مــــــــرايـــــــا

[حسن زكريا اليوسف]

لــغــتــنـا الـعــربــيـة



مكرَّمـةٌ لهـا فـي الفـضـل سَـبـقٌ
فــمِــن أتـرابـهــا اللهُ اجـتـبـاهــا


وتـوّجـهـا بـقــول مــنــه فـيـهــا
كـفـاهـا ذاك سُـلـطـانـاً وجَــاهــا


بهـاءَ الــروح والمبـنـى حَبـاهـا
ونـوراً فــوق نــور قــد كسـاهـا


بهـا القـرآنُ فــاض لـنـا رحيـقـاً
وعـنـهـا ذاد خـيـرُ الخـلـق طـــهَ


فـفـي سَكناتـهـا سَـكـنٌ لـــروح ٍ
ونبضُ حروفها يُحيـي الشفاهـا


كريمـة محتـدٍ ، شمّـاء ، ليسـت
تُجارى في الأصالـة أو تضاهـى


فكـم قِـدمُ الزمـان مـحـا سـواهـا
وأطـــلالاً أحـــالَ، ومـــا مـحـاهـا


فـهـاهـي بيـنـنـا وربيـعـهـا لــــم
يــزل ، ويـظـلُّ نيسـانـاً صبـاهـا


رؤومٌ ، قلـبـهـا رَحـــبٌ فـسـيـحٌ
وتـغــمـرنــا حـنــانــاً مُـقـلـتـاهــا


تــؤلــف بـيـنـنـا وتــلــمُّ شــمــلاً
تفرّقَ ، حيـث يخفـق مـا خلاهـا


ربـيـعُ قلوبـنـا وضـيــا الـمـآقـي
وفي روض الوريد جرى هواها


بهـا الأشـعـار تـرفـلُ والأغـانـي
ويفـتـن سـحـرهـا أذنـــا وفـاهــا


تفـيـض حروفـهـا عـذبـاً فـراتــاً
ويغـمـر قـامــة الـدنـيـا شـذاهــا


وشامـةُ حُسنهـا ضــادٌ مـُضـيءٌ
تُمـاحـك وهــي تـُبـرزه سـواهــا


ونـادلــهــا يـــــراعٌ أو شـــفـــاهٌ
إذا أقـداحـهـا سُـكـبــت شَـفـاهــا


بـهـا التـاريـخ مكـنـونٌ مـصـونٌ
إلــى الأمـجـاد يرشـدنـا هُـداهــا

هي الأسمى بها الأسماء تسمـو
وتسفـلُ حيـن تخطئـهـا اتجـاهـا


حمـاهـا الله مــن كـيـد الأعــادي
ومـمــن عـقّـهـا حـتــى تـبـاهــى


غـدت لطعانهـم مـرمـى فأعـيـت
نصالهـمُ ومـا انفصمـت عـراهـا


ألا تـبّــاً لــمــن عـنـهــا تـخـلّــى
وطوبـى للألـى كسبـوا رضـاهـا


ستـبـقـى حـيَّــة تـحـنــو عـلـيـنـا
ونبـقـى رافعـيـنَ بـهـا الجـبـاهـا


ويبـقـى أيـكـهـا نـضــراً بهـيـجـاً
ويغـدق فـي العطـاء لنـا حيـاهـا


هـي الـسَّـلـوى وبسمتُهـا ستبقـى
ويـورقُ في صحـائفــنا ســنـاهـا

ح س ن ز ك ر ي ا ا ل ي و س ف

 

[حسن زكريا اليوسف]

ربــــــــيـــــع الـــــطـــــفــــــولـــــــة



الذكرى أنهار

وربيع

وثمر

ومواسم أفراح

في روض الروح

وجنان الوجدان

وحنيني بحر

جامحةٌ أمواجُهْ

لا يغفو

ليس له شُطآن



البيت

مرصوصُ البُنيان

فيه تعانقت ِ الجُدران

يكسوها الحوّار

وعُراها وثقى

في لُبِّ السَّقف

شامخة حتى الآن

ما وهن البُنيان ولا لان

شُبَّاكان

على الدرب يُطلاّن

وهما عينا البيت الزرقاوان

وعلى الحاجب عصفورة

تحرس حين ينامان

صُفَّة

مستلقيةٌ باطمئنان

تحت عيون الشبَّاكين

ودواليب

عامرةٌ بالدفء

وادعةٌ في أحضان الحيطان

وخلايا

تكتنزُ مؤونتنا

وارتها الأستار

وقلائدُ تين

وقلائد ُرمّان

وحصيرةُ قشّ

جدَّلت الشمسُ ضفائرَها

ضوء الكاز

نعسان

تتأرجحُ شعلتهُ

تترهَّلُ كالسكران

تكبو مرَّاتٍ مرَّات

والأنفاس دُخان

مدخنةٌ

حوراءُ القامة

تتوارى في حضن جدار

بائسةٌ

ثكلى

لا تخلعُ ثوبَ حِداد

مدمنةُ الأحزان

مدفأةٌ

شامخةٌ في وسط البيت

حسناءُ .. عَروس

ضامرة الخصر

يُضنيها الشوق

تظفرُ بالبرد

بعد غياب

فتعانقه

ودموعُ فرح

تتهاطل

يستعرُ جنون النشوة

فتشبُّ النار

والدفءُ حَنان

باب

بابٌ خشبيٌّ تعبان

خابيةٌ

من نسل الفخّار

خضَّبَ قامتها الحِنَّاء

تُغري وتُدغدغ بسمتُها لهفةَ ظمآن

جُرن

منتعشٌ ريّان

خلقين

عـــذبٌ فيها الماء

زُلال

ببّور

نزقٌ غضبان

ورد

يتبخترُ حُسناً

وشذاه يُعانقُ عبقَ الحُوَّار

يُثملُ أنفاسَ الدار

درب

يمتدُّ كنهر

بين جناحي قريتنا

رُصِّعَ بالأحجار

يُغري شغفَ الخطوات

وزُقاق

ضمَّ جناحيه

ليؤلِّفَ بين الجيران

مِزراب

مزرابٌ موسيقار

يرتاح على ضفَّة ِ سطح

يعزفُ لحنَ الأمطار

حَبقٌ فوّاح

حطَّ الرحلَ على أكتاف الشرفات

وعلى صهوات الحيطان

يُثملُ أنفاسَ المارّ

قُطعان

تنطلقُ مع الصُّبح

الشمسُ تهشُّ عليها بالنور

أسرابُ عصافير

تشدو لحنَ الحريّة

ديك

يطوي صمت الليل

بصياح ٍ ميمون

يوقظ ما استرخى من هِمَم ٍ

وقوافلُ صِيصان

كانت تنسلّ

من قُنِّ الجيران

ونحاول خطفَ الصوص ِ الكسلان

فتثورُ الأُم

وتلقِّننا درسَ أُمومة

هائجةً تنقضُّ علينا

تنقرنا

فنولّي الأدبار

وحواكير

تحضنها حيطان

تتلوّى كخصور ِ غَوان

وعلى فنن كَرَز

حبّاتٌ أبكار

مثنى، وثلاث، ورُباع

في عِصمة عِيدان

وعرائشُ نشوى

تسترخي فوق سرير ٍ واهن

هاماتُ التين

ورواسي الزيتون

راسخةُ الأركان

لله تُسبِّحُ ليلَ نهار

بُستان

مخضرُّ القامة

صدرٌ رحب

يسترخي بأمان ٍ واطمئنان

بمزاج ٍ ريّان

يحرسه جُندُ الرُّمّان

وعيونٌ حُور

عينان

من نسل الرومان

في حضن الدرب

عينٌ ثالثةٌ

تحت جناح الشمس

رابعةٌ في البستان

الماءُ زُلال

كقلوب الأطفال

وصبايا

من نسل البدر

أينعَ فيهنَّ الحُسن

يتسوَّلُ منهنَّ الطُّهر

كنَّ إذا ما الصُّبحُ تنفَّس

أو تحت ظلال العصر

ينفُرنَ قوافل

ويَردنَ العَين

يتبادلنَ الأخبار

وعلى درب العودة

آثار خُطاهنَّ قصائدُ ماء

البيدر

مُنتجعٌ .. مَقهىً .. مَيدان


دُكَّان

يرتاحُ على شطِّ البيدر

تغمزهُ الشمسُ إذا طَلَعَتْ

وعلى شطٍّ آخر

ولَّى شَطْرَ القِبلة ِ دُكّانان

( بيكابان )

آلامَ وآمالَ القوم يُقِلاّن

تنّور

خبزٌ يولدُ من رحِم النار

لذته أطوار

ما شحَّ له طعمٌ أو عبقٌ حتى الآن

حَلّة

واحةُ خير

وعليها تُعقَدُ آمال

خاويةً تَرِدُ صحون

مُتخمةً تصدُر

ورحى

يُرهقها رقصٌ ودُوار

ختيار

ذو وجه ٍ نوّار

في الساحة

كان يردِّد:

[ سنموت غداً

وسننزل تحت الطين

والدود سيأكل عينينا

وكأنا ما رُحنا في الأرض ولا جئنا ]

يَختزلُ القصة بثوان

بائع

من كفَّيه انسلَّت أغصان

جَوّال

يصدح في الحارات

وعلى مرفأ كتفهْ

يرسو كيسُ بضاعته ِ

يُرهِقُهُ .. يوهِنُهُ

يفترش الأرض

في ظلِّ جدار

يبسط ما في الكيس

من أسطُر ِجَبهته ِ يَهطُلُ دُرّ

وأريكته الصَّخر

أفواجاً تردُ النسوان

بعد قليل ٍ يتململ

ويهمُّ رويداً

ويُردّد:

[ يا جبّار ]

الجامع

بيت الرحمن

يحضنه دربان

وله بابان

بابٌ كلَّ صباح ٍفيه تمرَّى الشمس

وقُبيلَ النوم تُقبِّلُ رأسَ الباب الآخر

المحراب

منتصبٌ بخشوع

شاخصةٌ عيناه إلى القِبلة

المنبر

لله يُسبِّح

يلهجُ بالأذكار

وأذان

ينسابُ برفق ٍ وحنان

يروي شغفَ الروح بذكر الرحمن

درجٌ معشوشب

في خصر السطح

جبٌّ ريَّان

مرآةٌ فيه الماء

مقصورة

جاثمةٌ خلفَ الباب

تتوعَّدنا وتُزاورنا

فنشيحُ الأنظار

في الليل

تضطربُ الخطوات

تتسارع

تصطكُّ السيقان

المقصورة كانت تتثاقل

لا تنهضُ إلا في أيام ٍ معدودات

والآن

تأبى طويَ جناحيها

تطرقُ كُلَّ الأبواب


سنواتُ الفرح الخُضر

ألعاب ..

الحمّور

دوش العيدان

الغمّيضة ( الطمّيمة )

ورهانُ القفزات

باصاتُ الخيطان

وسباقُ الدراجات

نُزجيها بحنان

تتراقصُ كالغجريات

وقذائفُ مِقلاع

وأراجيح التين

وسباحة

وجواهر

في أيدينا

تتبرَّجُ حُسناً وبريقاً

نتراهنُ شبَّارين وقنّاصين

يستعرُ لهيبُ تنافسنا

فيثور غُبار

الرابح

مختالٌ مُتَعال

ويُعيِّرُ برصيد ٍ عال

الخاسر

يُعلنُ إفلاسَهْ

يستجدي الدَّينَ من الرابح

ليعوِّضَ رأسَ المال

المطَّاطات


جيلٌ أوَّلُ .. جيلٌ ثان

والطلقاتُ حُصيَّات

بعد مِران

حبسٌ للأنفاس

شدٌّ حتى الرمق ِ الآخِر

إمعانٌ في التصويب

إطلاق

وعلى وقع إصابات

تعلو الصيحات

بعد الصيد

المطاطاتُ قلادات

الأعناقُ بها تزدان

البلبل ( الغازول / الصيّاح )

بالخيط نشدُّ وثاقه

نُحكم قبضتنا

ثمَّ سريعاً نعتقهُ

يتبخترُ حُرَّاً

في الميدان

لا ينفكُّ عن الدَّوران

كالزوبعة على كُثبان

يرقصُ رقصة باليه

وعيون الكل رَوان

تتراقص معه البسمات

تحت التُّوبة

مقهانا كان

والمسرح والميدان

كم نحنُ هناك لهونا

وتدافعنا

وتأجَّج بالنَّزَق ِ جدال

فتخاصمنا ..

واستعر شِجار

ثم تصالحنا

وتعانقنا

وتبادلنا البوسات

وعلى صفحات تُراب

كم نحنُ كتبنا .. ورسمنا .. ومَحونا

وقصوراً بالأحجار بنينا

وحفرنا الآبار

بأصابعنا

ومعاركُ طاحنةٌ دارت

ونزال

بسيوف ٍ .. عيدان

كلٌّ منَّا ينشد دورَ القائد والسلطان

الثلج

الثلجُ خَجول

في كنف الضوء يُطلُّ على استحياء

ويحثُّ خُطاه

تحت جناح الليل

يَستر أنّى حلَّ العُري

غزوات الثلج

وتماثيل

ناصعةٌ كَبَراءتنا

حين تراها الشمس

تنهار

تتلاشى

كأمانينا

وعلى صهوات رقائق نايلون

في مُنحَدر جليد

سَبَقٌ ورهان

نتدفَّقُ كالسيل

جَمهَرةٌ وصَفير

نيسان

في نيسان

وعلى فنن الفرحة

يتفتحُ زهرُ الأحلام

وسباقٌ محموم

خلف فراشات

وهناك تدورُ رَحاها

حربُ الطين

من خلف قلاع ٍ وحُصون

وأكاليلُ النصر ِ زهورُ ربيع

وعرائسُ سوسان

وخُزامى

وشقائقُ نعمان

تتماحك

بالحُسن وبالألوان

ورؤوسٌ يانعةٌ

تتوارى تحت الأرض

نجتثُّ أكابرها

بحراب

أو عِيدان

ونخطُّ حروفاً من نور

فوق جِباه الصَّخر

وعلى سيقان الأشجار

وعلى أوراق ٍ نودِعُها في بطن الأرض

وتعانق فرحتنا زخّات مطر

يتبسَّمُ قوسُ فُزَح

كرة القدم

كرة القدم ِ ملذتنا

وملاعبُ عشق

قِبلةُ فرحتنا

أمتار

لكن كانت كأمانينا

تمتدُّ وتكبر

بيدرُ دكَّتنا

ملعبنا الأرحب والأنضر

سطَّرنا فيه ملاحمنا

صولات .. جولات

هِمَمٌ محمومة

وتدافع هامات

الكرةُ عَروس

يتشهّاها الكُلّ

ويروم نعيمَ وصال

يشتدُّ أوار حماستنا

تُزهرُ فينا النار

والأهدافُ مطر

وثمار

في روض الذكرى

وجِنان الروح

يانعةٌ حتى الآن

ولأهدافي نكهةُ سُكَّر

وعبيرُ ربيع

وقصائدُ شِعر

ومزوَّقةٌ

وادعةٌ

تحت جناح الشمس

تُشرقُ بسمتُها

تُغرينا

وإليها في الصَّيف ِتُشدُّ رحال

فيها نلهو .. نتوارى

نجتازُ الأنفاق

وسِراجٌ معتلُّ النور

لا يبرحنا

وعلى الجدران

بالفحم الأسماءَ نقشنا

بالحوّار

تلفاز

عـنوانُ بَشاشتِه لونان

يُغري لهفتنا

شاشتُه شُرفةُ نشوتنا

إنصاتٌ .. إمعان

وجموحُ خيال

ريمي .. وسنان

ساسوكي .. عدنانُ ولينا

غرندايزر .. وجزيرة كنز

هايدي .. ساندي بل .. أوسكار

افتح يا سمسم

وحكايات العالم

يانعةٌ فيها للحِكَم ِ ثمار

مدرستي

تضحكُ للشمس إذا طلعت

تفردُ أجنحةً

لا يخنقها سُور

أو يَعصِبُ عينيها باب

في السَّبُّورة

وعلى أسطحة مقاعدنا

كُنَّا نزرعُ شتلات الأحلام حروفاً ورسوماً

في حُضن القلب

باسمْ ورباب

وأناشيد

اللعبة .. الأرنب

ماما .. النجّار

ونشيدُ فلسطين

نتنفسهُ

ويعانقُ دَمَنا

من أوراق دفاترنا

كُنَّا نصنعُ سُفُناً

طيّارات

فرَّارات

وكُرات

جرسٌ مبحوح

نترقَّبُ آخر صيحاته

كي يصرفنا

يتنحنح ويصيح

فنصيح

وعلى الدَّرَج ِ الوسنان

نتدافع

تحدونا اللهفة

وتُحلِّق أسراب

الجَدَّة

وارفةُ ظلال

وحَنان

تؤنسنا بحكاياها

وتروِّض بالحِلم شقاوتنا

تقرأُ أعيننا

فتُميطُ عن الخبز لثاما

وتزفُّ عرائسَ زعتر

تسقينا الشاي البريّ

أُمّي وأبي

وحكايا بعد صلاة الفجر

عن غزوات الهمّ

وشقاء العُمر

وترقُّب إشراقة ِ رأس ِِ الشَّهر

وختامُ حديثهما حَمدٌ لله وشُكر

رمضان

شهرُ القرآن

والرحمة والغفران

شهرُ الإحسان

فيه

أطباقٌ سُفَراءْ

يتبادلها الجيران

وقُبيلَ رُقاد الشمس دقائق

واهنةٌ كسلى

تتثاقل

تتثاءبُ .. تتمطّى

فتهزّ الأعصاب

أسماعٌ شاخصةٌ ظمأى

ترهقها اللهفة

تترقَّبُ تسنيمَ أذان

فإذا فاض يزفُّ البُشرى للقاصي دان

وعلى شطِّ ليالي رمضان

بركاتُ العَشر

عبقُ توابل

وقلائدُ حلوى صُفر

العيد

يُغمضُ عينيه رمضان

يصحو فجرُ العيد

تكبيرات

تروي شغف الآفاق

أبوابُ بيوتٍ مشرعةٌ

وعلى الكُلِّ تمرُّ الأرتال

ويدور الفنجان

أمي يرحمها الله

تسكبُ عَبرات

وتقول : [ العيدُ لأهلِهْ ]

وسؤال

ظلَّ معي يكبر

لمَ تبكي أُمّي في العيد ؟!

ولماذا نخشى عاقبة هطول الضحكات ؟!

ودموعٌ حرّى في معتقل الصمت

تتمرَّد في يوم العيد

في كلِّ فرح ؟!

نحن الأطفال

كُنا نمسكُ بزمام اللحظات

في الطرقات

للفرحة قفزات

صيحات

وحكايا خُضر

نجني محصول العيديّات

ليرات حسناوات



سنوات .. سنوات

هربت منّا

مرَّت كشهاب

والذكرى

نابضةٌ حيّة ْ

ما اصفرَّ لها ورد

أو شحَّ لها عطر

في روض الروح

وجنان الوجدان

وحنيني بحر

جامحةٌ أمواجُهْ

لا يغفو

ليس له شُطآن

حُبٌّ .. دفءٌ ..طُهرٌ .. فرحٌ

كان

عــزَّ الآن



واليوم

في زمن الخيبات

النكبات .. الويلات

في دوّامة نار

وقفة

في حضرة مرآة

حسرات .. حسرات

وسُلالة تنهيدات

كلٌّ مِنّا

يتمنّى

لو أنَّ الأيام

تطوي الخطوات

ويعودُ ربيعُ طفولتنا

لكن

هيهات

ليس لمشوار العُمر إياب

والحُلم مُحال

رحمَ الله

وسقى

أيامَ زمان



ح س ن ز ك ر ي ا ا ل ي و س ف

 

[حسن زكريا اليوسف]

file:///D:/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%87%D9%80%D9%80%D9%80%D9%80%D 9%80%D9%80%D9%80%D9%80%D9%80%D9%80%D9%80%D9%80%D9% 80%D9%80%D9%80%D9%80%D9%80%D9%80%D9%80%D9%80%D9%85/%D8%AD%D8%B3%D9%86/%D8%AD%D8%B3%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%88%D8%B 3%D9%81/%D8%AD%D8%B3%D9%86/%D8%B4%D9%8A%20%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D8%AF/%D9%87%D8%AC%D8%A7%D8%A1.png