غلبة اللَّهجات العربيَّة المحكيَّة على الفصيحة
اجتاحتْ المحكيَّةُ الفصيحةَ، وعمَّ استخدامها وغلبَ، بحيث باتتْ الفصيحة غريبة في ديارها وبين أهلها ومتَّهمة، يقتصر التَّكلم بها على ناس دون ناس، وينحصر في بعض مجالات الحياة، ولا يكاد أنْ يجيدها بعلومها وفنونها إلَّا النُّخبة من المعنيِّين بها والمهتمِّين وبعض القبائل العربيَّة في البادية. هذا عدا عن اعوجاج لسان بعض العرب وافتتانهم باللُّغات الأعجميَّة، يخلطون العربيَّة بالأعجميَّة من غير حاجة إلى ذلك ولا ضرورة، ويسخرون من المتكلِّم بالفصيحة ويتهمونه بالتُّهم القبيحة، وجيلًا بعد جيل تتغرَّب الفصيحة أكثر وتتراجع، وتزداد الهوَّة بينها وبين أبنائها، وينتشر جهلهم بها ويعمُّ، وتتمدَّد المحكيَّة المحلِّيَّة أو القبليَّة، وتستشري الأجنبيَّة الوافدة أو المستوردة، ويتباهى كلُّ قوم بمحكيَّتهم على حساب الفصيحة وكلُّ إقليم بلهجتهم، بل ويتباهون بإتقانهم للغة الأعاجم قبل إتقانهم للعربيَّة، مع أنَّها العربيَّة، بعيدًا عن التَّعصُّب والانحياز، لغة الإسلام، وأُمُّ اللُّغات، ولا ينكر فضلها إلَّا جاحد أو حاسد أو جاهل.
القضيَّة مطروحة، يا أحبَّة، للنِّقاش، ونسعد بكلِّ وجهة نظر أو رأي أو ملاحظة.
والله يحفظكم
يبدأ النِّقاش الَّليلة في العاشرة مساء
ويستمر لمدَّة 47 ساعة
