النظرات دخلت علينا ( ف/2 ) تحمل كوبا من النعناع اعجبني مذاقه حين ارتشفته .

جلست قبالتنا تبتسم وتشكرني على هديتي وان اولادها يحبون هذه القصص .فوعدتها بالمزيد ، وحين انتهيت من شرب النعناع هممت بالمغادره فلم تمانع وتبعتني للباب وهي تسألني إن كنت اعرف حاجه في الكهربا ؟ .
اجبتها اني لست كهربائيا ولكني اصلح مايتعطل بمنزلنا .
قالت : عندي بعض اللمبات محروقه وابغى ابدلها .
قلت ان هذا امريسير ، خليني اشوفها .
اخذتني من يدي وطافت بي منزلها تريني التالف منها ،سجلت هذا في ورقه بعدد ونوع المطلوب . وارادت ان تعطيني ثمنها ، امتنعت وقلت : خليها تركب وتشتغل وبعدين نتحاسب ... وسألتها ان كنت استطيع المجيء بها صباحا ؟ فوافقت .
خرجت متجها الى احد المحلات القريبه واشتريت المطلوب ثم قفلت راجعا لبيتنا .
الصباح عند التاسعه حملت اشيائي مغتبطاً وتحركت

طرقت الباب مترددا وحين ابطأت توقعت المجيء مبكرا ... لكن الباب فتح وهي امامي في صورة اجمل عند نهوضها ، ادخلتني وطلبت ان استريح ريثما تعود , كان البيت هادءا بما يوحي ان ابناءها في مضاجعهم ، الصوت الوحيد كان خرير ماء الصنابير تطرح الماء على يديها ووجهها

جاءت فطلبت منها ان ابدأ عملي فاحضرت سلما صغيرا وبدأت اصلاح الأضاءه ،وكان امرا يسيرا انهيته في ربع ساعه .
ابدت اعجابها بما صنعت ، شكرتني وهي تقول : والله عملت فينا طيب ، كان المكان مظلم . ولتؤكد شكرها دعتني لمشاركتها الأفطار ،ولم تترك لي مجالا للرد فقد سحبتني بيدي معها الى المطبخ وهي تغرّد : نكمل كلامنا وانا اعمل الفطور .

وقفت غير بعيد عنها متكأَ بظهري على الجدار واضعا يدي خلفي وهي تحدثني بظهرها بينما تعد البيض والشاي ، كانت تنقل عيناها بيني وبين ماتجهزه ثم تتحرك كالفراشة هنا وهناك ، تجلب ملعقة او تغسل فنجانا ، يأخذني العجب منها .

انتقلنا الى الحجرة التي تناولت فيها العشاء في اول لقاء ، وبدأنا نتناول ماأعدته من افطار بسيط وشهي ، لم تكف عن الكلام كعادتها ، تتحدث في كل شيء ولاشيء .
تتكلم في امر ثم تقطعه لآخر دونما سبب . اشبه بكتاب قديم فقد بعض صفحاته فلا تجد تسلسلا لما تقرأ .!
حملت صحاف الأكل للداخل ثم عادت دون مريلة المطبخ ... لايسترها سوى قميص نوم لعله لايستر ماتحته كما يجب , جلست قبالتي تكمل حديثها اللا منتهي!
حركت عقصت شعرها وتركته يعانق كتفيها , وفجأه دون سبب لم استوعبه عندئذ اضطجعت غير بعيد عني وهي تئنّ وتشكي وتقول :
شغل البيت هلكني ... !!!
اعتراني شعور تراوح بين الدهشه ورغبة احسستها لأول مرة في حياتي ... تحرك بداخلي اشياء ... فهمت قليلها واستعصى علي كثيرها ؟

عشقت تلك اللحظه كعشقي لذاك الجسد الممدد الناصع امام ناظري يتلوى اركانا كأفعى الصّــلْ حين ترغب تجديد جلدها ؟؟؟

اشتهيت قفز الأسوار وتلاحم السيوف واخماد امر لاأدريه ... شيء حرك داخلي كل الأسلاك الممدة في احشاء لحمي...
احسسته نبضا اشعل ظلماتي وانارللشيطان طريقا فرشه بكل عتمات الجحيم !

يالها من امرأة مشتعله ، خائره ، قويه، يسكنها الضجيج الأخرس وتفوح من اركانها نداءات الجسد
ظلت تتحدث وتتحدث بينما تنكفيء تارة وتنثني اخرى !
كانت تنادي بصمت بلا نداء !

التحمت اناملي ببعضها لاتبغي الفكاك ، وسرى فيها دبيب النمل ، زاغ بصري والجم لساني ، وفي لحظة لاأدري كيف جاءت ولا متى ؟
مدت يدها صوبي وهي على انثناءها حتى لامست اطراف بناني وسحبتني اليها بقوة كما يسحب السجين بعد صدور الحكم عليه الى زنزانة الغياب ....

الغياب عن الحرية واتخاذ القرار بلا قيد واصفاد .

نلتقي بعد الفاصل


هديه :
فيا لك من ليل تقاصر طولـــــــه وماكان ليلي قبل ذلك يقصر
يكاد فضيض الماء يخدش جلدها اذا اغتسلت بالماء من رقة
تميت وتحيي بعد موت وموتهــا لذيذ ومحيّـاها الــذُ وأمجــد

 

التوقيع



لا أخشى عليك ياوطن من الأعداء الظاهرين
إنمــا خوفي عليـك المنافقين
( سعود)

سعود القويعي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 11-30-2012, 01:29 AM   #14
سعود القويعي
( كاتب وناقد )

الصورة الرمزية سعود القويعي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 535

سعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


فيا لك من ليل تقاصر طولـــــــه وماكان ليلي قبل ذلك يقصر
ويالك من ملهى هناك و مجلس لنا لم يكــدره علينـــا مــكدر
يمج ذكى المسك منها مقبل نقى الثنايا ذو غـروب مــــؤشـرُ
يكاد فضيض الماء يخدش جلدها اذا اغتسلت بالماء من رقة
تميت وتحيي بعد موت وموتهــا لذيذ ومحيّـاها الــذُ وأمجــد
عمر بن ابي ربيعه


( 3 ) الخـــاتمـــه

خرجت من منزل ( ف/2) بعد ساعة من استضافتي ... توجهت لمنزلي وانا استعيد تلك اللحظات الزاهيه جوار امرأة اشرعت كل النوافذ والأبواب ... ومزقت ستائر حجب الرغبه .
كان يوما عصيبا ... تجربة جديده تنازعت فيها نفسي بين اضدادها !
حوار صامت بيني وبين نفسي اخذ من ذاك اليوم الكثير ... استرجع في كل لحظه شريط لقائي الأخير بها ...
ابتسم والوم ... ازهو واندم ...
احاول جاهدا ان اعود الى توازني ... لكني فشلت ... فشلت في التركيز ...
في الحديث مع امي ... في تذوق الأكل !
كل شيء داخلي كان مبعثرا؟
مكعبات فكري مهدمه ... يأست ان ان ارتبها ... ان اكـوّن منها شيئا وشكلا مفهوما!
كانت امي تحدثني فلا ارى الا حركة شفاها .... تصل الأصوات الى اذني مشوهه !
تساءلت في عجز ... وماالحل في هذه الحاله؟ اين اذهب ؟
لمن احكي ؟

فشلت من جديد فكان الحل في النوم ...
بعد لأيٍ وارق الحدث ... نمت ...
في المساء كنت احسن حالا ... بدأ هرمي يرصف حجارته داخلي .
خرجت من بيتنا ...لا ألوي على شيء سوى ان اخرج ...
في طريقي حاذيت باب منزلها ... فسمعت نبضي ولَحَـظتُ ساقاي وكأنهما استرخيا ...
مزيج من خوف ورغبة وعدم تصديق اني كنت هنا في الصباح واني اكلت الشهد من قرصه !
تحركت في سيري بقوه ... ووثبت لأبتعد اكثر .
ليت هذا اليوم صفحة في ورقة روزنامه لكنت فصلتها من رأسها ....
متى يأتي الغد .. عشقت الذكرى ... وددتها لحدث اشتهيته ان يكون ذكرى .
بعد اسبوع ...
اصبحت كما انا ... كما تعرفني امي وابي وصحابي ...
انفك حجاب سحرها فعاد الي مرحي وهدوئي حتى سخريتي سكنتني من جديد .
قررت منذ ذاك المساء الغرامي ان لا ازاورها مرة اخرى .
هل هي نزعة الدين ؟ام الخوف من اي شيء ؟ ام ... ام ؟ لاادري .
قررت ونفذت وهذا هو المهم في نظري .ولأني قررت فقد اعتقلت نفسي في غرفتي اسمع واقرأ ... واذا ماطاب لي الخروج فإني اذهب باتجاه آخر حتى لاأقابلها او ابناءها ولو صدفه .
مضى شهر بعد ذاك الصباح ...
ذهبت مساء لأبتاع العشاء .... وبينا انا في وقفتي اتناول الخبز من البائع ..إذْ بكتف يلامس كتفي وصوت ناعم يطلب من البائع مثلما طلبت .
حانت مني التفاتة فإذا عيناها تشخص في عيناي من خلف غطاء خفيف لم يخفي بريق عيناها وبسم ثغرها وهي تقول :
فينك ؟ غطست مره وحده ؟ الولاد يسألوا عنك ؟
ولم يكن امامي رد محدد ولم ارد ! لجمت فسكتّ .
سحبت ارغفتي ، واستدرت ماشيا .
لكنها لحقت بي وسمعتها من خلفي تقول : ليش مستعجل ؟ استنى .. ابغى اكلمك .
تجاورنا خلال مشوار العوده .... وتركتها تتكلم .
قالت حديثا كثيرا فحواه انها ترغب رؤيتي وانها وحيده ومااحد فاهمها . وانها مرتاحة لي كثيرا وانها تستطيع ترتيب اوقات زياراتي .. الخ
لكني اعتذرت منها اني لاااستطيع تلبية رغبتها واني مشغول جدا ؟
لكنها ورغم اسلوب الأنثى في الكر والفر عندما تنوي على امر ... لم اطاوعها وانتهى الأمر بقولي : خليني براحتي .
وعندما ايقنت اني رافض دخول منزلها . واننا في حي شعبي ولااريد لي او لها ان تلوكنا الألسن بما يشين .
اطلقت للسانها العنان بقبيح اللفظ ... مما لايجوز كتابته .
اسرعت الخطى مبتعدا ... منهيا امري معها بقرار اصدرته قبل لقياها ... بقينا في حينا ردحا من الزمن ... امارس فيها حياتي في كل شيء الا ( ف/2 )
وعندما غادرناه كانت هي لاتزال هناك ... منطوية على نفسها وابناءها لاتُخالِـط ولاتُخالَـطْ

واسفت ان مثلها تعيش على الهامش ... بلا زوج او جيران .
وحين تذكرتها بعد عشر سنوات ... يأخذني العجب من لحظة لقائنا اليتيم ...
اتساءل اليوم : اين هي الآن وماذا حصل لها ؟
اظنه تساؤل مشروع ؟... أظنه كذلك .

انتهى امر ( فتحيه ) القادمه ( الأطول والأبقى والأجمل ـ هَيَا )


هدية :
المبادىء الفاضلة هي التي تقودنا للخلاص (سُعود)

 

التوقيع



لا أخشى عليك ياوطن من الأعداء الظاهرين
إنمــا خوفي عليـك المنافقين
( سعود)

سعود القويعي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-10-2012, 04:39 PM   #15
سعود القويعي
( كاتب وناقد )

الصورة الرمزية سعود القويعي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 535

سعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي



سكنت ثورتي فسيّان عندي ان تبوحي بالحب او لا تبوحي
وخيالي الذي سما بك يوما ياله اليوم من خيال كسيحي
والفؤاد الذي سكنتي الحنايا منه اودعته مهب الريح
( كامل الشناوي ــ فريد الاطرش )


بعض من عرفت

عطــر الأيــام ( الفصل الأول )
( هـيــا )


لي صديق عرفته على مقاعد الدراسه الأبتدائيه . وعندما دار الزمان دورته ... أفرزه تاجرا ... اما انا فظللت احتمي بالكتب واشتكي للموسيقى .. استمتع بموائد المعرفة واوتار الالحان ...
لايــــهم ... كل ميسّر لما خلق له .
صديقي يتعاطى تجارة العطور ورثها عن والده احبّهـا فأبدع فيها حين قرر ترك الدراسه ...وهو اليوم من ارباب المال ... ادعو له بمزيد التوفيق .
كنت اختلف اليه اذا ذهبت الى السوق المركون به متجره لأبتاع بعض مااحتاجه من متاع فأؤدي واجبي نحو صديق قديــم القي اليه التحيه و سؤال
عن الاحوال .. وبدايات معتاده واذا كان هناك من وقت فائض نأكله في اجترار الذكريات باسلوب مرح لايخلو من حسرة على
ماضي تولى و عند استأذاني يدعوني ويشدد بحب لأستضافتي في بيته فاعتذر منه ... وانا لي طبع لا انفيه وهو اني لا احب التكليف او مايسمى بالرسميات فمادمت رأيتك وسلمت واطمئننت عليك فهذا يكفيني ... وجهة نظر قد يختلف معي البعض فيها ولكن هذا طبع وتعوّد ... ولكن للأقدار تصاريفها ... ومشيناها خطى كتبت علينا ومن كتبت عليه خطى مشاها .
جلست يوما مع بعض الاصدقــاء واتجهت دفة الحديث عن العطور وانواعها وسمعت احدهم يقول ان هناك انواع من العطور لها روائح متفرّده حيث يتم خلطها فينتج عنها عطر خاص جميل .... استهواني الامر وتذكرت صاحبي وقررت اقتحام متجره ... نويت يوما فاستجمعت رغبتي وهيأت نفسي ثم يممت شطره
وكالعاده استقبلني هاشاَ باشاَ
ثم سأل : ماذا جئت تشتري اليوم ؟ لم نرك منذ مده .
قلت: جئت اشتري عطرا.
قال: تدلل ... المحل محلك .....
ذكرت له موضوع العطور الممزوجه فأشار لأجيره ان يأتيه بزجاجة ذكر اسمها ثم طلب ان يأتيه بقارورة صغيره ... ملأها من تلك الجرّه ... وانا ارقب مايفعل ثم ناولني اياها... وكانت رائحتها اكثر من رائعه ..
وعندما هممت بدفع قيمتها اوقفني بيده معاتباَ وهو يقول هذه هدية مجيئك اليوم ...وستدعو لي ...
فاخذتها خجلاَ وحرجاَ
ثم اردف قائلاَ : عندي مناسبة اسريّـــه وارغب حضورك .. وهي فرصه ... لترى الاخوان
ولم استطع الاعتذار وهو يضمني لقائمة اسرته وان الماضي الجميل لازال يرفرف بين حناياه ... فاخذت عنوان منزله و وقت الزياره .. و... استأذنت..


في مساء اليوم المحدد وعند الساعه التاسعه كنت اجوب الحي الذي يقطن فيه ،اتلّمس الطريق الى بيته من خلال لوحات الشوارع وارقام البيوت بالاضافة الى اوصاف ومعالم كان قد تلاها علي..وظللت وقتا يسيراَ ادخل شارعا واغادر آخر في حي هادئ مرتّب ... بدا لي ساخن الجمال بارد المشاعر فلا تسمع الا سكون يحاكي صمت القبـــــور وسألت نفسي وانا في دوامة البحث ماالذي حدث لنا ؟


اين ذاك الدفء ؟ اين ولّت تغاريدنا اين ذاك التقارب ؟ لقد اصبحنا في بيوتنا وفي اجتماعنا منفصلين ... ماهذا ....؟ الى اين نسير..؟ هل طمع اهلنا في تلك العادات الجميله فحملوها معهم فوق نعوشهم واحتضنتها القبور ..؟ هل منابع المال المختلفه اخذتنا من شخصيتنا ؟ هل اغلقنا صنبور التلاقي لنفتح خراطيم التباعد لتطفيء توهّجنا؟


وبينا انا في تساؤلاتي العقيمه ونقاشي الصامت مع ذاتي ... دلفت احد الشوارع ارقب اللوحات الارشاديه وقع نظري على حادث تصادم بين سيارتين في احد تقاطعات الحي فاقتربت الهوينا.


كانت احدى السيارتين تحوي اسرة وبدا ذلك واضحا من اطلالة الاطفال من النوافذ اما السيارة الاخرى فلم يكن بها سوى امرأة تجلس في الخلف وسائق السياره (اجنبياَ) يقف بجوار مكان التصادم بينما السائق الاخر لازال قابعاَ خلف المقود ولم يكن هناك احد في الشارع سوى بعض الأطفال خرجوا من مسكن قريب على صوت التصادم الذي بدا خفيفا وحين دنوت بسيارتي منهم اشار لي السائق الراجل فتوقفت ثم جاء ليطلب مني ان احاول مع الرجل لعله يتنازل ويتركنا نذهب !
فأشرت للرجل وجاء ليقول بعد سؤالي ان الخطأ منهم اخذته من يده وذهبنا لنرى حجم التصادم ورأيت ان الامر لا يستحق واقنعته ان معك اسرتك وانت ترى ان المرأة في وضع حرج وليس معها سوى سائق اجنبي ليس بيده حل احتسبها عند الله وسيعوضك . اقتنع الرجل وعاد بسيارته الى الخلف وهو يحوقل ويحتسب والحقيقه ان الحادث لا يستحق ولكن هذا ماحدث .
اشرت للسائق ان الامر انتهى فركب السياره ثم عاد وترجل
وجاء نحوي يقول ان المرأه تريد التحدث اليك فجئت بعد تردد ووقفت غير بعيد بمسافة تسمح لي ان اسمعها
قالت : لا ادري كيف اشكرك ان لنا نصف ساعه ونحن ننتظره ان يسمح او تحضر سيارة شرطه دون فائده ، وجهازي لاأدري ماحصل له ؟


قلت : لابأس حصل خير مع السلامه


واصلت طريق البحث عن منزل صاحبي الذي اجدني تأخرت عنه ثم وجدته فأوقفت سيارتي ونحيت صوب الباب اداعب الجرس حتى خرج الي احد الصبية ومن وراءه صيحات الاطفال ولعبهم ... طلبت من الصبي ان يدعو والده الذي لم يبطيء جــاء باسما ومرحّـــبا


يقول : الحمدلله عرفت المنزل . وبينا نحن نتبادل عبارات الترحيب اذ بالسيارة التي كانت بها المرأه والسائق الاجنبي تركن امام منزل صديقي وتنزل المرأه امام الباب الآخر ... توقفت قليلا والتفتت الينا ثم دخلت المنزل وانا على يقين انها عرفتني .... دخلت انا بدوري وكان لقاءا جميلا وترحيبا من اخوة صديقي ومن كان بصحبتهم ويعرفني ولم يخلُ الامر من التعليقات والقاء النكات وسط ضحكات حميميه وسؤال عن الحال والاحوال
وكان لابد ان اسمع تعليقاَ عن علاقتي بالموسيقار فريـد الاطرش وهل سأضحي له هذه السنه ؟!
الى آخر هذه الكلمات التي لاانكر ان بعضها مزعج نوع ما .
هدأت المناوشات حين دارت صحاف التمر وفناجين القهوه ثم انتقلنا الى العشاء وعندما انتهينا من العشاء لحق بي صديقي وانا اتجه الى المغاسل وقال لي هامساَ: ان والدتي تريد السلام عليك ثم ادخلني الى الطريق المؤدي الى داخل البيت حيث وجدت والدته بانتظاري .
سلمت عليها ووجدتها كما عهدتها تلك الطيبه المفرطه والدعوات التي لاتتوقف ولمست الحسرة في صوتها عندما ذكرت بيتهم القديم وتزاورنا ثم ختمت اللقاء بقولها ) :
لاتقاطع وان امك خلنا نشوفك جعل والديك في جنات النعيم.
عدت الى مجلسي وانا مفعم بدعوات هذه السيده الفاضله التي ذكرتني بأهلي وايام عزيزة مضت ولم يبق سوى ذكراها . وظللنا نتسامر الى وقت متأخر ثم انقضت الليله بكل الحب والحبــــــور واستأذنت على وعد بتكرار الزياره....اما تلك المرأه فلها قصة اخرى ارويها حين تهدأ عاطفتي.

نلتقي بعد الفاصل للتالي (سعود )

هديـــــه :
زعموا حبي ياقلب خطايا
لم يطهرها من الإثم بكايا
لاتثر لي ذكرياتي إنها شيبتني
شيبت حتى صبايا
ذكريات عصفت بي
ذكريات لم تدع من اجلي الا بقايا
كلما نفضت عيني الكرى
لم اجد بين ذراعيا سوايا
آه من نومي ومن صحوي
ومن ساعة تعلن او تخفي اسايا
كامل الشناوي

 

التوقيع



لا أخشى عليك ياوطن من الأعداء الظاهرين
إنمــا خوفي عليـك المنافقين
( سعود)

سعود القويعي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-29-2012, 06:02 PM   #16
سعود القويعي
( كاتب وناقد )

الصورة الرمزية سعود القويعي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 535

سعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


عطر الأيام ( الفصل الثاني )


تمــرّ الأيام تعقبها الشهور .. ثم .... السنون يحملها الأنسان فوق اكتافه ... يسير بمخزون اعمال تختلف من شخص لآخر ... وبين عقله وعاطفته تتأرجح خطواته فينتصر احدهما تبعا لهواه وموازينه .
في قراراته .. يتردد .. يقبل ويحجم ... يفكر ويتأمل ... يقف و يتحرك ... يمشي و يهرول ...
في كل الميادين ... العمل ...التجارة ... الاسرة ... الصداقه ... السفر ... الاحتياجات الماديه ... المقتنيات ... كل شيء .. كل شيء .

الا شيء واحد يقف العقل امامه عاجزا ، مسترخيا ، مستسلما ، مكسورا ، مختفيا ، مختبئا ، ساكتا ، يلملم أطرافه يفسح الدرب امام القادم ... هذا الغول ، المسيطر المهيمن ... صاحب القرار الذي لايقبل الجدل ....
إنــهُ ... الحُب ... المتألق دائما فوق العقل ....

الغاطس في بحور العاطفه

الحب بعذاباته اللذيذه ....وقراراته الناعمه وقسوته المستحبه ..... ماأجمله .


خرجت من بيت صديق طفولتي بعد سهرة امتدت الى ساعة متأخره التهم دقائقها طول الحديث واجترار الذكريات وودعته على وعد بتكرار الزياره ....
بعد اسبوع او عشرة ايام ( لاأذكر ) وفي ليلة ماطرة .. اتجهت الى فراشي ( اليتيم ) اطلب النوم .

وقبل ان اندسّ في الفراش سمعت رنين الهاتف .. ولم اعره اهتماما فالوقت متأخر ... ومن ذا يطلبني في تلكم الساعه ؟

تشاغلت عنه وأمسكت بأطراف اللحاف ابغي الأحلام ففيها من الأوهام ماهو اجمل من الواقع احيانا .
ولكن الرنين ظل متواصلا بشكل ازعجني وباعد بين رموش عيناي .. ماهذا الأصرار ؟!
نحّـيت الدٍثار جانبا واتجهت صوب مصدر الأزعاج ..... رفعت السماعة وهتفت : ايوه..

واذا به صوت ناعم حالم متناغم مع ريهام المطر .

يقول بعذوبة اين منها صوتي ..: مساء الخير ..

اجبت والوسن يداعب اجفاني : اهلا .. مساء النور

قالت باستفهام العارف : الأستاذ سعود ؟

اجبت والحيرة تمسك بتلابيب تساؤلي : ايوه ... مين ؟

ردت بكل ثقة ودلال : كيف حالك ... والله زمان ...

تماسكت وسألت : مين انتي ؟

قالت عاجلة : اولا انا آسفه للمكالمه في هذا الوقت ... لكن بس حبيت اتأكد ان الرقم صحيح ...
ابكلمك في وقت ثاني ... تصبح على خير ؟؟!

قالتها بسرعه واغلقت الخط ... وتركتني .. كتلميذ نسي ان يحل الواجب ولايدري ماذا ينتظره ..
وترددت في اذني عبارة ... تصبح على خير .
وهل تظن هذه المجنونه اني سأنام بعد هذا ( الله يرحم النوم )
لازمتني الحيرة وغادرني النوم ..

وكان الحل أو شبه الحل ... كوبا من الشاي واوراق و..... قلم .
مع خيوط الصباح الأولى كانت عاطفتي قد هدأت .. ورمقت السرير بنظرة فرأيته يستعطفني ..
وكان نوما مليئا بالأحلام والحكايات.. لم اذكر منها شيئا واضحا .. بعد ما صحوت .!


نلتقي بعد الفاصل ( سعود )

هديه :
ذات ليله انا والاوراق والاقلام كنّا في عناق
نقطع الازمان والابعاد وثباً في اشتياق
والنهايات السعيده لم تكن عني بعيده
هبّت الريح وهزّت في عناد بابيه
اطفئت امن حياتي اطفأت مصباحيه
لم اجد نارا لديّا لم اجد في البيت شيّا
غير ام هي لاتملك الا الدعوات
واب لم يبقي غيري للسنين الباقيات


مرسي جميل عزيز

 

التوقيع



لا أخشى عليك ياوطن من الأعداء الظاهرين
إنمــا خوفي عليـك المنافقين
( سعود)

سعود القويعي غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كيتــي (3 فصول ) سعود القويعي أبعاد القصة والرواية 6 06-17-2013 08:32 AM
( قشرا حياتي ) ،،! مرضي البلوي أبعاد الشعر الشعبي 14 12-18-2011 08:36 AM
فضل صيام عرفة فيْصَل الصَقّار أبعاد العام 4 11-05-2011 08:40 AM


الساعة الآن 09:13 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.