مسامير ...؟

[شيخه الجابري]

ماذا لو تصوّرنا مسمارا في جدار
الجدار من ورق
الورق رقيق شفاف
ماذا سيحدث؟
هل يثبت المسمار؟
هل يتمزق الجدار؟
وكيف يمكننا تعليق اللوحة؟
هي مجرد أسئلة...

حياتنا أصبحت كجدار الورق،واهية،مهلهلة،سريعة التمزق،سريعة الانطواء،سريعة الاحتراق،سريعة الانطفاء،بديهية الذوبان.

ماذا لو حاولنا اختراق هذا الجدار؟

ترى هل نجد مسمارا آخر نعلّق عليه أحلامنا،طموحاتنا،أهدافنا،سائرون نحن ولكن،إلى أين؟

بعضنا يفكّر في الانسلاخ عن ذاته،والظهور بجلد آخر متنكر بملابس بالية متهتكه.

بعضنا لديه انتماء لنفسه،ويظل محافظا عليها حتى الرمق الأخير.

بعضنا يتملق في سبيل حصوله على الأشياء،وبكل أسف يحصل عليها والوسائل كثيرة.

وفي كل الأحوال نبقى جميعا تائهون تحت جدار في أعلاه مسمار!

الحياة صارت عربات تجر عربات ،شباب راح ضحية المسمار والسيارة،أوليسَ المسمار من أساسيات صنعها؟
إذن هو خطير حد القتل.

بناتنا تتنازعهن طموحات كثيرة،أغلبها مصنف في قائمة "التابو" وبعضها دمّرته الواقعية المقيتة،وبعضهن مازلن في المنازل ينتظرن الفارس ذو الحصان الأبيض حتى غدون كمسمار في جدار ،والجدار كالعادة من ورق...

أطفالنا تتنازعهم طوائف شتى،مبادئ شتى،قيم غريبة،هم كالمستجير من الرمضاء بالنار! بين الخادم والخادمة ضاعت الطفولة.

في المدارس الطفل في حالة شتات، بعد انتهاء دوامه التقليدي يقف عند بوابة المدرسة ينتظر والده بلهفة طفولية وبراءة بديهية ،يطل برأسه فيجده واقفا بعمامته البيضاء وكأنها الجبل في علوها،إنه السائق الباكستاني المخول باصطحابه إلى المنزل،يترجل الطفل راكبا منطفئ الحلم واهي العزيمة وفي ذهنه سؤال أين أبي؟أين أمي؟ لماذا لم يحضرا وقذفا بي بين يدي هذا الرجل الغريب.

صورة أخرى :
الطفل في المستشفى،بين يدي الخادمة،هو معتل صحيا ومحجوز لعدة أيام معه الخادمة،وهو في حاجة إلى حنان الأم،ودهشة الأم،ولهفة الأم،كل ذلك غائب عن عالمه الشفاف الحالم،ترى أين منا حنانا قد جف،وأم ضاعت بين الحارة والهاتف.

صورة أخرى :
طفل يجوب المكتبة يبحث عن أشيائه الصغيرة، فرحٌ سعيدٌ بالمدرسة ودرس الفن المنتظر،وفي المكتبة الخادمة تنتقي ألوانه،دفاتره،وهو يراقب،تشتري ماذا؟ لايهم،ما هو السعر؟ أيضا لايهم السيولة موجودة والحنان غائب؟

صورة أخرى :
طفل ٌ يلهو،يلعب،لعبته جميلة،حلواه لذيذة،يغني مع الأطفال عيد ميلاد سعيد،ومن الخلف يد تجذبه إلى الوراء،إنها الوجه الآخر،الخادمة قررت العودة ولم ينته حفل صديقه بعد،والأم هناك تلهو مع اشيائها الكثيرة؟
إلم أقل لكم أنه مسمار في جدار،الجدار من ورق،مثقوب من نصفه يتساقط الجدار،يتطاير الورق.


إضاءة :
هذا المقال كُتب ونُشر في جريدة الاتحاد في شهر مارس من عام 1996،وجدته صدفة في أرشيفي وأنا أجدد مكتبي ومكتبتي المنزلية،لاشئ تغير ،الأيام كما هي،وكأنه يصلح للنشر غدا ،ولاعجب.

 

[قايـد الحربي]

شيخة الجابري
ـــــــــــ
* * *


مُرحباً بكِ كثيْراً .

:

" إضاءة :
هذا المقال كُتب ونُشر في جريدة الاتحاد في شهر مارس من عام 1996،وجدته صدفة في أرشيفي وأنا أجدد مكتبي ومكتبتي المنزلية،لاشئ تغير ،الأيام كما هي،وكأنه يصلح للنشر غدا ،ولاعجب. "

وَ إضاءَةً علَى إضاءتكِ :

بعْد مرور أكثرِ منْ عشْر سنَواتٍ علَى مَا سبَق وَ عَبَق منْ قولكِ ،
ها نَحنُ نفقِد - حتّى - الجِدار ، وَ لمْ يَبقَ غير المسمَار مُتبجّحاً بإيلامِ الهوَاء !

تَنبؤكِ : ضوء ، لأنّ رؤيتك : نبوءة ،
فشكراً تتلوك .

 

[أسمى]

:
يا الله يا شيخهـ..
عظيمة جداً رؤيتك، والأعظم المُلابسات حولها
إبتداءاً بالتاريخ، الأحداث وما يجد..في كل مرة
والسنين تمضي.

.
سعيدة بقراءتك

 

[د. منال عبدالرحمن]

المسامير مغروسةٌ في عمقِ أحلامنا يا شيخة , كلّما حاولنا تحويلَها إلى جدران حقيقية نستطيع الاستنادَ عليها و بناءَ أمنياتٍ تتّكئُ عليها , استحالَت رماداً من هولِ نيرانِ الواقع .

أستاذة شيخة ,

تضيئينَ العتمة بنورِ مفردتك ,

شُكراً لكِ كثيراً .

 

[روُح الْمَطر]

نعم .. تَتطاير الأوراق لـِ تَسقط بـِ أرض لم تَمْضي بِها أقْدمنا وَلن ...!
فهي أرض لَا نستحقها .. جُردت مِن طموحاتِنا وأحلامنا الْتي مَا أن نتعمقها حتى إسْتسلمنا وتوقفنا ..!
فـَ أمثالنا لا يَستحق الْبراءة .. الوفاء .. الإخْلاص والْكثير الْكثييير ...!
لأننا أنانيون بـِ طبْعِنا نُفكر بـِ أنفسنا وَقليلاً ما نهتم لـِ مشاعر مَن حولنا حتى وإن بات عليهم الإحْتياج لَنا واضِحاً..!
وَنمضي كما تَمضي بِنا الأيام ...

،

أسْتاذتي ..
لـِ روحكِ قُبلة الْمحبة والإعْجاب .
وَلـِ قلمكِ ألف تحية وَسلام

 

[أصيله المعمري]

شيخة الجابري

أنتِ من تهبين الأشياء عمرا حتى وإن كان مؤجل ..



حضورك : ألق في كل الأماكن

 

[حمد الرحيمي]

شيخة الجابري ...





أهلاً بك ...



أرى أن بعض هذه الأحرف - رغم تقادمها و أكل الدهر عليها -اتشح بالسواد و تلطخ به ...



و لأني لست مع دس الرؤوس في الرمال مطلقاً لكني صدقاً مع النظرة المتفائلة للحياة و الدعوة الدائمة للتفاؤل مهما كانت حياتنا تعج بالشوائب و تضج المصائب ....







شيخة الجابري ...



قلمك في كل مرةٍ يكشف للقارئين عقلاً نيراً و فكراً أنيقا ... فشكراً لكِ و له ...

 

[نواف العطا]

شيخة الجابري
ما كتبتيه يلامس ما نحن عليه من تفكك وتمزق للعلاقات الأسريه
لكي كل الشكر على موضوعكِ الرائع
ودمتِ بود