مشاهدة النسخة كاملة : مولاتي الأميرة.
أحمد الفلاسي
07-20-2014, 11:49 PM
زيديني بتكهنات الغيب فيك إليك حيرة تميزني في عالم العشاق ميزتك في عالم الأخذ الساحر الفاتن ؛ فما عذبت جرعات الهوى مالم يشبها كدر الحيرة فإذا بنا لا ندري من نحن ، ولا نعي سبب الكينونة الآدمية حتى نموت فنحيا أرواحا فنيت ذرات أجسادها !
لم يكرهون الموت وسره يكمن في طهارته من رجس الأبدان ، وفي تخلصه من قبح تلك الأشباح الترابية ليخلص في أصداف عناق الأرواح كما بدأ روحا جنى عليها بدنها جناية العوالم السفلية تناطح الشهب في مرجاتها العلوية السماوية.
وما نحن يا حبيبتي سوى ملائك الأفلاك فوق جميع اعتبارات البدن، بل فوق قدسيات الآدمية المعفرة بتراب الشهوات إذ خفاء رونقها الروحي تشتتا في مسارات هذا البدن اللعين الزائف.
أحمد الفلاسي
07-20-2014, 11:49 PM
وتخشين من لقائنا أن نقترف به خطيئة الآدمية المقدوحة بتماس الذكورة المبتلاة بقدر الأنوثة، وما هما في حقيقة الطباع سوى حروف الحياة ، ومعاني الموت..
وترتعش يدك وهي في حضن يدي خشية أن نعلنها فرعونية جسدية تحيل الروح في قدسيتها رقيقا تموت إرادته لدى أول حرف من حروف ذلك العقد المبرم بين يدين ماتت أعرافهما ، ونسخت طهارتهما لأول ضمة بين عاشقين كان على الأرض التخلص من أثر قدميهما حفاظا على قدسية المكان والزمان من أن تصبح شبهة لا يغسل اقترافها معين الأرض وبحارها.
وأنا خائف مثلك أن أهتك ستر الممنوع بلقاء يدينا ، وقبل شفتينا ، ومرافئ ناظرينا!!
أحمد الفلاسي
07-24-2014, 03:43 PM
ألم تكن لنا مع هذه الأيام قصة ضمن مطويات القدر الكثيرة، وسوالف الزمن المبعثرة هنا وهناك حينما نسينا نظام ترتيبها، وأنستنا الأيام إعادتها إلى مكانها الصحيح.
لا تسأليني اليوم للذكرى عودا ، ولا تطالبيني ونحن نعيش نهايتنا بدءا، ولا ثم لا ..لا تؤمليني بعد يبس الأغصان ربيعا مغيثا، ودعي الأوراق مخضرة بعيدة عن أغصان لقائنا اليائس البائد.
كل عام وأنت هنا بين سطوري كأول زفرات الغرام ، وكما لو أن زهيرات الحب لتوها تبسم في وجه القيظ القاسي العنيد.
كم تحدثنا على مسار قطار الليل عن حبنا اليتيم!
عن الصمت القهري أمام ضوضاء العادات والتقاليد!
عن استسلامنا أمام حقد الأرض المغلف بأكاذيب الحب جميعها!
عن مفترق حارت أفهامنا حياله كيف نتقيه، وكيف نصطلح مع قدره الضارب في مفاصيل تفصيلنا.
عن وعن كثير منا لم يزل يملأ ما بين الخافقين تناقضات الأيام ومكرها!
أحمد الفلاسي
07-24-2014, 04:11 PM
ما أحلاها من ساعة حين كنا نبرر سقطاتنا الصغيرة، ومخالفاتنا المعدودة على أصابع يدينا ، وكلما ارتكبنا محرمات الناس بررناها بأحاديتنا المليئة بألوان الأغاليط والمخالفات في الوقت الذي نعدها فيه من أجل القربات، وأطهر الصالحات لأنها لغة قلبينا فحسب يا حبيبتي !!
كم أمسكت بيدك الصغيرة أعد بأصابعها الغضة تلك المحرمات لأحتضنك بكليتك بين صدري ونحري فرحة مني أنك أعظم خطيئة في حياتي علمتني فلسفة الصواب في نبرة "أحبك". كما علمتني حسنة الحب الأكيدة في انسلاخ المحب عن فضائل الآدمية المقدسة إلى انحرافات الخافق المحب إذ يحيا بصرخة الإباء أمام إلزاميات البشر المعتقة بخمرة "لا" و"نعم".
أحمد الفلاسي
09-06-2014, 10:47 AM
لا لا ترتكبي أعظم الآثام أمام حقيقة الحقائق فما كان تعويض الدر بحصيات الطريق ليقلب الحصى ذهبا طالما عقدته قلادة جيدك، وطوق معصمك، تنثره كفي ليحلق منتشيا لدى غمرة لطائف كفيك.
لا يا مدمعي الهتن لو جفت بمدامع الأرض معصرات الغمام، وبخلت بتسليتي عيون الروافد من بطاح المنازف بعدما أجدبت الأرض وأمسكت السماء. وأي عوض لك عن حدائق الورد حيل بينك وبينها عبر صحراء تسفيها الريح وتتلاطم في أحشائها الأتربة.
لا وليت لها بك قبضة الإدمان لتعلمي أن ما كان مثبتا في خلدك كذبه نفي قلبك ، وردته حقائق قطعيات عقلك فإذا بك تمسكين بجواذب التعويض الواهنة الكذوب أمام مضاداتها الكامنة في عمق ذاتك الصادق لولا غبار الوهم، وزوابع تضليل الأعذار.
أحمد الفلاسي
09-06-2014, 11:09 AM
فكرت بالأمس ودبرت وأجمعت أمري أن أتحرش بكبريائك الوهمي الملفق من وساوس النفس العاجزة، وأشرت بقلمي مجرد إشارة إلى تاج الهزيمة الدائر حول هامتك خجل الطرف أن يقول لي كلمة واحدة، أو يدفع عن ذاته وقع الهزيمة يا مولاتي قبل وبعد. وعلمت أن سياط اللذع من دفاعك لم تصبني ببأس لأنني كما أنا لك لم تهب القدرة أحدا يبرع في شرحك وفق معادلة الأنا إلا أنا.
ما أحلاك في استجابتك لداعي تحرشي بتلك البسالة الغالية على قلبي حينما يحولها الحب إلى استسلام الأنوثة تضع معقد قيادها في يد فارسها الحقيقي وكأن الزمان في وقفته الأولى لم تتحرك عجلته مذ قلت لي وداعا فقلت إلى لقاء!!
أحمد الفلاسي
10-06-2014, 08:01 AM
من أي المطالع وأبراج السعد أستوهب لعينيك بطاقة معايدتي يا أكمل امرأة لم يطل النقص يوما ذائل ثوبها ، وأجمل امرأة لم تقف على باب الحسن إلا كما يقف الأصل أمام فرعه إشفاقا وإمدادا.
كل عام وأنت في مجريات أقداري محطة استوقفتني مرة لتستعبدني كل مرة! كأنما قدر لي ألا أراها إلا مرة، فتعجزني أن أحبها كل مرة، وما ذاك إلا إثبات لأحقية الحب المولود من رحم القدسية العليا بعيدا عن صغارات المادة المحسوسة.
كل عام وأنت هاجس إراداتي حينما تتحول في مستنزقات حسي فرعون الملك، وهامان الوزارة، وقارون المال ..بيد أن الفرق بين الاسماء ومسمياتها في خلدي ما للاسم من بواعث القوة المهيمنة عظمة وجبروتا ..كأنما أنت هم جميعا لكن بقوة الجاذب المغرق حبيبه في بحور نجاته ، ويا لله ما أبين ما بين الغرق والنجاة من فوارق التضاد المعنوي إلا أنهما منك يستويان بتوحيد عقيد الحب يا فرد التتيم جذبا وقهرا وإغراقا ونجاة.
كل عام وأنت هنا يا حبيبتي مصدر إلهام القلم إذا استغرق في ندائك ساعة فناء!!!!
أحمد الفلاسي
10-06-2014, 09:09 AM
قلت لك مرة أوقفي لحظات العيد الراحلة بلا مكث، المسافرة بلا إقامة، الراحلة لتعود لأكذوبة البقاء، ونحن يا حبيبتي ضيعنا في بطن ذياك الكثيب يوما عنوان إقامتنا فعشنا حالة مطاردة مع آثار قدمينا اليتيمة المظلومة بتلك الأكذوبة الساخرة بها أيامنا هنا.
مالنا يا حبيبتي نطيل مد الفكرة، ونستدعي الأمل اغتصابا نغتصبه من خاصرة تلك الأكذوبة! وعلى صدرك تمايلت هامتي حالة توافق مع ميلان هامتك ، وحسبنا أن من حقنا بسط أمد العناق لما نشاء ، وعزف سيمفونية الحب على ضفاف الخلود الموهوم العابث ..وضحكنا خارج فكرة التوقف، وغرسنا القبلة في أرض السرمدية المطلقة خشية أن يقطع شبقها المتواصل عوارض الفصل المقتول بها قدر العشاق في كل زمان.
وتتبعنا بتلات العيد المزهرة فوق ساحات شفتينا تقطفينها مرة، وأستنشقها غذاء الحياة منك ألف مرة . أو ليس ذاك هو العيد يا حبيبتي لولا ذعر الرحيل بغرس نصله في مجاري أنفاسنا وهي تتلاحق كأحضان الموج بيننا، كلما زفرتُ بك شهقتِ بي، إلى أن استوى في قانون القبلة بيننا زفير وشهيق لحظة فناء عواذل الهواء بين شفتينا.
vBulletin® v3.8.7, Copyright ©2000-2025,