..,,.. وفي الألم قُبروا ..,,.. - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
نفثات مقدسة من أنحاء اخرى .. (الكاتـب : محمد الجهني - مشاركات : 0 - )           »          فَــوَاق ! (الكاتـب : ماجد العيد - مشاركات : 14 - )           »          وصب ! (الكاتـب : تركي المعيني - مشاركات : 155 - )           »          هــايــكــو (الكاتـب : حسن زكريا اليوسف - آخر مشاركة : تركي المعيني - مشاركات : 299 - )           »          لاَ مِسَاس ... ! (الكاتـب : جليله ماجد - مشاركات : 509 - )           »          ارتداد (الكاتـب : ماجد العيد - مشاركات : 325 - )           »          جُمُوحُ العَاطِفة (الكاتـب : محمّد الوايلي - مشاركات : 1682 - )           »          [ #مَعْرِضٌ وَ تَعْلِيْقٌ ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : ماجد العيد - مشاركات : 8214 - )           »          تبّت يدين البُعد (الكاتـب : عبدالله العتيبي - مشاركات : 14 - )           »          [ رَسَائِل أُخَوِيّة ] : (الكاتـب : خالد صالح الحربي - مشاركات : 41 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي > أبعاد القصة والرواية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-12-2011, 03:06 AM   #1
صمــــود
( كاتبة )

Lightbulb ..,,.. وفي الألم قُبروا ..,,..


بسم الله الرحمن الرحيم

تمردتُ على خوفي ..

واستعنت بالله وحده ..

وأطلقت العنان لحرفي .. ليحلق في سماء بُعدكم ..

..,,.. وفي الألم قُبروا ..,,..

قصة طويلة ..
ربما يكتبُ لها القدر أن تصبح روايتي الأولى ..
وربما تكتفي بكونها قصة ..

12/9/ 1432هـ ..,,.. 12/8/ 2011 م
.
.
أحداثها مستقاة من الواقع ..
ولا تخلو من بعض خيال ..
.
.

..,,..

 

التوقيع

..

صمــــود غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-12-2011, 03:09 AM   #2
صمــــود
( كاتبة )

افتراضي



تختبيء خلف الهدب .. تسحب نفسها في ظلامٍ لا نهاية له .. تدعو في صمت ..
: يااارب خذ روحي .. يااارب خذ روحي .. يااارب خذ روحي ..
تسمع أصوات صراخ .. إرتطام .. تمزق أرواح .. ضباب .. بعده استفاقة انتشلتها من عمق الموت ..
ترى تلك الحمراء تتهاوى لتواري ما انكشف من سترها ..
ذاك يستصرخ بمن حوله ..
وذاك يهرع إلى الجانب الأيمن في محاولة لزحزحة ذاك الجرم بمساعدة مجموعة من الشبان ..
تنكمش بخوف وتجلس القرفصاء .. تلملم نفسها وتحبس ذعرها في جوفها بشهقة ..
تزحف للخلف .. وكأنها تريد للزمن أن يعود للوراء .. بضع دقائق فقط .. لا تريد أكثر ..
تبعثر نظراتها في كل الزوايا .. تبحث عن تلك الحبيبة ..
و عند تلك الزاوية الملطخة باللون القرمزي .. يتجمع شتات شملها ..
فيستل الألم من روحها خنجر ويغرسُ أخر ..لتتبعثر من جديد ..!
: أمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي ..


وبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ..} }

..,,..

تجلس على طرف مرتبة بالية .. ومن حولها تتناثر أكوام من الفوضى .. لا يكاد يرتد لها طرف عن تلك التي بين يديها .. وكأن عينها قد أصابها العطب ..
وهي تصلبها على قطعة ورق مجعدة .. تفوح من طياتها رائحة المطر ..ممتزجة برائحة النعناع والزنجبيل ..
تتنفس تلك الرائحة بعمق .. تحتبسها في جوفها .. تدسها في شرايينها .. تحكم عليها بالسجن المؤبد في زنزانة الذكريات ..
هناك بالقرب من ملامح قديمة كانت قد حُبست منذ أمد بعيد ..
تغض الطرف عن تلك الوجوهـ .. وكأنها تخشى أن يروا في عينيها كم هي مشتاقة .. فتنفــــــــى مرتين ..

وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ }}

..,,..

تتراقص أصابعه برشاقة على / الكيبورد .. ونظرته متمركزة على تلك الأحرف المتشابكة التي تسكن ذاك المربع الصغير في أعلى الشاشة ..
يتابع تنقله بخفة بين الأحرف .. وابتسامة هادئة تعتلي محياهـ ..
{ إنتـــــــــــــــر .. لحظات .. يتبعها قهقهات خرجت من أغوار صدره .. زادت من حلاوة محياة ..


وقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ }}

.
.
.
~ يُتبع ~

 

التوقيع

..

صمــــود غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-13-2011, 12:44 PM   #3
إبراهيم درغوثي
( قاص روائي ومترجم تونسي )

افتراضي


صمود
السرد جميل ويحمل نفس كتابة الرواية
والأحداث تضج بالحياة

واصلي الكتابة
سأكون في موعد لمتابعة

 

إبراهيم درغوثي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-15-2011, 11:59 PM   #4
صمــــود
( كاتبة )

افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إبراهيم درغوثي مشاهدة المشاركة
صمود
السرد جميل ويحمل نفس كتابة الرواية
والأحداث تضج بالحياة

واصلي الكتابة
سأكون في موعد لمتابعة
شرفٌ كبيرٌ لي هي متابعتك لما سينثره قلمي ..

كل الود والإحترام لك ..

 

التوقيع

..

صمــــود غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-16-2011, 12:17 AM   #5
صالح الحريري
( وريث الحرف )

الصورة الرمزية صالح الحريري

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 3565

صالح الحريري لديها سمعة وراء السمعةصالح الحريري لديها سمعة وراء السمعةصالح الحريري لديها سمعة وراء السمعةصالح الحريري لديها سمعة وراء السمعةصالح الحريري لديها سمعة وراء السمعةصالح الحريري لديها سمعة وراء السمعةصالح الحريري لديها سمعة وراء السمعةصالح الحريري لديها سمعة وراء السمعةصالح الحريري لديها سمعة وراء السمعةصالح الحريري لديها سمعة وراء السمعةصالح الحريري لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


وفي الألم ..
ينمو الصبر في حقول اليقين ...!




لا تتوقفي يا صمود ...!

 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

صالح الحريري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-16-2011, 04:06 AM   #6
صمــــود
( كاتبة )

افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صالح الحريري مشاهدة المشاركة
وفي الألم ..
ينمو الصبر في حقول اليقين ...!




لا تتوقفي يا صمود ...!
وفي تواجدك ..

ينمو في قلمي أملاً يحثه على المسير قدماً ..

ودي نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

 

التوقيع

..

صمــــود غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-16-2011, 08:55 AM   #7
صمــــود
( كاتبة )

افتراضي


( و .. بداية .,1,. )



تلاوة الجدهـ تتغلغل لعروشها الخاوية.. تزور أماكن مظلمة .. هجرتها الروح منذ أزل ..
تمطر عليها بوابل من السكينة .. لتهتز في جوفها حبات أمل .. تناثرت ذات يوم واختبأت بين حناياها في صمتٍ موجوع ..
أغلقت عينيها وأصمت أذنيها عن تلك الذكرى الموجعة .. لا تريد لتلك الأصوات أن تتسلل إلى مسامعها .. هي فقط تريد الراحة .. لا شيء أكثر ..
دفنت رأسها في حجر جدتها .. وأصغت لصوتها المهتز اثر عبث السنين بأوتاره ..
: جدتي .. أرجوكِ توسلي إلى الله بأن يخلص الحزن مني .. ويخلصني من الحياة ..
بترت الجدة قراءتها بطعنة ألم نحرت قلبها .. ونهرتها بقسوة : ياسمين ....
تنهض من حجرها مقاطعة لها وغصة بحجم السماء تسد مجرى التنفس : أرجوكِ فلقد سئمت حياة الموت هذه ..
تعتصر بكفها عينيها .. وشهقة انسلت من مكامن روحها تجسد عظم الألم الذي تعيشه : جد .. جدتي .. إشـ .. إشتقـ..قــت لهم ... لا أريد حياة هم هجروها .. لا أرريدهااااااا ..
تلملم الجدة شتات حفيدتها وتدفنه في حجرها مرةً أخرى .. تضمد جراحها وهي التي تنزف موتاً : حبيبتي .. الموت حقٌ علينا .. هذه سنة الله في خلقه ..
كلٌ له أجله .. (َولِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ) ..
هم أبنائي أولاك الذين رحلوا .. أو تحسبين أني لم أحزن على فراقهم ..؟؟ أو تظنين أنك أكثر مني وجعاً ..؟!
وتضرب صدرها هي الأم الثكلى وفي مقلتيها يتلألأ الوجع : لا والله .. لا والله .. وجعي كبير .. ولكن الله أكبر .. يلهمني صبراً تقتات منه روحي ..
: وأين الصبر عن روحي ؟! .. عليلٌ هو فؤادي بعد فراقهم يا جدتي .. خاليةٌ هي مدني من بعدهم .. قاسيةٌ هي أيامي .. وتبتلع شوكاً من شهيق مزق بلعومها ..
بُت يتيمةً يا جدتي .. يتيمة .. آآآآآآآآآآآآآآآآهـ يا جدتي .. ما أمر طعم اليتم .. علقمٌ يسري في عروقي وتتشربه أوردتي حتى تتضخم به .. فينفجر في قلبي ويدمر قلاعاً من هواء شيدها الأمل في صدري ..
سفاحٌ هو اليتم وقاتل .. حتى ذكرياتي باتت أنصالاً تحفر في دماغي وجعاً وتنزف ذاكرتي حد الغياب .. يميتني ألماً ويكفنني ألماً ويدفنني في قبور الألم ..
ترفع رأسها وتصوب نظرتها المذبوحة لوجه جدتها الكهل .. تتبع تلك الأخاديد التي حفرها الزمان فيه .. تفتش فيها عن ملامح أولاك الراحلون .. تبحث عنهم بين طيات العمر ..
علها تلقى ما يلملمها .. فلا ترى سوى تيهٌ على تيه .. وصراعاً بطول الزمن يسكن مقلتيها التي أشعلها الألم حتى باتت رماداً منطفئ .. نفخت فيه من حزنها ريحاً فتهدمت أسوارها ..
وانهارت مدنٌ من صبر .. وأمطرت سحب الفراق فيها حتى سالت وديانها شوقاً من حميمٍ مستعر ..



..,,..



في تلك الحجرة المنخنقة تحكم الذكريات شدها على تلابيب شوقها فلا تتركها حتى تلتفت ..

.
.

هناك في عصر يومٍ ربيعي .. كن ثلاث فتيات وأمهن يفترشن بساط وأمامهن إبريق شاي وأخر يحوي الحليب .. رغم صغر المكان ورداءة حاله إلا أن قلوبهن كانت أكبر ..
ضحكاتهن تطرق أبواب السماء فتهدي للغيم نقاوته من نقاوة أرواحهن .. وفرحتهن تدك الأرض دكا .. وتغرس فيها حُباً تتنفسه فـ تحيا ,,
كان المطر قد توقف عن الانهمار منذ لحظات ..
مطر خير.. قد روى البلاد والعباد ..
هطل محملاً بالرحمة .. ودفنها في قلوب الصالحين ..
ورسم البسمة على شفاهٍ كانت قد خيم عليها البؤس .. وأعاد الأمل لنفوسٍ يئست .. ليعلمها بأن رحمة الله واسعة ..
وأن خيره أكبر من ظننا به ..
فـ ما أعظمك يا ربي وما أرحمك ..
صرخةٌ مفاجئة صدرت عنها استدعت انتباه الأخريات : ما بك ..؟؟
أشارة بسبابتها إلى الأمام : كاميرا ..
توجهت أنظارهن باتجاه الباب الرئيسي للمنزل .. حيث كان يقف / مراد .. أخيهن .. وبحوزته كاميرا رقمية من الطراز الحديث .. كان يهزها أمام أنظارهن ..
هتفن جميعهن بصرخة فرح .. ورحن عفاف و خولة يتسابقن نحوه وكل واحدة تحاول أن تسبق الأخرى ..
فهذه تدفع تلك .. وتلك تشد هذه للخلف .. كان منظرهن مضحكاً .. توقفن بالقرب منه .. وأيديهن تتصارع لينتزعن الكاميرا من يده ..
رفع يده إلى الأعلى : هيييييي أنتن ما بكن ..؟
ردت عفاف بتوسل : أرجووووك أنت تعلم كم أهوى الكاميرات و لأول مرة في حياتي أحظى برؤية كاميرا كـ هذه .. وتشهق بعدم تصديق .. إلهــــــــــي .. كم يبلغ ثمنها ..؟ .. غالية أليس كذلك ..؟
إبتسم بغرور : بالطبع .. وهل رأيتني أحمل يوما ما شيئاً ذا قيمةٍ رخيصة .. ؟!
ردت عليه باستهزاء : يا رجل ..
قاطعت منى الواصلة للتو إليهم حديثهم قبل أن يتحول لمشاجرة كانوا قد إعتادوا عليها منهم .. : كفــــــــى .. بربكم متى ستتركون حركاتكم الطفولية هذه .. فمتى ما رأى أحدكم الأخر حتى بدأتم بالمشاجرة ..
ثم وجهت الكلام لأخيها : وأنت من أين لك هذه ..؟! ... وأشارت بفكها للكاميرا ..
حك ذقنه قبل أن يجيبها : اشتريتها ..
تدلى فكها بعدم تصديق : ومن أين لك بثمنها ..؟!
أعاد نظره لها : من مصروفي .. وتابع .. كنت أدخر المال لكي أشتريها ..
عاتبته بنظرتها .. وتحدثت : ولمَ ..؟!
اعتلت محياة ابتسامة استرقت بياضها من قلبه : هدية لعفاف .. ألم أعدها بأني سأشتري لها كاميرا رقمية إن أحرزت المركز الأول على المنطقة .. وها أنا ذا أفي بوعدي ..
صحيحٌ أنني تأخرت بتنفيذه .. ولكن أنتن أعلم بالحال ..
صرخت عفاف وغصةٌ من فرح سدت حلقها فلم تستطع الكلام ..
عاتبته والدته التي لا زالت تفترش البساط غير أبه بماهية ما يحمل : مراد يا ولدي .. وما لك وعفاف .. أتُضيّق على نفسك من أجل وعد قطعته لها .. حبيبي .. لا يجوز ذلك .. تحرم نفسك من حقك لأجلها ..
رد عليها بحزم : ولكنه يضل دين في رقبتي يا اماه عليّ الوفاء به .. أوليس هكذا عُلّمنا ..؟! .. ثم من قال لكِ بأني ضيّقتُ على نفسي .. أبداً ..
فـ كل قرش كنت أدخره .. كنت أشعر بأضعاف فرحة كنت سأشعرها لو صرفته ..
ركضت عفاف باتجاهه وعانقته بعنف .. حتى كادت أن تشتبك أضلعها بأضلعه ..
ضحك بفرح : هييييي أنتِ .. ابتعدي عني .. أكاد أختنق يا فتاة ..
تراجعت إلى الخلف ... قبل أن تهاجمه مرة أخرى بقبلة قاسية على خده الأيمن وتصرخ في فرح : كم أحبك يا أخي .. والله يشهد بعِظَم بحبي لك ..
ضربها بإصبعين على خدها برقة : محتالةٌ صغيرة ..
ضحكت بصوت مرتفع قبل أن تلتقط الكاميرا من يده وتصرخ بهم .. : هيا . هيا اصطفوا بجانب بعضكم .. لألتقط لكم صورة ..
: يا غبية .. برفق .. فبثمنها أستطيع شرائك ومعك أختاك مجاناً ..
أخرجت لسانها في غيظ : لا شأن لك فهي ملكي الآن ..
تجمعن الأخوات على البساط الصغير بقرب أمهن .. وكلٌ منهن ترتب هندامها .. وترسم ابتسامة على وجهها ليكون منظرها أجمل في الصورة ..
صرخت بشغبها المعتاد .. تحثهم على الانضباط .. قبل أن يهاجمها مراد بسؤاله : هل لي بسؤال آنستي .. هل تعرفين مكان العدسة ؟.. أو زر الالتقاط ؟.. أو كيف يتم ضبط الصورة ..؟!
نظرت له ببلاهة : ماذا ؟!
هز رأسه بأسف وأستعاد الكاميرا منها : وتحلم بأن تصبح مصورة مشهورة .. بصدق أنتِ لا تصلحين إلا مربية أبقار ..
صرخت بغيظ : أمــــــــــــي .. أخبريه أن يلتزم الصمت ..
ابتسمت الأم : لم يقل غير الصدق ..
ضحكن الأخوات .. وأكملت خوله : ويلي على الأبقار التي ستتولين أمرها ..
بصوت مقهور : أمـــــــــــي ..
حبست الأم ضحكتها : كفى يا أولاد .. دعوا راعية الأبقار الصغيرة وشأنها ..
ضحك الجميع على تعليق والدتهم الأخير .. قبل أن يأمرهم مراد بالتجمع مرة أخرى ليلتقط لهم صورة جماعية ..
أعاد الجميع ترتيب نفسه .. وزحفت هي بوجه متجهم لتقترب منهم .. وفي صدرها يختبئ فرحٌ يمتد إلى السماء ,,
هاهو حلمٌ صغيرٌ أخر بات واقعاً ..
يتسلل إلى ذهنها صوت طرقات .. وأصواتٌ أخرى لم تعيها .. استنكرت تلك الأصوات .. فليس لها وللماضي أي صلة .. تحلل تلك الفوضى في عقلها
فتستنتج بأن الباب يطرق .. تعيدُ الصورة إلى مكانها السابق .. تجفف بأطراف كُمِها ما ألتصق بأهدابها من وابل أمطرت به عينيها قُبيل هُنيهات ..
وتقفز راكضةً باتجاه الباب .. تفتحه .. فيبزغ لها وجه عبير من خلفه .. وبابتسامة عذبة : عفاف .. ما بك ..؟! ما الذي تفعلينه في العلية .؟!
ترتسم على شفتها ابتسامة منكسرة : لا شيء..
تميل برأسها قليلاً تتفحص الظلام الذي تسكنه الحجرة عدا من بعض نور كان يتسلل من شق في النافذة الخشبية .. وتعقد حاجباها باستنكار : ما هذا الجو الخانق .. ظلام .. وحرارة .. وفوضى عارمة ؟!
تعيد نظرتها لتلك الماثلة أمامها بتشكيك : بربك ما بك ..؟! أكنت تبحثـــــــين عـــ ...
فتبتر عفاف كلماتها قبل أن تتمها و تهز رأسها بنفي : لم أكن أبحثُ عن شيء .. آ آ آ أقصد أنني .. كنت أبحث عن سلال القصب .. ولكني لم أجدها ..
ألم يخبرنا عمي بأن الغد هو موعد قطف العنب والرمان .. وتفتعل ابتسامة فرح مبالغٌ فيها تطمر بها عيوناً على وشك أن تتفجر ينابيعاً مالحه .. ي الله كم أنا متحمسة للغد ..
تهز الأخرى رأسها وتجاريها فرحتها المصطنعة : نعم فـ الغد هو يوم المرح .. ولكن الآن هيا اتبعيني إلى الأسفل فالجميع ينتظرك على الغداء ..
هزت رأسها بهدوء قبل أن تغيب تلك عن ناظرها .. وتغيب هي مرة أخرى في غيابة الماضي ..



..,,..



أطلقت زفرة ضيق وهي تتقلب في فراشها .. حين سمعت أصوات طرقات على شباك غرفتها المشتركة مع بنات عمها ..
لم تلبث وقتاً حتى استنتجت ان ذاك الشقي المدعو عبد العزيز أو كما يسمونه ( عزيــز ) يلعب الكرة في فناء المنزل ..
كان قد أخذ منها التعب مأخذه حين كانت مع جدتها في الأسفل .. نهرت كل ماحدث عن ذاكرتها .. لا تريد أن تفكر في شيء الآن غير النوم ثم النوم ..
حاولت النهوض لتوبخ ذلك المزعج .. ولكن ريحاً عاتية عصفت برأسها .. أسكنتها الظلام لدقائق .. ضغطت بأصابع مرتعشة على صدغها .. محاولةً بذلك التخفيف من وطأة الألم ..
ثوانٍ أخرى مرت قبل أن تهدأ تلك العاصفة ويهب نسناسٌ من هواء العصر يدغدغ عينيها وينشر بداخلها نوراً ..
هذا هو حالها منذ أشهرٍ مرت .. ولا تعرف تفسيراً لما يحدث ..


..,,..


.


.

~ يُتبع ~

 

التوقيع

..

صمــــود غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-17-2011, 10:31 PM   #8
نوف سعود
( كاتبة )

افتراضي




ما أروعك ..!
لقد كنت أرتشف حروفك ونسيت مذآق قهوتي ..؟
عشت في عمق محيط روايتك النبيلة وأستمتعت برونقها ..!
طآبت عباراتك الألقة عزيزتي / صمود ..
وأشد على يد وبأنتظار التكمله ..؟!
تقديري وودي ..نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

 

التوقيع

،
،
،
"﴿‏سبْحَانَ اللَّه، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَاللَّه أَكْبَرُ﴾"

نوف سعود غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:17 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.