وأَخيْراً ..
قررتُ التحررَ مِنْ بَقَايَاكَ التِي أَغلَقْتُ عَليهَا صَدرِي بِإحكَام,
وَلفْظِها بِوَحْشَةٍ عَلَى أَوْراقٍ أَشدّ وَحشَةٍ لِرَحيلكَ الْمُدمِي كَ نَزف ..,
الْقَاهِر كَ جَبَروتِ رَجُلٍ أَبَى أَنْ يَعترِفَ بِلَحظَةٍ خَضَع فِيهَا لِامرَأةٍ ..,
,
بِأَيّ لفْظٍ أُخَاطبُك ؟!
َرجلِي الْسَابِقْ ؟! أَمْ حُلُمِي الْمُحَاصَر بِاليقَظَة ؟! أَمْ أَكْتفِي بِاسْمكَ ال كَثيْراً مَا أَخْطأتُه ؟!
أخطأتُه وَنَاديتُ بِه كُلَّ الْرِجالِ الْذينَ يَحمِلُونَ طُهرَ قَلبِك الذِي كُنتُ أَولَّ مَن هزَّ عَرشِه ,
وَلا فَخْرَ لِي بِذلك ..
فَقدْ كُنتُ لكَ كَدولةٍ لِتَارِيخ .. نَشَأتُ عَلى أَنْقاضِ حُبٍّ لَم يَكتَمِل .. تَكونْتُ ..
ثُمَّ تَداعيتُ كَأنْ لَمْ أَكُن ..!
اسْمُك ال نَادِيتُ بِه كُلَّ الرِجَال الذينَ تَفيْضُ أَعيُنهم بِدَمعٍ لَا يَجِدُونَ حَرَجاً فِي أَنْ تَكونَ مُكَفْكِفَته أُنثَى ,
أُولَئكَ الذِينَ يَجِدونَ فِي الْحُبِّ طُفُولَتِهم الْتِي بَاغَتَها الْكِبَر , فَيُلقُونَ بِرُؤوسِهِم فِيْ أَحْضَانِه .. يَتقلَبُونَ بَيْنَ كَفيهِ .. يَعْبَثُونَ بِأَشْيائِه ..
الْرِجالُ الْأَطْفَال .. كَ أَنْتَ حِينَ أُنَادِيك "طِفلِي الْكَبير" ..
الْرِجَال الْكهُول .. كَ أَنْتَ حِينَ أُنادِيكَ " أَبِي " ..
لَقَدْ خَذلْتَنِي أَشَدَّ مَا يَكُونَ مِنَ الْخُذْلَانِ .. وَتَرَكتنِي أَنْتَحِبُ عِندَ نَواصِي الْخَيبَة .. وَكَأنّما سَقطتُ سَهْواً مِنُ جَيبِك وَلمْ تُعِرْ سُقوطِي انْتِبَاهاً لِوجُودِ مَثيلاتٍ لِيْ يَمْلَأنَ شُقوقَ غِيابِي ..
أَسْقَطْتَ إِمْبرَاطُوريَّة الرِجَال فِي عَينِي .. فَلَمْ أَعُد أَرَاهُم إِلّا جُيُوشاً مِنَ الْعَابِرينَ عَلَى الْقُلُوبِ الْمَكلومَةِ , يَغزُونَها بِحنْكَة , يَتنكَّرُونَ بِرِدَاءِ الْمَلائكَةِ وَبَاطِنهُم إِيقَاعَات رَقْص الْشيَاطِين .. يَتسلّلونَ إِلَى قِلَاعِهَا فَيدكُّونَ حُصُونَها .., يُوقِظُونَ ضَوَاحِيهَا الْنَائِمَة .. يَغْتَالُونَ ابتِسَامَاتِ الْبَراءةِ عَلَى ثُغْرِ الْطُفُولةِ الْغَافِيةِ بِسلَام .. يَغتَصِبُونَ طُهْرَ الْعَذارَى .. مُنتَهكِينَ أَحْلَامهُن .. مُقْتَطِفِين زُهُورَ غَدِهِن بِأقْسَى مَا يَكُون مِنَ الْقَسْوَة ..
وَتَعْلَمُ أَنَّكَ أَجَدتَ كَسْرَ رُوحِي , وَلَيَّ عُنُقِ قَلْبِي .. حَتَّى لَمْ تُبْقِ لَكَ الْرُجُولَةِ إِلَّا مَلَامِحْهَا الْهَشَّة الْتِي يَتَسَاوَى فِيهَا كُلّ الْذُكُورِ ..
عَلَى أَيّ جُرْمٍ تُؤاخِذْنِي وَأَنْتَ رَجُلِ السِِلْمِِ الْذِي كَانَ نَبِيلاً ثُمَّ تَلَبَّسهُ شَيْطَانٌ بَرْبَرِيّ حَوَّلَهُ إِلَى غَوْغَائِي لَا يَعْرِفُ مِنَ الْحُبِّ إِلَّا اسْمه وَرَسْمه ..
يُمَارِسُ الْحُبَّ بِفَوضَويَّةٍ قَرِيبَةٍ مِنْ مَشَاعِرهِ الْمُتَخبِطَة بَيْنَ عَقْلِه الْذِي أَرَادَنِي وَقَلْبِه الذِي أَرْدَانِي ..
وِلِأَنِي أَسيرَةٌ تَحرَرَت حَديثاً مِنُ حُب .,
طِفْلَةٌ نَقِيَّة قَلْب ..
سَ أُسَامِحُك وَأَمْضِي .