مقاطع من جسد !

[صالح الشملاني]

لشعر ... والشعر فقط !

 

[صالح الشملاني]

مقاطع من جسد !







سألت نفسي قلت لي:
مين الجسد؟
واذكرني قلت السجن
لكن صرخ بي داخلي :
لو كنت مسجون بجسد
ما حاصروك بسجن !
***
قالت – وفاحت شمس - :
صدق الجسد من طين ؟
قلت : وبذرت بوجنتك قبلة
رغم انها بالغصب
اليوم صارت وردتين
قالت : احب الله
طيني عنيد وخصب
***
اذكر قبل عامين او اكثر قليل
لا والله آقل بليالي وافره
وطى مهر جثة ليل
لا ما كبا

لكن تنجّس حافره
في حينها شفت الجسد
يكفر بدين الثايرين
لا صارت ارواح الاوادم كافره
***
لما خلقت وشفتني
والدرب خالي فيه احد
قال : ايه
واذكرني قلت بحقد : ليه ؟
اما انا قال برضا :
الله خلقنا في كبد

***


هذا الجسد من يوم ميلاده
.... وانا معه عيا يجافيني

سالتني : لا اكون انا بلاده؟
.... جاوبتني : ياغربته فيني

احيان احسه كله زياده
.... واحيان احسه ما يكفيني

واحيان لا صار التعب عاده
.... احسني من بعد اناديني :

لولا الجسد ماخلقت وساده
.... ولا لمست البدر بيديني

ولا ركعت بصدر سجاده
.... حتى شعرت اني على ديني


***

سألت غاده في جيوب الليل
تبحث عن وليف :
ليه الجسد ؟؟
قالت : ثمن قطعة رغيف
***

هاللي يسمونه جسد :
لا ما خلقه الله مشان يزيد في همي
واقول : ليته ماوجد
يمكن خلقه الله مشان ان شفت غيري
دون غيره مقبلٍ يمي
اقول له : وش فيك من حالك ؟
والا مشان اعيش حضن امي
واقول : يا يمه
لو ينتثر دمي؟

تقول فال الله ولا فالك

***


وشلون ابلقى للجسد معنى سوى انه طين
لو ضاع مني في الدروب ابقى انا كلي

ياما شعرت اني معه في كل درب اثنين
وياما شعرت انه معي لاجل التقي ظلي

كم قلت له : في هالطريق الصعب نمشي وين؟
كم قال لي : هي رجلك اللي تمشي او رجلي ؟


***
هذا الجسد
من طين
أو كان حبل من مسد
مابيه
غصب علي يلمني
واقوم اشيلهفيه
له صوت ما سمعه احد
وعيون شافت كل احد
ما شافت بلادي
وكفوف تصرخ بالورق : ياليت
وجلد ٍ لجلادي
هذا الجسد مالي معه
كود ان صرخ به أي احد : يا هيه
رديت !!
واعرف اني :
انتمي للارض
وان فاض اغتراب
للسما
ارقى سلالم
ادري اتعب
لكن آصل للتراب
والثرى : دربي
الى مالا يريب
لاجل هذا مامعي صاحب
والثرى حلمي
بعينك يالغريب
لاجل هذا مر بك شاحب
والثرى فصل الخريف
مر دفتر
لين ودع به ورق اصفر
كثيف
دلني
على رصيف
كنه السجات راحب!
واذكر اني سرت به ، ول وين؟
مادري،
ليه؟ماذكر
والغريبه
اعرف اني لو تجاهلت
انتمي
او قلت : مسرى
كان ماعفّرت الاوراق بثرى
والاكيد
ماتفيد:
كان الاحرى


علموني كيف اباقرا والمصيبه
اجبروني في دفاترهم وش اقرا :

صبح ذابل يشبه اجفان الحبيبه
ليل خامل يرتكي في حد صحرا


واعرف اني :
من ثرى واصبحت شي ، امسيت
ذكرى
لاجل هذا
صرت انا ابعد ما اكون
مني ، ومع كل ما حولي
لقيت

حاسدٍ وما حسد
في ناظري كود العمى

ارض بور ولا بعد
هالارض الا قول ما للفتى لامن سجد

غفران من رب السما
دام الارض اللي حصد

منها عمر فيها نما
تيه لو صيغ الجسد

كان امسوا الناس : الدما
وامس عن غيري نشد

دفتر حنين وكلما
حس بالغربه حشد

صوتي على سمع الظما
كيف انا بلا بلد؟

او لا بلد انا :
لما؟ واعرف اني :


انتمي للارض
وان فاض اغتراب
للسما
ارقى سلالم والقصيد : يديّ
ادري اتعب
لكن آصل للتراب اللي كما
لا شيّ !!






سيّد الشعر .. تركي حمدان

 

[صالح الشملاني]

إذا مر يومٌ. ولم أتذكر ..!
به أن أقول: صباحك سكر
ورحت أخط كطفلٍ صغير
كلاماً غريباً على وجه دفتر
فلا تضجري من ذهولي وصمتي
ولا تحسبي أن شيئاً تغير
فحين أنا . لا أقول: أحب..
فمعناه أني أحبك أكثر.

إذا جئتني ذات يوم بثوبٍ
كعشب البحيرات.. أخضر .. أخضر
وشعرك ملقىً على كتفيك
كبحرٍ.. كأبعاد ليلٍ مبعثر..
ونهدك.. تحت ارتفاف القميص
شهي.. شهي.. كطعنة خنجر
ورحت أعب دخاني بعمقٍ
وأرشف حبر دواتي وأسكر
فلا تنعتيني بموت الشعور
ولا تحسبي أن قلبي تحجر
فبالوهم أخلق منك إلهاً
وأجعل نهدك.. قطعة جوهر
وبالوهم.. أزرع شعرك دفلى
وقمحاً.. ولوزاً.. وغابات زعتر..

إذا ما جلست طويلاً أمامي
كمملكةٍ من عبيرٍ ومرمر..
وأغمضت عن طيباتك عيني
وأهملت شكوى القميص المعطر
فلا تحسبي أنني لا أراك
فبعض المواضيع بالذهن تبصر
ففي الظل يغدو لعطرك صوتٌ
وتصبح أبعاد عينيك أكبر
أحبك فوق المحبة.. لكن
دعيني أراك كما أتصور









نزار قباني

 

[صالح الشملاني]

 

[صالح الشملاني]

مـن لـبّس عـيونه ظلام المدينه؟ ii"
" وهـو الـفضول بنظرته مالها أبعاد

يـغوص بـأوراق السنين الحزينه ii"
" ومـيعاد يـولد كـل مـامات ميعاد

بـعثر عـلى درب الامـاني سنينه ii"
" تـضحك عـليه بـلاد ويلوذ iiببلاد

لـيا ظـمت ذكـراه ..يمطر حنينه ii"
" وتـغرق مـلامحهم ولاينقص iiعناد

ويـن الامـل..وين السعادة ووينه؟ ii"
" يـقوده الـوقت الـرمادي iiويـنقاد

تـلطخت فـي دم شـعره يـدينه ii"
" وصار الزمن شاهد وقاضي iiوجلاّد

قـابل بـشين العمر من دون زينه ii"
" وهـو الذي في ماضي الوقت iiزهّاد

اعـشوشب ظـلال الـمدينه بعينه ii"
" عـلمه بشمسه (تسع) والباقي iiمهاد

يـلمس عـلى الـخلوه بقايا سنينه ii"
" ويـدلي عـلى بير الهواجيس iiورّاد

تـنسل مـن ضـلوعه أغاني دفينه "
" تـقرا بـعيونه..شايبٍ يندب iiأمجاد

يـحق الـنظر يـرفع بعزّه جبينه ii"
" ويـشوف بـكره مـثقلاله iiبـميلاد

تـرجع لـوجهه ..طـلته ياسمينه ii"
" وترقص على صدره مشاهير وأجياد

يـفـتح عـيونه مـاتحدّه مـدينه ii"
" يـرسم مـن الاول iiلنظراته..أبعاد

سليمان المانع

 

[صالح الشملاني]

جت بأول الشارع ( وجفنى ) بين سجْـده واعتـدال
ومرت وذابت بى قبل.. تسجد من الجفـن شعـره

تجر..ثوب.. الغطرسه.. والعنجهيه........ والدلال
تمشى تقل تمشى علـى.. شـىٍّ تخـاف تكسّـره

ساق يعزم ساق /وخصر/ ان مالت السيقـان مـال
ينثر (عناقيد الغنج)...... والشوف... يتليه بشَرَه

حتى ( الرصيف) استانس لخطواتها فوقه..وطـال
كل ما وطت حجر... (غمز).. للى وراه.. يبشـره

شربت زمزم حسنها.. حتى سكـرت مـن الجمـال
مثل الذى ما شاف خير..او شاف.بـس استكثـره

وظليت( لا نايم) واقول:.. اسرفت يا حلـم بخيـال
ولا واعى اشهد غيرها.. ما خلّفت (حـوا) ..مـرَه

تكلّفت ..،..عبث،... تبى تتستّر...(بغربال)..شال
ولا كلف الله.. نفس ذاك الشال... فـوق المقـدره

وجهٍ.. تنفس به صباحٍ..... من صباحات الشمـال
صفى من الطيبه بياض....ان ما تنرفز... احمـره

وتفاحتين..ليا ضحكن،... قل مات سوق البرتقـال
وليا بكن،..... توردت مكانهن.......... الف ثمره

وتوتٍ.. طغى...واستفحل..وعاث بشفايفهـا زلال
تستطعم.... ليا بلّته ( بالريق)...... نكهة سكـره

و(ثغرٍ)... يحج الشوف غصب لقبته من غير بـال
الله يرحم.. من لمس ركنه..... ومن حب حجـره

و(جفن) ان تثاوب زلزل العقل ونفش عنه الهبـال
تقوم... بالروح القيامه... قبل ما....... تستغفـره

وهذا لحال ، ..و (قدّها) المنحوت من جوهر لحـال
سبحان من قال..( لعجينة طينها).... كن جوهـره

والثوب ..ما كنّه مصدّق..تلبسه..بنت( ال..حـلال)
حتى.. حضنها حضنةٍ....يا( علّ ربى)..... يقهره

حسنٍ سفك.. دم الانوثه..وانتهك..عرض المحـال
ومن( كفّها الغض).. انتهض.. نورٍ...تكاسل اكثره

جت بأول الشارع.. ولا ادرى.. عقبها من لا يزال
ما يلقط انفاسه....ولا عقله.....ولا... غض بصره

هذا وانا.. ما شفتها الا...بين.. سجده.. واعتـدال
من جفن.. يقسم غيرها..ما شافت عيونه.. مَـرَه !

نآيف الرويلي !

 

[صالح الشملاني]

رحل حلو المنام وما طرق باب الجفـون انعـاس
نسيت النوم بعدك والسهـر يستوطـن اجفانـي

وحَكَتْ عين الغرام وسال دمع الحبر بالقرطـاس
يسولف عن غيابـك يالخفـوق اللـي تناسانـي


أقول امحاك يكتبك الشعـور بدفتـر الإحسـاس
واقول انساك لكن مايغيب اسمك من الـ سانـي


رحلتي ليه وانتي للجسـد روح(ن) تفيـض انفـاس
رحلتي ليـه وانتـي ربعـي وناسـي وخلاّنـي


وحشتيني كثير وذبت شوق الـ سودك الـ نعّاس
وانا من يوم غبتـي ماسقـى الهتّـان ريضانـي


تهيجن لك جروحي والشعور المغتـرب عسّـاس
وَلاَ بان الربيع وماتـت مـن الجـدب قطعانـي


وربي من رحلتي وانقطع جذر الوصـل بالفـاس
هرج ليل العذاب وصاحبـي ضيقـي وحرمانـي


(نعم) بَعْدِكْ وحيد(وطبع عيني) ماتشوف النـاس
(نَعَمْ)(بَعْدِكْ) غريب وموطنـي ترسانـة احزانـي


(نعم) بعدك جريح (تَعْبَثْ) بـ فكري يَدْ الواسواس
بليـل(ن) فيـه همّـي يفتـرش طراحـة اشجانـي


يِسَرِّيْنـي لِوَجْهـك والـدروب الهـمّ الهوجـاس
وفيها اطرد خيالك والوهـم لـه صـوت نادانـي


تسافر بي عيونك يوم تسرقنـي مـن الجـلاّس
وتكتبني غرام وترجـع مـن الشـوق تقرانـي


وانا الطفل الفقير اللي رسم وجهك على الكـراس
رصيدي صدق حب(ن) يجري ابْـ دمـي وشريانـي

فقير المال (لكن ) كُنْت / مُرهف/عاطفي/حَسّاس
ثري جـداً بمخـزون الشعـور وقلبـي الحانـي

عطيتك مـن كنـوزي دون تحديـد وبلامقيـاس
من البحـر الغزيـز وقلـت ذا درّي ومرجانـي

زرعتك من صباي وكنتي النبتـه وانـا الغـرّاس
أساقيك الغـرام وينهمـر لـك مـزن وجدانـي


وكُبَرْتي بالفؤاد وما افترق غصنك عن النسنـاس
وِمشت معنا الظروف ونَسْمِتِكْ تستعذب اغصانـي


وبِدَتْ وردة جمالك تَزْدِهِرْ ويِغِيْـر عقـد المـاس
من الخصر الرهيف ان ميلته الريـح واغرانـي


معي كنتي قريبـه مثـل عينيـنٍ بهـذا الـراس
وانا استوطن عيونك مامعاي من البشـر ثانـي


كذا كنت الْمُرَفّه قبل ما اشرب لوعتـي بالكـاس
قبل (جُرْم) الوداع وقصّة المجنـي مـع الجانـي


لو ايعوّض غيابك ياذهب بيض السنيـن انحـاس
ماكان الورد ماتت بسمتـه فـي ثغـر بستانـي


(تركتي لي غلاك)( وجرح فرقاك) وخيوط الياس
وتركتينـي شماتـه تتضـح بعيـون عـدوانـي



.

.




عبدالله المـجلاد

 

[صالح الشملاني]

(يَاقَبْر) جيتك عِظَامْ،وكنـت قَبْلَـكْ عِظَـامْ
قضيت عمري مع الحرمان صبر،وصراع

خمسة عشرعام مَرّنْ بي أسى(عام،عـام)
الجوع هدّ الجسد،والفقـر شـلّ الـذراع

حتى تَرَيَّحْت في حضنك وطـاب المقـام
مِنْ بَعْد مَاقِلْـتْ لسنيـن الحيـاه الـوداع

(ياذا الّلحَدْ)ضُمْ ثَـوْبٍ للكفـن فيـه انـام
نومة خلودٍ،بَـلاَ صَحْـوَه:ودون انقطـاع

(وياعتمة القبر)انا مَاخَـافْ هـذا الظـلام
أنا الظلام انخلق مِعْيَـهْ زهـاب ومتـاع

جيت الحياه ابْ(سلام)ورحت منهاابْ(سلام
في رحلةٍ كنت فيها من ضياع الْ(ضيـاع)

مريت فـي خانـة الدنيـا مرورالكـرام
وماكنت اسبب لِ(هالعالم )(أذى أوُصدَاع )

كانت معاناتي اكبر مـن حـدود الكـلام
(قصّه)وممنوعه مـن النشـر والإطـلاع

يَا كِثِرْ مَانِمْت ليل الجـوع اشـدّ الْحِـزَامْ
على وَهَنْ بَطْنِـي الْمَمْلِي(ألَـمْ وَالْتِيَـاع)

كنت اشرب الحزن حتى لحظة الإبتسـام
وافراحنا فـي نـزول وحزننـا بارتفـاع

حتى شَجنْ حَلْمِيْ الـوردي بِعِـزْ المنـام
أشوفني فيه مع فقري (حـروب ونـزاع)

ورغم الفقر،كنت اشوف ان التَّعَفُفْ وِسَامْ
علـى صـدر والـدٍ كَرَامَتُـهْ مَاتُـبَـاع

حتى فطمنـي عليها:قبـل سـن الفِطَـامْ
ورِضَعْتَهَا مِنْ ثدي أمي سنيـن الرضـاع

ياكثر،ماشالـت اكتوفـه أمـورٍ جـسـام
وياكثـر ماقـاوم الدنيـا قَدُرْ،مَااسْتَطَـاع

مثل الجمـل ثـار بحمـولٍ ثقيلـه وقـام
لكن سيـوف الفقر،تكسرعـزوم الشجـاع

ياقبر وش فايـدة كُثْـر العتـب والمـلام
وانا ضحيه لأهل الزور،واهـل الخِـدَاع

أنا،ضحيـة جماعة(كُـلْ حَاجَـه تـمـام)
أهـل الدجل،والْحِيَلْ،والكذب،والإبـتـداع

يَاكَيْف حَالْ الرعيّه(هـي علـى مَايُـرِام)
تظهر بوجه الصلاح وهو مجـرد قنـاع

وانا،ضحيـة تَشَتُّـتْ مجتمـع وانقـسـام
طوائفه بين عالم (هاي هـاي)( ورُعَـاعْ)

أهل الفلل مَاتِحِسْ ابْ(لوعة)اهـل الخيـام
واذن الغني مَايِلاَمِسْهَـا صُـرَاخ الجيـاع

أنا،ضحيـة مثاليـات حَـسْـب النـظـام
وانا،ضحيـة شياطيـن ٍ ذِمَمْهـم وِسَـاع

مُحَرِمِين الحـلال اللـي تُحِـلّ الحـرام
أهــل التَّكَسُبْ/والاسترزاق/والإنتـفـاع

لَوْ،وَصّلّوا صورة الجوعا،عيـون الإمـام
ماكـان يوجـد فقير،ابْ(سكة)الفقرضـاع

وما كان برد الشتا خَلاَّ(ضلوعي حُطَـام)
حتى نَزَعْ روحي الموت ابْ(يدَيْه)انتـزاع

وياشاعري بلّـغ الحييـن مسـك الختـام
أن القبور افضـل بيـوتٍ تضـمّ الجيـاع

عبدالله المـجلاد