سَلِمَ الْهُمَامُ وَخَابَتِ الأَحْقَادُ
وَسَمَا بِلَحْنِ الصَّامِدِ الإِنْشَادُ
وَسَلِمْتَ يَا وَطَنِيْ وَدُمْتَ مَنَارَةً
أَرْسَى دَعَائِمَ عِزِّهَا رُوَّادُ
وَطَنَ البْسَالَةِ وَالشَّمُوْخِ تَحَيَّةً
مِنْ قَلْبِ قَافِيَةٍ أَتَتْ تَنْقَادُ
لِلشِّعْرِ مَوْقِفُ عِزَّةٍ وَشَجَاعَةٍ
وَالْحَرْفُ فِيْ فِكْرِ الصُّمُوْدِ زِنَادُ
أَسْلُوْ بِتَرْتِيْبِ البْهَاءِ تَلَذُّذاً
وَالشِّعْرُ عِنْدِيْ حِرْفَةٌ وَجِهَادُ
وَطَنِيْ أَتَيْتُكَ شَاعِراً يَأْبَى الْجَفَا
قَدْ سُطِّرَتْ فِيْ حُبِّكَ الأَوْرَادُ
اللهُ يَحْفَظُ أُمَةًّ هِيَ قَائِدٌ
لِلدِّيْنِ وَالنَّصْرُ الْعَظِيْمُ مُرَادُ
مَلِكَ الْعُرُوْبَةِ زَادَكَ الْمَوْلَى هُدَىً
يَا عَاهِلاً قَدْ أَمَّهُ الْقُوَّادُ
يَا جَامِعاً شَمْلَ الْبِلادِ مَحَبَّةً
حَتّى جَنَتْ خَيْرَ الْكِفَاحِ بِلادُ
يَا خَادِمَ الْحَرَمَيْنِ يَا بَطَلاً مَضَى
يَبْنِي الصُّرُوْحَ وَقَصْدُهُ الإِسْعَادُ
حِكَمٌ وَآرَاءٌ وَأَفْعَالٌ حَكَتْ
بَذَلاً هَوَتْ مِنْ دُوْنِهِ الأَصْفَادُ
قِيَمٌ وَمَوْرُوْثٌ وَسَطْوَةُ مَنْطِقٍ
وَتَفَاؤُلٌ وَتَأَمُّلٌ وَحِيَادُ
وَتَعَهُّدٌ وَتَجَدُّدٌ وَتَفَرُّدٌ
وَتَسَيُّدٌ فَلْتَنْطُقِ الأَمْجَادُ
دُمْ رَمْزَ إِصْلاحٍ وَسَيْفَ حَقِيْقَةٍ
دُمْ رَائِداً أَحْلامُهُ تَزْدَادُ
وَوَلِيُّ عَهْدِكَ نَاصِرٌ وَمُؤَازِرٌ
شَهْمٌ كَرِيْمٌ نَاصِحٌ وَجَوَادُ
هُوَ لِلْفَضِيْلَةِ وَالْيَقِيْنِ رَكِيْزَةٌ
وَلِدَوْلَةِ الْعِزِّ الْمَدِيْدِ عِمَادُ
قَدْ نَالَ مَنْزِلَةً وَسَادَ مُؤَيَّداً
وَسَمَتْ بِنُوْرِ سُمُوِّهِ الأَبْعَادُ
هُوَ هَيِّنٌ حِيْنَ الرِّضَا مُتَسَامِحٌ
هُوَ ثَوْرَةٌ حِيْنَ اللَّظَى وَعِنَادُ
وَالنَّائِبُ الثَّانِيْ حِصْنٌ مَانِعٌ
دِرْعُ الْهُدَى مَا صَدَّهُ الإِفْسَادُ
رَجُلُ الْمَوَاقِفِ وَالْمَوَاقِفُ شَاهِدٌ
وَالرُّوْحُ ضِدَّ الْحَاقِدِيْنَ عَتَادُ
يَحْمِيْ الْحُدُوْدَ وَيَمْتَطِيْ بِكَفَاءَةٍ
غَيْمَ التَّبَاهِيْ مُهْلِكاً مَنْ كَادُوْا
قَدْ حَارَبَ الْحَمْقَى وَقَيَّدَ فِكْرَهُمْ
مَا حَدَّهُ دُوْنَ الْمُنَى أَوْغَادُ
مُسْتَيْقِنٌ بِاللهِ يَسْعَى وَاثِقاً
هُوَ مِدْرِكٌ مَا يُضْمِرُ الْحُسَّادُ
لِلْخَصْمِ عِنْدَ الْمُخْلِصِيْنَ هَدِيَّةٌ
دَيْنٌ وَضَرْبُ النَّاقِمِيْنَ سَدَادُ
يَا سَيِّدِيْ دُمْ ذَا قَرَارٍ حَاسِمٍ
مِنْ عِشْقِ مِمْلَكَةِ الإِبَا وَرَّادُ
دُمْ رَافِعاً رَايَاتِ عِشْقِكَ لِلْعُلا
دُمْ لِلْعِدَى حِيْنَ الْعِدَا جَلاّدُ
زَمْجِرْ بِحُبِّكَ لِلْبِلادِ وَهَامِساً
إنّ الفَخَارَ بِفِعْلِكُم رَعَّادُ
لا تُشْغِلَنَّكَ مَوْطِنِيْ أَهْوَاؤُهُمْ
لا تَبْتَئِسْ إِنْ يَنْهَقِ النُّقَادُ
يَا مَوْطِنِيْ زَمَنُ الْجُمُوْدِ مُلَوَّثٌ
قَدْ عَمَّتِ الأَشْبَاهُ وَالأَضْدَادُ
أَعْلِنْ بَرَاءَتَكَ الْمُشَادَةَ عِفَّةً
إِنَّ السُّمُوَّ لِعَاشِقِيْكَ حَصَادُ
إِنَّ الْعُقُوْلَ إِذَا تَعَاظَمَ هَمُّهَا
تَعِبَتْ بِحَمْلِ طُمُوْحِهَا الأَجْسَادُ
وَمَنِ اسْتَقَامَ بِهَدْيِهِ وَبِحُكْمِهِ
سَيَضِيْقُ مِنْ إِيْمَانِهِ الأَنْكَادُ
أَ حَفِيْدَ مَنْ جَمَعَ الشَّتَاتَ بِصَبْرِهِ
وَجَمِيْعُنَا شِبْلَ الْهُدَى أَحْفَادُ
قَدْ صَانَكَ الْمَوْلَى وَأَبْطَلَ كَيْدَهُمْ
مَنْ بِالضّلالَ وَلِلْفَسَادِ تَنَادَوْا
دَعْهُمْ فَأَوْهَامُ الْعِدَى مَخْذُوْلَةٌ
وَمَصِيْرُ بَذْلِ الْخَائِبِيْنَ كَسَادُ
مَاتَتْ أَمَانِيْهِمْ وَأُزْهِقَ حَظُّهُمْ
قَدْ ذُرَّ مِنْ فَوْقِ الْكِلابِ رَمَادُ
تَبَّتَ يَدَا مَنْ قَادَهُمْ وَأَعَانَهُمْ
لَيْلُ الْعِدَى وَطَنَ الشُّمُوْخِ حِدَادُ
أَقْبِحْ بِفِعْلِ الْمُشْغَلِيْنَ بِغَيِّهِمْ
أَنْعِمْ بِمَنْ دُوْنَ الْحِمَى قَدْ ذَادُوْا
بِالْمَالِ بِالرُّوْحِ الْعَزِيْزَةِ رِفْعَةً
وَالْخَصْمُ خَصْمُ الطَّامِحِيْنَ جَمَادُ
أَخْبَارُهُمْ مَلْغُوْمَةٌ مَكْذُوْبَةٌ
قَدْ غَابَهَا الإِنْصَافُ وَالإِسْنَادُ
أَ مُحَمَّدُ اسْمَعْ صَوْتَ حُبِّكَ مُلْهِماً
حَرْفَ الْقَصِيْدَةِ وَالْغَرَامُ مِدَادُ
لَمْ نُخْضِعِ الْقَلْبَ السَّلِيْمَ لِلَهْوِنَا
لَكِنَّنَا حَيْنَ الْفِدَاءِ نُقَادُ
لا لَمْ تَكُنْ يَا سَيِّدِيْ إِلاّ رَدَىً
لِلْعَابِثِيْنَ إِذَا بَقُوْا أَوْ عَادُوْا
نَحْنُ الأُبَاةُ الطَّامِحُوْنَ وَسَادَةٌ
للهِ رَبِّ الْعَالَمِيْنَ عِبَادُ
مُتَعَاضِدُوْنَ يَقِيْنُنَا هُوَ نُوْرُنَا
وَجَمِيْعُنَا لِلْمَكْرُمَاتِ وِدَادُ
وَطَنِيْ مُكَافَأَةُ الإِلَهِ نَصُوْنُهُ
مَا شَابَ مِنْهَاجَ الْهُدَى إِلْحَادُ
أَبْنَاؤُهُ آلاؤُهُ وَنُجُوْمُهُ
سَدُّوْا فَضَاءَاتِ الْخُلُوْدِ وَسَادُوْا
قَدْ قَادَهُ لِلأُمْنِيَاتِ رِجَالُهُ
رَسَمُوْا فُصُوْلَ الْمُسْتَحِيْلِ وَشَادُوْا
وَخُصُوْمُهُ قَبْلَ الأَحِبَّةِ أَنْصَفُوْا
أَفْعَالَ مَنْ خَطَفُوْا الْعُلا وَأَشَادُوْْا
شَقُّوْا طَرِيْقَ الأُمْنِيَاتِ بِهِمَّةٍ
وَاسْتَأْسَدُوْا حِيْنَ الْوَغَى وَأَجَادُوْا
صَدَّ الْخُصُوْمِ وَأَمَّنُوْا أَوْطَانَنَا
مَا عَاقَ دَفْعَ خُصُوْمِنَا إِجْهَادُ
دُمْ قِبْلَةً لِلْمُسْلِمِيْنَ وَدَوْحَةً
لأَمَانِنَا وَلْيَنْعَمِ الْقُصَّادُ
عضو هيئة التدريس بجامعة الحدود الشمالية
عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية (عضو عامل)