... مـد - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
جُمُوحُ العَاطِفة (الكاتـب : محمّد الوايلي - مشاركات : 1682 - )           »          [ #مَعْرِضٌ وَ تَعْلِيْقٌ ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : ماجد العيد - مشاركات : 8214 - )           »          تبّت يدين البُعد (الكاتـب : عبدالله العتيبي - مشاركات : 14 - )           »          [ رَسَائِل أُخَوِيّة ] : (الكاتـب : خالد صالح الحربي - مشاركات : 41 - )           »          ارتداد (الكاتـب : ماجد العيد - مشاركات : 324 - )           »          العيد والغياب!!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - مشاركات : 6 - )           »          غُربة .. (الكاتـب : نوف مطير - مشاركات : 13 - )           »          الهبوب الصلف (الكاتـب : عادل الدوسري - مشاركات : 0 - )           »          فلسفة قلم .. بأقلامكم (الكاتـب : سيرين - مشاركات : 3847 - )           »          صالون النثر الأدبي 3 (الربيع ) (الكاتـب : نادرة عبدالحي - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 66 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي

أبعاد النثر الأدبي بِالْلُغَةِ ، لا يُتَرْجِمُ أرْوَاحُنَا سِوَانَا .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-03-2008, 03:03 PM   #1
فقـد
( كاتبة )

الصورة الرمزية فقـد

 







 

 مواضيع العضو
 
0 * إعلانات *
0 ... تحية
0 ... واجب
0 *Sisters*

معدل تقييم المستوى: 18

فقـد سوف تصبح مشهورا في وقت قريب بما فيه الكفاية

افتراضي ... مـد


التقيت به اليوم...
حين كنت طفلة ظننت أنه كل ما يمثله الرجل، كرّرت مراراً أني سوف أتخذه عشيقاً لي وحدي، وأني سأمنعه عن أعين كل نسائه الكثيرات... كان يضحك ويرفعني لأعلى لأعلى... لأبعد من السماء... كان يأمرني بالتقاط تلك السحابة التي مرّت فجأة من بين خصلات شعري، وكنت أراقب أسنانه الكثيرة و أغضب لأن نابي سقط ليلة البارحة وخلّف فراغا كبيرا في ابتسامتي!

التقيت به اليوم...
أتذكر أني ذات ليلة أمسكت بيده وطلبت منه أن لا يخرج من غرفتي.. كان معتاداً على إفراغ مخيلته عندي، كل القصص... قصص غريبة مليئة بالسحر والشعوذة، فيها أميرة ذكية لا تتزوج إلا من يجيب على أسئلة ثلاثة، و مارد عجيب يخرج من خاتم صغير كان يملكه، كان يقول دائما: لو فركتُ هذه العين السوداء، ستنفجر وسيخرج الجني الكبير الذي حبسته بالداخل، كنت أغطي وجهي وأطلب منه أن يخلع الخاتم و يضعه داخل جيبه و إلا فركت رأسه وفجرته وأخرجت من رأسه كل تلك الأفكار الغبية التي يحرق بها ليلتي!

خاتمه، ذاك الخاتم العجيب المصنوع من قطعة فضية دائرية تتوسطها لؤلؤة سوداء، قال لي مرة إنه غرق في بحر قزوين، واصطادته حورية جميلة شعرها أزرق وعيونها عسلية، وأدخلته داخل فقاعة لأنه كاد أن يختنق... قال إنها أخذته إلى أسد البحار، ثم سكت قليلاً ونظر إلى داخل بؤبؤ عيني مضيّقاً حدقته قليلاً:

-تذكرين أسد البحار؟
-إيه... أحمد بن ماجد اللي اكتشف رأس الرجاء الصالح....و...
-لا لا... يا غبية، أسد البحار سمكة راسها أسد...!
-انت كذاب ما في سمكة كذا!
-يعني تصدقين ان في سمكة شعرها أزرق، ولا تصدقين ان في سمكة راسها أسد...!!
-افففففف ياخي كمل القصة انت ليش كذا تتكلم كثير!!

ضحك كثيرا ودغدغني حتى تحولت ضحكاتي إلى بكاء، ثم أكمل حكايته... قال إن أسد البحار خلق له خيشوماً صغيراً لكي يتنفس و حبسه في قفص واتخذه صديقاً، حين سألته كيف يكون الصديق محبوساً قال لأن صديقي أسد يخاف أن يلتهمني! لم أقتنع، حاولت أن أناقشه لكنه بسرعة أمسك بمحفظته الجلدية وأخرج صورته وهو بداخل القفص! أتذكر أن عينيّ انفتحت على اتساعها! هزّ رأسه قائلاً: كان يحبني كثيرا، و لكني خنته!

-خنته؟
-إيه لأني اشتقت لأهلي و الناس...
-و أنا؟
-انت أكثر وحدة اشتقت لها بين كل الناس!

ابتسمت بفخر.. ادعى عدم الاهتمام و أكمل حكايته.. قال إنه لاحظ أن أسد البحار يرتدي حول رقبته قلادة سرية يفركها كلما احتاج شيئًا، فتشتعل شرارة غريبة و يخرج دخان كثير ثم تتحقق كل مطالب الرجل السمكة الأسد، و ذات مرة و بينما كان أسد البحار نائما، تسلل من قفصه و سبح باتجاه أسد البحار و فرك قلادته... لم يحدث شيء... استغرب كثيراً، لم يفهم السبب، اعتقد أنه يحتاج إلى كلمة سر أو مفتاح أو أي شيء، لكن فجأة خرجت صديقته الحورية ذات الشعر الأزرق و قالت له: اللؤلؤة، اللؤلؤة... نظر إلى القلادة و لاحظ وجود لؤلؤة كبيرة...لؤلؤة سوداء مختلفة عن كل اللآليء البيض التي يعرفها.. فركها فخرج له جني كبير غريب مخيف.. قال الجني: شبيك لبيك أنا بين ايديك... قال بإنه طلب منه أن يأخذه إلى بيته ثم أخذ معه القلادة قبل أن يرحل...

-سرقتها يعني؟
- أخذتها... ما سرقتها...!
"... وحين وصلت إلى البيت، حولتها إلى خاتم... خاتم جميل صغير، أفركه كلما احتجت شيئا!..."

التقيت به اليوم....
صار طوله يوازي طول عمود النور، وابتسامته هي هي، لم تتغير... لحيته تشبه رجلا خرج من السجن، وشعره كان مقصوصا... شعرت بالأرض تخفق من تحتي و كل الأشياء، كل الأشياء تجمعت داخل معدتي... لم أبتسم، لم أرفع بصري... كنت غاضبة، وسعيدة، ومرهقة، وطفلة، وناضجة... لا أعرف، كنت شيئا مختلفا، كنت أنا...!
ذاك المساء حين كنّا في الحديقة حملني على كتفه لأن ساحراً على المسرح بدأ عروضه المدهشة، وكنت قصيرة جداً...هو كان طويلا لدرجة أني شعرت بالبرد هناك في الأعلى! انتهى العرض وحاول أن ينزلني لكني أحطت عنقه برجلي ورفضت النزول، تشبثت بشعره الطويل بكل ما أوتيت من قوة وتعاركنا بعنف، انتهت المعركة ببقائي فوق كتفه وبخد أيسر مجروح بظفر أصبعي السبابة، وخصلات شعر منتوفة، وبحذائي المرمي على الأرض!

... ها هو الآن أمامي
كتفه صار أعرض من قبل... أتخيل أني لو وقفت أمامه سأصل إلى مستوى صدره... أعتقد أنه سيضطر للانحناء لكي يقبل عيني...
أتذكر أنه كان يحب تقبيلي فوق عيوني، كان يرفض خدي أو شفتي أو حتى جبهتي، كان دائما يقبل عيني، عيني اليمنى، ثم اليسرى! لم اسأله أبدا عن السبب... لكني لا إراديا كلما شعرت بالحزن أو برغبة خانقة في البكاء أتذكر قبلته العجيبة...و أبتسم!

... أمد يدي الآن
أنفاسي كلها تجتمع عند مؤخرة أنفي، تضغط على رئتي بعنف... أشعر برغبة ملحة لأن أقفز إلى صدره، أحيط وسطه بقدمي و أغرقه بقبلاتي المليئة بالشوكولاتة و البيبسي...
ذات مرة، زمان، لما كان لون البيبسي أبيض، حمل الزجاجة إليه، رجها بعنف وفتح الغطاء... كان الصوت الذي أصدرته الزجاجة مخيفا... تصاعد السائل البني الغريب على شكل رغوة إلى أعلى ملوثا يده، كنت أنظر باهتمام... مدّ الزجاجة، قرّبها إلى أنفي... رائحة خفيفة لذيذة، و بعض القطرات التي بللت مقدمة أنفي، ابتسم، قال لي:
-أحيانا، تصير الأشياء مختلفة، لو استخدمت معها حاسة مختلفة!
نظر حوله و اقتطف وردة كانت بارزة من السياج... قال:
-غمضي عيونك...

و قرب ساق الوردة من يدي، حين لمستها شعرت بلسعة غريبة... فتحت عينيّ و تفاجأت أن إصبعي نزف بسبب وردة! منذ ذلك اليوم و أنا أعتبر أن البيبسي، مشروبي المفضل، لا يُشرب إلاّ بعد أن أشمّه... و أن الوردة، كائن غير قابل للمس....و أن ملح البحر، عين الله الباكية....!

... تقترب يدي منه
أشعر بخوف غريب، لا أدري لم تتقافز الأشياء من حولي... كل الأحداث تتصاعد إلى رأسي دفعة واحدة...
تلك الليلة حين اقترب مني و احتضنني بعنف... ضغطني إلى صدره بقوة حتى أني توقفت عن التنفس، قبّلني كالعادة فوق عيني اليمنى، ثم اليسرى... و لأول مرة.. لأول مرة اتجه إلى شفتي و احتضنها بدفء... كانت ثانية واحدة مسح فيها على رأسي... و اختفى...

كان رحيله مفاجأة قاتلة...
اعتقدت أن العالم فقد أشياءه الجميلة، اعتقدت أن الحياة، صارت مثل فيلم قديم باهت، أبيض و أسود، بقصة واحدة مكررة كالفراغ... أدمنت الكتب و الأساطير، كنت أبحث عنه بين أوراق الزير سالم، سيف بن ذي يزن، و قصص دليلة... كنت أنتقم منه في كل قصة تحكيها شهرزاد، و في كل نهايات كليلة و دمنة... حاولت أن أفهم، حاولت أن أستوعب أسباب رحيله، سألت عنه الجميع... كل من أعرف...

الآن، بعد ثمان سنين، من تلك القبلة... أراه أمامي مجددا...
عيونه تتجه إلى بؤبؤ عيني بإصرار، حتى حين أُخفض بصري أشعر به يخترق جفن عيني اليمنى، و اليسرى، يحرقني إلى الداخل... إلى قلبي و صدري المتوتر و بطني المجوّف... إلى تفاصيل ارتباكة رئتي و هي ترتفع و تنخفض بصعوبة، إلى ارتجافة أصابعي و أنا أمدها إليه الآن... و أنا... أمدّها إليه الآن....
و أنا... طفلة...
أتسلق...
كفه...
الآن.......
.














انتهت
فقــد

 

التوقيع

لماذا أكتبُ كلَّ جملةٍ في سطر؟
لا أدري،
ربَّما لأنَّه التَّوزيع البصري للكلمات بهذا الشَّكل
يُريحني،
ويُبهجني،
وربَّما لأنَّها البعثرة تُعجبني أكثر.

محمد البلوي/ تحت الأزرق بقليل


التعديل الأخير تم بواسطة فقـد ; 04-03-2008 الساعة 03:08 PM.

فقـد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04-03-2008, 06:01 PM   #2
السندريلا
( كاتبة )

افتراضي



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
قصَة منْ وحيْ الْخيَالِ ..
سَردتِيهَا بِـ صُورَة ٍ شيّقَة .. رَحلتْ بِنَا
وَ حَلقتْ فوقْ اعاليْ الْسَحاب ِ ..

♦.
♦.


:: فقـدْ :: جَمِيلَةٌ انتِ [ .. نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة.. ]



~

 

التوقيع



جَمِيِعكُمْ رَاحِلٌ كَالْسِنْدِرِيِّلَا ،،
رَحَلَتْ تَارِكَةً حِذَائهَا دَلِيِل مُرُورِهَا بَوَابَة الْدُنْيَا
(( كُلٌ منْ عَليْهَا فَانٍ ))


][ بَعْضٌ مِنِّيْ هُنَـا ][

السندريلا غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04-04-2008, 10:43 AM   #3
د. منال عبدالرحمن
( كاتبة )

افتراضي


الجميل في هذهالقصة , هذا التسارع و التباطؤ الذي تعمّدته الكاتبة ليخرج لنا بصورةٍ تُجبر القارىء فعلاً على المتابعة , التواتر بين أحداث الماضي و تقلبات النفس في الحاضر , أمر انساني , أضاف للقصّة بُعداً قريباً .



شكراً لكِ يا فقد , دوماً رائعة .

 

التوقيع

و للحريّةِ الحمراءِ بابٌ
بكلِّ يدٍ مضرّجةٍ يُدَقُّ

د. منال عبدالرحمن غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04-04-2008, 12:48 PM   #4
سعد المغري
( كاتب )

افتراضي


.
رغم قلة الأحداث هنا إلى أن التصوير كان جميل
أردت التحدث عن شيئ هنا لكن كما أعلم لاتحبين الفلسفة أبداً
فقد
قصة رائعة ومشوقة
ومتقنة كما وضع مبضعك هنا
بلغة أنيقة..
وسرد جذّاب.
كل الود سيدتي الجميلة.
..

 

التوقيع

الـ كتابة معركة:- وأنبل فرسانها الـ حزن ..!

سعد المغري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04-05-2008, 03:14 PM   #5
فقـد
( كاتبة )

الصورة الرمزية فقـد

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 18

فقـد سوف تصبح مشهورا في وقت قريب بما فيه الكفاية

افتراضي


سندريلا
شكرا لمرورك...



محبتي
فقــــد

 

التوقيع

لماذا أكتبُ كلَّ جملةٍ في سطر؟
لا أدري،
ربَّما لأنَّه التَّوزيع البصري للكلمات بهذا الشَّكل
يُريحني،
ويُبهجني،
وربَّما لأنَّها البعثرة تُعجبني أكثر.

محمد البلوي/ تحت الأزرق بقليل

فقـد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04-05-2008, 03:22 PM   #6
فقـد
( كاتبة )

الصورة الرمزية فقـد

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 18

فقـد سوف تصبح مشهورا في وقت قريب بما فيه الكفاية

افتراضي


منال
شكراً لك يا غالية






محبتي
فقـــد

 

التوقيع

لماذا أكتبُ كلَّ جملةٍ في سطر؟
لا أدري،
ربَّما لأنَّه التَّوزيع البصري للكلمات بهذا الشَّكل
يُريحني،
ويُبهجني،
وربَّما لأنَّها البعثرة تُعجبني أكثر.

محمد البلوي/ تحت الأزرق بقليل

فقـد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04-05-2008, 03:29 PM   #7
فقـد
( كاتبة )

الصورة الرمزية فقـد

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 18

فقـد سوف تصبح مشهورا في وقت قريب بما فيه الكفاية

افتراضي


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
هلا سعد
... شكراً لمرورك، ولباقتك...



على فكرة
أنا لا أحب "مدّعي" الفلسفة.... فقط





محبتي
فقـــد

 

التوقيع

لماذا أكتبُ كلَّ جملةٍ في سطر؟
لا أدري،
ربَّما لأنَّه التَّوزيع البصري للكلمات بهذا الشَّكل
يُريحني،
ويُبهجني،
وربَّما لأنَّها البعثرة تُعجبني أكثر.

محمد البلوي/ تحت الأزرق بقليل

فقـد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04-14-2008, 06:16 AM   #8
عَائِشَة
( كاتبة )

افتراضي




ـ تصفيق ـ

على الرغم من تلاعب النوم برؤيتي ..
إلا إني أُجبِرت على البحث عن الحب هنا !! ..


جميلة جداً فقد ..
ثقي بي

 

عَائِشَة غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:38 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.