جـنـرال مـوتـورز .. تخذل الشعر ...!!!

[صالح مصلح الحربي]

.
.
.



ما أحلا الشفر ماحلاه من ورّده مشكور
..... مشكور من فكر وجاب امتيازاته


انا رحت اشاهد معرض الغانم المشهور
.... وشفنا مدينة كاملة من معداته


علي بابها شفنا كِتب جنرال موتور
.... وياكثر ماشاهدت أنا من موديلاته


أحب الشفر وارتاح له والشفر مخبور
.... يحب الشفر من جربه في مسافاته


مشينا من الطايف مع اول طلوع النور
.... علي كابريس ٍ ياحلو صرخة قزوزاته


وصلنا الكويت وراعي الكابريس مسرور
.... نشكرك يالغانم ونشكر محلاته




كتبت هذه الأبيات في مطلع السبعينات تقريبا" ، وقد كتبها الشاعر الكبير علي محمد االقحطاني ، وتغني بها مطربو الفن الشعبي في تلك الفترة . وقد لاقت وقتها رواجا" كبيرا" .. وكانت وكأنهابمثابة دعاية أعلانية كبري لشركة جنرال موتورز كبري شركات صناعة السيارات الأمريكية ...
وقيل والعهدة علي الراوي ..أن الشاعر أهداه وكيلها المعتمد في الكويت كابريس شفر .. ..وقد كانت الشركة وقتذاك في عز تألقها ونشاطها التجاري حينما صنعت تلك السيارة والتي تشعرك بالفخامة والرفاهية .. في وقت كانت الحياة آنذاك تتسم بالبساطة الجميلة والعفوية والتلقائية حيث كانت الناس علي الفطرة ...وكانت مثل هذه الأمور تحظي بأهتمامهم ويجلونها ويأخذهم بها عنصر الأبهار والمفاجأة .. فطبيعة حياتهم تلك .. لم تكدر صفوها الحياة المدنية بأجواءها الصاخبة وتكنلوجيا العصر الحديثة رغم ان تلك الفترة كانت بداية انتعاش الأقتصاد الخليجي .. الا ان كل شئ تقريبا" كان يسير علي سجيته وطبيعته وشفافيته ..
حتي ان الشعر كانت له أجواؤه الساحرة وشعبيته ورواجه .. فلم تلوثه المجلات الشعبية والقنوات الفضائية ولاحتي الشبكات العنكبوتية .. ولم يكن يصل للناس سوي الجميل من الشعر الذي يرتقي بذائقتهم ،ويسمو بمشاعرهم .. ولم يكن يظهر سوي الشاعر / الشعر الحقيقي .. بحيث يندر وجود مايسمي بمستشعر / شويعر / شعر سطحي ..لذلك حينما ظهرت تلك القصيدة لاقت رواجا" وانتشارا" وطرب لها الكثيرون من محبي هذا النوع من الشعر ... كانحياز للجميل من الشعر الذي يلامس وجدانهم ..وكتعبير عن جمال بساطة تلك الحياة في تلك الفترة ..فكان الشعر ترجمان صادق لمجتمعه وطبيعة حياته وأشياؤه التي تهم أناسه وتلامسهم وتحظي باهتمامهم .. قبل ان تتغيرتلك المفاهيم.. وتتبدل الرؤي ..والمعالم ..وتتشتت النفوس بتقلباتها..
حيث الآن ومايدرج عليه بعض الشعراء حيث تجدهم يتغنوا ( بـ جيب الفكسار ) ويتحدثوا عن مواصفاته ومميزاته بحيث اصبح هو الوحيد الذي يمتدح بين السيارات ... بما له من شعبية ومكانة في نفوس وقلوب الكثيرون .. فتجد أن من يطرب له فئة معينة من المتابعين والمهتمين .. ولايشد الأنتباه كثيرا" هذا النوع من الشعر .. رغم تمكن البعض من الشعراء منه وبشاعرية كبيرة ... غير ان حياة اليوم اختلفت كليا" عن حياة الأمس علي كافة المستويات من حيث الرفاهية ورغد العيش ( ولله الفضل والحمد والمنة ) ..ومستوي الحياة الأقتصادية وعناصر التكنلوجيا المتطورة والثورة المعلوماتية ..ماجعل كل شئ متغير / متجدد ..
و.. معقد / شائك ...


وقد تكن شركة جنرال موتورز تري نفسها محسوبة علي ذلك الجيل القديم .. ومتضامنة معه .. وتري أيضا" أن ( الزمن هذا ليس بزمنها ) .. ماجعلها تترجل عن ( المسرح ) وتتنازل عن (العرش ) مجبرة أو عن قناعة ... لا أدري ..!!!
المهم أنها وكما طالعتناالأخبار والتقارير الصادرة أعلنت أنها بصدد أعلان وأشهار أفلاسها مما يضطرها اللجوء الي الأحتماء بالقضاء لحمايتها من المدينين ..
وقد يعلق احد الظرفاء قائلا" :
الأجدر أن ينتهض ابناء ذلك الزمن ويقفوا ويتضامنوا معها.. وفاء لروابط تلك الحياة وذكرياتها الجميلة .
فيرد عليه أحد المتهكمين : وأين هذا الوفاء الذي تتحدث عنه في هذا الزمن ؟
لقد ذهب مع جنرال موتورز .. وتركوا الشعر وحيدا" يردد بكبرياء ( البقاء للأصلح ) .


فمن خذل من ؟



.

 

[قايـد الحربي]

صالح مصلح الحربي
ــــــــــ
* * *


أُرحبُ بكَ كثيراً .

:

تقوْلُ :
" حتي ان الشعر كانت له أجواؤه الساحرة وشعبيته ورواجه .. فلم تلوثه المجلات الشعبية والقنوات الفضائية ولاحتي الشبكات العنكبوتية .. ولم يكن يصل للناس سوي الجميل من الشعر الذي يرتقي بذائقتهم ،ويسمو بمشاعرهم .. ولم يكن يظهر سوي الشاعر / الشعر الحقيقي .. بحيث يندر وجود مايسمي بمستشعر / شويعر / شعر سطحي "

تأكّد بأنّ كلّ جيْلٍ يَراهُ المُمسِك بالشّعر الحقيقيّ وَ أنّ السّابق هُوَ الأجمَل !
مَع أنّ الشعْر ما زَال مَوجوداً وَ يتكيّف مَع أوانهِ وَ أوْزانِه مُنذُ سُؤالِ عنترة بن شدّاد بِـ :
" هَل غَادر الشّعراء مِن مُتردّم ؟ " .

،

أسئلَة لَيستْ للإجابة :

- لماذَا لا يَكونُ السّبب في إخفاق الشّركة هُم الشعراء الذين وَصفوا إنتَاجهَا بِشعْرٍ رَديء
كمَا هيَ قصيْدة القحطاني السّابقَة !!
- مَاذا لَو أنّ وَسيلة النّقل التيْ كُتبَ بها شِعرٌ رَديء اعتَرضتْ علَى ذَلك بانْقِراضِها ،
هَل سيُريْحنا هذا مِن شِعرٍ يبدَأ بِـ " ياراكب اللي .. " ؟!
- لَو لَم يقُل امْرؤ القَيس : " مِكرٍ مِفرٍ مُقبلٍ .... " هَل سَتضْبح العاديَات ؟!
- لمَاذا لا يكُون سبَب انقِراض الديناصورات ، هُوَ احتجاجهَا علَى شِعرٍ رَديء
وصِفَتْ فيهِ ؟!

:

صالح مصلح
رَبطٌ مُتقنٌ يؤكّد فكراً وضّاءً ،
فشُكراً لكَ بحبّ .

 

[إبراهيم الشتوي]

اعتقد أن الخذلان من الشاعر نفسه.. !!

الفكرة البسيطة / المفردة المستهلكة / الدلالة البسيطة / الرؤية السطحية ....الخ

إذا الشاعر محسوبا على الشعر والمتلقي يحاسب الشاعر كطرف ثابت في النص ،لذائقة تبحث عن ما يروي نهم تطلعاتها

و بما يمليه الحراك الثقافي ككل، حلقة متواصلة مع ما قبل وما بعد .

إذا العالم الخارجي ثابت كـ مادة والعالم الداخلي متحرك كــ معنى / ذات تعكس ما يمور في داخلاها ..


الودق صاحب الفكر المتقد ... صالح مصلح الحربي

حضورك حبور وتواجدك نور ..

شكرا لك ولتواجدك المشرق المغدق ..

تقديري يا لغالي .

 

[سلطان الوثر]

بطبيعة النفس دائما ماتترحَّم على من مات وما قد فات وتحنّ إليه
ومثلما كانت الحياة بسيطة والصناعة بسيطة كان الشعر مثلها
الشعر يا أخي صالح مثله مثل باقي الفنون يتطوَّر ويزدهر مع الوقت
وحتى في ذلك الوقت كان المستشعرين وفي كل زمانٍ كانوا
فقط لم يُذكر إلاَّ الأقوى والأشعر
وكثرة الرديء في هذا الوقت تعني قلَّّة الجيِّد الذي ستذكره وتترحَّم عليه الأجيال القادمة أيضاً


شكراً على الطرح الجميل ياصالح

 

[أحمد الحسون]

أخي صالح
يقولون : لكل زمان دولة ورجال.

لكنني أحب أن أقف عند موضوع الشاعر، قال الأخ الناقد قايض الحربي أن أسئلته ليست للإجابة، ذلك انها تحمل في قرارتها أجوبة عديدة عن الترف الشعري الذي سوّق وروّج لكل شيء ، حتى بات الشعر يتناول أتفه المواضيع وأبسطها ، بل إن حالة التردي الثقافي فرضت ألواناً من الشعر عبر سلسلة من الأهازيج المترافقة مع الطبلة والمزمار.

لقد خلّد المتنبي سيف الدولة بشعره
فهل خلّد هذا الشاعر الشركة المنهارة ؟.

لا أدري
لكنني أدري أن نصك جميل، وطرحك يحرضنا على الإضافة.

اعذرني لوقفتي المتواضعة
اعذرني.

دمت بخير وجمال أخي.

 

[صالح مصلح الحربي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قايـد الحربي

صالح مصلح الحربي
ــــــــــ
* * *


أُرحبُ بكَ كثيراً .

:

تقوْلُ :
" حتي ان الشعر كانت له أجواؤه الساحرة وشعبيته ورواجه .. فلم تلوثه المجلات الشعبية والقنوات الفضائية ولاحتي الشبكات العنكبوتية .. ولم يكن يصل للناس سوي الجميل من الشعر الذي يرتقي بذائقتهم ،ويسمو بمشاعرهم .. ولم يكن يظهر سوي الشاعر / الشعر الحقيقي .. بحيث يندر وجود مايسمي بمستشعر / شويعر / شعر سطحي "

تأكّد بأنّ كلّ جيْلٍ يَراهُ المُمسِك بالشّعر الحقيقيّ وَ أنّ السّابق هُوَ الأجمَل !
مَع أنّ الشعْر ما زَال مَوجوداً وَ يتكيّف مَع أوانهِ وَ أوْزانِه مُنذُ سُؤالِ عنترة بن شدّاد بِـ :
" هَل غَادر الشّعراء مِن مُتردّم ؟ " .

،

أسئلَة لَيستْ للإجابة :

- لماذَا لا يَكونُ السّبب في إخفاق الشّركة هُم الشعراء الذين وَصفوا إنتَاجهَا بِشعْرٍ رَديء
كمَا هيَ قصيْدة القحطاني السّابقَة !!
- مَاذا لَو أنّ وَسيلة النّقل التيْ كُتبَ بها شِعرٌ رَديء اعتَرضتْ علَى ذَلك بانْقِراضِها ،
هَل سيُريْحنا هذا مِن شِعرٍ يبدَأ بِـ " ياراكب اللي .. " ؟!
- لَو لَم يقُل امْرؤ القَيس : " مِكرٍ مِفرٍ مُقبلٍ .... " هَل سَتضْبح العاديَات ؟!
- لمَاذا لا يكُون سبَب انقِراض الديناصورات ، هُوَ احتجاجهَا علَى شِعرٍ رَديء
وصِفَتْ فيهِ ؟!

:

صالح مصلح
رَبطٌ مُتقنٌ يؤكّد فكراً وضّاءً ،
فشُكراً لكَ بحبّ .

مرحبتين أخي قايد الحربي ...

حينما ننظر للماضي نظرة فاحصة وواعية وشمولية يستخلص منها مايجعلنا نسير وفق خطي ثابته ومدروسة بنيت علي أساس قوي ومتين ...فليس هناك مايدعو للأستياء والقلق ... بشرط ان لانكن اسري بين يديه وهنا المفارقة والمقارعة ..

وان قصد عنتر ان الشعراء لم يتركوا شيئا" الا وقالوه وتحدثوا عنه .. فأن الشعر بحر متلاطم الأمواج .. ومدي واسع .. وأرض خصبة ... تتسع للجميع وتحتويهم ... بل تزيد مساحة بهم ...كلما رحب بهم المدي ...وتحتفل بهم بمختلف الفنون وتعدد اللغات والثقافات وكل مايدور في فلكهم ...

وحينما كتب القحطاني قصيدته في ذلك الحين ...وعطفا" علي نوعية الشعر وثقافته آنذاك ... فأعتقد أنه وفق بها كقصيدة غنائية طربية لاتخلو من لمسات جمالية ... في وقت كانت ( والله اني ..وراكب اللي ) متسيدة الموقف ... الا ان قصائد علي محمد القحطاني بشكل عام كانت تختلف عن الطرح السائد .. وتجدبها مايميزها عن الكثير من قريناتها ..ولست هنا بصدد الحديث عن الشاعر علي محمد القحطاني ... لكنه كان متميز آنذاك بشاعريته ويختلف عن الكثيرين ... ولعل الصحافة الشعبية حينما بدأت بالظهور كانت تتلقف قصائده ..وابياته .... حتي ان احدي المجلات الشهيرة أبقت علي بيتين من الشعر له كمدخل لملف الشعر لديها فترة من الزمن ..

ولايخفي عليك ان قصائد مثل هذا النوع حينما تكتب فهي قصائد صنعة ... لاتبحث بها عن صور الشعر وأخيلته ..

وأما قصائد من نوع راكب اللي ....فقد عفي عليها الزمن .. واعتقد ان الخلل ليس بها بل بشعراؤها .. والحديث هنا ذو شجون....

الشعر ليس حكرا" علي أحد ... بل يرحب بمبدعيه أين ومتي كانوا .... ويبقي بهم ... ويكبر بهم ..كما يكبروا به ..

فأن كتب أمرؤ القيس يمتدح فرسه دون غيرها .. فليس بالشئ المستغرب .. لكنه أراد لها التميز والسبق ... لتتبعها من هي علي شاكتها ...فهو اعتبرها جزء منه ان لم تكن كل ... وحري بالشعر ان يحتوي ذلك كما أراد له شاعره ..

ويبقي .. ( الشعرالحقيقي حي لايموت ) .. وهو الوصية والرسالة الخالدة ... صلاحيته لكل زمان ومكان ... يتحدث ويروي ويؤرخ ... حي .. نابض .. حيوي ... متجدد .. متطور .. هو الحياة بمعني الحياة ...لهذه البشرية...


كل الشكر والتقدير لحضورك وأضافتك الثرية الجميلة ....

دمت بطيب الحال ...

سلملي عليك ...

.

 

[محمد مهاوش الظفيري]

بصراحة موضوع شيق ومثير في نفس اللحظة

الإنسان البدوي انكب على السيارة ليس إعجابا بها , بقدر ما هي كانت تشكل له حالة خلاص من الناقة
سأعطيك مثال بسيط لبعض النساء في هذا المجال
روّح على الميز جالسني ... ورا الخواشيق بالطاقة
حس الدركتر يونسني ... لا يا بعد حنة الناقة


لنحاول فلسفة هذه الإشكالية , والتعامل معها من زاوية جدلية في الدرجة الأولى , وكما قال قايد " أسئلة ليست للإجابة "
لماذا لا يهرب الجمل " العربي " من السيارة " الغربية " ؟ . حتمًا لم نفكر بهذه النقطة
لماذا لا يكون هو بمثابة تحدي حضاري , يبرز أزمة الصراع بين الشرق والغرب , حتى لو كانت النتيجة الموت لأحد الطرفين : الجمل كرمز للشرق في الغالب , وفي بعض الأحيان قد يؤدي إلى تدمير السيارة ومن فيها
أسئلة كثيرة مشرعة للتفكير , وقابلة للاستغراق الفلسفي





تحياتي لك

 

[صالح مصلح الحربي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إبراهيم الشتوي

اعتقد أن الخذلان من الشاعر نفسه.. !!

الفكرة البسيطة / المفردة المستهلكة / الدلالة البسيطة / الرؤية السطحية ....الخ

إذا الشاعر محسوبا على الشعر والمتلقي يحاسب الشاعر كطرف ثابت في النص ،لذائقة تبحث عن ما يروي نهم تطلعاتها

و بما يمليه الحراك الثقافي ككل، حلقة متواصلة مع ما قبل وما بعد .

إذا العالم الخارجي ثابت كـ مادة والعالم الداخلي متحرك كــ معنى / ذات تعكس ما يمور في داخلاها ..


الودق صاحب الفكر المتقد ... صالح مصلح الحربي

حضورك حبور وتواجدك نور ..

شكرا لك ولتواجدك المشرق المغدق ..

تقديري يا لغالي .

مرحبتين أخي ابو عبدالله ...

الشعر / الشاعر ... كلاهما .. لايخذل الآخر .. مادامت تجمعهما روح مشتركة يتقاسما أنفاسها ... ويموسقا نهجها ...
لكن الخذلان يكن .. حينما يكتم أحدهما تلك الروح والمنهجية ...فكلما أمتد بهما المدي الرحب الواسع الأفق والرؤي ..
كلما تبلوت أبعاد جمالية ...وروح خلاقة...وكان الأقتناء / الأحتفاء ...

خالص محبتي لك ...