.
.
هي محاولة للتماهي مع بعض النصوص العظيمة
التي استوقتني .. بعيداً عن التفاصيل الفنية
قريباً .. جداً من الحالة .. " كما وصلت "
طفل البرد
.
.
حالة تشبه احتضان الأمان طمعاً في احتوائه .. أو تشبه الهروب نحو الخوف خوفاً منه .. أو تشبه غرق النهر في مصبه .. أو سقوط السماء على جناح عصفور .....
بعد لحظات من التردد .. " لن أمعن في النظر للحالة " قلتها وأعلم أني أبالغ في الصدق ... لدرجة الهذيان ...
سأعود من حيث ابتدأت روح القصيدة وانتهت تداعيات الوقت ... في نص يشبه القمر ( لا زمن محدد .. ولا مكان ينتفض ) .. أرواح تهيم لتنسج خيالاً للمحبة , فتتطاير أسراب الحمام .. صوبها ..
..
.
" حين كبر غريب الطيف شوق وسجد "
لا لون للأطياف .. هل معنى هذا أن الألوان أكثر ما نشاهده في واقعنا .. أم أن روحانية الموقف وما احتواه من اشتياق وشبق الحب " السجود " ... لا تناقض ..
سلاسة الدمعة في أحداق رضيع مؤثرة جداً .. لحد الذهول أمامها .. وإجلالها ..
..
حين كبر غريب الطيف شوق وسجد
..... شفت طفلٍ بحضن الغيم يحضن مداه
شفت طفلٍ تلاعب في حجار البرد
..... والنجوم القريبه منه تلعب معاه
هنا نعيد تريب مفهومنا .. لذواتنا .. بعيد عن الإحساس في الخارج .. لا زمن ولا مكان .. ولا أشياء ... فقط روح .. هي الأصل لن تموت " خالدة " ..
وصلت لهذه القناعة وأنا أتابع عصفور من على النافذة .. باتجاه السماء حلق واختفى ..
لن أفسد الصورة .. سأتابع من جديد ...
شفت طفل ٍ تلاعـب فـي حجـار البـرد
..... والنجـوم القريبـه منّـه تلـعـب مـعـاه
ان رمى الأرض يرمن وان تمادن زهد
..... لين تركد سماهـن ثـم يرمـي حصـاه
.
.
خلف حد الزمان وخلـف سـور الجهـد
..... لاع صمت النجـوم ولا شكـن مـن جفـاه
راضيـات بغـروره لـو خـذاهـن كـمـد
..... خوف يطفي سناهن حيـن يمطـر بكـاه
خارج السياق : لست أدري لمَ نظرت لخط الأفق بعد " سور الجهد " ..
لا توجد نكهة أجمل من الرطب المختلط بعرق القِطاف ... " أنت تحب ... إذن أنت مخلوق من خوف " قالها عاشق ذات حب .. ومضى
..
طفل مـن روح / أو هـو روح تـدرا جسـد
..... طفل من بوح / أوهـو : بـوح يقـرا سـواه
هل خلقت الأطياف من قلب طفل أم العكس ..
نصفه الأول .. حلم طفل دخلت أسواره , نصفه الثاني شيء يشبه البكاء
..
عـن سرابـه لمحـت الغيـم الأزرق عقـد
..... حلـف: بيـن الرحيـل بغيبتـه والنجـاه
وفـكتابه لمحتـه ومـض خلـد ٍ جحـد
..... منبعـه واستمـال اطـلال قبـر وحـيـاه !
كثيراً ما تسمو الأشياء إذا فقدت معانيها ... فالغياب إن تعرى من الحزن أمسى سعادة .. والليل إن تجرد من الأرق أضحى جنة .. حتى الحزن إن فقد نفسه سيصبح لذة نمارسها .. وحدنا ..
..
مكتفي وان تعثـر فـي سكونـه صعـد
..... للسّنـا وان تذمـر مـس نجـم وطـواه
تُرى هل يعلم الشجر أن ظله أسود ؟ .. ربما .. لكن مالا يعلمه أن العابر يحب ظله أكثر من حبه له " الشجر " .. وهناك تهطل المحبة على وجه الغافي بين الموت والمدينة ... هل قلت الموت !! .. عفواً قصدت .. النسيان ..
..
وان سمع بنت غيمـه تندهـه : ياولـد
..... عـد لحضنـي , تجاهـل صوتهـا ماخـذاه
الرغبة تشبه إلى حد ما .. فرس بيد شجاع .. يمتطيها نحو العزة .. وتحمله نحو الطاعة
هي .. ستصل .. . أما هو .. فقد يموت ذليلاً .. ربما كان من الأسلم أن يغزو ... راجلاً ..
..
غـارق ٍ فـي بحـور ٍ موجـهـا يحتـشـد
..... عن ثمانين غي وألف نور وصلاه
يزرع بتربة امسـه مـن حنينـه وعـد
..... يقطف بكـف حدسـه مـن سنينـه صبـاه
ياخـذ الليـل : حفنـة ثــم ينـثـر بـلـد
..... وان لمح عتـم غربـه مـد ضـي ومحـاه
كل ما هنالك .. بياض .. إذا سلمنا أن الأبيض لون وأن الفراغ لا لون له .. قيل على لسان أحد العشاق .. " تكتسب الأشياء قيمة أكثر غنىً .. عندما نحب " ... ونتذكر
..
طفـل لاهـي يتـيـم ولا بحلـمـه جـلـد
..... طفل ساهي وانا أجهل ليه جرحـي نسـاه
ماادري الارض: تبعـد والنـدم: يبتعـد؟
..... أو هـو العتـق يولـد عنـد بـاب الإ لَــه
الفرق بين البراءة وغيرها ... خيط من نور .. مضيء من جانب واحد .. وبنفس الاتجاه .. يملءُ الدنيا .. مغفرة .. لينقلب الكون .. مسروراً ..
.
.
حين كبـر غريـب الطيـف شـوق وسجـد
..... شفت طفـل ٍ بحضـن الغيـم يحضـن مـداه
شفـت طفـل ٍ مـلا الدنيـا هديـل وبــرد
..... لين ضمت كفوف الأرض شرفـة سمـاه !!
اختصار السعادة " هديل وبرد " .. صوت واحساس .. الخارج من الروح .. والداخل إليها ..
هي كل ما هنالك .. هي كل ما في الوجود ..
.
.
شكراً تركي حمدان