سلسلة ( بعض من عرفت ) فصول من حياتي - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
جُمُوحُ العَاطِفة (الكاتـب : محمّد الوايلي - مشاركات : 1682 - )           »          [ #مَعْرِضٌ وَ تَعْلِيْقٌ ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : ماجد العيد - مشاركات : 8214 - )           »          تبّت يدين البُعد (الكاتـب : عبدالله العتيبي - مشاركات : 14 - )           »          [ رَسَائِل أُخَوِيّة ] : (الكاتـب : خالد صالح الحربي - مشاركات : 41 - )           »          ارتداد (الكاتـب : ماجد العيد - مشاركات : 324 - )           »          العيد والغياب!!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - مشاركات : 6 - )           »          غُربة .. (الكاتـب : نوف مطير - مشاركات : 13 - )           »          الهبوب الصلف (الكاتـب : عادل الدوسري - مشاركات : 0 - )           »          فلسفة قلم .. بأقلامكم (الكاتـب : سيرين - مشاركات : 3847 - )           »          صالون النثر الأدبي 3 (الربيع ) (الكاتـب : نادرة عبدالحي - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 66 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي > أبعاد القصة والرواية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-21-2012, 07:23 PM   #1
سعود القويعي
( كاتب وناقد )

الصورة الرمزية سعود القويعي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 535

سعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي سلسلة ( بعض من عرفت ) فصول من حياتي




لماذا بعض من عرفت ...؟


يجنح الكثير من المشاهير في كافة المجالات وخاصة السياسيه الى كتابة مذكراتهم يرووا من خلالها بطولاتهم وكفاحهم ليتخذها البعض عبرة ومثل ويحذو حذوها !
وهمْ وإن لم يكونوا كذلك لكنها محاولات لدرء اخطاؤهم وبقاؤهم في اذهان الناس بعد تواريهم عن الأضواء .
وانا لا أزعم تشبيه نفسي بأحد ولست كذلك فأنا اعرف قدر نفسي وظروفي وإمكاناتي وحاشا لله ان طلب ماليس بقدرتي ليس هذا تثبيطا لكنها الحقيقة اعانقها كي لا يشقيني الخيال وتزلزلني صخرة الواقع ... اما حكاياتي البسيطه ( بعض من عرفت ) فهي حكايا نبتت على ارض الواقع اثقلت نفسي وارهبت احلامي بين حين ومنام ولا أدري لماذا زاورتني كثيرا فترة مرضي التي فاقت العام ونصف وبرغم ورديتها وتلذذي بها كونها رفيقة احاسيس .
إلا انها حين تزور مناماتي تؤرقني ، فقررت ان اكتبها لعلي ارتاح من ارقها ومناماتها على ان احتفظ بها لنفسي ازاورها بين الحين والحين استذكارا لزمن منصرم . لكن اعجاب النفس , لم يدعني والح في مشاركة الآخر لها ؟؟!
لكن كيف يقرأها الناس وهي بهذا العراء والشمس تلامس بشرة كلماتها ؟
فاضطررت ان اغربلها واعيد صياغتها احتراما لمن كتبت عنهم واحتفاظا بخصوصيتي وطمسا لأسراري الخاصه ، ولكي لا أستمرأ هذا النوع من الكتابة فيستهيوني وانا لست كذلك .ولن يغيب عن فكر القاريء اللبيب ان الحروف جميعها مستعاره
فظهرت كما ستقرأوها ، ولايخفى على كل قاريء ان مثل هذه القصص لاتروى بطريقة شريط فيديو يسجل كل لحظه إنما يتطلّب السرد القصصي ثوبا ادبيا يجنح من خلاله الكاتب الى اضافة او حذف بعض التفاصيل دون الخروج عن المضمون العام للقصه فلا يؤذيها او يشوهها او يشتت القاريء فيكون زبونا دائما لما تكتب .

وكما وضعت دائما في مطلع كل قصة اني لست دون جوان او وجها سينمائيا ولاامتلك ميزة تجعل النساء تتهافت علي إنما هي ظروف وصدف وحظوظ إلى آخر ماذكرت من تبريرات تشفع لي عند من يقرأها !
وكنت قد بدأت منذ زمن في كتابة قصة ( عطر الأيام ـ هيــا ) وكانت سعيا لراحتي وجميل ذكرى من كتبت عنها وكانت الأطول والأبقى والأجمل وكنت اعتقد اني داعبت نفسي وملأت غرورها ، لكني كنت واهما .
فكتبت حكاياتي مع بعض من عرفت وسأستمر في كتابتها بنفس الأسلوب طالما في الذاكرة منهن اسماء ووجوه وذكريات ...

كونوا جميعا بسعاده

 

التوقيع



لا أخشى عليك ياوطن من الأعداء الظاهرين
إنمــا خوفي عليـك المنافقين
( سعود)

سعود القويعي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-21-2012, 07:28 PM   #2
سعود القويعي
( كاتب وناقد )

الصورة الرمزية سعود القويعي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 535

سعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


هي الأمورُ كما شاهدتها دُولٌ .. من سره زمنٌ ساءته أزمانُ



أبو البقاء الرنــدي



(( لم أكن يومًا دون جوان أو فالنتينو ولكنها احداث فرضتها ظروف وزمن واحتياج وصدف وحظوظ


بعضها سعيت لها والبعض سعى إلــيّ .. فإن رأيتني كذلك فقد انصفتني ... وإن لم ترني فلم تظلمني ))


( سُـــعود )



بعضُ منْ عرفتْ



(( لي ذكريات كأخلاقي تؤدبني


فلا يخالجني روغ ولاكــذب ))


الياس أبو شبكه


( ن ) :
نشأت فتى أختلس الشقاوة كأقراني في عمري تملأني الضحكة والأماني ..
وبرغم نشأتي المتواضعة بين مسكن وملبس ومأكل وسط عائلة مكافحة لكن هذا لم يكن يعني لي شيئا .
فما دمت ألبس وآكل وألعب في الحارة فهذا كل شيء.وأضيف إليه أن كل ما حولي هو نفس الصورة المكررة في بيتنا.
لم يكن ما أرى خارجه يختلف كثيراً عن داخله .كان هذا هو كل عالمي .
لا اعرف شيئاً خارج حينا ، كان أشبه بسجن كبير ... حتى المدرسة صورة أخرى من الكآبة والتواضع وضعف الحال.
كان في إقبالة العيد فرح لايعادله فرح ... الثياب الجديدة من الغترة إلى الحذآء .... كأنه فرح!
تتكرر مرة واحدة كل أثني عشر شهراً... أذْ لم يكن عيد الاضحى سوى عيداً لّـلحم والدوران حول بيوت الجيران نعطي ونأخذ من قطع اللحم ..
وكان ( الحميس) هو أقصى فرحتنا وأما الثياب وإن كانت نظيفة فهي ليست بمثل نظارة ثياب عيد الفطر.. وكأننا نأكل في عشاءنا مابقى من غداءنا .
أيام وشهور وسنوات توالت .... هي اللحظات هي الصور والأشخاص لم تتغير..كانت طفولة بائسة نقتنص منها الضحكة أو البسمة اوكل ساعة من اللعب في سكك الحارة .
ثم تغيرت الأحوال وتبدلت وانتقلت الأوضاع .. ولم تكن لما تصورته وتمنيته ولكنها على كل حال كانت أفضل بكثير بالمقارنة مع ما مضى ، لم اعني بالتبدل في المعيشة إلى الأفضل وإن كان هذا يرضيني كغيري من الناس .. ولكن التبدل كان في نظري إلى الحياة .. زادت جرعة حريتي واستقلالي بذاتي .. أصبح عندي غرفة مستقلة رسمتها بأسلوبي وأثثتها بمزاجي : المكتب الصغير الجميل وجهاز الاسطوانات والراديو الذي عشقته فكان جزءًا مني وأنا جزء منه ... وسريري المريح وأقلامي وأوراقي ... وساعتي الصغيرة التي أصحو على طنينها ... ثم بدأت هوايتي في الرسم تتفتح .

بدأت برسم الوجوه واقتناء أدوات الرسم المتعددة .. رسمت كل شيء وأي شيء ..وبدأت هواية أخرى لذيذة ... القراءة بدأ مشواري مع المجلات المصورة التي كانت تطبع في لبنان وتطورت الهواية الى مايعرف بكتب الجيب ثم تلصصت على ماهو أكبر قصص ( أحسان عبد القدوس ) ومن على شاكلته التي كانت تجنح بي الخيال حتى أتخيل نفسي أحد أبطالها فأنفعل مع البطل وأنتصر له وأغضب من أجله ومن خلال كتبه تراقص في محراب صدري شيء يتحرك ويسرع خفقانه ولم أكن أعرف بوجوده من قبل ... وكأيّ فتى في مثل سني عشت مراهقتي وإن كان نصيبها العذرية الكاملة القسرية ، فلم أكن ملاكاً وقد خلقت بشراً ولكن المسألة فرضت علي ...
كانت الشرارة الأولى أقرب نار الى بيتنا بنت الجيران (ن) مستديرة الوجه خمرية اللون .. لم تكن جميلة في حكم مقاييس الجمال لكنها تمتلك شيئاً ما ، شيء تحسه النفس وتخطئه العين .. قد يكون سحراً أو جاذبيه ... أو أنوثة متدفقة .. او هو مزيجاً من هذا كله، لعلها قوة الحياة ... .وأحلا ما فيها غمازتان في خديها إذا ابتسمت غاصت الغمازتان وأما عيناها فلا أدري اليوم هل كانتا سوداوان أم عسلية داكنة أو مزيجاً من اللونين .. مرهفة الحس تذوب مع أحساس اللحظة التي هي فيها ، إذا فرحت أشاعت من حولها نوراً يملأ المكان بهجة وسرور .. وإذا حزنت تخيلتها خدوداً شاحبة وشفاه تدلت و أن عيناها تدمعان بلا دمع ..!
هذه هي رفيقة أولى خطوات قلبي ، وللحق هي من شجعتني لخوض تجربة اجهلها وأخاف منها كأي شيء جديد.
كنا نترافق الى المخبز سوياً وكان يتخلل المشوار نظرات وكلمات قليلة حارقة وبعض لمسات ألأيدي ...تنتهي بعودتنا .
ولكن هذا لم يكن كافياً ولن يكون . عندما تحتوينا ساعات الحرمان بعد الفراق .. وتعددت اللقاءات ولم يكن الشيطان غافلاً ليدلنا على رسم اللقاء وإيجاد أعذاره .
ولا داعي لذكر تلك الأعذار فقد كان بعضها ساذجاً والبعض طائشاً .. مما أدى الى كشفنا فكانت الستارة التي أغلقت مادونها وما بعدها .
حقدت على أهلها وأهلي وعلى ما كنت اسميه جهلاً وحسداً في قراراتي ، أعرف أن هذا عيباً وتجاوزاً بل جنوناً هذا مايقوله عقلي أعترف لي به ولكن قلبي كان يرفض هذا جملة وتفصيلا ...
وانشغلت بل أني تشاغلت بكثرة القراءة وأن كانت صورتها الجميلة البريئة تتراءى احياناً بين السطور.... ولم أعرف أن هذا أول جروحي . وبداية عراكي مع كل ماواجهته بعد ذلك من جراح تتابعت ... متلونة ، كوكتيل من الحرمان والفشل في الحب والعلم وظلم ذوي القربى وغدر الصحاب ..والمرض . لقد كانت حياتي سلسلة من الأسى والقسوة ، تركت الكثير من آثاره على جسدي ونفسي ولكنها لم تؤثر في إيماني وحبي للناس والغفران والتسامح .

انتهى فصل ( ن ) يليه ( ل )

هدية :
حين تختفي الشمس في حضن الغروب , واصل ما بدأته على ضوء القمر ( سعود )

 

سعود القويعي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-22-2012, 12:18 PM   #3
سعود القويعي
( كاتب وناقد )

افتراضي


لم احببتني ثم صالحت بيني وبين سواك وودعتني واحترفت الرحيلا؟

احمد عبد المعطي حجازي

(( لم اكن يوما دون جوان او فالنتينو ولكنها احداث فرضتها ظروف وزمن واحتياج وصدف وحظوظ
بعضها سعيت لها والبعض سعى الــيّ .. فإن رأيتني كذلك فقد انصفتني ... وإن لم ترني فلم تظلمني ))

( ابوجمال )

بَعضُ مَن عرفتْ

(( فإن انتم لم تغضبوا بعد هذه فكونوا نساء في المنازل والحُجْل
فلو اننا كنا رجالا وكنتم نساء لكنّـا لانقيم على ذَحـْل
فقبحا لبعل ليس فيه حميّة ويختال يمشي بيننا مشية الفْحل! ))

الشاعره غفيرة بنت غفار

( ل ) لا م .
عند اول زاوية تحاذي منزلنا يقع بيت اهلها ، لايستطيع الداخل والخارج من بيتنا الا ان يرى مدخل بيتهم ، ولأن بيتهم يشرف على زقاق غير مطروق الا من اهله والقاطنين حوله فإن باب بيتهم نادرا مايغلق فمه ، الا اذا جنّ الليل وغادرت الشمس سماءها لتشرق في مكان آخر من العالم .
تعيش فتاتي (ل) في اسرة مكونه من اب وام وشقيق واحد . الأب للأسف محروم من نعمة البصر وله اخ واحد يقوم بخدمته ويرعى تجارته رغم انه لايقيم معهم ولكنه يزاورهم ويلبي احتياجات البيت وينظم شئونهم .
شقيقها في مثل عمري ودراستي ولكن تحصيله العلمي في مدرسة اخرى خلاف مدرستي ، والده يرافق اخاه المبصر كثيرا ، فيغدو ويعود معه ، هو رجل جسيم فارع الطول ينضح شبابا وقوه ، وعلى قدر طيب من العلم وطيب الحديث ، لم يكن يعيبه سوى فقده النظر ، ولعل الأمر لم يكن يعني له الكثير ، فلم اسمعه يوما يشكو ظلامه .

الأم امرأة ضحوك تبالغ في الأهتمام بنفسها واجزم انها كانت تقضي نصف يومها تجالس المرآه ! ... هذا مالاحظته ، اما ماعداه فلاشيء يستحق الكتابة عنه . امرأة عاديه ، كانت تزاور والدتي كثيرا بحكم الجيره والأرتياح ، يتحلقان حول الشاي اوقات الضحى والعصر فلا ينقطع حديثهما ، في امور الحياة ومايستجد في الحي من احداث ، حوارات تتواصل او تبتر بقدر اهميتها ووقتها .
اما فتاتي (ل) وهي المعنيّة وهي سبب هذه السطور فلها عندي شأن آخر .كيف اصفها ؟
احيانا يحار الفكر في الوصف وتضيع المعاني ان تصل للمبتغى !
ولكني سأحاول وصفها مع عجزي عن بلوغ المراد ...
( ل) فتاة منحها الله صفات انسانيه كانت بالنسبة لي في حينها ابهار واعجاز !
تمتلك طريقة عذبه في الكلام ، تتناثر الكلمات من بين شفتيها مثل رشات الندى فتلقي بأذنيـــك مرغما تصغي اليها ، في صوتها بحة غريبه استطيع تمييزها من بين كل بحات العالم ، كأن في حبال صوتها قسوه تمر من بين شفتيها فتلين
اما شكلها وقوامها فلا أظن انهما ينفصلان ابدا عن تمام حسنها وبهائها الطاغي وكمال انوثتها ، فقد اهداها صانعها وجه سكبه في قالب عجيب من الإبداع ، جمعت فيه بين نار المجوس التي لاتنطفيء وبياض الرباب المحمول فوق انسام ربيعية ناعمه ، ملامحها فارسية تناديك للأحتفاء بعيد النيروز .
النظرة الأولى تشعرك بالقسوه ثم تتلاشى لتأسرك في ثانيه ، عيناها يصيبهما الكسل عندما تطيل النظر في ماتراه ، ، الشفتان تتعانقان بشوق لتخفيا صفين من اسنان منسقه ، يحلو لها احيانا ان تعض على شطر السفلى بأسنانها ، كانت تهوى اطالة شعرها حتى يلامس عجزها ويتجاوزه إن امكن .
اما طريقتها في المشي فقد كانت غريبة عجيبه ؟ فهي حين تسير تتثنى يمينا وشمالا بأسلوب اقرب الى الرقص وإن لم تكن تتراقص ، ولكن يرغمك على متابعة سيرها وتدهش له !


هي لم تكن تتعمد ذلك ، بل كانت خلقتها هكذا ، وكانت تتذمر من طريقة سيرها ، كونها تلفت النظر اليها ، وحين كنت اثني عليها وعلى تميّزها ، ترد بضحكة غنوج واظنها ايضا لم تكن مصطنعه.
مع توالي الأيام وتداخل الليالي لم يكن هناك فارق بين بيتنا وبيتهم ، كنت احيانا اسهر عندهم مع اخوها الى وقت متأخر ، نتسامر ونراجع الدروس او اللعب بما تيسر ، وكان هو بحكم قدرتهم الماليه يمتلك بعض الألعاب التي لم يكن والدي يقوََ على ثمنها ، هذا الى جانب توفر جهاز التلفزيون عندهم وحرماني منه ، لأن والدي لم يشتريه بداية لسببين ، قدره ماليه ومبدأ ديني .
كنت انا و(ل) في سن تتيح لنا ان نعبّـر عن عواطفنا ، وهي ليست عواطف عقلاء او من يخطط للمستقبل ، عواطف تمليها علينا الرغبة والأحتياج ، ولاابريء نفسي او ابرؤها ، فجميع الظروف المحيطه مهيأة لمثل هذه العلاقات ، واعترف اليوم بعد هذه السنون الطوال وبعد ان غاب عني وجهها الكحيل ولم اعد اعلم عنها شيئا ، ان علاقتنا برغم طول امدها وطيشها وتلوّنـها ونزقها احيانا ... لم تنزل للدرجة التي يصعب معها التراجع ... والحمد لله على كل حال .
الأمر الذي حيرني وارعبني ثم هدأت بعده واستكنت ... هو شقيقها !
كان يعلم مابيني وبين اخته ، فقد وقع علينا اكثر من مره ! ونحن نغزل كلمات الحب او كانت يدي تستمتع بدفء يدها ، بل تعدى الأمر الى القبلات !
وكان يواجه هذا بعدم الأهتمام !
فكنت اسألها : الا يتضايق ؟ الا تخشين ان يفتن علينا ؟ الخ ، فتجيب من خلال شفاه غمستها في جرّة من الكرز : لايهمك، هو ايضا لديه صديقه وانا عارفه.؟
ومره قالت : قلت له انك ستتزوجني، فسكت ولم يجيب ...قلت ربما لأجل هذا هو صامت ، قالت ابدا هذا طبعه!!؟ الى آخر هذه الأعذار الواهنه التي لم اقتنع بها الى اليوم.
مع اني اخاف كثيرا من مثل هذه المواقف واخشاها وارفع الراية دونها ، لكني اليوم اتسائل : لماذا استمرت علاقتي مع (ل) على هذا النحو؟
هل كان تفرّدهـا في مواصفات لم ارى مثيلها في حينها ؟ هل هو تشجيعها ؟ اغراءها ؟بحرها الجميل كأنثى ؟ الأمان الذي اشعر به كلما اسرعت للقياها ؟ ام هو شيطان الرغبة الذي ينحدر بي لأكتوي بنار اللذه ؟ لعله بعض او كل هذا ولايمكن الفصل بينه...
بعد سنوات قليله ، غادرنا الحي كما هي عادتنا في غربتنا داخل مدينتنا ! ثم غادروه هم بعدنا ، كما علمت يوما ما... لأن والدتها اتصلت بوالدتي في زمن الهاتف وتبادلتا السلام والذكريات وتوقف الأمر عند هذا الحد ، اما (ل) فلم تحاول الأتصال بي او السؤال عني ؟ وارجعت ذلك الى ان ماكان بيننا عبث لم يتوج بالنضوج او الحب او غيره ...
وطويت صفحة اخرى من البوم جميل يحوي صور بعض من عرفت في زمن الجيره وماجاء بعده في زمن التلفونات ... و.... غيرهم ، البوم غير مرأي ، مكانه الذاكره ، يحلو لي ان اقلّب صفحاته حين تسول لي نفسي رؤية صفحات الماضي في لحظات كاذبه او صادقه مع الوحده واحساس غريب، اني لم اعد مرغوبا ، احساس مرير عندما يمسك الزمن بأجنحتك فيتلاعب بها ويكسرها او يغلفها صدأ العمر ، حينها اهمس لنفسي واهما متحسرا باكيا ... لازلت موجود .

انتهى .... التالي ( ج )

هديه :
زمان ياحُب , ياما غُلُـبت فـيّ
وعمر الشوق ماعدّا رموش عينــيّ
واتاري المستخبي , مستخبي
واتاري الحب شيء مكتوب علـيّ

مرسي جميل عزيـز

 

التوقيع



لا أخشى عليك ياوطن من الأعداء الظاهرين
إنمــا خوفي عليـك المنافقين
( سعود)

سعود القويعي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-22-2012, 04:24 PM   #4
عروب باكير
( كاتبة )

الصورة الرمزية عروب باكير

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 13

عروب باكير غير متواجد حاليا

افتراضي


أخي سعود جميل ماكتبت والأجمل منه مصداقيتك
لي عودة لقراءة الجزئية الثانية
وأشكرك على هذه الهديه

اقتباس:
هدية :
حين تختفي الشمس في حضن الغروب , واصل ما بدأته على ضوء القمر ( سعود )
وأنتظر المزيد
تحياتي

 

عروب باكير غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-24-2012, 10:21 AM   #5
علي آل علي
( كاتب )

افتراضي


أسلوبٌ في سرد القصّة ، يجعلك تنساب مع الأحداث انسيابًا ، وتلكَ الأحداث في الصغر والتي
لامست الذاكرة لتعود بنا حيث كنّا صغارًا ، لرؤية العيد حينها بهجة وفرحة وسرور ، حيث
ذكرت بأنَّ من علاماتها الغترة الجديدة والثوب الجديد ، وانتقالًا إلى الأضحى وما فيه من توزيع
أكياس اللحم واستقبال أكياس أخرى ..

ثمّ كانَ الفصل الأول حيث ( ن ) والفصل الثاني حيث ( ل ) والثالث حيث ( ج ) والتي ننتظر إطلالتها
بشوق وحنين ..


الأخ الفاضل ( سعود )
إنّك والله لقاص مدهش
سأتابع بصمت .!

 

علي آل علي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-24-2012, 10:26 AM   #6
سعود القويعي
( كاتب وناقد )

الصورة الرمزية سعود القويعي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 535

سعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


اختي عروب
نحتاج احيانا ان نتكلم ليسمعونا ونكتب ليقرأونا مع جود حارس للكلمه يشطب مالا يجب ان يُسمع او يُقرأ ...
لأن الحياة جُبلت على الأسرار وبعض الخصوصيه.
لذلك قلت هذه العباره حماية لذاتي من سوء الفهم او التأويل :
(( لم اكن يوما دون جوان او فالنتينو ولكنها احداث فرضتها ظروف وزمن واحتياج وصدف وحظوظ
بعضها سعيت لها والبعض سعى الــيّ .. فإن رأيتني كذلك فقد انصفتني ... وإن لم ترني فلم تظلمني ))

اهلا بك اختي ومناى ان وجدتي فيها تسلية وفائده ... فالحدث الحقيقي جزء من نبض الحياه ومصداقيته مفتاح القلوب
اشكرك وهاأنذا اواصل السرد النابض بعروق عمري ...إليك ( ج )
ابهجني وجودك كل التحايا

***
استاذي علي
سأكون هنا دوما , فلا تبخل بالمتابعه

كونوا بخير جميعا

 

التوقيع



لا أخشى عليك ياوطن من الأعداء الظاهرين
إنمــا خوفي عليـك المنافقين
( سعود)

سعود القويعي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-24-2012, 10:38 AM   #7
سعود القويعي
( كاتب وناقد )

الصورة الرمزية سعود القويعي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 535

سعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


إنـنــا لانسير في الحياه بل نحملها ونسير بها
احسان عبد القدوس

(( لم اكن يوما دون جوان او فالنتينو ولكنها احداث فرضتها ظروف وزمن واحتياج وصدف وحظوظ
بعضها سعيت لها والبعض سعى الــيّ .. فإن رأيتني كذلك فقد انصفتني ... وإن لم ترني فلم تظلمني ))

( سُـــعود )

بَعضُ مَن عرفتْ

ولايهدأ الداء عند الصباح ولايمسح الليل اوجاعه بالردى
بدر شاكر السياب

جيــــــــم ( ج )


بين حارتين كنت اعيش وكانت هي ايضا ، ويمكن التنقل بين الحارتين مشياً .
بالنسبة لي كان شأنا عائليا فرضته الظروف ردحا من الزمن .
اما هي فكانت مع اسرتها في حي والحي الآخر ربطها به بيت جدها لوالدتها ، وكانت مع اسرتها تذهب هناك نهاية كل اسبوع ، يجتمع جميع افراد اسرتها في بيت جدها بصفته كبير العائله ، ثم يعودون مساء الجمعه لمنزلهم .

كانت هذه حياة ( ج ) مع اسرتها ، تعليمها توقف عند الصف السادس الابتدائي وانقطعت عن التحصيل العلمي لسنوات ، سمعت ان هذا بناء على طلب خطيبها وهو احد ابناء عمومتها ، لكـي تتفرغ للزواج !
ذلك الزواج الذي طال امده ، فلا هي واصلت تعليمها ولا ابن عمها تزوجها !
( ج ) فتاة حائره احيانا ، لاهيه حينا!
حين تتكلم يلفح وجهك هواء ساخن من بركان تخاله سينفجر ؟
تعالج سأمها وضيقها واحساسها بالظلم بمعاقبة نفسها .... فتراها تخاصم الاكل اولايعنيها قدوم العيد ، اواستقبال زائرة لبيت اهلها !
بل اكثر من ذلك ، ولكن هذا شأنها وقناعتها .
وحين استعيد جزءاً من شريط ذكرياتي عنها اتذكر ذلك الوجه الدائري المفعم بالصحه ، الذي ترتاح العين لقسماته لولا تلك البثور التي انتشرت في خديها بسبب تراكم سنين الوحده بلا زوج يمسح تلك البثور ويعيد لوجهها صفاه ونظارته ، قوامها مكتنز تكاد السنين ان ترهله ، يعيبها قصر قامتها وتداويه بانتعال الكعب العالي .

ولأنهم جيراننا هنا وهناك والرؤيه متيسره بين البيتين فلم يكن للقيانا ترتيب
(ج) هي الكبرى بين ثلاث اخوات الوسطى لااذكر اليوم بأي مرحلة كانت ولكنها في سن المراهقه ، الصغرى كانت حينئذ في سن ماقبل المدرسه .

كانت الوسطى تعاني حالات اكتئاب متقطعه تنتابها بين الفينة والاخرى ، وحين يغشاها اكتئابها تمزق كتبها او تكسر شيئا او تقصف الجميع بالشتائم !
حالة نفسية نافره تزاور الوسطى منهم لكنها لاتطول ، اذكر ان اهلها يذهبون بها الى احد المشايخ يقرأ عليها ، كان هذا علاجها الوحيد !
استمر وضعها النفسي المؤلم حتى انتبهنا ذات مساء على اصوات صراخ وعويل في بيتهم ... للأسف احرقت الفتاة نفسها ولم يجدي معها الأسعاف ... و...... ماتت ؟ لم اشغل فكري كثيرا بهذا الأمر فلن ينفع بشيء .
هل كان موتها بسبب تلك الحاله الغريبه ام ان وراء الحدث امور لااعلمها ؟
بعد ايام لااذكر عددها ، كنت مع (ج)وشقيقتها الصغرى ، جلوسا في سطح منزلهم نتناول الشاي من يد الصغيره ، وحين انظر الى عيني (ج)اراها تسهم كأنها تتذكر ماحدث لأختها .
لم ارغب في سؤالها ، فليس امرّ على النفس من اجترار الحزن ، تركتها تبدأ الحديث من اين شاءت ، لكن الصغيره اخذت رأس الكلام حين قالت : بكره بنروح بيت جدي .
واخذت اطراف الحديث وسألت (ج) لماذا لاتعيشون هناك بعض الوقت ؟
اجابت : لايهمني اين اعيش او مع من ؟ ولايهمني اي شيء؟!
قلت في نفسي ، هذا طبعها ، لاجديد !
سألتها عن امر زواجها واين وصل ؟ وكأني ضغطت على ازرار صاروخ لينطلق لعنان السماء ... ردّت بمرارة وسخريه : اي زواج هذا؟
هذا في الاساطير !
(فلان)وذكرت اسمه بعد ان شتمته ، يعتقد اني جارية عنده ! وكل ماعلي الأنتظار حتى يتعطف ويتزوجني؟ وكما ترى انا اكبر واتعب وهو لامبالي ، ومايؤلمني اكثر ان اهلي يوافقونه على هذا التصرف دون حساب لرأيي واحتياجي وميولي ؟! وكأن المرأه ( شاة ) تقاد للمسلخ ؟ هل مايفعلونه يرضي عاقل ؟ ماهذه التصرفات ؟
قلت : الم تحاولي التحدث مع امك في هذا؟
اجابت بسخرية ويأس : تكلم مين ؟هؤلاء عقليات متحجره .
صمتت قليلا ثم واصلت: الظاهر لازم اسوي مثل اختي وارتاح !!!
تأثرت لحالها وهوّنت عليها الامر ، وفاجأتني وهي تمسح دمعها بطرف يدها وتبتسم من خلف حزنها ... قالت : لماذا لاتخطبني ياسعود ؟ صحيح انا اكبر منك لكن عشان يمكن يحس هذا (.....) بالغيره ويتحرك .
اجبتها مازحا : خلاص ندخل سوق المنافسه واللي يدفع اكثر يشيل !
ردت حانقة : ماني ناقصتك .
وانتهى مجلسنا دون امر واضح ، مجرد حوار تراوح بين الجد والهزل والابتسامة ودمعها .

ظلت علاقتي مع (ج) مجرد علاقات عاديه تخلو حتى من كلمات الغرام ، فهي لم تكن من هذا النوع ، كانت تتعامل حتى مع الأمور العاطفيه بطريقة تخلو من المشاعر ... كانت تنتقم من وضعها في نفسها ، وكما ذكرت سابقا ، للوصول بالعلاقة بينها وبين الرجل الى ابعد حدود ، لكن بقرارها هي ، ورغم انها كائن لطيف احيانا وجسد يُشتهى دائما ، الا اني لم اكن مستعدا للدخول في معركة خاسره مع خطيبها وزوجها المنتظر ، فلديه من الضخامة والقوة مايجعلني اتوارى في لباس السلامه ... لأنه لو شك لحظة ان بيني وبين اسيرته مايظنه من يحميني منه وبماذا ادافع عن نفسي ، لهذا انقطعت عن مزاورتهم واكتفيت برؤيتها عند زيارتها لبيت جدها .

لم تكن تهتم بأمري مادامت هذه قناعتي ، وبعد حادثة موت اختها بأقل من سنه بدت علامات زواجها تبدو للجيران ، تتسوق كثيرا وسيارة ابن عمها تقف دائما امام بيتهم ، واخيرا تزوجت (ج) بعد سنين من اليأس وانتقلت لتعيش في بيت الزوجيه ، في حي ثالث بعيد عن احيائنا .
بعد سنتين او اقل تناهى الى سمعي انها طلقت ولاأعرف السبب ولم اسعى لمعرفته ، ربما كان طبعها النافر وتمردها على كل شيء حتى على نفسها ،ولم اهتم فقد كنا في حي آخر بعيد ، وطويت صفحة (ج) الفتاة العنيده المتمرده التي تفعل اي شيء وكل شيء ...
وتذكرت جسدها المكتنز وقِصرها الملفت للعين و ... ابتسمت .

[/b]

انتهى امر (ج) يليه (ش / 1)


هديه :
وانت جنبي .. بنسى روحي وانت جنبي .. بنسى كل الدنيا الا عنيك حبايبي
وانت جنبي .. في كل همسه .. كل لمــسه الف شمعة حب بتنوّر في قلبين
ياحبيبي عايز اغني للعيون السود وخايف يزعلوا مني الخدود والا الشفايف

من .. منحرمش العمر ( مرسي جميل عزيز )

 

التوقيع



لا أخشى عليك ياوطن من الأعداء الظاهرين
إنمــا خوفي عليـك المنافقين
( سعود)

سعود القويعي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-28-2012, 02:21 PM   #8
سعود القويعي
( كاتب وناقد )

الصورة الرمزية سعود القويعي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 535

سعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


إنـنــا لانسير في الحياه بل نحملها ونسير بها
احسان عبد القدوس

(( لم اكن يوما دون جوان او فالنتينو ولكنها احداث فرضتها ظروف وزمن واحتياج وصدف وحظوظ
بعضها سعيت لها والبعض سعى الــيّ .. فإن رأيتني كذلك فقد انصفتني ... وإن لم ترني فلم تظلمني ))

( سُـــعود )

بَعضُ مَن عرفتْ

(( خلّ الملام فليس يثنيها حُبّ الخداع طبيعة فيهــــا
هو سـرّهـا وطلاء زينتها ورياضة للنفس تحييها ))

عبّـاس العقـاد ( اعاصير مغرب )

( ش ) شيــن .
في الأحياء الشعبيه تتقارب البيوت بتعارف نساء الحي وتتباعد بالمنعطفات وكثرة السكك ... وبين البيت والآخر والسكة ومثيلاتها تختبيء قصص وحكايات واسرار وتفاصيل .
خلف بيتنا ينزوي بيت يفتح من الجهة الأخرى ، لانعرف ساكنيه ولاتربطنا بهم صله ولانعلم عددهم ومن هم اومن اين؟
ربطتني المعرفة بواحدة من قاطنيه ، كان حبل الوصال دكان صغير يلزم الوصول اليه من بيتنا الدوران ثم المرور من امام بيتهم ، رغم ان احتياجي لذاك الحانوت قليل والأقل منه مايحتوي من بضاعة لاتفي بالغرض احيانا.
في احد الأيام ولاأذكر إن كان مساء او ضُحــى ، وانا امشي جوار ذاك المنزل ، فوجئت بالماء يرطّب ثيابي تلاه صوت يعتذر بكلمات بسيطه ، كانت تدلق الماء من سطل ، واشك انها قاصده !
التفت فلامست عيناي فتاة اظنها في نهاية العقد الثاني من عمرها ، زهرة تتفتح للحياه وجه يحمل بين قسماته جنون الصبّار في يوم قائض ، شعر نافر يتعارك مع خصلاته ، وعيون واسعة كعيون البقر وشفاه تضحك وهي مقفله ! وانهيت نظرتي الفاحصه المتطفله بإبتسامة لعلها فهمت انها ذات مغزى !
ثم واصلت طريقي لما انتويت اليه ، اخذت حاجتي وقفلت راجعا من دربي لكن باب المتنمره كان مغلق .
بعد ايام عاودني الحنين لأبتياع شيء من ذاك الدكان فقير البضاعه ... بحثت في عقلي عن حاجتي فلم اجد ! فصنعت لي حاجه ويمّـمت شطره .
تجاوزت منزل الفتاة الموصد ، وحين دلفت المحل لقيتها امامي سبقتني وكأننا على ميعاد ؟ تبادلنا النظرات ، ولمحت ابتسامتها الصابحه من خلف غلالة خفيفه ، تركتها تأخذ حاجتها وعند خروجها حانت منها التفاتة سريعه و لحظت عيناها تناديني ، او هكذا خيّل اليّ ، نسيت اسباب مجيئي ، وهل جئت لشيء ؟ تبعتها ... تباطأت في مشيتها حتى تجاورنا واكملنا وتم التعارف في خطى قليله ومسافة قصيره !


اسمها (ش) واحدة من ثلاث اخوات هي الأكبر . وفدوا من منطقة تبعد عن الرياض بضع مئات من الكيلو مترات ، والدها يمتلك محلا لتجارة القماش في احد الأسواق وتدل احوالهم ان تجارته رابحه ، والدتها تزاور باستمرار شقيقة لها تسكن في اطراف الحي وغالبا مايذهبن بناتها معها وتتخلّف هي بحجة مراجعة الدروس او تنظيف البيت ، او انها ليست على وفاق مع بنات خالتها ولاترغب رؤيتهن !
الى آخره من هذا الكلام الذي يوحي باستعدادها في المضي للمعرفة بيننا الى ابعد من الكلمات والنظرات اوالصمت المشين !
وكأي فتى في سنيّ المراهقة او فوقها بقليل شغلت فكري وداعبت خيالاتي حين اغمض عيني ابتغي النوم .
جلست يوما مع احد ابناء الجيران يقاربني في العمر وارتاح لحديثه او تشنيعه على الغير ، وكان مجلسنا الدائم احدى زوايا الحاره تقع في رأس السكه بعيدا عن الأبواب يشرف الجالس فيها بنظره على شارع طويل يربط شرق الحي بغربه ، كان المربض ملكا لجميع الساكنين حوله ، فترى كبار السن يتجاورن فيه تحت اشعة شمس الشتاء او امسيات الصيف البارده ، وكالعاده تحدثت مع رفيقي في كثير من الأمور العاقله والتافهه ...
ونحن نجترّ الحوار لاحت من بعيد انسام نساء قادمات ، يتجاذبن اطراف الحديث في همس ، وحين دنون منّـا انفصلت احداهن ودخلت منزلا قريبا ، دعتهن للدخول فاعتذرن وواصلن المسير عطفا على سكتنا ، وبعد ابتعادهن وكزني رفيقي بيده وهو يقول ماعرفتهن؟ فأجبت بالنفي ، فقال ان المرأة السمينه جارتكم ام فلانه ، فاستنكرت ذلك ثم عاد يؤكد انهن الساكنين خلف بيتكم ، وهنا تذكرت (ش) وسألته إن كان يعرفهم ؟ فأجاب باستغراب كيف لاتعرفهم وهم جيرانك؟ قلت انهم ليسوا جوارنا انهم في الشارع الخلفي ...
بدأ جليسي يخبرني مايعرفه عنهم بعدما اطمئن الى جهلي عنهم .
معلومات بعضها عرفتها من (ش) الا انه ختم روايته بقوله ان ابنتهم الكبيره ليست كما ينبغي ، ربطت بين حديثه وحديث الفتاة فاستنتجت ان الأمر يتجاوز ( إن وجد ) الرؤيه والكلمه والغزل!
نسيت امرها تماما ، فليس اضرّ من علاقة مُطْلَقَــه بين فتاة وفتى في حي شعبي لايحفظ السر تؤول الى مالايحمد عقباه . ولكن هل انتهى الأمر الى هذا الحد وهل ركنت الى العقل ؟ لم ينتهي ، انتهى فقط امر البدايه ، اما النهاية فلها شأن آخر !
في احدى الليالي خرجت لأبتياع طعام العشاء من احد المحلات الشعبيه القريبه ... في منتصف الطريق وتحت اضواء نصف كاشفه تعتلي بعض الأبواب ، لاح لي شبح امرأة تسبقني في نفس اتجاهي ، سرت خلفها بشكل اعتيادي لاأعرف من هي ، لعلها التفتت فأبطأت حتى تلامس ظِلانا .
نظرت اليّ وعاتبتني بصوت خفيض ( اهلا سعود ، وينك ؟ مانشوفك) ؟
فأجبت ( مشغول ) توالت اسألتها : وين رايح؟ وماذا سوف تشتري؟
اجبتها ، ففاجأتني بسؤال لم يخطر على بالي ولم اتوقعه لكنه اعاد الى خاطري كلمات صديقي ( ليست كما ينبغي) قالت بكل جرأة الأنثى حين تسوقها الرغبة ويتلاشى منها الحياء ( اقدر اشوفك بكره العصر؟) اجبت : اين ؟
قالت :عندنا بالبيت ! قلت وبأي صفة ادخل بيتكم؟
تجاهلت سؤالي وقالت: غدا ستذهب امي واخواتي لخالتي وسأتخلف عنهم وانتظرك بعد العصر عليك ان تنقر الباب نقرات خفيفه سأعرف انه انت وافتح الباب .
سكتت قليلا ثم شخصت بعينيها في عيني وقالت ( ماتبي تتزوج ؟)
و(تتزوج) كلمة مهذبه لأمر لايصح ذكره ،وفهمت رغبتها ، وحين لاحظت تلعثمي وصمتي قالت بأسلوب فتيات الليل:
( باين عليك غشيم ؟ لاتخف كل شيء سيكون على ماتحب ! المهم لاتتأخر عن الموعد) .
في الغد ومنذ الصباح وانا في دوامة بين شبق الشباب والخوف من تبعات هذه الخطوه ، عند العصر غلبني شيطاني وامتطتني شهوتي ، فذهبت اجرّ قدميّ .
عند بيتها وجدتها تنظر من خلف الباب فدنوت وإذا بها تفتح الباب وتمسك بذراعي بحركة سريعه خشية ان يرانا احد الماره مع ان شارعهم الصغير نادر الخطوات .
اغلقت دوننا وهي تقول : تأخرت ، خشيت ان لاتجيء، !
بينما انا اتصبب عرقا وخوفا.
كانت ترتدي قميصا شفافا يطل من خلاله نهدان منتصبان يتأهبان للعراك ، وشعر ناكش لم يؤذي حُسنها ،عيناها الواسعتان بشكل يدعو للتأمل ويغري للغوص فيهما وكشف سرهما!
تعمقنا في المنزل وهي تمسك ذراعي ... ربما خشيت ان اتراجع ... !
يد ممسكة بيدي واخرى ترفع بها اطراف قميصها لتبدو تحته ساقان تنشدان الحركه تبغيان الركض لما انتوت عليه صاحبتهما !
خيّل اليّ انها انتزعت ساقيها من احد التماثيل التي تزخر بهما شوارع وابنية روما وميلانو.
نقشتها ازاميل الاغريق قبل ميلاد المسيح ، او من تلك اللوحات النسائيه المضطجعة الأنصاف عاريه ... الرابضه في اسقف كنائس الفاتيكان بريشة مايكل انجلو ومن جاء بعده .
وما إن دخلنا احدى الحجرات الصغيره الضيقه التي هي سمة المنازل الصغيره حينها ، حتى تحررت من قميصها الذابل في احظان الورود بينما لازلت في حيرتي وعبثي الفكري وتساؤلي :
تّـرى لو جاء احد اهلها الآن صدفه ؟ لو حضر والدها بغير موعد ولأي سبب ؟
لـو ... لــو؟ ماذا سيكون عليه وضعي ؟
لاشك سأكون سببا قويا في استبدال اهلي الحي بآخر. ؟
هذا اذا وقفت الأمور عند هذا الحد ولاأظن ذلك.. وبينما هي تتهيأ لما رغبت !
إذْ بــي وبلا تردد وبلا وعي انحو صوب الباب وانا اسمعها تنعتني بأقذع الألفاظ واني لا أصلح للحب واني لابد اعاني امرا ما ؟ الى اوصاف لالزوم لذكرها !


خرجت وانا ارتجف ولم اهدأ الا حين انعطفت نحو منزلنا ثم واصلت طريقي لمكان جلوسنا المعتاد لعلي ارى رفيقي واجد فيه ملاذا ينسيني بحديثه عن ذاك الموقف الصعب . ولما لم اجده رجعت للبيت ، لغرفتي ....
واسلتقيت على فراشي الذي يعاني اليتم ، واندمجت مع نفسي استذكر كلماتها واسخر من نفسي ومنها ومن ساعة لقياها ، تناولت احد اقراص الأسطوانات وادرتها ... وحمدت الله اني خرجت قبل ان يحضر احد اهلها ، كما خمّنت .
وقفت حكايتي معها الى هذا الحدّ ،،،،،، كانت كلما لمحتني في الشارع تشيح بوجهها عني معلنة عن احتقاري وركلي من حياتها ، إذْ لم اعد بالنسبة لها إلا عنّـيناً لاأصلح لممارسة الحب !هذا انا من وجهة نظرها !!!
أما هي فقد شاء حسن الحظ ان تنتقل مع اهلها من الحي بعد ذلك بأشهر ، حيث كشفها اهلها مع احدهم في وضع لايسرّ ، وخوفا من فضيحة في حي لايعرف الأسرار غادروا حارتنا غير مأسوف عليهم وعيون الشماتة تلاحقهم مني ، وثأرت منها بطريقة لم يكن لي يد فيها.
رحلت ( ش ) وانطفأت بعدها شعلتي الســــــاخنــــه وترددي ومعها تلك الأتهامات الشنيعه واستعدت ثقتي في نفسي ومسحت ذكراها من عقلي ، وإن ظلّت صورة قوامها الأبنوسي البضّ تسخر من جُبنــي وخسارتي لها .

انتهى فصل (ش) يليه ..( ب )


هديــه :
المعــزّة درجـه من درجـات الحــب ( سعود )

 

سعود القويعي غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كيتــي (3 فصول ) سعود القويعي أبعاد القصة والرواية 6 06-17-2013 08:32 AM
( قشرا حياتي ) ،،! مرضي البلوي أبعاد الشعر الشعبي 14 12-18-2011 08:36 AM
فضل صيام عرفة فيْصَل الصَقّار أبعاد العام 4 11-05-2011 08:40 AM


الساعة الآن 05:29 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.