لأجلِ عينيهاْ :
صمتُ الألَمْ .، }
.
.
ما قبلَ البَسْمَلَةِ ./
،
ألا نَزالُ أنا وأنتِ سيِّدَتينِ تحتَرِفانِ الحُزْنَ والضَّحِكاتْ ؟ أمْ أنَّنا سنستَحيلُ مجدَّداً طفلتَينِ منْ نورٍ و حَلوىْ ،
نصنَعُ الحُفَرَ ، نقفزُ فوقَهاْ/ فيهاْ ، نتجاوزها /نعودُ إليهاْ .. و نضحكْ ، نضحكْ. ،
تلاعبُ ضفائرَ حرفِناْ ، النسماتْ .. ،
والسقوطِ الذي نبغيه يا سكّرتي ، يطاردُنا ، كما يطاردُ الصيادونَ ذوي الشبكاتِ الصغيرة ، الفراشاتْ.!،
،
لا أحدَ يستطيعُ أنْ يجبر " الكونَ " على أنْ يكونَ شيئاً واحداً ، فما بالكِ باثنينِ متداخلينِ حدَّ البعثَرةْ ؟!
ما بعدَ البسْمَلة :
مُجدَّداً أحبُّكِ ، و مجدَّداً أنا أنتِ ،.!
و
هسيسٌ ثانٍ يقولْ : هلّمِي نلعبُ و نشاكسْ ، ما لنا غيرُ الشغبِ ينسينا لنتذكر .!
رِسالَة .. ، }
لـِ : ميعادْ .
.
أنشودَتي ،
هاكِ حبالٌ التفّت حول رقبتي بعضَ وقتْ .! أفلتُّ منها ذاتَ سعادة .!
.
إليكِ ميعادْ ،
ماذا تعرفينَ عن الأبدْ ؟
حروفٌ ترقصُ خيلاءَ في رأسي .. كبراً و ما لها من حقّ .!
يحدثْ .. أنَّني أنْفضُ عن ذاكرَتي ما تراكَمَ فوقَ رفوفِها من صورْ ، و أصواتْ ، و معتقداتٍ حتَّى !
و قد حدثَ مرَّة أن تحدّثتُ لأحدهمْ عن الأبدْ .!
أنفضُ ذاكرتي اليومْ ، فتتطايرُ الأحاديث التي ركنتُها هناكَ و تخبرني بأنَّ شيئاً لم يتغيَّرْ .!
الأبدُ مفردة ٌ كاذبة ٌ يا حلوَتي ، كاذبَة ، إذْ ليسَ ثمّةَ أبدْ .!
كلّ الأشياءِ تُولَدْ .. بانتظارِ نهاية ما لها ،
تموتْ أو تنطفئ . و الانطفاءُ " في عُرفي يا جميلة " موتْ .
هل يحدثُ لشيء ٍ أن يستمرَّ كما هو عليهِ في لحظة ٍ ما ؟ . ليس بالإمكانِ يا رفيقتي ، ليس بالإمكانْ .!
لأنَّ التغييرَ في الدّنيا باتَ رتابَة .. و إن لمْ يكنْ ، فهوَ محضُ شيءٍ _ كبقيّة الأشياءْ _ قد تتعدّد ولادته كما يتعدّد الموتْ!
حينَ تجئ الساعة .. تندثر البشريّة كلها .. و باندثارنا يا جميلتي ، يختفي كلّ ما تعبنا جميعاً في صنعه .
تموتُ بموتنا الأشياءْ .
فكيفَ يكونُ هناكَ شيءٌ أبديّ ؟؟!
لا أعتقدُ باستمرار الوجودُ بشكلٍ لا مُتناهٍ " إلّا ما بعدَ السَّاعة " . الأمر نسبيّ إذنْ .!
" اكتشفت لتويّ ترابط الأسئلة !.!! "
الأبدْ .. مرتبط ٌ بحدثٍ لم يأتِ بعدْ . نجزمُ بمجيئه كونَنا " مؤمنونَ بخالقِ هذا الوجودِ كلِّه " .
وحدَه بارئ الكونِ .. لا يموتْ .
/
\
ما هوَ الكذبُ و نقيضُه.؟
حينَ نكذبْ .. فنحنُ نسيرُ بكاملِ إرادَتنا نحوَ القيامَة .!
طريقٌ طويلٌ تلفع الشمس فيه وجوهنا فنستظلّ بالقلقِ لنحتميَ مِنها .!/
أتنهَّدُ الآنْ ../
وأرجمُ وجهَ حقيقةٍ أخرى كونها لا تُعْجِبني.!
أؤمنُ بأنَّ الصِّدقَ كدماتٌ لا يحبّ الجميع المبادرة بإظهارها في الجسدْ ، كونَه قد يصعب على الآخرينَ تلقّيها دونَ ألمْ .! و كونها .. تترك بقعةً داكنة ، تحتاجُ وقتاً لكيْ " تتلاشى " ، .
و هل من شيء ٍ عدا " الحقيقة " قادرٌ على إيلامِنا حقاً ؟؟
الحقائقُ مزيجٌ من الموتْ ، و ليته الموت .. يُمهلنا .!
صبيّ كانَ يقولُ ليْ .. أنصافُ الحقائقِ كذبْ .! و كنتُ أكشِّر عن غضبي أمامَه و أخبره بأنّني " لستُ كاذِبَة" .!
أنا التي لا أجيدُ الحديثَ أبداً _ بغيرِ أنصافِ الحقائقْ _ .!
و نصفُ حقيقةٍ أخرى : البشرُ مستنسخونْ . و أنا لا زلتُ _ رغم يقيني _ أبحثُ عن الأصلِ الذي كانَ سبباً في أنْ أكونْ .!
الصدقُ _ يا أنتِ _ يعني ، أنَّكِ تحدّقينَ في شاهدة ما .! وهل نملك إلا أن نصمت في حضرَةِ الموتِ ومتعلّقاتِه؟!
الصدق يعني أنْ تمارسي كثيرَ صمتٍ لكي .. لا ترتكبي " نصفَ حقيقةٍ أخرى " ،!
أناقِضُني ؟ .. أجلْ.!
الكائناتُ البسيطَة عادة ً ما تكونُ صادِقَة ، غير أنَّها كثيرَة الكلامْ .، !
هكذا كنتُ أخرِجُ نفسي من دائرة الكائناتِ البسيطة دون أن أكونَ واثقة من أنَّ أحداً _ حقاً _ قد استوعبَني كما أنا .!
كثيراً ما كانوا يعتقدونَ بسذاجتي وبساطتي الفكريَّة ..
لأنَّ الصمتَ _ دوماً في عرفهمْ _ يعني أنَّنا : لا نعرِفْ . غيرَ أنَّنا نعرفُ و هم لا يدركونْ .!
الصَّمتُ دوماً كانَ عدوَّ المعرفة ..
حينَ نسكتْ ، فهذا يعني أنَّنا نتلكّأ اضطراباً و خوفاً لعدم قدرتنا على الإتيانِ بما يُقالْ .
حينَ نسكتْ .. فهذا يعني .. أنَّنا خرجنا من دائرة من هم " الأّذكى " .!
لم أدّعِ يوماً أنّني من " الأذكى " ، ولم أقحم _ يوماً _ نفسي بينَهمْ . غيرَ أنّني .. و ربّ الكونِ جاهلة ، كثيراً ما تكونُ "تعرِفْ ".!
و أنا الآنْ .. /
حينَ أناقضني ، هل يخرجني هذا يا رفيقتي من دائرة من يعرفونَ _ حقاً _ ؟!
ربّما أجيبُ هنا على السؤال التالي ، أو لا أجيب .! لكن أنا ..
أنا لا أعرفُ بشكلٍ " مُطلَقْ ".!
تعلَّمتُ أنَّ الصدق هو أنْ نقولَ الحقيقة ، حين نسأل عنها ، دونَ أن نزيدَ عليها ، و دونَ أن ننقص منها .
و أنَّ الكذب ، هو أن نختلقَ شيئاً من العدمْ . أو نقول الحقيقَة بعد أن نلفّها بأشياءَ لم تحدثْ ، أو أنْ نزيلَ عنها بعضَ ما كانت ترتديه من ثيابٍ و حُليّْ .!
أنا ، يا رفيقة .،
حينَ لا أقوى على الصّدقِ ، أصمتْ . و بذلك أكونُ " ما كذبتُ على أحدْ ". ! أكون قد صدقتُ بصمتي ْ .
و حينَ أحاصَرُ بالكذبْ . أقولَ نصفَ حقيقة ٍ " صادِقة " . و أتبعها بصمتْ .
هل كان عليّ أن أخبرهمْ بأنّني : أحبّ أنصاف الحقائقِ قبلَ أن أهمي كلاماً . ؟؟
لا أعتقدْ .
هل ثمّة شيءْ مطلق ؟؟
أفكارنا جثثٌ ننبشها من قبورها لنمارس التنكيل بها على مساحات الورقْ أمام الملأ .!
أتستحقّ ؟!
يُمثَّلُ بقلبي اليومْ .، و أهذي كلاماً أعرفه . أعرفه ! لأول مرّة في حياتي !
يُمثّل به من جديدْ ، و أحاول أن أقوم بمحاولات إنعاشٍ متتالِيَة ..
أحملُ أملاً ضئيلاً ..
ليس بشكلٍ مُطلَقْ .!
"الفهمُ " قد يكونُ المحارب الأسطوريّ هنا .. يشنّ هجماته متى يشاءْ.!
حينَ عجز عن فهمِ الأسئلة .. مؤكّد .. ستخوننا أفكارنا لننجب أفكاراً عاقّة ، منبتها سيِّءْ .
الحقائقُ " مُطلقة " . أؤمن بذلكَ تماماً كما أؤمنُ به _ذلكَ المشدوخ القلبْ _ .،
الحقّ بيِّنْ . و الشرّ بيِّنْ . وما اختلف علَيه فذلك لأنَّه كانَ _ منذ البداية _ يحتاجُ توضيحاً ليناسب عقولنا القاصرةْ .
غيرَ أنّه يجدر به أن يكونَ بيِّناً .
الموتُ حقّ . و إنَّ وعدَ الله حقّ . كلّ شيءٍ مُرتبطُ بخالق الكون حقّ . والحقّ مطلق ، ولا بدَّ أنْ يحدثْ .
الكيفيَّة .. نسبيّة ، فقط حينَ تعلّق بالأشخاصْ . والأشياءْ .
وحسبَ أفكارهمْ –
لا يُمكن لأيِّ شيءٍ أن يكونَ مُطلقاً .! الأمورُ كلّها نسبيَّة .
أتوقّف هنا فقد بدأتُ أتوه في أزقّتي الخاصَّة . ويحي .!
/
\
و المحطَّة الأخيرة :
يمكنكِ أن تفكّري بعدَ كلّ هذا في حديث ٌ يختصّ بمن يتاجرونَ بالقلوبْ..!
تعلَّم من والده التّاجرْ ، بأنّ التجارة " شطارة " . ربحٌ أو خسارةْ .
و تعلّم من تلك الحانِيَة ، بأنَّنا لا يمكن لنا أن نهمل قلوبنا بركامِ أكنَّة وأغبرة من اللاشعورْ .
.
ذاتَ ضياعْ ،
خسِرَ قلبَه حينَ جعلَ منه سبيلاً للآخرينَ يستقرّ فيه " كُثُرْ " ، ليغادرونَه بعدَ وقتٍ " قصيرْ ".
نسيَ كيفَ يزيلُ الأكنَّة عن قلبه ، فما كانَ منه إلا أنْ بدأ بالمتاجرة بهِ ، و بقلوبِ آخرينْ .
.
نسيَ _ مجدّداً _ بأنَّ التجارة قابلة لأنْ : تبورْ .!
" طِلِعْ مو شاطِرْ " ..!
أودّعكِ الآنَ ..
لألقاكِ .