... حجازي كار ...!!

[سعد الصبحي]

والصباح يعيدني إليك مهزوماً بلا اسلحة
سوى دمعتين

هل لي بالبكاء بين يديك
سأرتب وجهي واعود
ياآخر رحلة نحو الديار المُتعبة !

[سعد الصبحي]

والصباح يغسل الأزقة من الليل
ينفض عنٌا التواطؤ
يشير بسبابته إليك
هي الشمس ياأبناء التعب

[سعد الصبحي]

الوداع على حافة الصباح ,,,كالرحيل بلا أمنيات نحو عينيك !
أنا لن أغني حين يفور تنور غربتي ..
فالرماد تغتاله الرياح !!

[سعد الصبحي]

والغربة تلعن الارض المهملة
على حدود الذاكرة
تهندمها وتقف بها فوقك
قم و اعلن توبتك !

[سعد الصبحي]

والمنفى يهرب منك ,,
يختبيء في علب الريح ومقاهي الكادحين
بين طيور الحمام بين الحُب والقبيلة
وحالقي الأمنيات !

[سعد الصبحي]

الصباح هو من يسرق أحلامك لاتلُم احداً غيره
يخطفها من فم الليل الذي يربٌيها كما يربٌي النعاس فينا
يزرع اليأس فينا هذا الصباح
يذكرك بالشمس
يذكرك بك فنعود !

[سعد الصبحي]

وانت تهدي روحيك لليل والشبابيك المفتوحة لطرد الكوابيس
فلتدفن إحدى الروحين
روح للحُب و للجيران
أو روح الاحلام الاولى !

[سعد الصبحي]

نفاق ,,,
أن نلبس عمائم الطاعة والخشوع ...
والقلب يدندن بأغنية حزينة !

[سعد الصبحي]

والأمل الهارب منك إليك يتشبث بآخر دعوات ماقبل الفجر الآتي حبواً من اقصى القرية الهائمة بحبيبها اللامبالي بها,,

هل سيموت الحُب في قريتك ليولد فجر آخر من رحم الجبال !

[سعد الصبحي]

لن تعود الطيور خائبة هذه المرة ,,
لن تعود
إن لم تعود بأمنياتك والشعب الثائر في عينيك
ستعود برائحتها وتهديك الأجنحة !

[سعد الصبحي]

سأهندم الأحلام لأقف على حافة الغد ,,,
اتسول إذن العبور !

[سعد الصبحي]

ظالم هذا الخريف ,,
يواري سوءة الأرصفة
ويتركنا عرايا !

[سعد الصبحي]

السماء تتسلقها الدعوات من سجادتك ,
وأطفال المطر خرجوا من رحم الطين
وتشكلوا حدائق !

[سعد الصبحي]

مُشرعة هذه الجبال
تفتح ذراعيها لنا بلا حياء
لندفن الحزن في وجنتيها !

[سعد الصبحي]

مجنون هذا الحسٌون ياشبٌاكها ,
كيف يبني وطناً
أمام منفاي !

[سعد الصبحي]

النجوم ستلبس ثوب الأختفاء
لاحياء ,, بل خجلاً
من جبينك !

[سعد الصبحي]

لايوجد متٌسع للبكاء ,,
عند أطراف المدن
يُخفي الغرباء وصايا أمٌهاتهم !

[سعد الصبحي]

وأنا أخبٌي الحيرة في أغنية
كيف تعرف أنثى الحمام
أنٌي حزين !

[سعد الصبحي]

كآخر الاوتار الحزينة
تأتي ,, تبحث عن يديك في وجه المساء
تبعثر المطر ,, تصرخ في الأعشاب اليابسة
أين وجهك !

[سعد الصبحي]

هو الفقد ياصحبي ,,
يقتفي آثار حناجرنا
يزرع فيها الحزن ,, يصبغها بالرماد
يجعلنا مائلين للغناء بلا دمعتين !

[سعد الصبحي]

وهناك ,,
كلما نامت المدينة وتدثرت بالتعب ,,
تخرج الشوارع منها
لتبحث عنك !

[سعد الصبحي]

الليل يسحب سنارته من عينيك ,,
لم يصطد سوى الدمع هذا الليل وحفنة أحلام لم تنضج بعد
وحُب يتيم بدأ في التدثٌر خلف شبابيك النسيان !

[سعد الصبحي]

النجوم تتظاهر بالنعاس ,,
لتخرج نجمة الصباح كالعروس
وتعلن ترسيم الحدود بين الأحلام الليلية
وخيبات النهار !

[سعد الصبحي]

حسناً ,,,

فلننشد لليل قبل أن يُنفى شعب الأمنيات !
إلى الشمس

[سعد الصبحي]

الخفافيش وحدها
من تمارس الأحلام في النهار
وتلعنها ليلاً !

[سعد الصبحي]

والرياح تهرب بالمطر
ورائحة المقاهي المملوءة بالحُب والطين
تستنجد بالغرباء !

[سعد الصبحي]

الحي يلبس بكاء العصافير ,,
بعد تسليمة مبحوحة
والرجل الغافي في حضن الأماني
استعاذ بالله من أحلامه !

[سعد الصبحي]

الروائح تعود إلى التنور
فيفر الليل حزيناً
ليتسيد الرماد الأزقٌة !

[سعد الصبحي]

وأنت ورقة مُتعبة
لم تتحمل لطم الرياح خديها
حزناً على احتضارها !

[سعد الصبحي]

تتشبث بالشمس والماء والذاكرة ,,
فيجردك الفقر اخضرار قلبك وزرقة امنياتك !
لا حضن للموتى سوى الأرض

[سعد الصبحي]

يهرب الكادحين إلى مقاهيهم
ليودعوا خيباتهم سيارات العابرين
عند أطراف البلدة !

[سعد الصبحي]

يلٌفون الهم على الساق
فوق الحصير !
ويعجنون بالغناء الحُب

[سعد الصبحي]

في أزٌقة الذاكرة
يفترشون السجائر والمواويل
ويتقاسمون بكائية الزمن !

[سعد الصبحي]

يتنورس الكادحين مع احزانهم
ففي آخر شبابيك الصباح
ثمٌة فرحة مهاجرة !

[سعد الصبحي]

واتوه أنا بينهم ,,



ميٌت يأكل حُلمه ويغنٌي للحياة !

[سعد الصبحي]

الاعشاش تهرب عالياً
وأنا بلا أجنحة !

[سعد الصبحي]

اتحسس خيبتي في جيب الرصيف
اعجن بالطين احلامي
فيزيد ماءً وتلتصق بي أكثر !

[سعد الصبحي]

والرجل المائل للبكاء
عبرته المدينة
بعدما غفى في حُضن أمنية !

[سعد الصبحي]

تُهندم عابريها ,, تركل اليأس
المحطات المملوءة بالأمل
تنتظر حُلمها القادم
ولاتجني سوى خيبة قطار !

[سعد الصبحي]

الطيور تحمل الصبح
على اجنحتها
واينما وُجد طير فهناك حريٌة !

[سعد الصبحي]

الرحلة ماقبل الأخيرة إلى الخريف الأول !
انتهت في عينيك

[سعد الصبحي]

وأنا اطارد الشمس ,,
يُسقيني الأمل هذا المساء !

[سعد الصبحي]

بعد أن غسلت الشوارع أصوات الصلوات
مرٌت أسراب السعادة
لتودع الشهداء وتغادر
فالرماد لا يصلح للدفن !

[سعد الصبحي]

والعابرون خلال أُمنياتنا
يزرعون التعب ذكرى
تتسول الرحيل ,,

[سعد الصبحي]

كيف لنا أن نُطلق أحلامنا عالياً

واجنحتها مبتورة !

[سعد الصبحي]

الحي يُهندم ساكنيه ,,
رغم الملح والطين
يبذر في عيونهم الأمل

[سعد الصبحي]

الأمل ,,

جبيرة وهمية لعمر بلا أطراف !

[سعد الصبحي]

تطرد العصافير احلامها
في الصباح ,,
تهب العُمر للريح
بلا بوصلة

[سعد الصبحي]

الرصيف لسان الليل
يُغازل التعساء
ويدس في جيوبهم بقايا
أحلام العابرين

[سعد الصبحي]

تسبقها دعوات الجنٌة
تنبت الأمنيات من حدقة الشمس
ونوافذ الليل مُشرعة للغناء

[سعد الصبحي]

عندما كان الرصيف صديقاً
والشارع بائع أمل
والشجرة حُضناً
والسور قصيدة
والمطر الحرف الهارب من أمسي
هل كُنت وحيداً !

[سعد الصبحي]

الراعي يُحصي العمر بعد اغنامه
ويصيح في الرياح
من سرق الأمس منٌي ,,

[سعد الصبحي]

من جاء بأحلامي
ورماها
في تعب الشمس
من زرع المنفى في عيني وطناً
أمُي وشباك حزين
يفتح للعتمة شُرفته ممسوساً
حزناً وأغاني
أمل يهرب فنتوه
شعب حُطٌم فنفوه
البحر المكتظ حيارى
هذا المساء
وحيد !

[سعد الصبحي]

من عتٌق الحنين
فينا ,,,

[سعد الصبحي]

لا الليالي تربت على كتف الحزانى
ولا البحر يحمي ابنائه من ملوحته
لا يكظم غيظه عنٌا هذا البحر !

[سعد الصبحي]

نتأرجح بين أوتار الكمنجة
كمقام حزين ومُنهك !
لم يُعزف يوماً إلا لمثله من المُتعبين
تائهون هم وحائرهو ,,

[سعد الصبحي]

تجتر المحطات حزنها ,,
على حُلم عابر يتلاشى
غير مبال بأنتظارها !

[سعد الصبحي]

والحلم يهرول موازياً للقدر ,,
ليس ثمة تلاقي

[سعد الصبحي]

الذاكرة مُتعصبة للأمس ,,
تومض مرة عند اختلاسنا بسمةً من حاضرنا
لتموت الفرحة في مهدها !

[سعد الصبحي]

السنابل لم تقوَ حرث المطر
والأصابع نُذرت للرياح
نكاية في الطيور !

[سعد الصبحي]

الأحلام تشبثت بالبكاء خلف المشانق المنصوبة احترازاً
والغريب يُراقب العابرين مُتدثرين بأحزانهم
عند الفجر ,,
تصحو الحقول مُبكراً لأختلاس قُبلة في حضن الندى !

[سعد الصبحي]

الغربة والقرى الحزينة على جانبي النحس
وغراب يسرق صوت البلابل
ليغنٌي للأمل
وحُلم مائل لليل تخطته المدائن
يسأل الطرقات
يعتلي دمع العائدين من الموت
بحراً كان يتسول موجاً
و غرق !

[سعد الصبحي]

لا ينمو البنفسج هنا
فالحزن أرض مالحة ,

[سعد الصبحي]

ثمّة اتجاه تائه في جبيني ,
يتخبط بين جدران هذا الليل هائماً
يدندن حيرته
يبعثر وجهتي ويُضيع قلبي
يتشبت بأصوات دعوات ماقبل الفجر
ويتعلّق بثياب صوتك !

[سعد الصبحي]

الحزن القابع هناك خلفك وامامي تماماً,,
الذاكرة البالية والحُلم المصلوب على ابواب بلدة منسية ,,
ومنسيّ أنت هناك فيها
نُفيت بمعية أمنياتك تتوسل العابرين عُكازّاً للمساء الأخير !
أخبروني ,,
كيف يُمكن أن اجدني هناك ايضاً
كيف اتصالح مع الأرض والشبابيك المُوصدة !
كيف للشيب أن يكسو غراباً يسرق من الموتى احلامهم وأغانيهم للرياح
كيف للحساسين أن تُنشد فرحاً للأمهات عندما يطردون الليل بتسبيحة !
كيف للناي أن يبكي
كيف للمُتعب أن يغنّي للعُمر المُلقى على دكّة للنسيان ,,
كيف سيُطعم البحر امواجه
كيف للطين ان يتشكل هاربين !


كيف لي
أن اتــــوه بيني
واجدك !

[سعد الصبحي]

أُريد لـيْلي ,
لا أعرف وجهي في الصباح !

[سعد الصبحي]

مُتوحدٌ صدري مع الفجر المرتّل
ويبتهل إلى الله
دعْها في مُتناول الحُلم ,

[سعد الصبحي]

الشتاء يتفقد أضلعي
يبعثر الدفء في صدري
لتنفث الاحلام ثلاثاً فيّ
وتُعيدك !

[سعد الصبحي]

كلانا يتماهى مع الريح والشتاء
ثلّة من الحزن مبكراً
تكفي لحصد موعدٍ في السماء
مع دعوةٍ للدفء ,

[سعد الصبحي]

بوصلة الخطوة التائهة
نسِيتْ ذلك المُتكيء بعيداً
في حضن الجبل الأصفر
واستوطنت كفيك,

[سعد الصبحي]

الحلوى المرّة في القرية المسكونة بالخوف والبرد
تكون هكذا يا ليْلي فقط
عندما يُنكرني الطين و كتفيْك ,

[سعد الصبحي]

سأقاوم الصبح والخوف
أنا أكثرُ صبراً من الأيام
وكتِِفي المُقوّس أثر الخيبة
عازمٌ على حمل المتبقي من الحُلم
والليْل !

[سعد الصبحي]

بينما تكون الأمنيات تتدلى
من شجرة القدر
من سيبذر فينا الصبر
حتى تسقط ,

[سعد الصبحي]

بأي اتجاه هذا الحلُم ,
المحطّات في جبيني لا تُرى !

[سعد الصبحي]

الليل حائر
الريح تطرق الأبواب لاجئة
صدري نسيَ الزفير ,

[سعد الصبحي]

قُل بأن العابرين لا يكترثون بك
قُل بأنهم سيتركون سدرة الليل لي
سأهز جذعي
لتسقط أنت !

[سعد الصبحي]

قُل لهم بأنّي قدرُك
وأن الوطن الآتي من بعيـد
هو أنت !

[سعد الصبحي]

اجعل من جبينك
محطةً لي
للحُلم
لغدي الحائر بين أمسيْن ,

[سعد الصبحي]

لاتقنعني بقُدرتي على تجزئتك
على خلاياي حتى,
اريد جمعك في بؤرةٍ واحدة
وليختنق اصغر شراييني بك !

[سعد الصبحي]

لا تتوقع منّي شيئاً مُعجزاً
كل ما استطيعه جمع اليوم لغدٍ
والغد للموت
فيك ,

[سعد الصبحي]

اتّخذْ اصابعي خريطةً لغدِك
احبس دمعتك عن خطوط كفّي
واقذف بوجهك فيها ,

[سعد الصبحي]

اجعل صدري منفىً لتعبك
لا تدع البرد يواجهني اعزلاً
منك ,

[سعد الصبحي]

ثمّة حُلمٌ يهمس للعابرين أن غادروا أعشاش الأمْس الكئيبةِ ,
أن انفضوا الرماد عن الغدِ الذي يلوح من بعيـد ,
الغدُ المُحمّل بالأملِ والبكاء والجوع للحُب والحُب للجوع
والحيْرة في الطريق المهجور من كل شيء سوى الريح
والأرصفة المكتظّةِ بالقادمين من الموت
من الموت !

[سعد الصبحي]

الفجر حول عينيك
صوتك العصافير
صباحي لا زال في الليل !

[سعد الصبحي]

الحُلم الآن
بجناحٍ وحيد
يكره المسافةَ ويخاف الليل والبرد
عيناه مُتعبتين , وجهه يتسول الطُمأنينة
الطفل في داخله جائعٌ
ويريد أن يبكي .

[سعد الصبحي]

لا أحب الأمس .
الغد في عينيك أكثر فرحاً
وأغاني ,

[سعد الصبحي]

لا أحب الأمس.
الغد فرصتي للولادة كما يجب
لأمارس طفولتي جيّداً

فيك



,

[سعد الصبحي]

لا أحب الأمس .
إنّ ذاكرتي تُجفف صدري
وتُؤرّق دمي ,

[سعد الصبحي]

اكره الأمس .
الغد أكثر قابليةً لجعل الذاكرة تمضي واثقةً
كثقة الغرباء في انفسهم ,
نحو النسيان .

[سعد الصبحي]

الأرض اليائسة تُغنّي ..
الشوارع للمرة الأولى تطرُد الشّك إلى المقبرة ..
ينمو الريحان سريعاً في الشقوق بين الأرصفة ..
رائحة البخور تطغى على السجائر في الأزقّة ..
الشجرة العارية أكثر ظلاً هذه الظهيرة ..
الغبار خلف الستائر يتبدّل بلوراتٍ ثلجية تدسّها سنونوات ذاهبات إلى حُبهّنّ في الشرق ..
السقف المشقوق الذي كان يسرّب المطر غطّته سحابةٌ عاقرٌ , وأصبح سبورةً للأمنيات البعيدة ..
الذاكرة السيّئة تدفن الأشياء عميقاً ..
الحُلم في انسجامٍ تامٍ ...
مع قلبي .

[سعد الصبحي]

صوتي يفقد قدرته على المشي ..
الهواء في رئتيك يدفعه بعيداً .. بعيداً جداً ..
كأن يرى غرفتي الصغيرة تماماً بحجم السماء ..
أن لا يتوه في الصباح ..
أن يسمع الكون يهمسُ له ( أحبّك )
بطريقتك .

[سعد الصبحي]

يقتاتك الحب ..
يُجفّف دمك الرماد ..
تُغازلك الريح ..
عقلك نافذة على القبيلة ..
قلبك دوْريٌّ حزين ..
غدُك يعبر من هناك ..
لايعبر ..
يعبر ..
لايعبر ..
يعبر ..
حُلمك في السماء ..
يتأهب للمجيء بجناحٍ يتيم ..
الزائر الأول يريد تشريدي بعيداً ..
والأخير يطلبني التسكع ..
يقاسمني سيجارةً بينما نستريح غير مرئيين كالامنيات ..
لنعبر قبل غدِنا ..
الذي ستشنقه الحيْرة .. !














قد ينبُع ..

[سعد الصبحي]

لا أحب الأمس ..
الذاكرة السيّئة تصحو من جديد .. البكاء لايجرف الغرباء بعيداً ..
الأمس مِقبرةٌ لغدِنا ..
مِقبرةٌ لغدِنا .

[سعد الصبحي]

لاتضعني في مواجهةٍ مع الحُلم ..
أضلعي أضعف من احتمال الفقد .

[سعد الصبحي]

أنا لا أُجيد الحياةَ كما تُحب ..
سمائي أقلّ ارتفاعاً من الآخرين .. الطينُ لازال يُبلل اصابعي ..
لازِلت في الأمس ..
أطعمُ صغار الحسَاسِين أغنياتِنا .

[سعد الصبحي]

دعيني أفعل الأشياء التي أجيدها ..
كأعدادِ عشٍ لصغار الفراش على كتِفي .. مسابقة الفجر نحو عينيك .. ترتيبُ مسيرةٍ لـ ( أحبّك ) تنتهي أسفل أُذنيك ..
تحدّيك في مقدرتي بأن اجعل وجنتيك بلون الغروب .. رسمُ غدِنا بمقاسِ كفّك ..
حبْسُ الغابات عن التنفّسِ بعد أن تبكي الغيمات بيننا .

[سعد الصبحي]

يتيمةٌ أذني ..
الريحُ تشرّد صوتك .

[سعد الصبحي]

أنا لا أُتقن البكاء بمعزلٍ عنك ..
أنا رهن عيْنيك في الإنطلاق ..
نحو الحزن .. نحو الفرحٍ .. نحو الحبِّ .. ونحو الموت ايضاً ..
أنا أكثر شفافيةً مما تظنّ .. وأكثر ملائمةً لليل من بعدكْ ..
أنا أكثر خوفاً منكَ على غدِنا ..
وأكثر صبراً من الرايات المنسية عندما تكون الريح رئتيْك ..
أكثر دقةً في قول ( أحبّك ) على حينِ غرةٍ من غضبِ اصواتنا ..
أحنّ على الكادحين من الفجر فيما يتعلّق بدمعك ..
وأكثر ثقةً من النايات في وجه الجبال بعد زفرةِ شوقٍ منك .. أكثر فرحاً من العيدِ فيك ..
وأقلّ مقدرةً على العيشِ وأنا أتتبّع رائحتك في مفاصلي ..
لذا لاتدع هذه الشمس تُضيّق جفنك .. وحدّق إليّ جيداً في نهايات الحزن وحيداً ..
بكتفٍ أثقله الحنين .. بجرحٍ في نهايةِ مرفقي .. برئةٍ لا تُجيد الزفير .. وبعينٍ تخاف الغُرباء ..
أرتّب سقفَ حبِ لنا .. وأجمّل باقةَ دمعٍ كي لا اتعثّر في البكاء ,
وأملأُ كأساً فارغاً يتّسعُ لوردتيْنِ بالماء
لنموت فيه ..

[سعد الصبحي]

لا يوجدُ متسّعٌ للبكاء .

[سعد الصبحي]

أحبّـك .
هكذا ..
بثقةِ الدوريّ في الصباحات ..
بإيمانه بالرزقِ الآتي من خلف الشمس ..
بقوةِ الجوع في أعيننا ..
الجوع للبكاء معاً ..
بفرحِ الفراشات التي نامت في فمك وايقظها صوتي ..
بخوفِ أطفال المدارس من الغرباء ..
بدقّة التجاعيد في يدِ أمّي..
بإنحناءِ ظهري و ليلتي ..
بإشتهاء القبلةِ في الفُسحة بين حاجبيك ..
بخدرِ عينيكْ في الحُلم ..
بالبحّةِ بعد البكاء ..
بحنيّةِ أوردتي التي تُعيدك إلى قلبي بعدَ كلِّ عتب ..
بإحتواءك حُزني ..
بإختلاف العصافير في مكان الحياةِ ..
واتفاقها في مكان الموت ..
الموت فقط .

[سعد الصبحي]

ولأنّ الله يعلمُ أنّ الحياة أقلّ من أن تُنصفنا , لذا قدّر أن يكون الحبّ خالداً بيننا في السماء .

[سعد الصبحي]

و كان الصمت هو الذنب الوحيد الذي ارتكتبه عابرٌ نحو الموت ..!

[سعد الصبحي]

وحيداً بكامل الحُزن ,
تعبرني المساءات المُتعبةُ والتفاصيل الصغيرة ,
اتأمل السرّ الكامن بين الوردة والماء ,
اركل الوقت في الأزقّة ,
ادفع الأمس نحو المغيب ,
يدخنّ رئتي الحنين ,
ولا ابكي ..
لا ابكي ..!

[سعد الصبحي]

غيابُك يلسع اطرافي ..!

[سعد الصبحي]

الفقد هذا الذي يُصيبُك بالخدَر ويهدهد غدُك رويداً رويداً نحو التلاشي..!

[سعد الصبحي]

لم يغب صوتك عني يوما .. في عز انشغالي باللاشيء كان يمر اولا ثم يأتي خلفه كل شيء ..
كل شيء .
,
,
,
, من الحنين لـ ( يسعدلي صباحك ) إلى البكاء على هذا الغياب .

[سعد الصبحي]

نعم , في هذه الأوقات الميّته .. التي كان يتركني الطريق فيها حائراً و ينشغل الصّحب بأشياهم الصغيرة واضجر من رائحة الملح والسجائر والرطوبة ..
كنتِ تُؤوين تشرّدي وتهذّبين الثواني و تُقنعين كلّ شيءٍ بأن يفتح ذراعيه لي .. كلّ شيء ..
,
,
و كان الغد شيئاً يستحق أن يُنتظر ..
كــان الغد شيئاً يستحق أن يُنتظر ..!

[سعد الصبحي]

لاشيء يستحق ان يكون عزاءً لفقدك ..!
لاشيء .

[سعد الصبحي]

أُشبه القرى , مُتعبٌ وحزينٌ بالفطرة ..!

[سعد الصبحي]

غداً تُمطر السماء ,
و ينسلّ الطين من بين اصابعك .. لينمو من لهفة الأرض غرباءَ وأسئلة ..!

[سعد الصبحي]

لا ظلّ لك ,
لذا دعنا من كلّ شيءٍ الآن
وفتّش لنا عن نهارٍ نستريح فيه بينما تعبرنا مواسم الظلال !

[سعد الصبحي]

هاتِ يدك , تحسّسي صوتي ..
ازيحي الحزن , كلّ الحزن عن جبين القُرى
واصنعي لنا فسحةً صغيرةً للعيش ,
فقط لنُعيد غدنا بشكلٍ يحفظ ماء ليْلنا من الموت ..!

[سعد الصبحي]

لا زلتْ اؤثّث الغدَ لك ..
احلمُ بامتلاء الفراغ بين اصابعي ..
واطعمُ الثواني بقايا بحّتك .

[سعد الصبحي]

فوق احتمالي , أن أكون مثل وتَر الربابة ,
مُتعبٌ وحزين .. وعليه مشقّة احتواء كل حُزن الصحاري لوحده ..!

[سعد الصبحي]

كنت قد تيقنتُ مسبقاً بأن الذاكرة قد تُغمض جفنها عن الحُزن يوماً ما ,
لكنّها لا يُمكن أن تتغاضى عن الأشياء الجميلة داخل قلبها والحُب اولها ,
وفي ذلك حُزنٌ آخر و حزنٌ أعظم .

[سعد الصبحي]

أنتم يا من لا تعيشون وحيدين ,
لن تعرفوا كم سيكون الهدوء مرعبا ,
كيف يتكلم الانسان مع نفسه ,
كم من المرات عليه أن يهرع الى المرآة
ولا كيف يتوق المرء لانسان آخر ,
عن ذلك لا شئ تعرفون .*



*
اورخان لي

[سعد الصبحي]

ليس لي مزاج حتّى
للتنفّس .

[سعد الصبحي]

وأنا على قيـْـــد وجهك !

[سعد الصبحي]

وحيــدٌ
إلا من بقايا بحتّك .

[سعد الصبحي]

ولا تُسعفني مآذن الحِجاز لأتجاوز حُزني , لستُ مؤمناً بما يكفي لأحتمل فقـدك !

[سعد الصبحي]

،
وتورّد الحُزن يا حُلم ,
هو الآن أكثرُ دقّـةً وأكثرُ أريحيّة ايضاً , لا أنتَ تحنّ كالأمهات وتُخفيه في صدرك كما كُنت . ولا الليلُ الذي دسّ وجهك في السواد يستطيع ذلك , في هذه الأوقات التي كنتَ تتأرجح بين الأوردة والشرايين بكامل فرحنا , وغدُنا الذي تعبث به الريح والقبيلة والغضب والليل والأمسُ البعيـدُ , غدُنا الذي اوشك كثيراً على الموت لكنّه يخذلنا دوماً ويحيَا بالحنينِ والأعتذارات الصادقةِ والصباحات التي تمحو عصافيرها حُزن الليالي , غدُنا المحشوّ بالأمنيات والتفاصيل المُتناهية في الصِغر كأن :
( أقضي الليل وأنا اخمّن كيف يبدو شكل فمُك وأنتَ غاضب , ان تتوّقع طريقتي في الجُلوس أثناء مشاهدة مُباراة فريقي المفضّل , ان تصِف حركة يدي وأنا أُمسك بمقود سيارتنا , فشلي في توقّع لونك المفضّل , تفاجؤك الدائم من ذاكرتي القويّة , شكلنا المُتعبُ في عودتنا من البحْر , ضجرك من غيرتي المُبالغ فيها , أغنياتنا التي تحمل اسمك , تقليدك لسُرعتي في ارتداء ملابسي , خجلك عند اختلاسي الوقت في أكثر الأماكن ازدحاماً بالعائلة لدسّ ( أحبّك ) تحت أذنك مباشرةً , كيفيّة نُطق ابنتنا لأسمها , وجهكُ في النُعاس , وجهكُ في النعاس , وجهك .. ) ,
وتورّد الحُزن يا حُلم ,
أنا وحيـدٌ ومُتعبٌ الآن , وانتَ في الطرفِ الآخر من الحُزن , تأكلُ وجهي الأسئلة وتحفرُ الثواني خدّيك , أنا لا استطيعُ حتّى البُكاء بمعزلٍ عنك وانتَ تُجاهُد لتنْسى ,
اتسكّع بوجهٍ يُشبه الموتى , ادسّه في الأزقّة و المقبرةِ والأصدقاء و البحر , اعجن النسيان في الأرصفة وعيون أطفال حيّنا , في الأعين الجائعة والباعة المُتجولين , في كلّ شيءٍ , يترائى طيفك في البنايات والشبابيك المُغلقة في نهاية الشوارع التي تبدو كساقِ زهرةٍ تنتهي بك , ولا تُسعفني مآذن الحِجاز لأتجاوز حُزني , لستُ مؤمناً بمايكفي لأحتمل فقدكْ ,
وحيداً جدّاً وليس لي مزاجٌ حتّى للتنفس ,
إلا من بذرةٍ خبّأها غضبك دون قصدٍ في آخرِ العُمر , سأجمع كلّ انتظاراتي فوقها ,
واؤثّث غداً يستحـق .

[سعد الصبحي]

غدُنا ( يوسُف ) الذي ابيضّت قلوبنا حُزناً عليه
والمسافةُ والصّمتُ أخوةٌ القوْه في جبّ النسيان
القِ صوتك ليرتدُّ أملُ قلوبنا في غدٍ يستحقّ !

[سعد الصبحي]

لن استسلم
الأشياء العظيمة كأنتِ
يجبُ الموت في سبيلها !

[سعد الصبحي]

صوتك العصافير
وحُزني ليلةٌ شاخَت انتظاراً لبدايةٍ تليق بأحلامها ,

[سعد الصبحي]

والآن تنسلّ رائحتك في الأرض التي كان من البديهي أن نكون ظلالاً لبعضنا فيها ,
نرتّب العُشب والصباحات والأمنيات الصغيرة بين مساماتها علّها تتشبّثُ بمائنا اطول فرحٍ مُستطاع !

[سعد الصبحي]

ولا عـزاء لغدِنا ,

[سعد الصبحي]

أتسوّل رائحتك في الطرقات التي باعدت بيننا , في الأحياء الهاربة من الشّمس , في الأوقات الميّتة التي كان يُحييني فيها صوتك , في هذا الوقت المُتعب جداً في بداية الفقد , في الحنين الكافر الذي شمّع أضلعي , في علامات التعجّب بحجم المآذن ,
في بقايا الأمس اللذيذةِ التفاصيل حتّى في حٌزنها ,
حتّى في حُزنها !

[سعد الصبحي]

لاشيءَ يُذكر
لا زِلت كما ترَكني قلبُك , انسِج اعتذاراتٍ كثيرة بعدَ كلّ غضب , لازلتُ على نفس اندفاعي مهووساً بأدقّ تفاصيل غدِنا غافلاً عن خُبث الحياة , اقضمُ الثواني على الأرصفة التي من المُتوقّع أن ينمو وجهك من أحد الشبابيك المطلّة على المكلومين فوقها , اراجعُ الأمسَ بفجيعةٍ تزدادُ كلمّا مررتُ على ذكرىً جميلة , اتتبّع بقايا صوتك في كريّات دمي التي كان يعيثُ بها فرحاً كلّ حين , هارباً إلى بدايات الحبّ الكثيرةِ والجميلةِ جداً
أملاً في نهايةٍ واحدة .

[سعد الصبحي]

اثِق جداً في الأرض التي بُذرت فيها
تِلك التي حفّتها الملائـكة وتسامَت بالقُرى مرتبةً عندَ اهل السماء , تلك التي تتسابق الرياحين للصلاة من أجلها ,
الأرض التي تملأ الحجاز روحانيّةً ودعاءً , ويستظلّ يتامَى الفرح تحتَ سدرةِ عطفها , ويحمّلها الحمام الحزينُ مسؤوليّة جوعِه , وتركض الدعوات من فمِها كأطفال المطر الواثقين من ربّهم ,
الأرض التي تُشبه الصلاةَ طهراً وخُشوعاً ,
لن تُنجَب إلا دعوةً مستجابةً
كأنتِ .

[سعد الصبحي]

*
لاتدع هذه الشمس تُضيّق جفنك يا حُلم ,
وحدّق إليّ جيداً في نهايات الحزن وحيداً , مملوءً بالأملِ والحذَر من العابرين
بكتفٍ أثقله الحنين , بجرحٍ في نهايةِ مرفقي , برئةٍ لا تُجيد الزفير , بعينٍ تخاف الغُرباء , واللهفة تقطرُ من عيني
أرتّب سقفَ حبٍ لنا .. وأجمّل باقةَ دمعٍ كي لا اتعثّر في البكاء حينها ,
وأملأُ كأساً فارغاً يتّسعُ لوردتيْنِ بالماء
لنموت فيه !

[سعد الصبحي]

*
هكذا تقاسمنا الأدوار بعفوية واتفقنا من بداية القصة وهكذا عشنا قبل أن تفرقنا حماقة الكبرياء والأفكار المعطلة , ثم هذا العبث الأبلة والغريب الذي اسمه الموت , هل كان من الضروري أن نفترق لندرك كم كنا في حاجة لأن نبقى قليلا لنقول ما لم نستطع قوله ؟ أو ما أخفقنا في قوله ؟
هل ما حدث بيننا كان مجرد قصة حب من فرط الفقدان والخوف صدقنا أنها الحقيقة المطلقة ؟ أم خطوة أولى بدل أن تقع على اليابسة ابتلعتها هوة الفراغ ؟




*
واسيني الأعرج

[سعد الصبحي]

لستُ قنوعاً ابداً فيما يتعلّق بصوتـك !

[سعد الصبحي]

أيها الحاضر تحملنا قليلا، فلسنا سوى عابري سبيل ثقلاء الظل.
*

[سعد الصبحي]

كُنت قد كررتها مُسبقاً بأنّي لا أحبّ الأمس
لكنّي اليوم احنّ له بصورةٍ لا مُتوقّعةٍ و تُلغي الغدَ ايضاً
الأمسْ بِذرة غدِنا يا حُلم ولا غدَ دون أمسٍ معك !

[سعد الصبحي]

ذلك السخاء العشقي الذي تشعر عندما تفقده بفاجعة اليتم الأول، لأنّك تعي أن لا امرأة بعدها ستحبّك بذلك الحجم ولا بتلك الطريقة.
ذلك أنّك أثناء انبهارك بها، كانت تلك المرأة تعيث فيك عشقاً وفسقاً وكرماً، وتفسدك وتخرِّبك وتدلَّلك وتشكّلك، بحيث لن تعود تصلح لامرأة عداها! *




*
أحلام مستغانمي

[سعد الصبحي]

وحيداً كـشاهِد قبْر !

[سعد الصبحي]

تيقّنتُ جداً بأني غير ملائمٍ للصباحاتِ مُذ فقدتـك !

[سعد الصبحي]

لماذا جئتِ شبيهة بي إلى هذا الحد ..؟
مُلتصقة بإنسانيتي إلى هذا المستوى ؟ متوحدة مع روحي مثل ذراعي صليب ؟
وكأن قدرينا كُتبا في السماء على لوحين متعاقبين .
لماذا هو تعويضك أكثر إعجازاً من وجودك ؟
هل حقاً سأجد بعدك من تصلحُ للحب ؟
هل أنا حقاً أحتاج بعدك إلى حب يأخذني بعيداً عنك ؟
هل أنفض يدي من حبك الذي جاء من حيث لاأدري , وراح إلى حيث لاأستطيع اللحاق به ؟
حتى وإن فعلت ..
أي امرأة تلك التي ستكفيني بعد أن رفعتِ أنتِ سقف الكفاية إلى حد تعجز عنه النساء ؟
*

[سعد الصبحي]

لا تُصدّقيني حين وعدتك بأن انسى وابحثَ عن حياةٍ ملائمةٍ بعدك
في وداعنا الأخير بعدما قضى الله امره ويـتّمتنا الطُرقات وسارع صوتك في الرحيل خوفاً
هذا الحنين الكافر يا حُلم يجعلني على اتم الأستعداد بأن احنثَ بجميع ايْماني
وسيجعلني ابدو مُنافقاً من الدرجةِ الأولى !

[سعد الصبحي]

لكنّ المساءات موحشةٌ بعدك !

[سعد الصبحي]

الأمل يبعثه رمضان في كلّ شيء ,
روحي المُتعبة , وحدتي , غيابك المُخيف , حُزننا اللانهائي , غدُنا التائه بين الأرصفة
رمضان الذي بدأنا في احلامنا وبذرنا فيه طُهرنا واثقين من السماء
الآيات تعطر الشوارع ، الروحانيه تملأ صدر الأزقه ايمانا بالله ،الاطفال يطاردون حبهم ، الباعه ممتلئه نفوسهم بالقناعه ،
والحزين الذي يشبهني يتسكّع وحيداً ,
باحثا عن وجهك في الأرجاء !

[سعد الصبحي]

وها أنا يا حُلم
احمل حُزني وحيداً بكتفٍ يأكله الحنين و وجهٍ تملأه الأسئلة
وحيداً من كلّ شيء ,
لا الأرصفة المُكتظّة بالطمأنينة ترحّبُ بيائسٍ يعكّر صفو رمَضانها , ولا الطرقات المُنتشية فرحاً ترغبُ بذاكرةٍ مُتعبة تُدّك كل محاولاتها للنسيان , ولا النفوس التي تُشبهني في احتمالها اضافةٍ قشّة فوق ماتحمله ,
ولا صوتك يا حُلم
صوتك الذي عوّدني أن ينسف كلّ الحُزن والوحدة , صوتك الذي كان يغلّف الثواني اماني وتفاصيلَ تساوي عمراً , صوتك القادم منّي الهارب إليه بكلّ مافيّ العائد منه بكلّ شيء , والذي كفّ حُزني عن تسوّل كلّ هذا في الليالي الموحشة ,
صوتك الذي اسرف في الصمْت يا حُب
في حين كان الفـقْد يعيث فساداً في الصباحات بكامل حريّته !

[سعد الصبحي]

ثم اخبريني يا حُلم !
كيف للمساءات الموحشة أن تُحتمل بعيداً عن احتوائك بحنيّة الأمهات لخوفي من الوحدة ؟
كيف لي أن أُسكِت هذا الحنين ببقايا بحتّك في آخر حُزنٍ بُذر في صدري ؟
كيف يُمكنني أن امسح على كتف حُزنك بكفٍ من خجل ؟ وكيف أُقنع نفسي بأنّي رائعٌ جداً بعد كلّ ضحكة منك ؟ من أين لي بليلٍ اتبادل معه التفاصيل عن الأشياء الغير مرئيّة في النهار ؟ وأين سأجد وطناً يحتمل حماقات طفولتي ؟
كيف اتيقّن بأن تنامين و لستِ خائفةً من الصباحات ؟
كيف ذلك , وأنت الموغلةُ في الغياب
وأنا المُكتظّ بالوحدة !

[سعد الصبحي]

,

اصنعي لي فرصـةً للحياة !

[سعد الصبحي]

عدا وحدتي
وِحدتي التي تأكل وجهي , و تعصرُ عين السماء في كفّي ,
الأشياء حولي تبدو ملائمةً للحياةِ كما تُحب الصباحات أن نحياها ,
الليل مليءٌ بالأحاديث عن غدٍ لا اعرفه , الدعوات تملأ ذرّات الهواء روحانيّة ً , الأمنيات تتدلّى كالعناقيد من فوق اعمدة الأنارة الضجِرة من الرطوبة , الأصدقاء على شفتي الطريق يصنعون فرحاً مؤقتاً ويشاركون العابرين احلامهم ,
الطريق الذي عبرته يوماً يا حُلم و آمَن بك و يُهديني رائحتك كلّما مررْت موقعٌ مثالي لمكلومٍ مثلي !
وعدا صوتك يا حُلم
لا شيء بأمكانه جَعْلي صباحياً .

[سعد الصبحي]

,
غيابك فجّر عادتي القديمة في الصمت ,
وأنا الذي مُذ عرفتك , ربّاني صوتك على الغناء والفرح مع أصغر الأشياء حولي !

[سعد الصبحي]

وكيفَ لا افتقدك !
وأنتِ جناح الصباحات الذي يغسل وجهي بماء السماء
كيف لا افتقدك !
الأحلام الصغيرة التي كانت تتوسّد زندك قبل نومها وتبذرين في فمها الجائع كل ليلةٍ مزيداً من الأيمان بِك , لا أحد يقرأ عليها تفاصيل غدِها ويُشاركها توقّـع شكلها عندما يسرق لحظتها الطريق المُزدحم وتكبر , اصبحت تُؤمن جداً بأن الليل مُوحشٌ تماماً كما تصوّره الأمهات لأطفالهم بعيداً عنك , بلا كتِفٍ ترمي خيبة النهار عليه لتبدأ إعادة ترتيب كلّ الأشياء الصغيرة بأصابعك من جديد ,
كيف لا افتقدك !
وأنا افتّت وحدتي و حزني في أعين الأطفال و أوجه العابرين و ضفائر الطرقات , دون أحتوائك !
كيف لا افتقدك !
صوتك الذي كان يُقاسمني رغيف الحُزن ويحشو الثواني بالطمأنينة والرضا زاهدٌ في الكلام , و أنا الذي كلّما ذاب وجهه من الحنين والدّمع بدأ في تتبّع بقايا بحتّك في كل الخلايا المُتجذّر فيها ,
واغمض عينه عن كلّ شيءٍ وتقاسم مع وجهك الملائكيّ غريزة البكاء !

[سعد الصبحي]

نافذة صوتك التي تفتحينها في قلبي خلسةً وتبذرين فيه كل الطمأنينة , تتركُ الكثيـر من الحُزن والأسئلة والحنين كلّما مدّت الريح يدها وأغلقتها
قبل أن أمارس موتي فيك .

[سعد الصبحي]

,
أو أن الكون ابعد وجهه الجميل عنّي وتوقّف عن الكلام , أو أن الليل يخون السهر , أو أن الفجر في طريقه لفقد قدرته على طمأنينتي, أو أن الشوارع ضجرت من حُزني , أو أن الظلال غادرتني مع العابرين , أو أن الموتى ماعادت تُغريهم الحياة, أو أن الحنين توحّش فجأةً , أو أن الغدَ افرَطَ في الحُلم ..
أو أن الوجه في المرآة يُنكرني !
أو أن تهوّري فيك وحماستي لصنع الأمنيات الصغيرة جداً اصابني بالدوار في وقتٍ مبكر من غيابك ,
أو أنّ رغبتي في التنفّس تنسلّ من بين اصابعي كالخطايا مُذ فقدتك
أو أنّي لستُ أنا
لستُ أنا !

[سعد الصبحي]

,

الحُزن الأكبر يكون لنا نحن , نحن الآن في وجه الفقد عُزّلاً ,
كل شيء الآن يشير للطرف المنزوع منّا , رائحتهم , بقايا أصواتهم , أمسٌ مُكتظٌ جداً بتفاصيلهم المختبئة خلف كلّ خلية في الذاكرة
كل شيءٍ يذكرنا بالجرح الحيّ الذي تنبشه ريح الحنين كلّما اشتدت الوحدة ,
لكنّ أكثر الأشياء فتكاً بنا : أن علينا رسمٌ غدٍ دونهم !
نحن الموتى وليس من رحلوا ..
نحن الموتى .