حينَ كنَّا معاً ولاشيءَ يفصِلُنَا عن بعضنَا كنَّا ندسُ رسائِلَ صغيرة فِي حقيبةِ كلٍ منَّا ..
أحاديثنَا الورقية .. مواقفنِا المضحكة .. اختناقاتنَا .. وكلمَة أحبك ..!
لا أزالُ أذكر كلَ كلمة من رسائلك وقد حفظهَا قلبِي منْ تلفِ ذاكرةِ الزمَان ..
الآن ! ..
نحنُ متباعدون والتباعد بينَ أرواحنَا يفوقُ الذِي بينَ جسدينَا كذلك الذِي بينَ القطبين وفي كل مرةٍ
أرسلُ لكَ أبحثُ فِي حقيبتِي ولا أجدُ شيئاً ..!
حينَ احتجتُ رسائلكَ بشدة لم تكن مدسوسةً فِي جيوبِ معطفِي ..
يبدو أن رسائلِي لم تعد تصل لقلبِك ..
ويبدو أنَّ كلمةَ ( أحبُك ) أصبحت معتادةً لديك ويبدو أنَّ عدم المرور بِي لاينقصُ
من يومكَ شيئاً ..!
أحاديثنَا بلا معنَى ولازلتَ لا تعِي كم تؤلِمُنِي حينَ لا تؤمنُ بِي .. أنتَ لم تقلهَا صراحةً إلا أنَّك
لا تؤمنُ بالذِي بيننَا .. تراهُ حقيقةً فِي هذَا الكون ولكن ليسَ في حياتِك .. وأنَا أنظرُ لعينيك
وبداخلِي أدمعُ مختنِقَة ! ..
أصبحُوا أقربَ إليكَ منِّي حتَى أدناهم بك معرفةً أقربُ إليكَ منِي وأنَا دوماً آخر من تعلم
أو بالأصح التي لا تعلمُ شيئاً !..
أرجوك لا تسألنِي بعد اليوم فـَ أنَا لم أعد أتحدث منذُ زمنٍ طويل !
* يوماً ما ستصعدُ روحِي إلى بارئهَا ولن أتمكنَ من إعادتهَا إليكَ كما أفعلُ فِي كل مرة وسيكونُ كل شيء قد انتهَى ..
ذاتَ يوم قبل ثلاث سنوات من الآن ملكتنِي وفِي كل يوم تلقِي بشيءٍ منِي من بينِ يديك على قارعةِ الطريق ..
الجرحُ من قِبَلِكَ لم يعد دامياً و ربمَا لم يعد جرحاً هوَ كتلٌ منَ الفجواتِ التِي تتفاقم كلَ يوم ..
والذِي بيني وبينكَ لم يعد يحملُ هويةً أو معنَى هو شيءٌ عابِر وأنَا لم أعد سوَى ناصية تقف عندَها لتلقِي السَلام وفِي النهاية كُلنَا راحِلونْ !..
رسالةٌ لن تَصِلك : عذراً لأنِّي كلَّ يوم أبتَعِدُ أكثَر ..
الخميس 22/ 5/ 1431
9:50 صباحاً