قبسٌ من نورهم - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
ارتداد (الكاتـب : ماجد العيد - مشاركات : 324 - )           »          [ #مَعْرِضٌ وَ تَعْلِيْقٌ ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : ماجد العيد - مشاركات : 8212 - )           »          العيد والغياب!!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - مشاركات : 6 - )           »          غُربة .. (الكاتـب : نوف مطير - مشاركات : 13 - )           »          الهبوب الصلف (الكاتـب : عادل الدوسري - مشاركات : 0 - )           »          فلسفة قلم .. بأقلامكم (الكاتـب : سيرين - مشاركات : 3847 - )           »          صالون النثر الأدبي 3 (الربيع ) (الكاتـب : نادرة عبدالحي - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 66 - )           »          مَا لَمْ أقله لكـ (الكاتـب : محمد سلمان البلوي - آخر مشاركة : صالح العرجان - مشاركات : 1977 - )           »          بَازَلْت (الكاتـب : عَلاَمَ - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 12 - )           »          ورّاق الشعر [ تفعيلة ] (الكاتـب : نوف الناصر - مشاركات : 12 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد الهدوء

أبعاد الهدوء اجْعَلْ مِنَ الْهُدُوْءِ إبْدَاعَاً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-13-2009, 02:47 AM   #1
فاطمة العرجان
( كاتبة )

الصورة الرمزية فاطمة العرجان

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 20

فاطمة العرجان غير متواجد حاليا

افتراضي قبسٌ من نورهم


الرقص بالكلمات .. لـ نزار قباني


ليس عندي نظرية لشرح الشعر .
ولو كان عندي مثل هذه النظرية , لما كنت شاعراً . إن المعرفة بما نفعله يعطل الفعل . تماماً كما يرتبك الراقص حين يتأمل حركة قدميه .
الشعر هو الرقص . والكلام عنه هو علم مراقبة الخطوات . وأنا بصراحة أحب أن أرقص .. ولا يعنيني أبداً أن أقيس خطواتي , لأن مجرد التفكير بما أفعل يفقدني توازني .
الشعر رقص باللغة . أعيدها مرة ثانية .
رقص بكل أجزاء النفس , وبكل خلجاتها الإرادية واللاإرادية , وبكل طبقاتها الظاهرة والمستترة وبكل أحلامها الممكنة وغير الممكنة , وبكل نبوءاتها المعقولة واللامعقولة .
إن الذين يكتبون النثر , من قصة ورواية ومسرحية , لا يعانون أية مشكلة , فهم يمشون مشياً طبيعياً , ويتحركون على الورق حركات مدروسة ومنطقية , ويسيرون على الأرصفة المخصصة للمارة .
أما الشعراء فهم يؤدون رقصة متوحشة , يتخطى فيها الراقص جسده , ويتجاوز الإيقاع المرسوم , ليصبح هو نفسه إيقاعاً .
إنني أكتب الشعر ولا أدري كيف .. كما لا تدري السمكة كيف تسبح , والعصفور كيف يطير .
الشاعر موجود في شعره بشكل إلزامي وجبري . إنه محتجز ومعتقل داخل الشعر كما السمكة معتقلة في محيطها المائي , لا تملك انسحاباً ولا خلاصاً .
خلاص الشاعر من شعره , والسمكة من مائها لا يكون إلا بالموت .
ومادام الشعر مزروعاً في الشاعر , حربةً من البرونز المشتعل , فمن الصعب عليه أن يكتشف الحدود الحقيقية للحربة , والحدود الحقيقية للطعنة , لأن اللحم والحربة أصبحا شيئاً واحداً ..
إن تأمل الشاعر لما يجري في داخله عمل عسير . إنها نفس الصعوبة التي تعترض الوردة حينما تحاول أن تشم عطرها .. والفم حين يحاول تقبيل نفسه ..
لذلك ليس عندي أية نظرية عن ذلك الزلزال الذي يركض تحت سطح جلدي . من أين يجيء .. وإلى أين يذهب ؟
أنا أتلقى الزلزال مستسلماً ومدهوشاً .. وأخرج من تحت رمادي وخرائبي ولا أدري ماذا حصل .. وكما لا يمكن توقيت الزلازل لا يمكن توقيت الشعر ..
إنه هجمة مباغتة تشق حفرة كبيرة في سكوننا , وفي وجودنا , وتنسحب قبل أن نستطيع اللحاق بها ..
هذا انطباع أولي عما يحدث . إنه خاص بي . ويجوز أن تكون تجربة غيري مختلفة تماماً ..
لذلك أقول ليس للشعر نظرية .
كل شاعر يحمل نظريته معه .
الشعر حصان جميل الصهيل , كل واحد يركبه على طريقته الخاصة . طريقتي أنا .. وهي أن لا أذل الحصان , ولا أكرهه على المسير في الوعر , والوحل , والعتمة . ركوب الخيل أخلاق .. وأنا لا أسمح لنفسي أن أسخر من شاعر يركب حصانه خطأ . أحاول أن أجد له العذر .
حصان الشعر صديقي . والفارس الحقيقي لا يخون صداقة الخيل .
إنني أفهم أفكار حصاني جيداً .. ألثم جبهته , أمسح عروقه , أحكي معه طوال الطريق , وأملأ فمه لوزاً وزبيباً.
ولكن أين يسكن الشعر ؟
كلما حاولت أن أتعقب الشعر إلى حيث يسكن .. هرب مني .
ثلاثون سنة, وأنا أحاول أن أفاجئه بملابسه الداخلية , أو عارياً .. ولكنه في كل مرة كان يلبس طاقية الإخفاء .. ويتبخر كالروح النقي ..
كنت أريد أن أهاجمه , وهو بين قواريره , وخرائطه , وأقلامه الملونة .. ولكنه في كل مرة كان يشعر بالخطر .. كان ينسف المعمل الذي يشتغل فيه .. ويتلاشى.
بعد ثلاثين سنة من مطاردة الشعر في كل البيوت السرية التي كان يلتجئ إليها , وفي كل العناوين الكاذبة التي أعطاها للناس , اكتشفت أن الشعر وحشٌ خرافي لم يره الناس , ولكنهم رأوا آثار أقدامه على الأرض وبصمات أصابعه على الدفاتر ..
كل الذين كتبوا عن الشعر , كانوا يعرفون أنهم يطاردون حيواناً خرافياً لا يُمسَك ولا يُقهَر .
كلهم كانوا يعرفون , وهم ينبشون القارات والغابات والمحيطات بحثاً عنه , أن هذا الوحش الجميل , لن يسمح لهم أن يعلقوا جلده بالدبابيس على جدران المتاحف والجامعات , والمدارس الثانوية .
وتستمر اللعبة المستحيلة عبر القرون , ويظل الصيادون يرمون شباكهم ويسحبونها , ويبقى الشعر – هذا الوحش الجميل – يقفز على الشجر , وعلى القمر , وعلى ضفائر البنات , ويمد لسانه لجميع صياديه ..
لو كان الشعر وصفة , لأمكن تركيبه في دكاكين العطارين , ولو كانت القصيدة شجرة لاكتشفنا في أوراقها وغصونها وجذورها كل تاريخ الشجر , ولو كانت حجراً لعرفنا بعد دراسته مختبرياً كل تاريخ الحجر ..
لكن الشعر سائل شديد التبخر والتمدد , وإفراز إنساني لا يطيق سكنى الأوعية والقوارير ..
الشاعر يكتب , ولكنه أسوأ من يفسر كيمياء الكتابة , ويموت على دفاتره ولكنه لا يستطيع تفسير موته الشعري ..
لو طلبنا من شكسبير أن يشرح لنا الطريقة التي صنع بها هاملت لتلكأ .. ولو سألنا بيتهوفن أن يحدثنا عن ميلاد التاسعة أو الخامسة أو الثالثة لأكلته الحيرة .. ولو سألنا روبنس أو ماتيس أو فان كوخ أو غويا أو ألغريكو عن طريقة زواج الألوان والظلال لديهم .. لتلفتوا إلى بعضهم مندهشين ..
وفي الشعر تتضاعف الصعوبة , إذ لا يمكن لشاعر أثناء فترة الشغل لا يستطيع أن يتذكر كيف اشتغل ..
والشعراء الذين تكلموا عن تجاربهم الشعرية كانوا دائماً يطوفون حول الشعر , ويحاصرونه حصاراً طروادياً .. ويقفون على أطلال القصيدة المنتهية .. أي بعد تحولها إلى رماد ..
وكل بحث في الشعر , هو بحث عن الرماد لا عن النار ..
ربما كانت هذه المقدمة غارقة في ميتافيزيكيتها ورومانسيتها , ولا تضيء وجه الحقيقة الشعرية .
ولكن أين هي الحقيقة الشعرية ؟ ماهو شكلها .. في أي مدينة وأي شارع تسكن ؟
كيف يمكنني أن أكون موضوعياً حين أكون أنا الموضوع ؟ وكيف يمكن أن أحدثكم عن مساحة جرحي حين أكون أنا الجرح ؟

من كتاب "قصتي مع الشعر"

 

التوقيع

الروشن ~

فاطمة العرجان غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 02-13-2009, 03:21 PM   #2
فاطمة العرجان
( كاتبة )

الصورة الرمزية فاطمة العرجان

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 20

فاطمة العرجان غير متواجد حاليا

افتراضي غازي القصيبي


أين الحب ؟ لـ غازي القصيبي

الحب .!
أين الحب .؟
لفظٌ أجوف فقد المعاني ..
لا تذكروه بربكم ..
أخشى عليه من الهوانِ
العالم العربيد
أودى بالعواطف ..
والحنانِ
حتى أغاني الحب
زائفة الصدى ..
حتى الأغاني
عبثاً..
نردد اسمه ..
فلقد تحجر في اللسانِ
عبثاً..
نعلل نفسنا بالوهم ..
في هذا الزمانِ


من ديوان "أبيات غزل"

 

التوقيع

الروشن ~


التعديل الأخير تم بواسطة فاطمة العرجان ; 02-13-2009 الساعة 03:26 PM.

فاطمة العرجان غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 02-14-2009, 03:37 PM   #3
فاطمة العرجان
( كاتبة )

الصورة الرمزية فاطمة العرجان

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 20

فاطمة العرجان غير متواجد حاليا

افتراضي غادة


أتحداك بحبي لـ غادة السمان


حبيبي
ترعبني شهيتك لإدانتي , تطل من عينيك بقسوة قضاة محاكم التفتيش وبرود غدائرهم الاصطناعية .
ترعبني شكوكك المتأهبة أبداً للانطلاق بسنابكها فوق بؤبؤي عيني اللتين ترمقانك أبداً بحب عصفور طار ألف عام وسط الريح والعواصف حتى وجد وطنه في صدرك ..
ترعبني كلماتك حين تتهم حبي بما ليس فيه _ وأنت أدرى مني بذلك _ وتطلق علي كلماتك المتهمة سرباً من النحل الشرس اللدغ بعشوائية شكوكك , بقسوة اتهاماتك , تحيل حنجرتي إلى قارة من الملح والصبار ..
رغم ذلك كله بملء فمي , أود أن أقول لك وأن أقول لهم جميعاً :
أحب هذا الرجل الأصيل النبل كحد سيف الأساطير ... أحبه بلا تحفظات .. أزحف إليه عبر قارة الغيلان والحزن , وأدمر الجسور كلها ورائي .. وأحرق الغابات كلها خلفي ..
هذا الرجل سجاني وطفلي .. أحبه , وسأظل أتحداه بحبي .


من كتاب "حب"

 

التوقيع

الروشن ~

فاطمة العرجان غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:50 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.