خارج الحدود - رسالة الى صديق - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
ستقول لي: _ تعالي بما تبقى منك إليْ.. (الكاتـب : جنوبية - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 10 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 75153 - )           »          مُتنفس .. شِعري ! (الكاتـب : سعيد الموسى - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 785 - )           »          نفثات مقدسة من أنحاء اخرى .. (الكاتـب : محمد الجهني - مشاركات : 0 - )           »          فَــوَاق ! (الكاتـب : ماجد العيد - مشاركات : 14 - )           »          وصب ! (الكاتـب : تركي المعيني - مشاركات : 155 - )           »          هــايــكــو (الكاتـب : حسن زكريا اليوسف - آخر مشاركة : تركي المعيني - مشاركات : 299 - )           »          لاَ مِسَاس ... ! (الكاتـب : جليله ماجد - مشاركات : 509 - )           »          ارتداد (الكاتـب : ماجد العيد - مشاركات : 325 - )           »          جُمُوحُ العَاطِفة (الكاتـب : محمّد الوايلي - مشاركات : 1682 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد المقال

أبعاد المقال لِكُلّ مَقَالٍ مَقَامٌ وَ حِوَارْ .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-20-2009, 01:19 AM   #1
بتال الشريف
( شاعر وكاتب )

الصورة الرمزية بتال الشريف

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 15

بتال الشريف غير متواجد حاليا

افتراضي خارج الحدود - رسالة الى صديق







ياصديقي العزيز إنني أحس الآن بكثير من الألم وأشعر بالأسى والخوف من أعماقي ،
اشعر بالندم وأنا أناضل في كذب لكي احمي نفسي من أن أرى كل أعماقي وأعماق الآخرين الذين ساعدوني بطريقة وجودهم على أن اعكس أغوار رغباتي !

لقد وجدت نفسي فجأة في لحظة صفاء أشكر الله عليها ، وجدت نفسي أبحث عن قضايا مهملة في داخل نفسي وداخل زملاء العمل الحزانى الذين يضحكون في استرخاء ويتأوهون في نفاق ويبحثون عن جبيرة لكسورهم بين التوافه المادية . وبجانب عوامل التآمر على أمالنا من الآلام والأحلام والأوهام الضارة يوجد عامل خطير جداً يقوم بدور فعال في التخريب الداخلي في كيان قضيتنا الأمل ، وهذا العامل هو أنفسنا نحن الذين نعج بكثير من الجبن والخواء واللامبالاة والحساسية المرهفة كما لو كنا فعلاً أرواحا شفافة .

والمشكلة أننا لم نفهم المشكلة و لم نحاول جدياً أن نفرق بين قضية الأمل كمعترك حياة وبين أنفسنا كرغبات ، فنحن نعتقد أن القضية نحن ونحن القضية ، ونقصان شيء حاجياتنا هو نقصان شيء منا ، وتحرير الحبل المربوط على أيدينا بطريقة غامضة . مثلاً براحتي النفسية داخل سيارة تقيني الحر ، ودليل حسن النيات للمستقبل متعلق بضمان حقوقي أولا والآن .. ومبدأ " رحم الله امرئ عرف قدر نفسه " يبدو بأنه لم يخطر ببالنا .
وهذا عامل من عوامل عدم النضج الذي نعاني منه جميعاً . فأنا عندما أكتب رسالة أو مقالاً أو أقوم بأي عمل سلبي أو ايجابي بسيط تحتمه علي الحياة انتظر كلمات الثناء والإطراء وقطرات الخير وأتنحنح وانتفخ وأدور حول نفسي دون أن يشعر بي أحد ، ولم يشعر بي أحد لسبب بسيط وهو أن ذلك العمل الذي يبدو لي ضخماً ليس في واقعه إلا شيئاً طبيعياً وربما دون الطبيعي .
إننا نؤمن بطريقة غامضة أن نجاحنا وفشلنا في حياتنا يعتمد كلياً على الآخرين وعلى الحظ فيما يهيئه لنا من فرص .! ولكني بصراحة مع نفسي اعترف واعتقد أن الشخصية والعمل المجدي والكفاءة كفيلات بأن يحققن المعجزات في كل حقل اجتماعي أو سياسي أو مالي .
والكثير منا يقضي اغلب وقته في النواح على نفسه وسوء حظها وفي السخط على أولئك الذين يتهمهم بالوقوف ضده في الحياة .
والضعف والتكاسل وعدم الإيمان العميق وكل تلك العوامل الدخيلة تقوم بدور تجسيم الأمور أكثر من حقيقتها فتصل الأمور إلى درجة اعتقاد الواحد منا بأن هناك تآمر عليه في على المستوى العائلي و الوظيفي والقبلي أو ربما الوطني وانه أصبح مشكلة وفي حد ذاتها قضية ! ولو كنا صرحاء مع أنفسنا وفهمنا أعماقنا وماذا نريد لتبخر كل ذلك السخط وكل ذلك التمطط والاسترخاء الروحي ولوجد كل منا الطريق الذي هو فعلا ميسر له والذي بوسعه أن يمشي فيه إلى غاية معينة .

يقول جون كندي ( لا تسأل الحياة ماذا بوسعها أن تقدم من أجلك ولكن اسأل نفسك ماذا بوسعك أن تقدم من أجل الحياة ) والرجولة التي تتفجر من هذه العبارة وهذه الفلسفة العميقة نحن اشد ما نكون بحاجه إليها .
فالحياة الحزينة هي بأشد الحاجة اليوم إلى تلك الأيدي الناعمة ليخشنها الحديد والنار ولتجفف شمس التفاني المحرقة تلك البشرات الطرية فتصهر كل عوامل الميوعة والاسترخاء في النفوس وتوقظ في النفوس صوت الروح والمسئولية والرجولة .

لقد قال رسول الله صلى الله عليه آله وسلم : (( رحم الله امرئ عرف قدر نفسه ))، فهل عرفنا قدر أنفسنا أم أننا نخادع أنفسنا الضعيفة هل حاولنا أن نعرف قيمة وجودنا ودورها في مملكة الحياة ، أم أُصبنا بمرض الرحمة لنفوسنا لنهدهدها ميوعة ونندبها ضعفا .

إننا يا صديقي بحاجة إلى يقظة ضمير عميقة لكي نستأنف المسيرة في طريق الأمل نحو غدٍ مشرق سعيد ، بحاجة إلى أن نسمع صوت الله صوت الحق صوت الإنسانية والوعي .

من أنت يا صديقي ومن أنا ؟ مشردون تتحول آلامنا إلى دموع وليس إلى عنف ننتظر أن ينتهي اليوم لنستقبل غدا تافهاً يفيض بالترهل والسأم والشكوى والندب ونمشي كل شارع وزقاق ونعود مع كل ليل إلى الفراش بنفس مهزومة وعيون بلا تعبير ونتمطى كل يوم في هدوء وننام !

ماذا بوسعك يا صديقي أن تفعل ؟ هل تستطيع أن تحمل القلم ؟ احمله إذن بلا ضجة وأدّي دورك بشجاعة وإيمان . ألا تستطيع حمل القلم ؟ احمل السلاح إذن وقاتل من أجل كرامتك وإنسانيتك و وطنك واقتل كل عناصر الميوعة فيك . ألا تستطيع حمل السلاح ؟! كن مفيداً لنفسك بأي طريقة أو فدعها ولا تسألها الاستمرار في أداء واجبات البقاء والخلود . هل تستطيع أن تملأ فراغاً ؟ إذن املأه أو اصمت فالضجيج لا يخلف إلا الصداع . لتكن خياليا إن استطعت ، لتكن أنت ذلك الإنسان الذي خلقه الله من روح وجسد وشخصية لتمثل نفسك كما هي بلا نفاق ، لتعيش صريحاً مع نفسك ومع الحياة ومع قضية آمالك وأحلامك .

يا صديقي إن ذلك السرب الطويل ممن يوهمون أنفسهم بأنهم ضائعون وبوجوههم التي يحاولون بها كسب الرحمة لا يثيرون في نفسي غير الشعور بالغثيان والألم والحزن .

كم يشقيني يا صديقي أن الكثيرين منا هم أشبه بالبلهارسيا تنخر في جسد الإنسان والسعادة وتتغذى و تتغذى ولا شيء غير ذلك حتى تودي بنفسها والجسد الذي تنخره إلى الفناء .

كم أشعر بالغيض يا صديقي عندما أرى الوجوه المنافقة تبتسم وكأنها تبصق ، وتوزع عبارات التسلية والإرضاء هنا وهناك ، وتمسح على الرؤوس وتعتبر نفسها دبلوماسية ذكية وهي بذلك تنكر كرامتها ولا تشعر أبدا بأنها تمخر في مستنقع لزج – وان دورها لا يعدو وصمة عار وشقاء ليس لها فحسب وإنما لمن حولها ومن ينتمون إليها .

يا صديقي ماهو دورنا في معركة الحياة ؟ وأين هي معركتنا - معركتك أنت ومعركتي أنا - أنت وأنا ماذا يجب أن نفعل ؟
إن المعتقدات الخاطئة وأنت وأنا يا صديقي البائس الروح ، ننتفخ وننتفخ وندور حول أنفسنا كهوام نستلهم الماضي والعقد النفسية ، و نستقرأ الغيب ، وندخن سجائر فاخرة ، ونشرب الشاي في هدوء ، ونتحدث في حساسية ، ونبتسم في رقة ،ونجامل في نفاق كل ذلك ونحن في خمول عميق كأن ذلك سيستمر أبدا و كأننا سنموت غدا .

والآن بهدوء هل حاولنا أن نعد إعداداً فكرياً ! هل حاولنا أن نمثل دورنا وأن نكون قدوة لأنفسنا بصفتنا طبقة من المثقفين كما نزعم ؟ أبدا ، بل دورنا هو في أضيق الحدود نؤديه بتثاقل ومنية و نقضي أغلب أوقاتنا في التطلع إلى بعضنا البعض في نظرات موازنة وحساب دقيق متسائلين أي شيء حصل عليه ذلك ! ولم أحصل عليه ! وأي شيء طرق على موقفه مني ؟

لنخرج من طور الكائن المستهلك يا صديقي .. ولننظر إلى أعماقنا بصراحة . فأنا أعتقد أن عملية غسيل الضمير كفيلة بأن تعيد إلينا بهجة حياة الكفاح والرجولة ، وخطوة جديدة نحو النصر للإنسان وللضمير ولكرامة حقيقية هي لنا .

ليقود الله بيدك يا صديقي وبيدي نحو نور هداية أنفسنا من شر أنفسنا من ضمائرها الصدئة
ودمت للحياة إن كان فيك خير لها والله يرعاك .

 

التوقيع



،

لابد ما ياتي بدرب الغدر ضيّ
.......... لو حاولت كل الحيـاة ابتزازي


.


بتال الشريف غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 09-21-2009, 09:17 PM   #2
حسين العنسـي
( شاعر )

الصورة الرمزية حسين العنسـي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 17

حسين العنسـي غير متواجد حاليا

افتراضي


لله درك يابتال

كان السرد جميل جدا


مبارك عيدك وكل عام وانت بخير

دمت بود...

 

التوقيع

الرحال المهـــــاجر

حسين العنسـي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 09-24-2009, 05:52 PM   #3
حمد الرحيمي

كاتب

مؤسس

افتراضي




بتال الشريف ...



أهلاً بك ...




رسالةٌ موفقةٌ لصديقك سامية الهدف نبيلة المسعى راقية المقصد ...











همسة لك يا صديقي ...

رسالتك طويلةٌ جداً لا تحتملها نفسٌ مَلُوْلَة ...










بتال ...


شكراً لك ...

 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

حمد الرحيمي غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:44 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.