المظاهرات ... أسبابها وأهدافها .

[سعود القويعي]

بسم الله

عندما يخرج المواطنون في أي بلد من العالم إلى الشارع تهتف وتنادي وتتزاحم مطالبها كجموعها المتكتلة, فهي تأخذ هذا السبيل المتاح السهل لتعبّر عن سخطها واحتجاجها وتنادي بمطالب ترى الحكومة ممثلة في شخوصها, حرمتها منها واستغلتها وضيقت العيش عليها.

في الدول التي اعتادت ثقافة المظاهرات , لا يسئ إليها هذا الفعل, فقد اعتادته وتعتبره أمرًا طبيعيا لن يتتجاوز جمهرة تنفض بعد ساعات مع بعض الخسائر, وأحيانًا يتم الاستجابة لمطالب المتظاهرين ولو جزئيا , وأحيانا لايتم بسسب عجز الحكومة أو ارتفاع سقف المطالب .

في الدول التي لم تعتد على مثل هذا, يتم التحذير منه والتشديد عليه وايقاف رموزه من خلال اعلامها ومخابراتها وشرطتها , وتستغل في هذا الحالة النفسية لشعبها , لأن بعض الشعوب ترغب الصراخ بمطالبها لكنها تنتظر من يعلق الجرس عنها , فتبقى خائفة مترددة لاتستكين الى قرار .


والمتظاهرون ليسوا جميعا سواء في أسباب الخروج للتظاهر
منهم من هو صاحب رأي وهدف يرى أن التظاهر وسيلته الوحيدة لتحقيق أهدافه , ومنهم من رأى الجمهرة فانضم اليها لمجرد التجمهر , حالة نفسية للخروج من حالة الركود إلى فوضى الصراخ, ومنهم من طحنته الظروف المعيشية ويرى أنّه يعيش على الهامش , ربما أنه لم يحاول تغيير نفسه واستغلال قدراته, وبقي يزمجر ويلعن الظروف , يرى في التظاهر فرصة لتغيير حاله ولو على حساب الوطن ومكتسباته , فيكسر ويخرب لمجرد الانتقام أو السرقة, وتكون النتيجه كمن أمسك مسدسا لأول مرة فأطلق النار على قدميه .

وأخطر المتظاهرين ذاك الذي يسير وفق املاءات سياسية جلبها من خارج وطنه نتيجة حقد على السلطة القائمة, أو نتيجة انتقام شخصي , أو مقابل أموال أو تخدير فكر , وهو هنا لايعتبر متظاهرًا بل خائنا لوطنه .

والتظاهر بحد ذاته هو اعلان عن خطأ ما, يراه في حكومته ويرغب اصلاحه , لكن هذا في الدول التي اعتادته , أما الدول التي تخشاه كأسلوب جديد عليها ترى أن شرارته إن انطلقت فلا يعلم إلا الله أين يقف ضررها, كالشرارة حين تصيب كوم قطن , سريعة الأنتشار بطيئة الخمود , تملأ الأجواء بالسواد , ومن الخير القضاء على الدوافع قبل ظهورها , لأن الوقاية خير من العلاج , والناس شركاء الأوطان والمرء بعطاءه وتقواه , وما نستطيع اصلاحه بهدوء خير ألف مرة من انتظار الفوضى .

هناك الكثير من الشعوب التي اعتادت العيش بهدوء , تكره وسيلة التظاهر , تراها فوضى منظمة عواقبها لا تفرق بين رافض ومؤيد وأول ضحاياها الأبرياء الذين ينشدون أمنهم وسلامة اوطانهم, لذلك من الحكمة القضاء على اسبابها واغلاق منافذ الشيطان بكل الوسائل .

حمــاك الله ياوطن وأزاح عنك الشرور والفتن

كل التحايا

 

[مجاهد السهلي]

لا شُلت يمينك ..

أحسن الكلام....

في نظري الإعتراف بمبدأ خروج العامة إلى الشوارع للضغط على النظام لتحقيق بعض متطلباته يعني إهانة سلطان الله في أرضه و لو كان جائرا.

و لا تستقر دولة إلا بالعدل و لا يمكن أن يكون مفهوم العدل خاضعا للفهم الجمعي الشعبي بشكل حصري ...

فتفاوت الناس في الحكم على الشي يعني تفاوتهم في الإنسجام و الإنصياع للأمر و النهي.

و يكفي أن يخضع الأمر للنخبة .


أسجل إعجابي بما تكتب أخ سعود.
دمت بخير

 

[حنين الحربي]

أخي سعود مبدع في طرحك تترك المهم وتتناول الأهم...
لي عودة بإذن الله

 

[سعود القويعي]

اخي مجاهد
السكوت عن الظلم ليس معناه الرضا
والخروج على الحاكم ليس معناه التمرد واشاعة الفوضى
انما لكل فعل ردة فعل
والخير في العدل فهو طوق النجاة للحاكم والمحكوم على اي ارض وتحت اي سماء
و المسارعه في تصحيح الأوضاع هي الطريق الأقوم

اشكرك

 

[سعود القويعي]

اختي حنين
الأهم قبل المهم , لكن من المهم استباق الحدث قبل ان يقع
لأن تداركه يجنب الناس مايخشوه سواء حاكم او محكوم
لأن وقوعه خسارة للطرفين ولو كان فيه مكاسب او بعض مكاسب .
اختي وقد اجبت من قبل ان من اسباب قيام الثورات التي تبدأ بمظاهرات هو الفساد وهضم الحقوق وسحق آدمية الشعوب والأستهتار بهم والتعالي عليهم , ونشر ظلام السجون والقمع ومصادرة الرأي والحريه .

قلت انه لابد من القضاء على الأسباب واغلاق باب الشيطان كي تستكين الأمور من خلال العدل ونبذ الظلم والمشاركه .
كرامة الشعوب ليست كلمة تقال فوق المنابر , إنها الحقوق والحريات واحترام الشعوب وتحقيق مطالبهم .
الكرامة في كل مايهم الشعب , في حريته ورأيه وحقوقه الماليه والوظيفيه , انها اسباب حياته بكل الوانها
حين لايجد المواطن قوته او يستعصي عليه شراءه فإن هذا جزأ من كرامته .
حين يجد نفسه في الشارع بلا سكن او وظيفه فإن هذا جزء من كرامته.
حين يرى الثراء الفاحش لرفيق له في الوطن رغم احقيته مثله, بينما لايجد مايصون حياته ينتظر الصدقة او الهديه فإن هذا جزأ من كرامته .
حين تصادر حريته لأنه طالب بحقوقه وانتقد الفساد , فإن هذا جزأ من كرامته .
الكثير الكثير من مقومات حياة المواطن تندرج تحت الكرامه والعزه .
الصورة في عالمنا العربي قاتمة ومشوهه وتحتاج زمنا حتى يغسل بهاؤها مطر الحريه والكرامه .
اشكرك سيدتي