العلم والعمل ..! - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
تبّت يدين البُعد (الكاتـب : عبدالله العتيبي - مشاركات : 14 - )           »          [ رَسَائِل أُخَوِيّة ] : (الكاتـب : خالد صالح الحربي - مشاركات : 41 - )           »          [ #مَعْرِضٌ وَ تَعْلِيْقٌ ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : خالد صالح الحربي - مشاركات : 8213 - )           »          ارتداد (الكاتـب : ماجد العيد - مشاركات : 324 - )           »          العيد والغياب!!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - مشاركات : 6 - )           »          غُربة .. (الكاتـب : نوف مطير - مشاركات : 13 - )           »          الهبوب الصلف (الكاتـب : عادل الدوسري - مشاركات : 0 - )           »          فلسفة قلم .. بأقلامكم (الكاتـب : سيرين - مشاركات : 3847 - )           »          صالون النثر الأدبي 3 (الربيع ) (الكاتـب : نادرة عبدالحي - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 66 - )           »          مَا لَمْ أقله لكـ (الكاتـب : محمد سلمان البلوي - آخر مشاركة : صالح العرجان - مشاركات : 1977 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد المقال

أبعاد المقال لِكُلّ مَقَالٍ مَقَامٌ وَ حِوَارْ .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-23-2010, 08:39 PM   #1
صالح الشملاني
( إنسان )

افتراضي العلم والعمل ..!


[ العلم و العمل ]

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة




[ العلم و العمل ]

في بعض الأحيان قد يكون الصمت أفضل وسيله لتعبير عن مشاهدتك للأشياء التي تحرك سكون حواسك الخمس !! فأمام هذه الصورة الحالكة بأشد أنواع مقصلة إنتكاصات الحياة لطفل لم يعرف في مثل هذا العمر سوى ارتئاء الصعداء.!!
صوره تهرب من عظمتها أبجديتي ويتلعثم حرفي وألتزم الصمت !! ولكني مصر على الكتابه حتى لو جفت اقلامي فالدم المعتق بالاحساس الانساني هو الحبر البديل والأصدق على الإطلاق .!!

هذه الصوره التي حركت فيني اشياء وأشياء واستفزت قريحتي واستثارت ثائرتي جلبتها من احد الأفنيه الثقافيه .. صوره لـ/ طفلة سورية تبلغ من العمر 7 سنوات ،تبيع الحلوى وبعض البسكويت في لوحه وضعتها على قفص صغير ومتهالك جداً أستوقفت العابرين على اركاح الطرقات والأرصفه ، جلستها بهكذا منظر تفطر القلوب الرحيمه وتجعلها تئن وتضع انفسها بنفس الموقف .!

( يروي مصورها وسيم خير بيك 27 عاماً، إنها رفضت نهائياً أن تسمح له بتصويرها وتغطي وجهها بي يدها الصغيره عندما يريد التقاط صوره لها واضطر إلى الابتعاد عنها وأخذ الصورة في غفلة منها بالزوم من مسافة 30 متراً ، فهي بوضوح ليست صورة مفتعلة أو مخرجة ).!

وزعت وكالة الأنباء السورية هذه الصورة تحت عنوان « العلم والعمل »، ونالت بها جائزة اتحاد وكالات الأنباء العربية حصلت على افضل صوره في العالم العربي لعام 2007 م أستفزت الملايين وأبكت اصحاب القلوب الرحيمه، ويقال ان الاتحاد العربي اطلق علي الصورة اسم ( العلم والعمل ) ويقال ان وسيم خير المصور أطلق عليها اسم " صورة التحدي "فعلاً صوره حقيقيه تتكلم وتتنفس الصدق والكفاح والتحدي والجهد وقوة الأيمان ! عايشت احساس هذه الطفله الفقيره وأحسست بالألام ولفحات البرد الشديده ،نظرت الى القفص القديم المتهالك في دهشةً !! تخيلت ان بي داخله عصفور مكسور الجناح يرفرف للحياه بكلتا جناحيه .!! و في جوفه صرخه في أذن الزمن ، وبين أحضان الطفله كتاب يحمل مركب نجآة من الفقر والضيم والآسى !! .

إن العمل هو الغاية المقصودة من العلم و المثل الأعلى لطلابه، و العلم مهما بلغ فضله ليس إلا وسيلة للعمل، ولا يكون له من الثمرة إلا بقدر ما يعمل به، و العلم بلا عمل كشجرة بلا ثمر !

وأن الله أمر بالعلم:
وقال تعالى: **فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ}. ( وقال يحيى بن أبي كثير : " العلم يهتف بالعمل فإن أجابه حلّ و إلا ارتحل . ")
وقال رجل لرجل يستكثر من العلم و لا يعمل : "يا هذا إذا أفنيت عمرك في جمع السلاح فمتى تقاتل ؟ "


خروج

يقول صديقي وشاعري الجميل خالد العزاب في احد الأبيات .!

العلم غاية والوسيلة تبي قرش
..............وأنا بغيت العلم والجيب خالي .!!

دخول


ذكرتني هذه الأبيات عندما كنت في الصف السادس ابتدائي .. كان أحد الطلاب اسمه احمد في نفس الفصل الذي كنت ادرس به كان يأتي من قرية تبعد عن مدرستنا تقريباً 30 كم ، طبعاً الطالب احمد من عائله فقيرة لايملكون سواء سيارة واحده ولا يوجد لديهم أي دخل شهري سواء بعض من الأغنام القليلة فكان والده يجبره على البقاء عند الأغنام أفضل له من المدرسة ، ولكن الطالب مصر على الدراسة مع معاناته في الو صول إليها،
بعض الأحيان يأتي مع احد جيرانه وبعض الأحيان يأتي مع سيارة توصيل الخبز إلى محطة قريتهم الصغيرة وأحياناً يتغيب لـ عدم حصوله على وسيلة نقل إلى المدرسة ومع الأسف كان المرشد الطلابي قاسي جداً معه لايستقبل منه أية عذر !! بل يهدده في الفصل والاستبعاد إذا تكرر غيابه وتأخيراته وفي يوم من الأيام ولن أنساه خرج الطالب من المدرسة الظهر ولم يذهب إلى منزله بل ذهب إلى أقرب مسجد في الحارة
وفرش حقيبته المتهالكة الرَّثّاءْ من جراء الفقر والقلة، ونام حتى يريح أعصابه إلى حين يوقضه المؤذن وقت صلاة العصر ...
فالذي اجبره في البقاء بالمسجد اختبار لـ مادة الرياضيات أصر على المذاكرة الواعية بدلاً له من الذهاب إلى القرية ! حتى يبقى إلى اليوم الثاني ويذهب إلى مدرسته عندما تشرع أبوابها في الصباح الباكر ولاكنه يصافح هذا الصباح الجميل ويداعب نسيمه العليل بالفقر والآلام واشد انواع البؤس ، يتحامل بخطاه المليئة بالإرهاق والإزهاق أمام صفوف الطابور بالوقوف في المقدمة يحاول يستر بقايا ما تبقى من ملامح غربته وشحوب وجهه الملفت للنظر دائمً ..!
يفرح عندما ينصرف الطلاب إلى الفصول ويشتد حزنه عندما يصدح الجرس في صوته منادي للفسحة ونحن العكس !! نعشق هذا الصوت الرنان المنادي من أقصى شمال الطيش للعبث واللهو !! لـ انه لا يقطع حديث المعلم مهما كان سواء الجرس ! لـ ذلك نحبه وهو لا يشتهيه وعندما تطير أسراب الطيور من غصن الفصل إلى مقصف المدرسة يضل كـ/عصفور مكسور الجناح يرفرف في جناحه وسط الزحام !!
يقضي هذه الفسحة في الفصل وهو يلملم شتات الطباشير يحاول يرسم لـ حلمه أمل !! بطبشورةٍ داكنة السواد على سبورة الحياة ! ويرجع بلا جدوى يمسح أحلامه !

وبعد مرور سنه ولازال على قيد الحياة .. انتقلنا إلى مرحلة المتوسطة التي مقرها على شارع تجاري .. وحصل أحمد على أفضل درجة امتياز على مستوى المنطقة في المرحلة الابتدائية.. فقد رافقه إلى هذه المرحلة الجديدة حقيبته الممزقة وشماغه الباهت من ألوان الفقر والجوع ! فواصل مشاوره إلى الصف الأول متوسط شجاعً لايهاب الظروف و فجئةً خطر على باله فكرة العمل .!! وكان أول عمل له في كابينة مكالمات هاتفيه في جوار المدرسة فعزم أن يعمل بها
فترة الراحة فعندما يخرج من المدرسة يذهب إلى الكابينة يبدءا دوامه الرسمي من الساعة 2 ظهراً حتى 10 مساءً وبعد العاشرة يذهب لنوم في أي زاويةً تحتويه !!
ومن المواقف التي ذكرتني بأحمد عندما شاهدت هذه الصورة للطفلة السورية أذكر أنني شاهدته في الكبينة يحاسب الزبائن وفي يده الكتاب فتوقفت في صمت
وسألت نفسي هل سوف ينجح هذا المشتق !!
يحمل في يده اليمني النقود وفي يده الأخرى الكتاب في آن واحد
وكان لايذهب إلى قريته إلا يوم الجمعة يكون ليس لديه دوام في الكابينة، وأما بقيت الأيام يعيش قسوتها مابين المدرسة والكابينة والمسجد ، ومرت سنه كذلك وهو على هذا الموال الحزين وافترقنا في الصف الثاني متوسط لـ أنني رسبت وانتقلت إلى مدرسه أخرى وبعد فتره
انتقلت أنا إلى مدينة الرياض وانقطعت حبال وصال أحمد في معمعة هذه الدنيا ودارة دوامة الحياة القاسية وبعد سبع سنوات التقيت به في الصدفة في صالة انتظار مكتب الخطوط الجوية في القصيم فانبهرت من بسمته المليئة بالصدق والوفاء وحرارة ترحيبه بي وأنا لم أنسى هذا الشخص لي انه ناسخ في ذاكرتي
وبدون مقدمات سألته كيفك طمني عنك وعن الكابينة والكتاب والمسجد والقرية !!
فبتسم وقال هذه كانت مركب نجاة لي يا صالح ألا تعلم أنها كانت وسيلة التحليق بي من وسط الزحام إلى جامعة الملك سعود و أبشرك باقي سنه على التخرج عسى الله يكتب لنا الخير !
فودعته وذهبت لأقتص تذكرة الغياب ! وبعد ثلاث سنوات بلغني أحد أصدقاء الطفولة انه تخرج مدرس ويدرس في أحد القرى التابعة ل مدينته
وبعد تسع شهور تم نقله إلى المدينة والعجب انه تعين في المدرسة المتوسطة التي بـ جوار الكابينة !! ولكن احمد لم يجد الكابينة السابقة
والمدهش أن صاحب الكابينة فتح الله على عقله ! وحولها إلى مكتبة قرطاسيه
لكي تخدم الناس والطلاب لأنها قريبه من المدرسة ،يا ترى هل صاحبها يعلم أنها قبل سنوات جمعت العلم والعمل قبل أن تصبح مكتبه ؟
ولكن هذا الطالب المجتهد الدءوب لم يفارق عشقه لهذا المكان التاريخي فقد أجّْرَ شقةً فوق المكتبة للسكن ، و يا كم يستوقفني هذا المكان التاريخي وعندي يقين أن هذه المدرسة والكابينة السابقة يحبون هذا الطالب كثيراً لأنه جسد أجمل أنواع الأمل والطموح في ظل العصف المدوي للحياة ..!!



وفي الختام دليل على ارتباط العمل الصالح بالتقوى:

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَه ُف َقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}
وقال تعالى:: وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ}.





صالح الشملاني

 

التوقيع

/
وتكبر فيني الغربة وما تعرفني ... بلادي !

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

صالح الشملاني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 09-24-2010, 09:38 PM   #2
مي العتيبي
( كاتبة )

الصورة الرمزية مي العتيبي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 236

مي العتيبي لديها سمعة وراء السمعةمي العتيبي لديها سمعة وراء السمعةمي العتيبي لديها سمعة وراء السمعةمي العتيبي لديها سمعة وراء السمعةمي العتيبي لديها سمعة وراء السمعةمي العتيبي لديها سمعة وراء السمعةمي العتيبي لديها سمعة وراء السمعةمي العتيبي لديها سمعة وراء السمعةمي العتيبي لديها سمعة وراء السمعةمي العتيبي لديها سمعة وراء السمعةمي العتيبي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


كثيرة هي قصص الكفاح التي وفت لتاريخ اصحابها جدا ً
شكرا ً لك صالح على هذه المقالة القصه ..
واهلا ً بك ..

 

التوقيع

اشرعة ٌ .. وسفينه !!

مي العتيبي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 09-26-2010, 07:47 PM   #3
صالح الشملاني
( إنسان )

الصورة الرمزية صالح الشملاني

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 15

صالح الشملاني غير متواجد حاليا

افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مي العتيبي مشاهدة المشاركة
كثيرة هي قصص الكفاح التي وفت لتاريخ اصحابها جدا ً

شكرا ً لك صالح على هذه المقالة القصه ..

واهلا ً بك ..


وقليله الأقلام الجميله والأفكار الواعيه كآانتي يامي !
حضورك كالصبآح الجميل بي اشراقته

وافيه ولتاريخ انتي يآمي

ومحبتي واعتزازي بكم وبي هذا الهرم الأدبي ابعاد الأدب




 

التوقيع

/
وتكبر فيني الغربة وما تعرفني ... بلادي !

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

صالح الشملاني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 09-29-2010, 09:12 AM   #4
سالم عايش
( كاتب )

الصورة الرمزية سالم عايش

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 18

سالم عايش غير متواجد حاليا

افتراضي


اقتباس:
صوره تهرب من عظمتها أبجديتي ويتلعثم حرفي وألتزم الصمت !!
صالح أهلاً بك وموضوعك جميل وقصص النجاح كثيرة وجميلة ومارويت أنت جميل أيضاً.


ومن زاوية أخرى فالصور كثيرة التي أرشحها كي تأخذ جائزة نوبل في البؤس وحقيقية، في عاصمتنا الحبيبة الرياض بلد التجار وناطحات السحاب والمركز

الرئيسي لأكبر المصارف في المنطقة ،فهنالك صورة لبيت في حي العود نصفه مبني والنصف الآخر مهدم وتم تعويض ما تهدم بخيمة كي تأوي بعض

الأطفال ولك أن تتخيل حالهم في فصل الشتاء أو في الحر!!

والصورة الثانية لرجل خمسيني سعودي يقل أطفاله في سيارته القديمة ويبدأون بتجميع قطع الحديد من ما تبقى من البنايات والسيارات القديمة

وحاويات الزبالة كي يبيعوه بالوزن للحصول على لقمة العيش!!

والصورة الثالثة والرابعة والمائة أهديها للصندوق الخيري الوطني الذي أنشأ بهدف مكافحة الفقر !!!

موضوعك جميل يا صالح وسامحني لخروجي عن أصل وهدف الموضوع ولكن هذه ميزة المواضيع الجميلة تساعدك على التنفس في كل الاتجاهات.. تحيتي،،،

 

التوقيع

تجارتي أن أقول ما أعتقد .. فولتير
لمتابعتي على تويتر : salem_ayesh


التعديل الأخير تم بواسطة سالم عايش ; 09-29-2010 الساعة 09:15 AM.

سالم عايش غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:21 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.