وَتَرَكْت خُلِق الْلَّه وَجِئْت كَمَا أَنَا < كَمَا عَهِدْتِنِي مُنْذ طُفُوْلَتِي ,
عَفْوَا
ف أَنْت لَا تُذْكَر تَفَاصِيْلِي الْأُخْرَى وَمَا سَبَق مِن عَبَثِي , حِيْن رَكَضَت إِلَيْك بِكُل هَذَا , وَابْتَدَأ عُمْرُنَا الْجَدِيْد
لَم أُقَيِّدُك , وَلَم تُقَيِّدُنِي ( لَكِن ) قُيِّدَنَا , قَدْرَا لَاغَيْر ..
أَذْكُر
كَم بَكَت الْأُمْسِيَات وَأَنْت تَبْحَث عَنِّي وَأَنَا أَتَجَاهَل إِحْسَاسِي بِك وَإِلَيْك , حَتَّى لَا يَفِيْق دَمِع وَتَتَسَارَع الْنِّيْرَان فِي إِلْتِهَامِي , وَتَوَقُّعِي لِجُرْح سَيُضَاف لِرَصِيد جُرُوْح لَم تَلْتَئِم بَعْد
وَأَنْت تَقُوْل
هَاك قَلْبِي وَانْتَقمّي ,
أَنَا لَا أَنْتَقِم , أَنَا أَشْعُر بِنا وَبِك .
أَنَا لَا أَتَقَمَّص أَدْوَارَا لَيْسَت لِي حَتَى أَرْتَقِي بِعَيْنِك ,
أَنَا لَا أَزَيَن كَلِمَاتِي , حَتَّى تَشْتَعِل بِك , وَتَتَأَلَّم :
دَثِّرُوْنِي ف أَنَا مُمَزَّق مِنْهَا .
لااااااا
أَنَا أَحْفَظُك .. أَخَاف عَلَيْك , مِن خَدْش صَغِيْر ,
أَيَأْتِيَك مِنِّي ؟!!!
هَذَا م لَا يُعْقَل , لَكِنِّي لَا أَقْوَى إِلَا أَن أَحْمَيْك حَتَّى مِنِّي
أَذْكُر
بُكَائِي بَيْن يَدَي الْخَوْف وُإِصْرَارِي عَلَى مُوَاصَلَة الْهُرُوب رَغِم أَنِّي أَحْتَاجُك .. رُغْم أَنِّي لَا أَقْبَل بِغَيْرِك يَقْتَرِب مِنِّي , وَيُخْبِرُنِي عَن الْمَطَر وَالْإِنْتِظَار
وَعَن أَشْخَاص كَانُوْا يَسْتَرْقُون الْسَّمْع , فَأَحْرَقَهُم بَيَاضُنَا ونَبْلْنا , وَوَفَاؤُنا , وَعَن لَوْحَتِي الَّتِي لَم تَسْقُط , وَأَن مَا بَعْثَرَنِي هُو دَمْعَتُك , وَكَيْف اخْتَرَقَت قَلْبِي وَعَقْلِي , وَسَكَنَت عَيْنِي
أَشْتَاقُكِ .. !!!
مَاذَا .!!
كَيْف لِي أَن أُفَسِّرَهَا , وَأَنَا الْغَارِقَة خَوْفا مِن مَصِيْر قَد يَشْنُقَنِي
الْمُتَمَسِّكة بِخُيُوْط أَمَل وَهَنْت كَثِيْرا
أَشْتَاقُكِ .. !!!
كَيْف ؟!!
مَا بَالِي , جَثَوْت عَلَى رُكْبَتَي , وَبَكَيْتُك وَأَنَا وَتَثاقَلت سَاعَات يَوْمِي وَهاجَمْتَنِي تَفْكِيِرَا . وَخَاصَم الْنَّوْم عَيْنِي
فَهَرَعْت إِلَى رَبِّي :
رُحْمَاك
رُحْمَاك
فَقَلْبِي يَنْكَسِر , ف زِدْنِي قُوَّة , ف أَنَا أَحْتَاجُه , وَيَحْتَاجنّي
لَكِن :
كَيْف الْسَّبِيل لِفِرَاق أَقُل أَلَمْا , لِرَحِيْل أَت لَا مَحَالَة أَقُل بُكَاء ؟!!
كَيْف لِي أَن أُفَسِّر مَا لَا يُفَسِّر ؟!!
كَيْف لِي أَن أَصْدُقَك قَوْلَا ً وَفِعْلَا , ثُم أُكَذِّب بِإِحْسَاس لَا يَكْذِب فِيْه ( لِأَجْلِك/لِأَجْلِي)
أَحْتَاجُك , فَلَا غَيْرُهَا س أُخْبِرُك بِهَا , ف صِدْقا , لَا أَحْتَاج ِسوى عَطْفِك , وَحَنَانُك فَهُو مَا يَكْفِيْنِي
وَقَدَرِي أَن أَرَاك , أُخَاطِبُك , وَيَغْفُو خَوْفِي بَيْن يَدَيْك . وَتُخْبِرُنِي فِي كُل مَرَّة
لَو تَعْلَمِيْن : كَيْف أَنَا مَخْلُوْق .
أَعْلَم صَدِقْنِي .. فَكُل مَا يَحْدُث لَك , يَصِلُنِي وَأَشَد الْعَزْم إِلَى جُرُوُحِك فَأَخْطَفَهَا مِنْك رَغِم بَعْدِي .. وَبُعْدِك
وَأَرْسُم ابْتِسّامْتَك لِأَبْتَسِم , وَأَعِيْش لَحَظَاتِي رُغْم غِيَابَك فَرَحَا مَع مَا يَصِلُنِي مِن صَوْتِك
لِأَجْلِي
احْفَظْنِي ..
وَيَقِيْنِي أَنَّك كَذَلِك , ف بَيَاض الْغَيْم يُسْتَمَد مِنَّا ( أَنَا وَأَنْت )
احْفَظْنِي ..
مِن هُنَا وَحَتَّى إِن أَخْتَارَنِي الْبُعْد وَغَيَّبَنِي مَوْتَا وَتَلَاشَى صَدَى صُوْتِي فِي أُذُنَيْك
ف بِهَذَا أَنَا لَا أَغِيْب لَا أَغِيْب ,
وَأَنْت كَذَلِك , ف اعْلَم أَنِّي س أُصَافِح الدَّمْع بَعْد أَن تَصِلَك كَلِمَاتِي هَذِه الَّتِي لَم أَخُطُّهَا إِلَا لَك , وَأَسْتَشِعر دَمِع مُقْلَتَيْك ,
رِفْقَا بِك عَزِيْزِي .. رِفْقَا بِي .. رِفْقَا بِنَا / عَلَيْنَا
فَالَقَدَر يُسَيِّرْنَا .. شِئْنَا أَم أَبَيْنَا