!! [ ضالتي ] أجدها عند من لا يبتغيها ويقدر ثمنها !!

[الوجه الأليم]

:-:-:-:-::-:-:-:-::-:-:-:-::-:-:-:-::-:-:-:-::-:-:-:-::-:-:-:-:

بسمه الهادي




!! [ ضالتي ] أجدها عند من لا يبتغيها ويقدر ثمنها !!


تتعدد المشاهد وتتكرر ,, لتروي لنا حكاية أناس عاشوا محرومين مما يبتغوه , لتصادفهم الدنيا في الالتقاء بأناس لم يقدروا قيمة ماهم به !!







( 1 )


للتو فقط أنتهيت من آخر امتحان نهائي لهذا العام الدراسي ,, الجو كان حارا ً ,, أشعر بحرارته تسري في كامل جسدي ,, أكاد أحترق !
الضمأ يقتلني ,, اشعر بالجفاف !! لاول مرة اشعر بهذه النيران التي تحرق داخلي وتشعرني بأني لم اذق الماء منذ أعوام !!
وكلما تضاعف ضمأي تخيلت الماء محاطا ً بورود ! ابدو مجنونة بهذا التخيل ,, لكني حقا ً أبدو ضمآنة وارجو الوصول للمنزل في اقصى وقت لنيله !!


لم يكن لي اي مجالا ً للتوديع ,, فالضمأ استهلك كامل قواي ,, وبسرعة البرق اتجهت للــ الباص .. !



.
.



جلسَت أمامي فتاة في يدها قارورة ماء ,, فتحتها للتو ,, وجلست تتلذذ بشرب ما تحتويه ,, وانا في حسرة !! شعرت بالقهر !! ولا اخفي عليكم ذلك !!


وللحظة ما ,, رمت من النافذة القارورة !!



جلست اراقب ذلك الماء المنسكب على الارض وبلل بعض ترابه ,, !!



.
.



أنا لم أكن أدري شعوري وقتها !! الماء .. !! أنا أبحث عنه ,, اريد منه قطرة ,, قطرة واحدة فقط لاقتل هذا الجفاف الذي يكاد يقتلني ,, واراه هكذا منسكبا ً ؟؟


لا ابتغي منه قطرة .. !!


.
.


كنت بحاجة ماسة لتلك القطرات التي انسكبت على الرمال ,, في حين ان تلك الفتاة لم تعره أدنى أهتمام !! لترمي بتلك القارورة ! وكل ذلك أمام مرأى من عيني !




هنالك مشهد آخر سأعود لسرده مجددا ً .





تحياتي الندية
__________________

 

[فاطمه الغامدي]

الوجه الأليم :
الرائع هنا : بحثك عن الفضيلة
أنها نعمة كبرى أيتها الفاضلة -
هاأنت بسملة هذا الصباح

 

[سالم عايش]

الوجه الأليم
. . .

جميل جداً ماكتبتيه ، وأعجبني سردك لهذه القصة لإقناع القاريء أن ضالته يجدها

عند من لايقدرها ، و ممكن أن يجدها عند من يقدرها أيضاً .

كل الشكر لك على هذا الموضوع الجميل .

 

[م.عبدالله الملحم]

رائِعة هذه السطور

[ لا نُحِس ] بِـ أهمِية ما معنا إلا عندما [ نفتقِدُهـ ] ..!!

واصِلي إني لكِ من المُتابِعين

تقْدِيرِي

 

[عائشه المعمري]

وما قارورة الماء

إلا رمز لـ أشياء أخرى

تزيدنا ظماً بظما

يا بسمة الهادي

تابعي ..

 

[د. منال عبدالرحمن]

الوجه الأليم ..

أهلاً بكِ ..

هناكَ مثلٌ شعبيٌّ قديم يقول بما معناه , أن الثّوب الذي تستعيره , لن يُدفئك !

نحن لا نجدُ ضالّتنا إلا لدينا , في داخلنا .. نحصلُ عليها بتعبنا و بصبرنا , عندها فقط , سنشعر بأنّ قطرةً واحدةً تكفي ظمأنا !



سأنتظرُ ما في جعبتِكِ ..

وإلى حينها لقلبكِ الدفءُ و الورد .

 

[الوجه الأليم]

بسمه الهادي




العزيزة فاطمة ,

الفضيلة هدف اسعى لتحقيقه دوماً , سيكون لي موضوع بعون الله عن المدينة الفاضلة عما قريب هنا ... وسانتظرك !




.
.


سالم عياش

لن يكون للألم حضور عند رؤية الضالة عند من يقدر ثمنها و يصونها ابداً!




.
.



الكريم عبد الله الملحم


و البعض يا سيدي لا يشعر بقيمة الشيء حتى بعد فقده !




.
.





الغالية همس الحزن



اظن في حياتنا كثيييير من مثيلي قارورة الماء ..
أليس كذلك ؟؟



يعجبني لقبة بسمة الهاديّ ّ! يروقني !




.


العزيزة منال .


المشكلة الحقيقية غير كامنة في وجود ضالة بداخلنا و البحث عنها و مصادفة وجودها لدى من لا يقدرها َ! المشكلة الحقيقية اننا قوم دائماً نشعر اننا ناقصون و لا احد سوانا !






.
.

 

[الوجه الأليم]

بسمه الهادي


( 2 )

نظرات الناس تلاحقني ,, اصبحت اشعر بالخيبة من كل شيء ,, اصبحت اشعر بنيران تحرقني ,, وتحرق ماتبقى لي من مشاعر ,, فتلك النظرات تلازمني ,, والالسنة تفتتني ,, واشعر للحظات اني لا شيء !!



عشر سنون من زواجنا ,, والى الان لم نرزق بطفل واحد ,, لا زلنا نتعالج دونما يأس ,, ولكن العشق يغتالنا في كل طريق نسيره ,, فأنا وزوجي اصبحنا متيمين لذلك ,, والدمعة تكاد لا تفارق مقلتينا ,, وكفنا لا تسأم من الرفع للدعاء والتضرع ,, !



اشعر بنيران في داخلي لا اقوى على وصفها صدقوني !






.
.



كان اليوم هو يوم موعد علاج لنا في العيادة ,, اتجهنا والامل قد غدا عنواننا ,, جلسنا واذ بمرأة تبكي ,, تبدو منهارة ,, شعرت بشيء من الرأفة لها وأنا أناظرها وهي على حالها هذا ,, !!



بعد دقائق شعرت بأني انتهيت فعلا ً !!



كانت تتوسل للدكتور وتقول ::


أنا حامل !! لا اريد اطفالا ً ارجوك قم بانزاله !!



اي ألم هذا الذي حل على كامل جسدي بعد هذا القول !! فوالله حديثها اصاب القلب وذرى بفتاته الرياح ! فلم يعد به شعور ليحتمل !




آه ! قلتها لاريح نفسي من بعض عناء ,, وبعد استيعاب ماجرى شعرت بالغصة ,, شعرت بألم لا اقوى على وصفه لكم ,, فالنيران التي تحرقني اقوى من ذلك !



ولا اخفي بأني شعرت بالنقص للحظة ,, وبمقت لتلك المخلوقة لساعات !!




.
.



لقد حرمت من زينة البنون لمدة عشر سنين قاسيت فيها الكثير ,, وتلك المسماة بإمرأة جاءت غير راغبة بما يحتويه بطنها !!


وكل ذلك أمامي أنا .. أمام امرأة شبه عاقر !!





فهكذا هي ضالتي وجدتها عند من لا يبتغيها ولا يقدر ثمنها !!






جل التحايا