:
الفوتوغرافي أنسل آدمز...
"الأشياء الوحيدة المتبقية هي الأعمال الإبداعية لروح الإنسان"
ولد أنسل آدمز في عام 1902م بسان فرانسيسكو وتلقى تعليمه في المنزل بدراسة اللغة الإغريقية واللغة الإنكليزية التقليدية ومادة الجبر وتعرف على المحيطات والبحيرات والصخور الشاطئية التي كانت تحيط بمنزلهم, كما شغف بتعلم البيانو ظنا منه أنها ستكون هواية جيدة ينتفع بها, خاصة أن معرض بنما الباسيفيكي الدولي سيحتفل بافتتاح قناة بنما وسيضم مشاركين من أرجاء العالم.
في عام 1916 وأثناء العطلة العائلية وفي حديقة يوسيمايت الوطنية تلقى أنسل هدية من والديه عبارة عن آلة تصوير من إنتاج شركة كوداك، مما جعلته يلتقط صورا مدهشة ورائعة أدركها عن طريق حاسة البصر.
عرض أنسل أعماله على صديقه بول ستراند, وأثنى عليه وأخبره بأنه سيصبح مصورا محترفا وسوف يسعد الجميع بأعماله الرائعــة والمدهشة في المستقبل فقرر المضي قدما في مضمار التصوير. وبعد مدة قصيرة انضم إلى كل من "ويللارد فان دايك" و"اموجن كونكهام" و"إدوارد ويستون" و"هنري سويفت" و"سوينا نوسكويك" و"جون بول إدواردز" وهذه المجموعة خصصت جل جهدها لمبدأ التصوير كتصوير, فكانت عروضهم تشاهد في مجلات الأزياء في ذلك الوقت وكانت هذه الأعمال مثيرة ومدهشة للغاية.
التقى أدمز بالمصور صاحب الشهرة المرموقة السيد "ألفرد ستيغلتز" صاحب صالة الفنون الأمريكية, وكان له نفوذ قوي على الفنانين في ذلك الزمان . وكان السيد "ألفرد ستيغلتز" من المؤيدين والمتأثرين بأعمال المصور اليافع انسل آدمز فقام بمساندته بإقامة معرضه الشخصي في تشرين الثاني (نوفمبر) سنة 1936م. وقد كتب آدمز سنة 1985 في مذكراته الذاتية عن السيد "ستيغلتز بقوله: "علمني أن الفن هو تأكيد لاستمرارية الحياة وهي وصيتي للرعيل القادم."
اشتهرت أعماله في كل مكان من العالم ومنها تلك السويقات المتشامخة حول الجداول المائية (بحيرة تينيا وجبال كوينس وحديقة يوسميت الوطنية سنة 1946) وطبقات الصخور الضخمة المغطاة بطبقة رقيقة من السدم الصباحية (الكابتن والشتاء وشروق الشمس وحديقة يوسميث الوطنية سنة 1968) والتكاوين المعقدة والتصاميم الرائعة لأكواز الصنوبر وأوراق أشجار إيكالبتوس والبلورات الشفافة التي تبعث المتعة والإثارة لأي مشاهد أو زائر لتلك المناطق.
ويقول آدمز عن أعماله وطريقته "إن طريقتي في التصوير تعتمد على عقيدتي في مظاهر الفخامة والتفاصيل لكل ما حولنا".
لم يتوقف أدمز عند هذا النوع من التصوير بل عمل في حقل التصوير التجاري ملتقطا صورا لكل شيء بدءا من المعجنات إلى الأواني الزجاجية وغيرها, لم يكن هذا النوع من العمل يستهويه ولكن لقاء أجر مدفوع ليسمح له بمواصلة مهنته الفنية, حتى أن أعماله التجارية أخذت تتمتع بالإثارة.
أراد أنسل آدمز أن تكون لوحاته مرئية لكل الناس وليس فقط لفئة معينة التي باستطاعتها اقتناء ما يقدمه من إبداع، لذلك قام باختيار ثلاثـــة من أعماله وهي (بزوغ القمر, وشروق الشمس في الشتاء, والحور الرجراج) وطبعها على شكل ملصقات سهلة التداول, وقد نجح في هذه المهمة, وفي سنة 1984 بدأ بإنتاج الرزنامات المكتبية والجدارية وأصبحت متداولة في كل مكان .
نشر آدمز كتابه الناجح يوسميت ومجالات الضوء في سنة 1979م والذي بيع منه 20ألف نسخــــــة ثم أصدر عددا من الكتب منها ( الكاميرا، الطباعة, والنجاتيف ), كما صدرت عنه العديد من الكتب والدراسات التي تتكلم عن حياته وفنه.
ويذكرنا أنسل آدمز في سيرته الذاتية بقوله "إن الأشياء الوحيدة المتبقية والتي تنسجم مع هذا الكون هي الأعمال الإبداعية للروح الإنسانية".
آخر المشاركات
04-15-2009, 04:19 PM
أعظم مصور في القرن العشرين ..!!
العرض العادي
