[ صـار عـــــادي ] ~

[رمال]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

.،
.،

الفاضلة / مجدولينا
حيَّاكِ الله
طرحٌ طيبٌ مُثمر بإذن الله تعالى .

.،
.،

بداية ..
وهو ما أُكرره في أغلب المواقف التي يتعايش معها الفرد المُسلم :
( الـتَّعوُّد) على أمر ما قضية ينبغي أن نستدركها أقله حتى لا تمس نفوس أفراد بيتنا وحتى نُربي
فيهم الشعور والإحساس فحينما يسلكون مسلك ما لا يحفظ دينهم و نفوسهم و جوارحها سيشعرون به
ويقفون عنده ويُحاسبون نفوسهم عليه لان ( الـتَّعوُّد) يعني الاستهانة والتجاهل لا الجهل والتغاضي لا
الغفلة وهُنا مكمن خطورته.

ثانيا ..
وحتى نُقيد الحديث هُنا فهو ما يخص المواقع التي يملكها الفرد المُسلم الذي
يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله . أيضا الحديث خاص بالنفس
المُسلمة التي تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله .

فأقول وبالله التوفيق:
لا أدري حقيقة لما الانسلاخ مِنْ واقع النفس المُسلمة وكأن وجودها في بيئة ومُحيط بشري
لا يحصل فيه الالتقاء أو المواجهة وتغيب عنه وفيه الرقابة البشرية ! أو أعين النفوس التي
تُشارك النفس في حياتها وبيتها ومُحيطها هو القاعدة لا مُراقبة الله واتقاءه أقله حتى لا تُخرج
النفس ( نفسها ) عن طاعته فيراها حيث نهاها لا كما أمرها .

ما واقع النفس المُسلمة المُتمثل في أوامر دينها إلا حياة مُعاشه وعلى ضوئها تكون التعاملات
والمسالك والتعايش مع النفوس والمُجتمعات وهذا غير مُرتبط كُليا ببلدها أو ببيتها فالنفس واحده
وخالقها واحد فرد صمد لا شريك له سُبحانه وتعالى .

رأينا الكثير مِنْ النماذج على أرض وواقع كُتلة الأسلاك * كتلك السيدة والأم التي تُخاطب
رجل غريب عنها ليس مِنْ محارمها بـ : عزيز .. غال .. وإن تم لفت النظر إليها تقول :
( ما فيها شي / عادي !! ) والتي أُجزم أنها في واقع تخاطبها مع أفراد بيتها مِنْ إخوان
وأخوات لا تأتي بها كصورة تخاطب .

وإن أكملنا الحديث على ضوء المثال أعلاه سأقول : وماذا يقع على الرجل كفرد مُسلم
يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله ؟ حتما يقع عليه واجب التعامل بواقع
نفسه وحقيقتها فهو كنفس مُسلمة عليه واجب التعامل وفقا لقاعدة غض البصر كما عليها
كنفس مُسلمة التعامل وفقا لقاعدة لا خضوع في القول ومِنْ وراء حجاب وخفض الصوت
وغيرها مِنْ أساسيات التعامل وفقا للضوابط الشرعية التي هي أساس تُبنى عليه التعاملات.

فحين يكون الرجل في موقف المُخاطب بمثل تلك العِبارات سيكون رد الفعل الفطري
استنكارها ولا مُجاملة في مثل هذه السلوكيات فالسوي سوي والخطب خطب .

نعيش في مُجتمعات بشرية ومع وبين بشر ليسوا معصومين مِنْ الوقوع في الذنوب
والمعاصي وانحراف الخُلُق وفساده وسوئه لكن ما نقف عليه في كُتلة الأسلاك فاق
المتوقع مِنْ البيئة الاجتماعية وربما ليست هُنا المُشكلة بل المُشكلة الحقيقية أن هذه النفوس
لا ترى في مسالكها أي خطب بل يصل عدم الحياء مِنْ الله قبل الناس إلى ( تلبيسها ) لتخرج
مِنْ صورتها الحقيقية إلى صورة وهمية صورة زينتها شياطين الأنس وشياطين الجن والنفس الأمَّارة.

وهذا ما يجعلنا نقف على خلل وقع في التربية الأُسرية خاصة التربية الدينية والتي هي قاعدة
تُبنى عليها التربية ككل فهي أساس وأصل.

وربما هذا الخلل ينحصر في : التشويش الواقع على النفوس المُسلمة فما تعرفه
مِنْ ضوابط وأوامر شرعها في طرف وما تراه مِنْ تعايش وتعاملات أسلوب حياة
بمعنى أشمل في طرف آخر وبالتأكيد كلا الطرفين لا يلتقيان .

ومِنْ هذا الخلل أعتقد أن طريق العلاج واضح لِمَنْ أراد أن يُربي عليه أفراد أُسرته
ومَنْ تحت يده على أن لا ننسى أن التربية بالقدوة هي الأجدى دوما !.

عودة إلى ..
ما يخص المواقع التي يملكها الفرد المُسلم الذي يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله
والنفس المُسلمة التي تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله
فأقول وبالله التوفيق:
يقع عليهما مسؤولية اتقاء الله في نفوسهم وفي مَنْ تحت يدهم مِنْ أفراد فصاحب الموقع
عليه أن يتقي الله وأن يبني قاعدة التعاملات بين النفوس على ضوابط دينه والتي هي
شرع لنفسه خاصة في ظِل واقع تحول المواقع إلى بيئة اجتماعية تتشارك فيها نفس الرجل
ونفس المرأة وهذا ليس صعب خاصة أن الدين الإسلامي دين شامل فالتعاملات بين الرجل والمرأة
معلومة ولها قواعد نتائجها إخوة في الدين ونظافة في التعايش .

أيضا يقع عليه أن يتقي الله فيما يحتوي عليه موقعه بحيث يبتعد المحتوى عن كل ما يمس
النفس المُسلمة ولا يحفظها كروابط موسيقية صور نسائية كتابات متجاوزة أخلاقيا ودينيا.

وبالنسبة لنفس الفرد ذاته حين يتواجد في بيئة ما فعليه أن يتقي الله في نفسه وفي النفوس
التي يتعامل معها فيما ينشر وفي تعاملاته ومسالكه مع النفوس وهُنا يتحقق جوهر ( الدين مُعاملة وحياة )
فما فائدة التربية الدينية إن تم الانسلاخ مِنْها وفصلها عن الحياة والتعايش .

بقي القول :
إن كانت التربية الأسرية تربية سوية ستكون المُخرجات ( أفراد البيت ) أسوياء
رغم المؤثرات التي قد تمر بهم مِنْ مُدخلات العصر* وهذا ما يمكن أن نعول عليه
وحتما التربية السوية هي ما قامت على أُسس فطرة النفس / تعاليم دينها .

.،
.،

*كُتلة الأسلاك : مُصطلح أقصد به الشبكة العنكبوتية .

*مُدخلات العصر: هو مُصطلح استخدمه عند الإشارة إلى كل عُنصر جديد
طرأ وظهر على سطح الحياة المُعاشة من تلفاز وقنواته / حاسوب وتطبيقاته
/ المظاهر الحياتية / انفتاح المجتمعات وكان له تأثير مباشر وغير مُباشر على
سلوكيات الفرد ومنطوقة .

.،
.،

الفاضلة / مجدولينا
ربما لم أُحسن الإمساك بالخيط لكن حاولت التحدث بصفة شاملة لما احتوت عليه
نُقاط الطرح الطيب بإذن الله تعالى .

فسامحيني إن خرجت عن أو كدرت المُتصفح
جزاكِ الله خيرا.

.،
.،
هدانا الله لما فيه خيرنا وصلاح أمرنا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته