مشاهدة النسخة كاملة : مولاتي الأميرة.
أحمد الفلاسي
12-11-2009, 10:42 PM
مولاتي .....
هنا وفي مربع هذه الصفحة الصغيرة حيث الدفء المنبعث من حضورك في بالي وفكري وكل موضع في كياني .
هنا حيث قربك وقرب حرفك وبوحك ، وسطور قلبك ومشاعرك ، وخيمة تجليك القابعة علي بسطة ونعيما.
هنا سأعمد إلى جذوة القلم لأشعلها بين يديك قنديل ليلك الدامس ، وإلى الصفحات الناصعة لأستعرضها ميدانا لناظريك المختالين على بياضها الفاقع.
هنا لك خالص اشعاري ، وتجريد أنثاري ، ولو شئت لجثم الأدب كله هنا على ركبتيه واحدا من جملة خدمك ، وفردا من زمرة حشمك ..
فتعالي يا مولاتي ليقرأك هنا عشاق الحرف ، وسادة البيان ، وأنت يا مولاتي هنا مستعلية على عرشك الطاووسي المخملي الزاهي .
أحمد الفلاسي
12-11-2009, 10:43 PM
مولاتي .....
أسقطي جميع الأسئلة والاستفهامات من قائمة الكشف لديك عني، وواري علامات الاستفهام خلف فرض الواقع القهري علينا بل لنا ، فإنك قدري تعلقت بأذياله وأنا أدخل عليك بلاطك المرمري العامر ، فأتعرف عليك ملكة هذا العرش ، وأميرة هذا القلب .
لماذا تستحثني الخطا كل يوم لاهثا بحثا عنك وترقبا ؟؟؟أهي إملاجة الحب الأولى ؟؟؟لا أدري مولاتي ، غير أن في تريثي قبل الحكم مندوحة لي ولك .
أحمد الفلاسي
12-11-2009, 11:07 PM
يالحمرة الورد تفجرها دفقة الغضب من خديك فتحيلهما غضبة كغضبة الشفق يعانق آخر ماللشمس من حمرة التوديع...مالذي أغضبك -حبيتي-وأنتِ ملكة قلبي ،وأميرته المدللة ؟؟حكمتِ فتصرفتِ ،وتمكنتِ فسيطرتِ ،وحملتك الحظوظ على ريش النعام الناعم حيث قلبي ذلك المستقر الآمن ،والحضن الهنيء الساكن..
أحمد الفلاسي
12-12-2009, 10:41 AM
كلما حاولت قربا من حياضكْ
من سنا نور خيالكْ
صدني الحراس حتى
أنتهي دون سؤالك
بابك الموصود عني ياله من ظالمٍ
والمتاريس التي مثل ظلام جاثمِ
والمقادير استطارت
وحظوظ كلما طالت تعالت
خيبة الآمال فيها
أن حبي في ذرا تلك الممالكْ
وأنا المجنون فيها
بين وهم وخيال
ومنام مثل أطياف السراب
كلما عاينت دوحا خلته رجع إياب.
أحمد الفلاسي
12-12-2009, 10:42 AM
لا تمري فوق حرفي مثل أشتات السحاب
غربتي تشكو فكوني أنسها حين اغترابْ
كيف يحلوك التنائي وفؤادي عزه منكم جواب
يصطفي الصخر أنيسا وحبيبي ضنني منه عتابْ
فتعالي ، وتعالي نكمل الليل معا
هل أوافي سرد مافي النفس يا كل المنى
يا وحيدا بين آلاف كأوتار السنا
أنت مولاتي وسيفي في يديكم ما ونى
ليت حكما منك يقضي بلقاء يا أنا
هل أغني ؟؟؟
هل على قولي أثني؟؟؟
هل أبيح الملتقى المعمور يشدو
بغرامي يا حياتي وتراتيل التغني؟؟؟
سأغني
فاسمعيني
هذه الليلة دوح سوف أرويه بفني!!
أحمد الفلاسي
12-12-2009, 02:29 PM
كم من الحزن ينتابني وأنا أرى أعاصير الحزن تكتنف حروفك الغالية ، فترسلها بين فينة وأخرى قطعا من لهب لا ينكأ إلا ماتبقى لي من كيان متردم الأسوار ..ماله ذلك الضباب الناري يشنق أنفاس بوحك ، فيتغشاه وهو الذي ينظره عناقي ليهبني رهام الحياة!!!
لا يا مولاتي ، ما كان للحزن أن يسدل غلالته على مرافيء النقاء من حروفك فيميتني قبل أن يميتها لأنها محطة ناظري ، وموعد السعد مع قلبي الواله لها.
أحمد الفلاسي
12-14-2009, 09:14 AM
هنا يا حبيبتي أوقدنا يوما من الأيام شمعة اللقاء الأول فلم تهدأ ثائرتها من عصف أنفاسنا بلسان لعابها...هنا مالت على عناقنا أعناق الورد فانتشقناها عبير اللقاء، ثم كتبناها حروف وفاء.
هل تذكرين ؟؟؟ آه ما أقرب الذكرى ودواعيها إلى ذات الروح الظمأى!!! كلما هاجتْ الذكرى جفت في حلق الروح الحياة ، فاستحالت طللا يمسي صامتا ، ويصبح صامتا.
هنا في ذات المكان ، في مثل هذا الزمان، في طلعة البدر ، في لطافة من روح النسيم ذاتها ..هنا أودعنا القدر سر روحينا، ووارينا خلف أستار الغيب مكنون همسنا..فلم يدرك بشر ما خفي، ولم يع ما عليه الأكف تشابكت.
أحمد الفلاسي
12-22-2009, 09:41 AM
كان لزاما علي أن أترخص منك مواصلة نسج خيوط هذه المناجاة في هذه الخلوة التي لم يجالسني فيها غيرك ..لأنك لم تأذني لي بداية أن أسمح لقلبي أن يحبك، وكانت قسوتك بمثابة صفعة جبار طبعها على وجه يمم الولاء والحب شطره بكرة وعشيا، وما زالت الصفعة حامية لم تخمد جذوتها إلا مدامع سهري ، وزفرات أنيني في حبك، صفعة تمنيت بعدها أن يمطرني سحابك الحارق صعقا متوصلا حتى لا أعيش حياة مصبوغة بتلك الصفعة القاسية العاتية.
أستأذنك أن تسمحي لقلبي هنا بترداد اسمك المحروم من عسيلته على قلمي ولساني...وأستأذنك قبلها أن تسمحي لخواطر خاطري بخيال التطواف حول مملكتك الزاهية بك، هل في مجريات الخيال ما يسوء؟؟؟ ما يشين؟؟
أحمد الفلاسي
12-24-2009, 07:50 AM
ريثما تهدأين من تجاذب حبال نفرتك يكون قلبي قد أطلق صفارة النهاية لهذه المباراة الساخنة، ليستريح راحة الأشقياء، وينزوي انزواء المعذبين القاطنين دائرة اليأس الصامت الوخيم.
فمتى تهداين ؟؟؟؟
هل أنت بحاجة إلى سرد قصة حبك من جديد عن طريق دمي النازف، ولساني المأسور بتعبك؟؟؟.
فكرت مليا في نزفي الساقط بين يديك وأنت في قمة تعنتك ومن ثم تبريراتك اللاحقة فاستشرفتني حقيقة ماثلة أمام عيني تقول: هي لك وليست لك...هي تحبك ولا تحبك.
ِ
أحمد الفلاسي
12-24-2009, 02:40 PM
اليوم سقطت آخر ورقة من شجرة الأمل ، ونزفت آخر قطرة من معصرات الرجاء، ورقصت آخر ضحكات القمر على مسرح الليل العتيم.
اليوم تعرت أسلاك الصعق من جميع أغطية الصبر ، حتى صار الاقتراب منها إنذارا محققا لموت محقق.
ويحك ماذا جنت يداي الساريتان إليك ببسط الخضوع، ونشر الولاء!! وماذا ارتكبت عيناي المولعتان بثاقب النظر إليك عشقا وهياما!! وماذا جنى لساني الذابل من عبارات الحب أمام عرش قهرك وسلطانك!! وباي ذنب أُخذتْ اشعاري التي مالت وماجت بذكرك برا وجوا وبحرا!!
إيهٍ يا يوم الصبر الأخير! كيف استودعت فودعت، ودبرت فأدبرت، واستنفذت فنفّذْتَ!!
أحمد الفلاسي
12-24-2009, 02:46 PM
إذا طال اللقاء على تشابك الأيدي ،وانسحبت دقائق الزمن دونما إشعار لقلبين هما قلب واحد ساعة تعانق طرفي الشوق ثم حكم الطريق بشعبتيه بينهما، أترين ما صرف من شوق لن يجدده تولي الظهور عن وجوهها ساعتئذ..فأين عذوبة الحب ؟أبحث عنها منذ زمن.
كان اللقاء بيننا محتماينتظر منك ذرة شوق، وينتظر مني خطوة بوح، لكننا تولينا وعودا ووعودا أيتها الأديبة لا تنفك عن خيال ورق نلتقي عليه، وقل ما نلتقي عليه.
أحمد الفلاسي
01-03-2010, 10:03 AM
لاتكلميني إلا بقدر ما يتم به بلاغ رسالة منك أنني أنا كما أنا..لا تقتربي مني إلا ببسط ما ينقذني من نار بعدك عني..ولا تنتظريني على أيمن الدرب الذي كان يجمعنا إلا بتريث الساقي يرد للملهوف آخر رمق يقيم عليه حياته..واكتبي على حروف خصامنا اليوم شيئا يسيرا علها تنتعش بك ولو بقاتم العتاب على صفحة صبحها الآمل .
أحمد الفلاسي
01-03-2010, 10:05 AM
إلى متى سيمتد خصامنا ؟؟إلى متى أطوي على صبري وانتظاري جناحي الذابلين من عناء الطيران إليك ؟؟إلى متى ستنخرني رواسب المكث القابعة على متنفسي وأنا -يا حبيبتي -كالطود في ا لصبر ،وكالجلف البالي في القدم ،وأنتِ تلك الدرة المنتظرة بين حين وآخر..
الله ما أرحم الخصام حينما يعلن لأول مرة أنني لست من أهله ،ولا كينونتي كينونته ،ولا طاقاتي طاقاته ..وما أنا في خصامنا إلا كجسد خاصم روحه ،فأين هي منه وأين هو منها ،وليت شعري هل لأحدهما سعة بقاء عن الآخر؟؟؟؟.
أحمد الفلاسي
01-03-2010, 10:22 AM
ليس بيدي ولا بيدك خرق حجب العهود والوعود بيننا ، أنت في حالتك المتدحرجة الملتوية ، وأنا في غرامي وتجلدي وتماسكي أمام تبدلك .
أنت صفوٌ كدرتْه أخلاط الألوان حتى غدا مبهم التكوين....وأنا لك لالون سوى شوائب خيوط من دم غدرك يا حبيبتي .
أنتِ كرمٌ يتسع في رقعة العطاء الإنساني لا يثبت لأحد أحقية على غيره...وأنا أمام خيمة حبك نحرت جميع جزر عطائي ، فلا كرم ولا عطاء إلا لك وحدك.
أحمد الفلاسي
01-04-2010, 10:17 AM
أنا وأنت قدَرُ حرمان تحمله دمعة ، وتلقيه أخرى، ويكتنفه خيال كاذب صور له يوما ساعة اللقاء على ناصية أحد الطرق ، فعشنا بين قسوة القدر، وأكذوبة الخيال ...
لم يا حبيبتي تعدنا الدنيا كذب خيال؟؟ لم يا حبيبتي يفردنا القدر وطأة عاتية مغرضة؟؟.
أحمد الفلاسي
01-04-2010, 10:37 AM
لا تلتصقي بي ساعة اللقاء بعد غياب حتى أملأ حدقتي من خمر مرآك الزاهي ، ومن ثم أروّي به ورد شفتيك الظامئتين حياة ورونقا.
شاقني كل شيء فيك حتى سعار غيرتك الحارق الحارق، ولو طوّعت لما سمحت لشيء منك تسرقه يد الاستثناء الخفية حتى أذيبك كلك في راحتي فلا تتجاوزين بلة مراشفي يا شهد ظمأ الروح.
أحمد الفلاسي
01-05-2010, 11:45 AM
كم لامني فيكِ حسود يبيت يأكل كبده غيظا وحنقا،وجاهل اختلط في ناظره معجم الحرف ومهمله ،ودعي أدبٍ لايفتؤ يقتات على حروفي ليرى نفسه من خلالها في الوقت الذي لا يرى فيها إلا ذاتي ..وتالله مافتر ثغركِ يوما إعجابا وانتشاء إلا بين رياض أشعاري ،وما سال شهدك المصفى إلا بين أفانين نثري وخواطري..فأنا الديمة تهمي على أرض إحساسك لتنبت زرعا نضرا يأسر المتطفل الساذج فيحسبه له.
أحمد الفلاسي
01-06-2010, 02:42 PM
كل شيء فيك حيرني ..حتى صمتك الموشوم بأنوثة الشعر ، وغنجه.
أحمد الفلاسي
01-06-2010, 04:45 PM
منذ زمن وأنا على مقربة من حياضك المصون ، أحاول اختراق كل حاجز مقيت أراه يحول بيني وبين بياض قربك ، وتعلن ساعة الاختراق صفارتها ليصلني شيء من ورد ، عطر ، عبق أنفاس شذية تتصدر الجنان مسكا وطيبا ، وكله أنت ، ومنك ....آه لو تتصورين أي سر أنت بداخلي !! أي تكتم انحنت عليه أضلاعي من زمن ، أي شغاف أنت أحاط بفؤادي وأعلن ألا علانية تهتك ستر الداخل ، وماالداخل إلا أنت شخصا وكيانا ، روحا وجسدا!!!
ومضت الأيام وأنا أقدم رجلا وأأخر أخرى علني أحظى بانتباهة ولو لم تقصد ، أو التفاتة ولو لم ترد ، حتى التقينا على مراسم الحرف لأول مرة ، فجرى اسمي على شفاه حرفك طواعية انسياب ، وانسياب قدر أيتها الشاعرة الجميلة في سحر الحرف .
أحمد الفلاسي
01-07-2010, 08:24 AM
لا ترجفي أوصال قلبي الطائر في سماوات حضنك برعدةاليأس القاتلة ،فقد كفاني منك صمت الساعات ،ودجى الأيام الموحشة .وإذا عزمتِ تقلدسيف الفراق فاقض على عنقي بضربة متأنية مهما جل فيها عذابي إلا أنها تطيل لي ساعات حنو كفيك على رقبتي ،وامتداد وقوفك أمامي بعدما عز اللقاء ،وشط مابيننا أمدالبقاء.
أحمد الفلاسي
01-07-2010, 08:32 AM
لا أعلم لم أسافر في أجواء تمتماتك محلقا بلا جناح يطويني ، ولا مركب يبحر بي سوى همس روحكهنا البائن عن حب مكنون ، والسامق إلى عالم من الصفاء مجبول ..فزيدي الخاطر كما يحلو لك حبا وعشقا وهياما وأنوثة تفتقت من تبلج الشمس في متون خديك ووجنتيك.
أحمد الفلاسي
01-10-2010, 02:57 PM
إذا مررت يوما على مرفأ لقائنا فلا ترحمي أنينه أو بكاءه ، ولا يسترقنّك بجؤاره وحنينه، فلم يسلم هو بعد من وقوفه السئم على هامش خصامنا ،. وإذا ما ردد قلبك حروف اسمي الباهتة ، وأعاد عزفها على أوتار الخمائل في بلج الصبح الجميل فاحذري أن تردديها معه كما كنت تفعلين ، فلقد تيّمها ثغرك يوما ، كما أماتها هجرك اليوم..
أحمد الفلاسي
01-11-2010, 10:03 AM
تقبلي مني "على هامش خصامنا الأخير" ، فقد يلين قلبك القاسي شيئا.
أحمد الفلاسي
01-12-2010, 11:41 PM
أتعلمين أنني حاسبت قلبي كثيرا قبل أن تركنيه هذ المرة في زاوية إهمالك ، وبرودك!!
أتعلمين أن هذه المرة نفذت من الخاطر قهرا لأنني تسامحت كثيرا ، ولم يعد في شط التسامح قطرة بعد اليوم أرويك بها.
أتعلمين أن رحابة الكون باسرها ضاقت قبل قليل في عيني لأنك سددتها بتجاهلك الصامت الفاحش.
أتعلمين أن تتابع العثرات أكثر من مرة في خطاي إليك لن يتمخض الليلة إلا عن تبلد كتبلد الجليد حين يحول بين وسطين أحدهما أنت والآخر حبك المذبوح على منضدة برودك الليلة.
أحمد الفلاسي
01-13-2010, 11:16 AM
كانت رسالتك الثائرة تنتظرني اليوم على أبواب خطاي إليك ، وقد قرأتها تمليا وتجليا، أما عن القلب الذي تسألين عنه، فلا أعتقد أن به بقية سليمة من جراحك المتوالية، وسهامك الطائشة، فعن أي قلب تسألين؟؟؟.
تأكدي أنني لم أجرب مكر المشاعر مرة ، ولا خداع الألوان أمام حدقتي الحقيقة ، بل ولا استعضت عن أسسي ومباديء سيري في دروب الحياة بدائل أسلو بها عن مواجهة الصراحة الناصعة البيضاء ...وعشت أبرأ من زيف التضليل ، وأحارب بهرجة المظاهر على حساب عمارة البواطن ، وأنكر على غيري استسلامه لمعسول شهي من الكلام ، وما زلت -بحمدالله- أزجي مركب حياتي في عرض هذا البحر المتلاطِم من فنون الحياة وواقع الخلق ...أنبو عن أن يمسني شيء من طشاش مائه ، أو يستملحني ملحه المحرق الطائش الطافي على مستوى سطحه ..
من هنا تأكدت أن جملة التعامل البشري ينبغي أن تكون مشوبة بحذر شديد ، مهما صفت ، ومهما عسلت وعذبت .
أحمد الفلاسي
02-13-2010, 01:19 PM
لاأخفيك أنني اشتقت إليك ولا أخفيك أن من تباريح الشوق عالجت الأيام بنفاذ صبرمني أمنّي به النفس حينا فحينا ..ولا أخفيك أنني مت بقدر ما حييت بقربك ، ثم حييت لأن طيفك يعمل على إحيائي مناما كل ليلة تمر علي وأنت عني غائبة....ثم مت ثانية فكانت غيبوبة الفقد المتشعبة في حناياي تشعب الجذور في حشا الأرض ، وتعمق اللونالأصفر من كيان المنتقع به سقما.
ولا أخفيك أنني حاولت انتزاع ألمي بفراقك فكان نزع الرمق الحي من عروقه وشرايينه..ولا أخفيك ..ولا أخفيك أنني حينما أجريك على لساني ساعة خلطة مع الغير أتجشم مركب الحب ليفصلني عن جلسائي ....آه كم أنت راسيةلأنك في نطاق الإنسانية بكمال الإنسانية ضافية .
أحمد الفلاسي
02-14-2010, 08:54 AM
ياصباح صبحكالذي طال اليوم أما ناظري وأرهقني كثيرا خوفي من انقضائه، وذهابه، كلما طالعت حروف اسمك زاحمتني الخواطر عليك فانهلتْ كدموع السحاب المُضحكة وجناتالأرض ، فكتبتُ عنك ولك وحدك ما أبزُّ به صولجان الأدباء، وأعانق ببراعته محافلالعمالقة ، وصناع الأدب...ووالله لو مكثت في جلستي هذي واسمك أمامي لملأت بعاطرذكرك صفائح الصفحات....أيتها المجنونة أنوثة كفاني اسمك جنونا لا عقل وراءه،وانقطاعا لا فراغ بعده، وتماديا في غيّك حيث لا رشد بعده..
أحمد الفلاسي
02-14-2010, 09:06 AM
ياصباح الأنوثةالمتثاقلة دلاً ، المتناسقة تقولبا كبتلات الفل المشبعة بغض النضارة الساحر على أنفاس الصباح الأنثوي المازر.
يا صباحك الشهي على سغب روحي يعلمها دروس الصبر والجلد حيث فناء الصبر أمام هذا المنظر البديع الساهم خجلا،المائل تثاقلا، الغاضب تدللا....يا لصباحك المورق باسمك في عيني الآن كأهداب العطرالمتساقطة على صدر الغافي تحييه من جديد، فتثمله سكرة العمر كله.....أحبك يا حديقةأشعاري غنى الطير فيها قصائدي ومواويلي فيك.
أحمد الفلاسي
02-14-2010, 09:36 AM
يا صباح الشعرالمنسدل على صفحة القمر يريني وجهك المقمرالغارق في ناظري من خلف غشوة الغيم ، تغريني خيوط النور فيه تحت شفافية الشعرالفاحم فأشبك الشعر عليه أكثر، ثم يغريني انبلاجه فأحذفه عنه لأسبح في بحار صبح هوليس لي إلا نهم الشوق مجدافا.
أحمد الفلاسي
03-03-2010, 07:37 AM
كل شيء يمكن للخاطر نكرانه إلا أنتِ ، أنت ذنبي الوحيد فلا توبة منه، وجريمتي الذائعة فلا تستر عليها، وأنا لكِ عقلك الشارد الغارق في غواية الظنون، ومقارف الاضطراب والحيرة!! هذا لدرجة أنني أتمنى أحيانا فنائي المبكر ولا أفنى كل ساعة أمام حيرتك التي لا داء لها إلا أنا!!!
أعتقد أن صفحتي خلتْ لديك من كل بياض ، واختفتْ معالمها بقبائح الشكوك المفضية إلى يقين دفني حيا جنبا بجنب مع موؤودة الجاهلية الأولى .. وهل من شك في تقصيك مني شوارد الأنفاس ، ونوازع الزلات لا لشيء إلا لأنني من وشمك بقدر الحب حياة وموتا، واستخلصك من جملة الآدمية لتحيلي ملوحة البحر في يأسي ماء فراتا من سكينتي وأنسي...ولو أن امرأة مكانك اليوم من شعوري لرقصت على محامل السحاب كلما أرقصتها أشعاري وخواطري على مسارح الأدب، ومفاتن ميدان الكلمات ..لكنك تسحرينني كل يوم بهذا الغضب الأنثوي الحاضن لدبيب رجولتي كأنما يتعهده من جديد ليكون في قرار نظرتك شابا يافعا فتيا.
تأكدي من اخضرار الأوراق على مصاف الأفنان لتعلمي أن تلك النضرة في حياة اللون المورق جزء من قوام حياته ، كما أنك يا شجرة عمري أحلى لون يعكس لحياتي بقاء الحياة واستمرارها .
أحمد الفلاسي
03-07-2010, 11:16 AM
أنتِ أحلى قصة في حياتي هي قصة حياتي رغم كثرة القصص ، ورغم مفرطات الأحداث المارُّ منها والعالق في مجرى حياتي، استوقفني عند بابك فكر، ودخل بي فضولٌ، واستدرجني هناك حرف، فحبتْ بي مجاراة ، فتجربةٌ ...ثم استقرار ألمّ بي لتكون الخاتمة أنتِ ..فمتى سأرحلُ لأريحك من صوت هذا القلب الصاخب، الساكب في أذن الفضاء شيئا اسمه أنتِ.
حسبتُ -كما هو مقتضى الطبيعة- أن لكل شيء نهايةً تريح ، وتستريح ، لأن نهاية كل شيء تعني البدء بتكرار ماانتهت به ..فإذا بي أمامك لا أرى إلا بداية لا نهاية لها، بداية متجددة من المحال إطلاق "نهاية" عليها ، فما عساني أن أفعل ببداية لا تعترف بنهاية إلا أن أتغنى بـ"النهايات" في أشعاري علني أحظى بنهاية تريحني وتريحك، فكانت النهاية بداية اسمها "أنتِ".
أحمد الفلاسي
03-08-2010, 10:55 AM
ليس بيدي ولا بيدك خرق حجب العهود والوعود بيننا ، أنت في حالتك المتدحرجة الملتوية ، وأنا في غرامي وتجلدي وتماسكي أمام تبدلك .
أنت صفوٌ كدرتْه أخلاط الألوان حتى غدا مبهم التكوين....وأنا لك لالون سوى شوائب خيوط من دم غدرك يا حبيبتي .
أنتِ كرمٌ يتسع في رقعة العطاء الإنساني لا يثبت لأحد أحقية على غيره...وأنا أمام خيمة حبك نحرت جميع جزر عطائي ، فلا كرم ولا عطاء إلا لك وحدك.
أحمد الفلاسي
03-08-2010, 11:00 AM
ليس أدل على اضطراب الإنسان حينما تفرغ ذاته من كل مضمون نافع من التمرد على العقل خاصة، فإذا به كالسكران لا يبحث إلا عن جدار يصدمه ليفيق، أو كأس يزيده اضطرابا...
على أي شيء تبرهنين ؟؟؟ وماذا تشترطين ؟؟ ألا ما أقبح المغالاة في الشيء حينما لا يعرف أوله من آخره!!!
وقاتل الله الوهم كم يري الإنسان السماء أرضا، والبئر الغائر فضاء وجوا!!
أحمد الفلاسي
03-08-2010, 03:24 PM
يخيل إلي أن في عينيك كلاما آخر مختلف عما قرأته اليوم لك ..كلام لا تحمله الصفحات مهما جادت ببياضها، وفسحة بسطها، ومثل عينيك لا ينشزان عن رقيّ فكرك الذي عرفته ، ورأيته ولمّا أرهما ، وكثيرا ما حدثتني هواجسي -وهي تعيشك عالم الحرف الأمين- فأرتني منكِ ملاك الرقي الإنساني شمولة، وتفردا...فأنت أنت إذا كتبتِ عن الخلق لا تلبسين قلمك سوى هيبة الفطرة جلبابا، ولا تودعين حوامل السطور سوى الإعجاز البياني توجيهاً، ولا تصلين إلى قناعة القاريء إلا وقد ضمنت أن من قرأكِ أذعن لصوت الإذعان قبل تماديه في تحريك حِلَق البديع والبيان .
وأنتِ كما عرفتك فعشقت معرفتي لك ..أنت أنت حينما يولع قلمك بهندسة لغة القلوب !! الله الله من قلمك وهو يميل في تيه العاشق ولا سكر به غير أنه تلبس بإرقاص القلوب فأرقصها، وتفنن في تقنين العاطفة الإنسانية فأرساها..ويالقلمك كم يتعبني استقصاء سحره فلا أرجع من وادي تيهه إلا خاليا من كل شي سواه .
أحمد الفلاسي
03-08-2010, 03:27 PM
لو أدركتِ يوما من أنتِ لي لغفرتِ زلات عتابي لأنها ما كانت إلا وصلات ماكرة ، طرفها الأول حبك، وطرفها الأخير حبك، وما بينهما حبل تشدينه بقسوتك، فأرخيه برقتي، وتشدينه بتجاهلك ، فأرخيه بشدتي ، وما فارق الشدة عن اللين إذا كان الباعث لهما هذا المارد المتمكن من دمي ، والمعروف بـ"حبك".
وهل لغفران الحب أرض تستوعب إصلاحه كهذا الطيش الملون بألوان منها القسوة، والشدة،و....ألخ، فيأتي الغفران ليحول الألوان إلى لا لون هناك ليثبت طبيعة الحب فهو الإخلاص المترفع عن ألوان الأرض بأسرها.
أتدرين ما ضرورة الغفران ؟؟ إنه أداة التقليب في مراحل أنفاس الحب ، لتستقر الذمم أخيرا على مبدأ التضحية ، فيسبق إليها من سبق، لا لشيء إلا لأنه أبطل بعض خلايا جسمه لتعمل عند محبوبه ، والأمر سيان فحياتهما واحدة ، يعيشها طرف فيحيا آخر، ويوقفها طرف ليعمل بها آخر، والحقيقة أن العمل يشمل الاثنين يا حب الأبد.
أحمد الفلاسي
03-09-2010, 07:24 AM
على أي شيء تكابرين يا مجنونة العناد في أثواب عقلاء الرأي والحكمة المتأنية!! ما بقي للعقل هنا خيط تتذرعين به إلا خيط واحد لا أهواك إلا به ..إنه خيط الكبرياء المذهّب بتطريز الأنفة، والتمنع ، والثقل. مخطئة أنتِ لو ظننتني ممن تستهويه الأنثى الباردة الوديعة ، ألا ترين حالي معك كلما فار بك قِدرُ الغرور ألقيت بنفسي بين أبخرته نشوان الحشا، طيب الخاطر، كالمفتون لا رشداً يعي، ولا نصيحة يتبع!!.
أنا لا أسلم قلبي لأنثى يسقط الصقيع في كفيها فتظنه جمراً تتلظى من سعير برودته، فيستوي في نطاقها السعير والزمهرير، كما استوى لديها ذوباني وصلابة كياني ..أنثى لو مدحتها قتلت مديحي بسكين صمتها، ولو داعبت خصال أنوثتها ضربتْ على يديّ بكف من ثلج بلادتها، لا تدرك الفرق بين النقيضين حتى يميتها أحدهما، بعد موتتها الأولى.
أما أنتِ فأنتِ حَسَكٌ ألتذُّ بوخز شوكه، وسعار أموت في لسع ناره، ودبور قارص لا يقرصني إلا ليقوي نهمي به ..تتمنعين لأقترب، وتناوئين بالتجلد لأحطمه بلمسة ، أو بنظرة تكفيك مني، وتصبين في أذني فلسفة التعقل بقوة وشموخ ، وتصالب لا لشيء إلا لأنني خبير بإذلال أكبر الفلاسفة ...فتعقلي أكثر لأحبك أكثر..
أحمد الفلاسي
03-09-2010, 10:11 AM
أنا لا أغار من خيال تتصنعين غُنجَ العاشقات له، لتستثيري بتلك الذبذبات الكاذبة شعيرات غيرتي عليك ، فماهو إلا تسلطن خيوط واهنة على ما ينبغي الرقي به من ملكات الأدب لدى الوعاة من بني البشر. مع أنني لا أستحلي طعما مُراً علقماً كاستحلائي هذا الغنج الكاذب الماكر ..أتدرين لماذا؟؟؟.
لأنني بحثت عن زفراتي الأدبية التي أحليك بها كل يوم لم أجدْ لها مخدعاً تأوي إليه كضم ذراعي قلبك عليها وأنت تستأثرين بها كليةً ، ولا تتحملين أن تجسّها يد غير يدك ، ولا تصلك فتستلميها إلا وتقرير التسليم القلبي يوافيني بدفء كفيك ساعة قراءتها ، والسكون إليها كل يوم بل كل حين.
فلا تستثيري غيرتي مرةً واحدةً ، إن استثارتك هذه كحل عيني كل يوم ، آه كم أحب النظر إليها وهي تقول لي: لا تصدقْها ليس ثمة غيرك ملك هذا الكيان المتدلل على رجفة القلق في قلبك.
أحمد الفلاسي
03-10-2010, 06:22 AM
عجبتُ لحالك معي وأنتِ مني للأنفاس مجراها، وللقصائد والأنثار فحواها ومعناها، أسهرك الليلَ بين خاطر وخاطر، يحبك السمع مني ، ولا تستجلي غير مرآك النواظر، يعلم الله وحده ما حملت من هم الجميع غيرك وزن خردلة ، ولا حسبتُ لولاك لأحد إقامة ولا ظعنا، فأنتِ الحب كله لا يشطر بل يسطر، وأنتِ ملاك الرغبة مني لا يسهل لأحد تحريكها ولك وحدك مطلق التوجيه والقيادة، يا صاحبة الأمر والسيادة.
ومع ذلك جعلتِني آخر الخلق اهتماما، ومررتِ على مواضع البوح مني فكان النظر وإرساله منك كمن يلم طية العجلة إلماما، ويحك ألا تستحق منك بين آكام الحطام سلاما!! ..وأنتِ تدركين أنها قلادة جيدك، ومعصم كفك، وحلية صدرك، وأفانين الروعة من عيون الكلم قدمتها بين يديك تقديما، وماانتظرت سوى موضع خطوك عندها تكريما، لكنك أودعتها زاوية التجاهل ، وزويتِها في مجاهيل التغافل، وحلفتِ الأيمان أن تكيدي لها كيدا ، وتعيري أزاهير البيان منها إهمالا وردّا..ألا تعلمين أنها ما زفت إلا بعد أن زفتها الألفاظ لمعانيها فقيل لا عطر بعد عروس، وهي العروس فلا نثرت إلا فوق مخملها الفلوس.
ياهذه..كأنما تشيرين بهذا التجاهل إلى رغبة منك لظعني ورحيلي ، وتنطقين التغافل لي ليقول: يا هذا لا مقام لك فارجع إلى طي القهقرى ، وتفطنْ لذلك رغبتنا،وكأنك تعبرين بالحال عما يغني عن بسط المقال ، وقد أصبح هذا الهاجس لديك واضحا جليا ، فلاضير حينها لو خلت الديار إلا من آثارنا، وأطلقنا مع هبوب الريح أزمة عناننا، فما بقي بعد بيان هذا البيان ما يفتقر إلى تفسير، أو تأويل ..فعوداً إلى الخطوط الأولى قبل أن يمرضنا منها التجاهل ، ويميتنا منها ذلك الإعراض والتخاذل، وما نحن بمن جرح إلا وداوى، وأنقص إلا وتمم، وسبحان من خلت من النواقص ذاته، وكملتْ بمجامع الكمال صفاته.
أحمد الفلاسي
03-13-2010, 10:41 AM
ما أحلى تمتماتك المقتضبة كمكعبات البلور ترسم الصباح من جديد لوحة مبدع دانت له حبيبات الجمال فاستطارت على متن ريشته، أتراك غمستِها في قطرات دمعك الواله فأهدتني من ثغر الصباح بسمة الوجود كله؟؟ أم تُراها مرتْ على ورد شفتيك فقالت لهما أورداني منابع الورد فتدلتْ في عمقهما المبطن فملكتْ بعيد ذياك التعمق أنفاس الورود ربيعاً؟؟.
هكذا هي كلماتك الباحث عنها كياني من بدء الصبح ، وانطلاقته...كلمات لا تعرف إلا العطاء، ولا تهب إلا معنى السخاء، كلما قرأتك فيها خصتني بها عن غيري وغيرها ، ولا أظنها تهب غيري من القراء ما تهبني إياه!! لأنها مولعة بولعي، مشتعلة بنار شوقي، تتيه لمجرد النظر إليها مستغيثة من هيمنتي على معاقد الحس منها.
أحمد الفلاسي
03-13-2010, 11:00 AM
مالي كلما ناجيتك بالصمت أغناني عن جميع لغات العالم منطوقها ، ومرموزها، وأنا في غالب الأحوال لا أحاول استفزازك إلا صمتاً، حتى إذا ما تبادلنا نجوى الصمت معاً ، وقلنا كثيراً كثيراً، وتراشقنا بلغة الشفاه الصامتة كثيرا كثيراً....حينها وبعيدها، وعلى مشارف انتهائها كتبتُك عقد قصيدة يغار اللؤلؤ من نظمه، وتضطرب أطماع الغواني حيال رونق فنه..لأنه لكِ وحدك .
انظري كيف توارينا في عمق العناق على أوتار الصمت فسكتنا وما سكت أنين العناق ، وهدأنا وما هدأتْ براكين الشوق حالة عناقنا المتمرد على رتابة الطبيعة السمجة.
أحمد الفلاسي
03-13-2010, 12:45 PM
وأنتِ في رقتك تشبهين الغيمة الودود تصبباً، الولود مطرا ، الغادية غدقا، الساجمة كرما..هذا ما حكتْه لي أنوثتُك الرؤومُ وهي تحسن ظني في كل أنثى على وجه الأرض. هي أنوثتُكِ حينما تفردني بين الرجال مثلاً يغريك مني كلي وبعضي، ويدهشك ضحكي كما يجهشك بكائي . ويعجبك رأيي كما يبهرك حدسي ...هي هي أنوثتُك على حد الإغراء لمطامعي، وعلى حد الإغواء لجملة تهتُّكي وزيغي ، وضلال رشدي.
سأكتبُ اليوم عن أنوثتك ، ومع كل فقرة أكتبها سأودع العيون التي تقرؤني بريقاً أدبياً أخاذاً لأنه يكتب عن أنوثتك الشاخصة بريقاً، الذابلة فتوراً، وسبحان من قسم الأرزاق كلاً حسب موقع الحاجة إليه، وقسّم المشاعر على ساحات الأدب وفق محاسن المحبوب كلاً حسب الشوق إليه..وهل للعاشق من رزق يومي يترقب بزوغ شمسه إلا ما يحبوه به محبوبه من خام المحاسن المعنوية ، تلك التي يصنّعها الذوق الأدبي فنوناً طبيعية لا دخل للصنعة فيها، لأنها خلت من الصنعة في خلقتها وجبلّتها....
فماذا عن أنوثتك؟؟؟؟؟
أحمد الفلاسي
03-13-2010, 05:46 PM
في أنوثتك تلتقي لطائف الكون كلها ، كأنْ ليس في الكون لطف مخملي يُذهب قسوة الأيام كلطف أنوثتك...ففي كفيك موطن السكينة الوفي المتدرج مع كفيك في فلسفة الضم الحنون الوافي ، وماذاك إلا لأن في تجريد الإحساس لهما إدراج لجميع متاعبي الساقطة من ضمتهما ساعة لقاء آخذ في العروج نحو الفضاء.
انظري كيف تنساب كفاك كسلسلة الذهب يخران بين كفيّ في إعلان كامل الاستسلام ، إنه استسلام الأنوثة النازل من عرش الكبرياء العاجي ليلقى حبيبه على عرش الحب مع بقاء أهلية الملك لها، فهي ملكته، وسلطانة قلبه، وأميرة دلاله ، لا يعشقها أنثى قبل عشقه لها ملكة الأنوثة قاطبة..ولا يداعبها صرفاً من الغنج الأنثوي حتى يرى في تثنيها بين يديه خضوع الجمال بين يديها آمرةً ناهيةً، ولا تعبث أنامله المجنونة بوقار شَعرها حتى يتوجها بجنون تلك الأنامل تاج الترصيع بكمال الأنثى في أوج تعليها شاهقة راسية.
فماذا عن أنوثتك؟؟؟؟؟
أحمد الفلاسي
03-14-2010, 10:29 AM
حينما أقف على حقيقة أنوثتك عند احتضان كفيَّ حرير النعيم السرمديّ من يديكِ لا أقوى على الرجوع إلى صوابي بدونكِ، فو حقِّ ديباج الجنان المأمور بأمرك ما زلت أجد طعم كفيّ في فمي كأنّ ما سرى بين اليدين طغى على مسامات الجسم مني فأحبتك كل ذرة مني حبا مستقلا تحت راية القلب المغرم الشغوف المتيم.. ألم أقل لك حينها أدركيني بمدد من التمنع فإني أوشك على الغرق في بحار انسيابية أنوثتك العارمة المكتسحة ميادين تحملي ، وتجلُّدي!!.
وسألتِني حينها: ماسرُّ توقف عجلة الزمن عن الدوران في مثل هذه اللحظات التي لا أرى حياتي فيها سوى طفل رضيع هرب من ملاحقة الفزع إلى كفيك يا حبيبي ؟؟؟؟.
وقلت لك حينها وقد نسينا شغب الأصابع في معركة عراك الخلود: لا يزال الزمن يجر اثقاله على عاتق الضعف الإنساني قاهرا، ومسيطرا، تمر ساعاته كزحزحة الرواسي فوق الرؤوس ..لا يتوقف في الحقيقة لكن ننساه ساعة خلود إلى زاوية لا تحتكم إلى قانونه ، ولا تخضع لسلطانه ..ساعة توافق مع الذات ..ساعة لقاء ينكر الإنسان فيها استقلال ذاته لأنه لا يراها إلا ذات من يحب ويهوى.
وهل لتشابك الأيدي بين الحبيبين من تفسير سوى الصورة المصغرة لواقع أكبر هو احتواء كل منهما صاحبه فوق دواعي الإنفصال والأنانية والتحيز!!
وماذا قالت لي أنوثتك؟؟
أحمد الفلاسي
03-14-2010, 11:05 AM
في أنوثتك نزعة تعقلية تبدأ كالرقيب في بث عيون التحفظ ، وهي تعقلية حينما تبدأ في الشرح الواقعي لمعنى الأنوثة إيحاء منها أن تلك الجِبلّة الفطرية لا تزال تسير في دروب الكون وفق قانون ، ونظام يأبى التعسف، ويرفض الإنخراط فيما لا تحمد عقباه، فبقدر ما تزفرين من رقة، وتسكبين من عاطفة أنثوية صرفة المورد بقدر ما يبعد بك النظر ، ويدق بك الفهم ، ويحكم العقل في ضرورة المزج النوعي للعواطف البشرية عند التعامل لا سيما مع الغير، فما أحلاها رقة متماسكة، وليناً متصلباً، وطمعاً مقتصداً، وغيرة متعقلة...ولو أن كل أنثى أدركت فائدة مزج تلك العناصر خليطا يساهم في بناء الهيكل الإنساني السليم من غوائل العوارض الشيطانية لصححت مفاهيمها حول قضية ما يطلق من تصرفاتها وما يقيد، ولعلمت أن في المنع أحيانا ما لا تتم الحرية إلا به، ولا تكتمل ماهية حقيقتها إلا إذا قلدت قلائد ، ومعاصم ، وعقودا من المنع الفطري الرباني .
أحمد الفلاسي
03-19-2010, 06:22 PM
مساؤك ياروحي قنديلي المعلق في سقف السهر ، وضيء هو في تهلله، أنيس في جواره، كلما أشرف الليل على عناق الدنيا ، ومزاحمة ضوء النهار حتى إقصائه ناديت نورك يا بدري الساري فأغناني عن نور القمر...
دعيهم مع أقمارهم ينعمون بتحديقها على مقربة من قربهم، واغمريني يا حياتي هنا بقربك، ثم أرسليني إلى وادٍ سحيق أخلو في فجاجه حيث أنتِ وحدك عند نفي الشريك والسوى...مساؤك حب الكون كله يا أملي.
أحمد الفلاسي
03-19-2010, 06:31 PM
آهٍ منك يا هذه !! كم أحبك أنا!! كم وكم من آهات الوجد أنظمها في خلوتي ليبقى الحب أنتِ ولا غير، أحبك باستشعار لذة الحب أطعمها يا حبيبتي في كل خلية من عالم إحساسي ، وأكتبها يا حبيبتي في كل فن من فنون أدبي و وسطور تجلياتي، وأعزفها مع اللحن الخالد قيثارة عمري الغارق فيك حد الغواية يا سلافي..
أحبك طفلا يحبو فوق هضبة وجودك لا يرى من عالم الأمومة حضنا يشفي غلته سوى حرارة اللهفة المنبعثة من حضنك يالحضنك كمو هو لي حبيبي!!
أحمد الفلاسي
03-19-2010, 07:31 PM
لا تقتليني باللحن الحزين للمرة الثانية ..سبق وأن قُتلت ، وانتهى مني كل شيء على أعتابك القاسية ، المتصلبة من يباس اللاءات..
ارحميني من نقرة العود هذه والمؤتلفة مع دمعة الناي الحزين ..وكله مع سواد الليل ولذعة الحنين قاتلي للمرة الألف يا حياتي ..
يا لحن الأسى الساجي ..يا ذِكَر الماضي الغافي، ويا لوعة الخافق من ظلم حبيبي ...دلني على موضع شبر على وجه هذه البسيطة أركن إليه عله يقبلني رغم مابي ...علّه ينساني لحظة غفلة شاردة من عمر الأيام، أنا لا أطلب حنوّ رفيق، ولا رحمة صديق، ولا وفاء شفيق، أنا هنا حبيس زاوية البعد ، ركين سدة الحيرة والوحدة ، أنا هنا أرسل الدمعة للدمعة تتوسل إليها رحمة متريثة، ووقفة متأنية ...
يا حبيبتي ..سبق الاعتراف سيف العقل فنبا عنه بك مجنوناً....
يا حبيبتي ..أخفق العذل من كل عاذل أن يبدلك في قرار وجهتي إلا أن يزيدك على القرار قراراً....
يا حبيبتي ..رفع البعد راية الاستسلام أن يصرفني عن تبتل القلب والقالب حتى رأيتك بعد البعد كما لو لم يخلق في الدنيا بُعدٌ.
يا حبيبتي...سرى الليل ، واحتواني ما كنت أجده بقربك ، فدعيني أموت هنا حتى يخفيني عن عينيك شحوبي، ونحولي ، ويأس صارف صادق أن لقاءنا علق اليوم على حبال المستحيل...نعم هو المستحيل.
أحمد الفلاسي
03-21-2010, 11:12 AM
اضحكي أكثر فأكثر ...كل ضحكة منك كفيلة برد الروح إلي بعد فقدانها لاهثة انشغالاً بك ولك ، ثم بضحكتك -روحي فدا ضحكتك- عالجي هذا اللون الباهت الشاحب المستعلي محيا وجهي من طول السهر وأنا أرعى اسمك الغالي من مكان إلى آخر ، وأتحسس المكان الذي صار عرساً لأنه تمحور حول حرفك...وعند آخر نفثك الشافي أطبق جفنيَّ ، ولساني يردد اسمك الغالي في الوقت الذي يردد قلبي فيه آخر تراتيل حديثك الغالي يا أغلى غالي .
يالله لو رأيتني البارحة وأنا أسبر مواضع تجلّيك ، وأماكن تبدّيك ، يسوقني الخوف عليك، ويلفني الحرص على مواطيء ناظريك ....أخاف عليك من نبرة الأسى الكئيبة تلم بك ولا أملك إلا إرسال النظر ، والتحديق في لجة الخطر ...تقصر يداي عنك ، وهما اللتان لو تمكنتا لكانتا لك مهد العمر كله، ومحضن الحب كله..أمدهما إليك كلما رأيت خيالك الزائر ، وأحسب أنك هنا بينهما فأضمك لأخبئك من جارحة إلى أخرى ؛ خشية أن تستفرد بك إحدى جوارحي فتأبى إطلاقك لغيرها ..ثم ماذا يا حبيبة صبحي ، وأنيسة مسائي وليلي؟؟؟؟؟؟ قولي لي بربك : ثم ماذا ؟؟؟
أحمد الفلاسي
03-22-2010, 12:46 AM
لا ..لا يا حبيبتي ..ما هكذا تقطع السكين !!مع ذلك أقول لك: دعينا من السكين وقطعها ..وتعالي ، لن أطلب منك وضع السكين جانبا ، بل أنا الذي سأحتضن كفيك الآن وأحاول نزع السكين منها ، لأفرغ الليلة أن تكون من أحلى ليالينا ، وأحبها إلى دقات قلبينا الوالهين لنشوة السهر فتعالي...
تعالي واقتربي وسامحي الدمعة مني لو استقبلت خديك بملحها ، فإنني لا أملك أن أراك إلا وتقبلك مني جميع هواطلي المستكنة حتى دمعة الشوق الغلابة الغلابة..
مالك يا حبيبة روحي تطيعين الزمن في تسرب بعض الثواني بيننا، ونحن من استحدثنا فوق الثواني ثواني لا تقاس إلا على قامتينا، ولا تقاس إلا على مجموع شغلنا ببعضنا ...آه يا نجية السهر آه....آه كم يفنيني الليل فيك فاين أنا ؟؟؟
ويذيبني الليل فيك فمن أكون أنا؟؟؟
ويتلاشي بي الليل فيك فعلى أي المواضع أنا؟؟؟؟
ويميتني الليل فيك فأي حياة أنا؟؟؟
أنا معك حياة سرمدية خالدة لا تعرف الموت.....
أنا في يديك سعادة شائكة في طريق الشقاء، عاصية جموع المتاعب والهموم...
آه يا سخينة الأنفاس حينما ترتعد الحياة من شدة البرودة ، وأرفض تسللها إلى أنفاسك لأنها جذوة ارتجافي من برد الحياة..
أحمد الفلاسي
03-22-2010, 01:03 AM
تخيلت الليلة كل شيء إلا قسوة أناملك ...صدقيني سأبعد كل ظن يتعبك مني ، فأنا الليلة متوهج من نار حبك أكثر من توهجي بنار حرفك ..إن حبك يسمو بي كل آن وحين غير أن له في الليل ماللعينين من لذة الغمض في حضن الأم الشفوق ..نعم يا حياتي وله بالليل ما للجراح من غفوة تغطي سعير الألم بمسحة التيه في مجاهيل الأحلام .
ياللعجب !! أفكلما سعى بي الليل إليك تعددت جميع صفات الحب متغيرة من طعم إلى أطعم منه حلاوة، ومن رائحة إلى أعطر منها طيباً، ومن ..ومن ...حتى يترك الحب بيننا صفة ليلية أحبك بها كما لو لم يكن ثمة نهار..وليس في النهار من يضيء حياتي فيه سواك ، فيالله كتى سأدرك شأو حبك ليلا أو نهارا!!.
أحمد الفلاسي
03-23-2010, 10:22 AM
أعيدي إليّ تلك الليلة ، وأعيديني إليها تحضنني منك الأشواق ..أشواق تلك الليلة ، ولا تنسي شهقة ندائك لي مستيقظة ساعة غفلة الرقباء، وعذال أهل الهوى ..شهقة من بين شهقات حنينك كلها ..أظنك فهمتني ، إنها شهقة تلك الليلة.
واذكري -ولا إخالك نسيتِ- تفتح مغاليق الفرح في كل موضع منك ليلتئذٍ، حين كنت بكامل ذاتك ضحكة تناور ضحكة البدر ، وتهاديني عبوس وجهك عبوسا كاذبا، وعقد حاجبيك عقداً مراوغاً، وعتابك المصطنع، وتدللك القافز النافر نفرة الظباء في براريها، وهروبك مني ذلك الهروب المنتهي إلي ذراعي تحبباً، وتحننا، وتلمسا، ثم انتهاءً وتلاشياً..وماالهروب وإخوانه إلا لنهاية محتمة هي ذوبانك بين نظرة عيني ، وحرّ قُبلتي ..كل ذلك كان ، وما زال إيقاعه يملأ مسمعي عني وعنك تلك الليلة.
لا تطيلي البعد عني وفي انتظاري أموت بقدر ما بك أحيا، فأنا أعذرتأخرك عني تحت عنوان التدلل، والتغلي ، والعمل على تعطيشي أكثر فأكثر حتى يتبين لك أن ماء الكون لا يرويني مالم تتحد دلو ظمأي بنبع إروائك يا ري الروح ومورد حياتها...وآه من تلك الليلة.
أحمد الفلاسي
03-27-2010, 09:29 PM
ليس ذنبي ولا ذنبك أن تتحرك غيرة النساء مما أكتب لك فيظن بعض من قرأك في "مولاتي الأميرة" أن كلامي موجه إليها هي...!!!
وكيف يصدق ذاك يا مولاتي وما بيني وبينك أرفع بكثير من شوارد الظنون ، وحساسية الأفكار ...فدعي غيرتهن تزمجر ، وتزبد وترعد، كما شاءت، فمن حقهن ذلك حينما يقرأن حلياً من عسجد، وماسٍ لا من كلام ، وألفاظٍ..
وكما قلتِ لي يا حبيبتي قبل قليل : (لا يهمنا - يا حبيبي- ..فإن ما تخطه لي يمناك لا يكسر بل يجبر كل كسر، ولا يثلم بل يسد كل خلل، و لا يزداد إلا تعاظماً ، ونصاعة لا تخفى إلا على أكمهٍ لا يبصر القمرَ..وما يضر أن تغار البعض غيرة قاصفة رعود الألفاظ والسبب جلي في فلسفة الحرمان أن يكون لها مثلك يا أديبي وشاعري، وتاج راسي..).
ومع ذلك لا أراك مخالفتي يا مولاتي لو قلت:من تمام النظرة التكاملية للنص الأدبي أن يشترك قارئه مع كاتبه فيما يخص النص ذاته من فنية نقدية ، تنحصر فيه بعيدا عن التعلق بتلك النظرة المتخلفة لدى البعض في انحصار القراءة لديه حول نية الكاتب، وقصده من كتابته .
إن القاريء الواعي للأدب متحرر من خصوصية الحكم الشخصي على بواعث الكتابة عند الأديب ، متجافٍ بحكنته، وفطنته عن معكرات القراءة السليمة المنزوية بأصحابها في بوتقة الخصوصيات التي لا تفيد المنظمة الأدبية شيئا بقدر ما تهلك أصحابها بحثا ولهثا خلف سراب متطاير.
وحينما يترفع القاريء عن مماسة مالا دخل له به من خصوصيات الكاتب، حينها فقط يصدق عليه أنه شارك الآخرين أفكارهم، وفلسفاتهم.
وعلى ثقافة القاريء تتحدد تلك السمات المهمة...فالقاريء السطحي هو من يضع النص جانبا لأن نقطة فيه شككته في الكاتب ، أو أن الكاتب يعنيه هو في كتابته ..فيقف مليا عند هذه النقطة لا يتعداها إلى غيرها البتة ، لأن المسكين لا يملك من رقعة فهمه أكثر من هذا الشبر الذي ضاق به فتسمر عند نهايته .
كثيرا ما أصادف هذا النوع من القراء ، أدخل عليه وهو يلعن ، ويسب، ويقذف بالحمم من جوانبه ..فأسأله مالك؟؟ ليرد علي أن فلانا كان يعنيه هو في كتابته.. فأضحك حتى أكاد أسقط من وقفتي من هول ما أرى ..
أحمد الفلاسي
03-29-2010, 06:44 AM
لأنني فارقتك، ولأنني طويت آخر بساط توهمت يوما أنه الجامع المانع بيني وبينك ..تساءلت اليوم: هل تقسو الرياح فتتبع القدم أثرها؟؟ أم نحن القساة لا الرياح؟؟ ..وأدركت حينها أن الرياح مظلومة أمام غدر ابن آدم ، وتناسيه.
ولأنني بعدت عنك لظلمك ، وقسوة قلبك، وجفوة لسانك لم أدع الفرح إلا لأنني أدرجت بعدها في طي الجرح؛ فمن فرحك إلى جرحك، ومن قسوة الأيام إلى قسوتك، فأنت لا جديد لديك على الأيام إلا زيادة القسوة، وبعد غور الآه، فالآه تلو الآه، لأحشر بين يدي قلبي منك آهات الدنيا كلها .
ستستقبيلن بعدي جموع المهنئين بخلو ساحتك مني، ومن اسمي المزعج المتعب حيا وميتا، وستقيمين ليالي الأفراح على منضدة قتلي من بعدك؛ فأنا لا أنكر تشرب دمي بك رغم خلو دمك مني، ولو فتشتِ دمي فلن تجدي إلا كريات حبك تسد مرأى النظر من حدود أفقه.
هل استراح خاطرك بعدي ؟ كل عام وأنت بخير بمناسبة رحيلي عنك يا حبيبتي .
أحمد الفلاسي
03-29-2010, 12:34 PM
يقولون لي: دعها، مالك وأسوار المستحيل! تنسج من هلاميات الخيال كيف يكون المستحيل ممكناً..
وفاتهم يا حياتي أنني حينما أحببتُكِ رفعتك بعيدا عن نقيصة المشابهة، وخطيئة المماثلة، فأنتِ جوهر صرف من بديع ما خلق الرحمن، لا تطمع أنثى أن تصل إلى معارج مشابهتك لأنك غير قابلة سوى للقمر لك شبيهاً، حتى إنه ليحيرني فيك أأنتِ من العالم العلوي بمجراته، وكواكبه، ونجومه ، وأقماره ؟؟ حتى توصلتُ إلى أنك من عالم الأرض خلقاً، ومن عالم الملكوت االعلوي صفاتٍ..
آهٍ يا قدراً لا يدعني ، فأنى لي أن أدعه..أترينني سأقولها يوما: كوني كما أنت ، وعلى كل ما تحبين ، وكيفما سيّرتك جبلَّتك..أنا ذلك الخلُّ.
أحمد الفلاسي
03-29-2010, 12:54 PM
لن أحتمل بُعدي عنكِ..سأموت في اليوم بمقدار كل إطلالة كنت أجاور فيها اسمك الغالي وهو يرد الروح إلي ثانية بعد أن أنهكها الشوق إليك، وسأثبت للأدباء متى يكون الأدب مدرسة عملية ينضوي فيه الخيال تحت قبة الواقع القابعة على رؤوسنا صبحا ومساءً.
أنا أعلم أنني سأعيش حبك طوراً جديداً يتحدى النسيان..أي نسيان هذا ؟؟ماذا كتبت يا قلمي؟؟ هل يرد النسيان على خاطرٍ هي في جزيئاته متخللة؟؟ .
لكنني لن أعود ؟؟ فما عرفتُ حبَّك يحيه لقاء، ويميته بُعدٌ، ويقربه موعد، ويبعده انشغال..حبك فوق العادة ، فوق تصورات البشر التي حددوا بها معالم حياتهم..وما أبخس الحب الملتهب بسعار اللقاء، أو المكالمة، أو المواعيد الرتيبة الخارجة عن معنى الحب ..إذ معناه الروح تصنع لها به جسدا جديدا هو الكيان الأبدي لها.
أحمد الفلاسي
03-29-2010, 01:35 PM
يتعالى الخافق فيَّ مضطرباً من صعود إلى هبوط ، ومن هبوط إلى جبروت صعود ، وأنا بين المرحلتين تكبلني حيرة، ويحصرني في زاويته وجومٌ، أمارس فن مطاردة واقع جديد ما لمحته أيام كنا وكان اللقاء..وكنا وكان الإحساس الصامت يبرد مفاصلنا بعد عناء من اللهث خلف غيوم الأمل المنقضية .
أنا هنا من قرر البعد ، وأوصد في وجه القرب المعذب أبواباً وأبواباً، وأنهى مع الليل موعد السهاد رحمة بهذه العيون من مراقبة خيال قلما يصدق ..ولو صدق يوما كذبتْه حروفك أياماً ..وكبّلتْه مكانه في دائرة ضيقة من القوانين التي اعتدتِ على قطعياتها ، وإبرازها كلما قلت للحب أهلا يا أمل.
يا أملاً تعثر في المهد قبل محاولة الحبو على أرض السكينة، وتنكب الدرب قبل الخروج من شرنقة الرحم المسمى ذاتاً، وأنتِ يا أملي بين مقلتي والأخرى لا أملك معك إلا إرسال طرف كاد أن يعمى من شدة قول لا..لا لن أعود .
أحمد الفلاسي
03-30-2010, 05:12 AM
أتستكثرين على عينيّ قراءتك ولو من وراء حجاب كأنك ملكت حق النظر إلى أمر مشاع لكل ناظر عدا ناظري ، وكأنك الآمر الناهي لتصريف العيون وهي تستشرفك من بعيد ، وترعى ظلك الجبار من مكان لآخر..فياللعجب منك كيف أسقطتِ من بين الأوراق ورقة حبي ترمينها في سلة المهملات لأنها كانت في سواد عينيك كالقذى المؤذي،
وفي منطق الفكر لديك كالمعلومة المتناقضة لا يقبلها تسليم، ولا يتعطف عليها قبول.
أحمد الفلاسي
03-30-2010, 09:38 AM
لا زلت أتتبع زاكي أنفاسك من مكان إلى مكان كالمصدوف عن كل شيء إليك ، وكالمسحور ولا رقية تجدي ، وكالتائه ولا درب يتضح لخلاصه وقد ضرب التيه عليه أحزمته فضاع في صحراء واسعة أولها يبدأ من قدري الأول معك، وآخرها ينتهي عند تيه النهاية ذاتها...
وقد أحسنتِ التعبير عني حينما نعتني بالفراغ من الشغل ، وعندك حق فأنتِ شغلي الشاغل ملأ الكون فرأيتني فيه أينما تكونين فكينونتي المشغولة بك يا شغل حياتي ، وملء أوردتي وآهاتي.
ألقاكِ في وجه كل أنثى فأهيم بك وهي تظنني بها هائما، وحينما تنجلي حقيقتها أمامي أقتل أملها في حجرها لأناديك وحدك، فتموت مع الموت الأول ألف موتة.
لقد صدقتِ فأنت شغلي سلخني من ذاتي فتهت عنها فيك ، ولولاك ما نظرت إليها راعياً، ومطبباً، فأنت ذاتي لولا قانون الإنفصال الجسدي الغريب علينا يا حياتي.
أحمد الفلاسي
03-30-2010, 09:52 AM
لك أن تباركي لي اليوم تقدمي في محاولة البعد عن مكانك ، فتلك هي مفاصلي تعود إلى طبيعتها شيئا فشيئاً، أين أسرك؟ بل أين جبروتك؟..أين تبخترك اليومي على عويل جراحي ؟؟ وأين ثورتك لمجرد مرور ظلي العابر على مكان أنتِ فيه؟؟ أين ألفاظك المخيفة الرابضة على جمر متقد لأنني ذكرت أمامك ؟؟ ..وأين أين ما تصنعين كل يوم من فنون عذابي ؟؟.
أين رفضك المستميت لأشكال من حلية الشعر والشعور ما قلدتها أنثى قبلك فسكبتِ عليها حوارق المشاعر لتصبح رمادا تذروه الرياح ..
أيهنيك هذا التألي ، وذاك الكبر والأرض تئن خضوعاً تحت قدميّ، ثم أعود إلى كأسك الحارقة لأتحساها يا مجنونة العناد ..
أحمد الفلاسي
03-30-2010, 10:25 AM
القصائد في عالم عشقي أبكار لم يطمثهن أحد قبل حبك ، جديدات جدة روحك المتألقة بطبيعتها دون زيادة عليها أو نقصان، فهي هي روحك الغضبى غضب الرياح طبيعة، الساجية كزحف الظلام طبيعةً، الوارفة في هدوء الظل طبيعةً...وعلى رغم ما يطغى على أنوثتك من طيش ، وغضب ..وعلى رغم هوج الرياح المحمرة منها وجنتاكِ المتقدتان..برغم ذلك لا أرى لك عوضاً أن تمدني الأرض برقة نسيماتها، وعذوبة مائها.
قصائدي فيكِ بواكير عشق لم يسغ ليد أن تقطفها قبل معانقة أصابعك لها كل صباح وهي تتدلى على شباك نافذتك تشرح قُبَلَ الندى فوق مباسم الأفنان..
قصائدي فيك أعراس الكون رقصتْ في ساحاتها قيان المروج الخضراء فأولعت بها وهي تزفها إليك يا عرس قلبي ويا عزاءه الأليم.
أحمد الفلاسي
03-30-2010, 10:54 AM
لا تسألي الشعر عني غنتْ بلابله على دوحك أم أقفرت منها أفنانه وأوراقه، ولها ألا تغني وصلات فراقنا فقد كفاها إعياءً روحان حبيستان منتظرتان من مستحلب الصخر لبناً خالصا سائغا للشاربين. ومالها ألا تغرد وفي التصويت بترنيمة الأحزان محاولة إخلاء الخاطر بقوة مبحوحة قد تجدي يوماً لو فارقت الروح الجسد.
غريبان نحن يا حبيبتي ، ولدنا من رحمين متفقين لولا فوارق التغير الزمني لكنا الآن تحت سقف الوفاق نحسن الظن في هذه الدنيا مرة. لكننا درنا مع القدر كيفما شاء فغردتُ بحبك على شجرة يابسة لا تدر خضرة، ولا تبل عوداً، وطرتِ أنتِ من عش اللقاء قبل طيراني الاضطراري الآن من تنور اللقاء.
وأنا هنا أعلن حبك مجازفة لأن من يقرأ لي يعلم أن حبا كهذا أعجوبة في حقه االإسرار، وأضحوكة في حقه الإعلان، ولولا تماديك في ذاتي بواقعية العشق لصرفت النظر عن حبك بنفثة من خيال..فبالله عليك ما شأن هذا الواقع يريد ولا يريد، ويبيض بقدر ما يسوّد، ويحيا بقدر ما يموت.
أحمد الفلاسي
03-30-2010, 04:41 PM
اذكريني حين تبدأ خيوط النهار في لملمة شتاتها لتدفن البقية الباقية منها في جديل الليل الأسود ، فلطالما تحينتُ في الليل وقع خطوك يرن في مسمعي يوقظ أحلى ، وأجمل المعاني فيّ فتتسابق بها روحي مع الليل تخطها لعينيك مادة لا تستغني عنها شبكية إبصارك ، وسواد مقلتيك العاشق لتخبطي العاشق ، على أنات قلبي العاشق .
اذكريني هنا حيث مراكب الظلام كانت تقلّ حروفي إليك وأنتِ أمامي كلما تنفست باسمك داعبت أنسامه معاني اللطف من خديك المتمركزين فوق جذوة القمر.
واذكريني لو سألك قلبك عن عبث الشباب جرّبتُ انزلاقه على ساحات تربعك حيث عرشك القائم بجنده، وخدمه وحشمه..تُرى من ذا الذي اسطاع قهر ثورة الشباب البركانية في أحشائي وهي تسحر قلبك قوةً في كل شيء..قوةً في نضرة زهرته، وأخرى في بيانه ، وزلال كلمه ..وما كان أعتى من قوة التحدي في ذاتي إذ تحديت بحبك الحب القيسي وجنونه، ولأنك محبوبتي ما كان لي أن أحليك إلا بروعة البيان اللائق بسيدة الجمال والبيان.
فاذكري عبثي ، ورتلي آية لهوي ولعبي، واستبيني من الذكرى قصة والهٍ ضيع في سبيله إليك مفتاح قلبك فضاع معه والرجعى أضيع من الاثنين معاً.
أحمد الفلاسي
03-30-2010, 04:55 PM
فوحقّ الحب يا حبيبتي اذكري لي ليلةً تعبتْ فيها أجفاننا من لذع السهر ، وأقلامنا من وقع الفِكَر، ونحن على سمت الأنفاس ما بيننا إلا تعانق اسمينا على انتظار تشابك شفاهنا..فكتبنا حينها ، وضحكنا ساعتها، وقلتِ لي: لا طاقة لي بسطوة أشعارك على ضعيف اختياري ..وقلتُ لك، ثم قلتِ لي ، وانتهى الحديث فلم ينس الورقُ، ونسينا ولم يغفل الليل أن يكتبنا في صفحة بدره اثنين لهما من الثنائية حدود الأشباح، ومن معاني التمازج توحد الأرواح..فاذكريني.
ولو افتقد الليل تراشقنا الليلي فعاتبك فاسمحي له..ماالليل إلا بقية وفاء الإنسانية خرجت من جسد وروح إلى ظرف لا يعرف روحا ولا جسداً...إنه الليل جار الزفرات، وحميم العبرات ، وساتر النظرات...فاذكري لا عدمتك يا روحي .
أحمد الفلاسي
03-30-2010, 09:01 PM
اذكريني ..فإن في جسد الأيام والليالي مواطن استرخاء يلذ للذكرى التمدد على متنها.. وما بيني وبينك تأوهات ليل، وتنهيدات نهار، وسكر، وعلقم، وجرح ، وفرح ...وتهافت في ضجيج الشوق كي ألقاكِ ليلاً أو نهاراً فتقر عيني بك يا قرة عيني أنتِ!!
وللذكرى عند غياب الحضور حضورٌ شبيه يستدعي من مفكرة الماضي تلك الرؤى الداكنة الباهتة البالية على قدم الزمان فيحقق - ولو مقاربة- شيئاً من حديثها الغابر لحاضر الروح المتعطش لذاك الزمن الجميل وأهله.
وأنا الذي عاشك إلى عهد قريب ، واستودعتك مفكرة الماضي لأدبي ، وفكري ..أنا هنا لا أنشيء جديدا لك تتعرف عليه ذاتي..إنما أجني الآن لبقية عمري المعاش شهد تلك الأيام عن طريق عصر هذه الخلية المتقاطرة شهدأً كنتِ أنتِ ملكة الجميع المخدومة فيها بيد أنك خالدة في كياني لا تمحوك عوارض الأحداث، ولا متغيراتها. وسأبرهن لك قريباً لماذا أحببتك اختيارا لا جبراً، وتفنن حبك في صنع أدبي ملكةً لا تصنعاً، وحصرت دقائق تصرفاتك -الغضوب خاصة- حصراً ذوقياً لا تكلفياً...فاذكريني..ليتك تسمعين مني الآن: اذكريني.
أحمد الفلاسي
03-30-2010, 09:29 PM
لماذا أحببتُك؟؟؟؟
تتضارب شتى الأجوبة الآن في خاطري ، كل واحد يريد أن يثبت ذاته أحقيةً في مضمار السبق ، لا لشيء إلا لأنكِ مقصود كل جواب، وسر كل سؤال..
يالها من حيرة حينما تتلاطم هذه الأمواج من الأجوبة ..حيرة لا تدلل إلا على عملقة حبك في كياني الحائر، فكأن حبك في حياتي تبرره جميع قناعات الحياة، ومنطقها، ومسلماتها، فحبك أكبر بكثير من أن يكون الجواب عنه محصورا في واحد، أو اثنين، أو عدد محدود...أحببتُك لأن كل شيء في حياتي دعاني إلى حبك يا حياتي.
وأحببتُكِ لا لأجرب الحب ، ونشوته من جديد ..ولا لأكسب قلبي لذة الغرام ، وعقلي هدوء تفكير يقول له : إنك تحب!!..كلا ثم كلا!!..أحببتُكِ لأن حياتي قائمة على أساس من ركازة ذاتٍ لا تعرف ذاتها إلا إذا قُرنتْ بذات تتميز بها لذاتها، بعد أن تجلتْ لها سمة الملائمة الحقة لتلك الذات عن غيرها.
وأحببتُكِ فتعرفت من خلال حبك على بُعدٍ إنساني وددت لو أنك سموت إليه بفكرك ، وارتفعت عن غوغائية المألوف ، ولم تقفي عند نقطة الدارج، لترفضي مني مجرد الأنين بحبك ، أو النظرة التي لا تكلفك شيئاً أتزود بها من خلال رؤيتك المتنقلة بين أفانين البوح جيئة وذهاباً...لكل هذا وغيره أحببتُكِ.
أحمد الفلاسي
03-31-2010, 11:27 AM
صباح الخير يا روحي..
صباح لا يكفيني، ولا يغنيني، ولا يسعدني إلا إذا أضيفت إليه كاف الخطاب الخاصة بك..ويْ كأن هذه الكاف لم تصر إلا إليك، صدقيني لم أعد أعترف ببنائها حتى تنطق قائلة أنا كاف محبوبتك..ورسالة الضمير التي تحملها عنواناً تُخلي الدنيا من كل ضمير مؤنث ليبقى ضميرك الغالي يوحَد أمام جهتي، وقصدي نساء الأرض فيك يا أميرتهن بلا منازعة.
والصباح هنا لا يعرف فضيلة الابتداء به في خلدي حتى يبدأ منكِ منطلقاً ، ومحلقاً ، فأنت بداية حبي ، وأنت بداية عيشي، ..أنت بداية العمر المولود بك في حياتي..ولا أرى الإخبار عن هذا المبتدأ إلا إذا قصدك أنت في الإخبار عنها، وحين يخبر عنك لا يخبر عنك إلا بأقدس، وأجمل، وأحلى الأخبار..أتعلمين لماذا يا حبي؟؟؟لأنك الخبر الوحيد الذي أسعد حياتي بعد أن بدأت بحبه ، وـأرشقت بنوره....صباحك حب يا روحي.
أحمد الفلاسي
03-31-2010, 04:54 PM
تلازم مابين الضرورات ونتائجها طبيعة الحياة إلا في لوائح الحب فلا تلازم بين مدخل منطقي ومخرجه مهما صفت الحياة، وكثرت التضحيات..ففي الحياة يلزم من النوم راحة البدن، ومن الهدوء صفاء الذهن في التفكير، ومن الطعام والشراب استمرارية الحياة ، أما في الحب فليس إلا قلب الأوضاع ما يُمنَّى به العاشق ، ويحصد نتاجه المنقطع صريعاً في حب من لا يحسب لمحبوبه مثقال ذرة من وزن، أو خردلة من مكيال. فماذا جنى ساهر الليل قريح الجفن رمز الحرمان إلا زيادة ما على مقدار الصد من صد، وكأن التجاهل منها لا يزداد ضراوة إلا على زيادة وفائه، وصدقه، وانقطاعه!!.وتلك هي علامة انفصام التلازم بين ما يفعل ، وما ينتظر، وما يعطي، وما يرتقب..وهكذا تستمر الحياة في نزف من جانب واحد يكون بمثابة الوقود الروحي للجانب الآخر فيزداد به تثاقلاً يكون الوقود المؤدى للطرف الأول حتى يعيش لها ولها لا لغيرها بكامل وفائه.
ومن قصر فهمه عن استيعاب الطبيعة الأنثوية هنا سقط في جريرة النقص عندهن ولم يشفع له بعد ذلك دمه يقدمه على صفحة عنقه لها.
إن مَنْ حيل بينه وبين استيعاب أنوثة المراة لم يكشف من نفسه إلا بنداً واحدا تسمّر عنده ، وعطّل جوانب منها قصُر عنها لأنه اكتفى، ومن أشعر ذاته بالاكتفاء رأيتَ انعكاس اللون الواحد في ثوبه، وطعامه، و.....، وتفكيره، ومن ثم نظرته الضيقة للآخرين، وعلى طرف الشط الآخر من جانبي الحياة مظهر الجمال فيها والمدعو بـ المرأة.
أحمد الفلاسي
04-01-2010, 10:52 AM
لأجل عينيك أغني وحسبي لأجل عينيك، أعيشهما خيالاً، وأهيم فيهما ضلالاً، وأعشق الصبح خاصة لأنه موعد نهوضهما من همس الأحضان إلى مغازلة الأجفان، ..ويأتي الصباح ، وتلعب أناملك بخيوط النوم المشتبكة على حدقتيّ، لأستقبل بك يوما جديداً حافلا بجميع هلوسات العشق المكنونة ليلاً حياء من عين البدر ترقب تخبطَّها المجنون.
هيا يا ملاك صبحي أفسحي لي الطريق إلى شفتيك لأعلق في سحابتهما الدامية قناديل قُبَلي المشتعلة بجنون الشوق ساعة إغفاءة الحركة في بطن شفتيك ..في حضن شفتيك..في عالم شفتيك المجنون المارق عن حدود التعقل ..
وأفسحي الطريق لي إنني عازم على تعليم مخاوفي كيف تخلق من حرير شعرك قبة الأمان، وانسياب خرير السكينة وأنا في تيه شَعرك أغري ضوء النهار ليتحول إلى قمر نهاري أمام ليل شَعرك الغالي الغالي.
أحب صبحك هذا بالذات ..لأنه نقل المعاني إلى ممارستها حساً بمقدار ما لديك من حس لا تقوى الأنوثة ذاتها على دلال كدلاله، ولا على غنج كغنجه، ولا على خضوع كخضوعه بين يديّ يتمايل بين حضنيهما ليثبت لي كم هي الحياة محسوسة الذوق لأنها نامت فوق راحتيك فاستقبلتُها بجميع ذرات حسي، ورجولتي..صباحك أحلى صباح يا روحي.
أحمد الفلاسي
04-01-2010, 04:53 PM
ألم أقل لك إنك متعبة؟؟..
تقطعت أنفاسي وأنا أجري معك من مكان إلى آخر، أقعد حيث يحلو لك القعود، وأقوم حيثما شط بك القيام، وأتبع ظلك الشرود كالمحاول للظل قبضاً، وإمساكاً..
تتوثبين في خفة الطائر، وتثقلين في مشية الملوك، وما أنا معك بالمدرك لك وصلاً، ولا بالواصل إليك إدراكاً ، لا تملين من عناء قلبي وهو يناديك باسمى ما نادى به العشاق أحبتهم، ولا ترحمين شطط قصدي وأنت تطوقين ذاتك بحبل نهايته عندك، وبدايته عندك..
هل أجري أكثر يا عمري؟؟؟ لقد انتهت مفازات الجري ، واستسلم الخاطر اللهِثُ للضنى المضني، فأودعت الرياح خفة قدمي علني ألحق بك يا شرود المتدلي خف به الشباب فانتقاه نسيمه.
أنا أحبك جرياً لا يعرف توقفاً، وأحبك قعودا لا يعرف راحة، وأحبك عمرا لا يعرف استقراراً....أحبك شعراً لا يعرف ختاماً.
أحمد الفلاسي
04-01-2010, 05:12 PM
اجلسي بنا هنا .. آن لقلبينا الغريبين أن يفضا نزاع الكبرياء فوق منصة الحب السهلة الرحيمة..اجلسي بنا فإن لشواهد الفراق ما يكفي عن إعلان أسباب الدفاع إذا ترفع كلانا وهو يدعي على الآخر ما ختامه حديث الشفاه الهامسة للعيون الناعسة.
إلى متى ونحن يا أملي نشرب من بحار الكبرياء عطش ذياك اللقاء، وإلى متى نتحسى من غصص التمنع ما نقيضه سلاف السعد يسكرنا لنفيق في العمرة مرة واحدة، ونسكر بقيته لأنه لا تلزمنا إلا إفاقة بمقدار ما تلتصق فيه شفتانا ليتمخض عن كلمتين اثنتين..إحداهما منك طلب احتواء، وثانيتهما مني طلب صيرورة إليك وانتماء..
أحمد الفلاسي
04-02-2010, 04:41 PM
اليوم أكتب إليكِ مقتاتاً من زاد هذا الحرمان المقدر لنا وله العيش في طوله وعرضه، والصبر على برده وحرّه؛ أما برودته فلا تعرف الحركة حرصاً منه على سر المكان، وأما حره فهذه الحروف العشقية المزهرة في بريقها، والمحرقة في باطنها.
أنا أعلم أنك تتمنين مني أن أُضحك الحروف في كف الورق الآن ، وتتمنين أني أُرقصها فوق ميدان حبك هذا ..ولك الحق، فإن وجهك الذي لم أره إلا ببصر قلبي ضاحك رغم خطوط السياط في مستعرضه، أراه الآن أمامي يشرح معالم البشر في الدنيا بينما يفترُّ برعوم ثغره وهو يقبّل اسمي، ويذيبه مابين لَماه وأنة الآه.
لبيك يا روحي..سأضحكها الحروف ، وأُرقصها، وأحملها لتقرأك قبل قراءتك لها، وأودعها جديدك الساطي على أعماقي كل ثانية ..يا جديدة الحسن لم تفضَّ بكارته عيون الأنام.
أحمد الفلاسي
04-02-2010, 05:09 PM
عوَّدني النظر في كلماتك مشافهتَك من وراء سُتُر الغيب، في ساعة تشف فيها الروح عن مثل دغدغة النجوى، وهشهشة الهمس الوادع الونيء..فلا أقرأ لك كلمةً إلا وأرد عليك باحتضانها ، وتقبيلها لأنها نابتْ عن مبسمك وهو يطبعها على شفتيّ ساعة وفاق، كأنها محض عناق..
وهكذا يرفل الحب في زي المحسوس وهو مسترخٍ على ذراعي الحرف ومداده ..لأن من خاصية الحب جمع متطلبات الحسّ كلها في كل وصلة من وصلاته الغريبة العجيبة..فلا تكاد ترى محباً مع محبوبه إلا وهو محيط به كلية في طعمه، وريحه، ولونه .وحينما يشتاقه لا يشتاقه متفرقَ الأحاسيس ؛ إنما يصهرها فيه حتى يجده في كل مفصل من مفاصل جسده، وكل عرق من عروق حسه.
وأنتِ يا حبي ما ملكتِ مني جزءا، وتركت آخر، ولا استويت على عرش عضو لي وتركت آخر، إنك في لساني شهد الجنان الزاكي، وفي أنفي مسك العبير الجاري، وفي سمعي معزوفة العشق الخالدة على مر الأزمان.....وفي روحي سعادة الدنيا في اسم...
أحمد الفلاسي
04-02-2010, 09:25 PM
يا مشتهاي لدمعة ليلية السكب تبادرها راحةُ يدك لتفلسفها كيفما يتفق ووحشة لا أنيس لها إلاكِ..ثم أعيد كرتها كأن العين اعتادت بحار الحنان من راحتيك فحبذا الغرق فيها حتى يطغى منك كلُّك على مدارات حسي الوالهة الموحَشة.
أنا لو جثوت على ركبتيَّ لأشرح فكرة راحتيك وهما تمتصان إيحاش السنين من وجهي المنهك لذهب الزمان ولم أبلغ من راحتيك سوى أنهما قدرٌ مطلقٌ كيفما يحلو لإنهاكي وتعبي التعلق بخيط من رجاء.
فبأي وصف أُرضي فيك قلبي المحب وقد نازعه الحاجةَ عقلي المحب، ثم هما بين خلايا روحي مقفران مضطران لبشرى أنك لهما أحسن الحب أم أساء..وأنتِ لهما بداهة لا تقبل احتمالاً، ويقينا لا يقبل شكاً، وأنت لهما من أسس التكوين أول لمسة، ومن أسس الحب أول همسة .
أحمد الفلاسي
04-03-2010, 11:14 AM
لا تتوارد نسيمات هذا الصباح حتى تأتيني لتصيبني بعطرك الزاكي العبق ، ومع حاجة العطر اليوم لشيء من التركيز إلا أنه يحيي الروح وهي في دركات الموت، وغياهب الألم.
مالك يا حبيبة روحي !! ، ومالذي ينقصك ولم أتممه بإحساسي، وشغفي، وما أمكن الخاطر أن يقدمه بين يدي مولاتي طائعاً ملتزماً..
الحب؟؟؟؟....حينما بكّر خروجه من سويدائي لك استودعتُه الغيمَ فهماه لك مطراً، واستودعته الشمس فأشرقتْ به فغربتْ وهو لا يعرف الغروب يا روحي، وحمّلْتُه الريح فصافحتْ به الدنيا، وأهدته ثانية للسحاب فكان الكون به ربيعاً ربيعاً.
ثم سكبتُه على صفحات أدبي فلم تعرف أشعاري غيرك حبيباً، وها هي أنسام خواطري تجوب العالم، وتحني أمامها رقاب الأدباء حبا وإعجاباً وليس في أحشائها غيرك يا لطفها، وهناءها.
مالذي ينقصك حبيبتي؟؟؟؟
دموعي؟؟....سلي عنها الليالي هل رأتْ يوماً وجنتي الشباب يعربد الدمع عليها ، فيستلمها الشوق..وآه من الشوق إذا ولّد الدمع! ثم آه وآهٍ من الدمع إذا تحدث عن الشوق فصار لسانه الناطق، ورسوله الصادق!.
يعمل الدمع في بعدك عني كالراحم، والمعذب في آن واحد...فهو أمام نار حبك نِعْم الصديق الشفوق، يجري بدعوى إبراد مجاريه بسَحّه، وأمام تملي شخصك الغالي لا يجري من الوله بل ينتحب من الألم وقد توحّدتْ رغباته فصارت أنتِ رحمةً وعذاباً..
أحمد الفلاسي
04-04-2010, 12:42 PM
مسكينة تلك الحمقى التي تظن أن التلاعب بالألفاظ المثيرة أقرب وسيلة لأن تستعبد بها قلب من تهوى وتريد ..ويزداد الحمق فجوة واتساعاً حينما تنسى نفسها فتكرر بعض الألفاظ الموحية بأن لها حبيباً يحدثها في ذات الوقت ..وكل ذلك لا لشيء سوى إثبات أنها لعوب لا تعرف العيش بعيدا عن الرقص، واللعب على خيوط الوهم الخفيفة.
إن هذا الصنف من الناس لا يمكن أن يرزق استقرارا في حياته الزوجية خاصة، لأنه غير مؤهل لصلب عوده فضلا عن صلب عيود حياة لها مالها وعليها ماعليها..
فتحرري أيتها اللعوب من خفة الرقص، فإن كثرته تخف بالعقل، وتثقل بالبلادة، وتعين على شذوذ الروح أكثر فأكثر..
وهنا تداس كرامة القلم ، وتضيع هيبة العلم والأدب ..ولا أعجب من أن ترى مع هذه الرقصات الخفيفة ذلك النزق السريع في شدة الغضب، وكيل أنواع التهم، وصب جم الغضب الذي لا يواريه عقل خلفه فيستره، ويميزه ..فأي أدب هذا!!
أحمد الفلاسي
04-04-2010, 04:39 PM
كتبتْ تسطّر من خداع النظر زركشات تغيب ألواها في ضحالة حقائقها، وتنتهي حقائقها في أكاذيب ألوانها، لتقف بعد أن تضع القلم وقفة المنتظر موت ذبيحته بعد أن أجرى عليها أسباب الموت، وأملى على بدايتها تفاصيل نهاياتها، وهي العالمة كم يسكنني موتها أيام كان الهوى يُطيّر طرف ثوبي في حجرها فترده عنها لتأخذه إلى صدرها من اتجاه آخر هو بعيد عن اتجاهها المعهود ، لأنها تدخل من باب واحد لكنها تخرج من أبواب متفرقة.
وتلك هي عادتها في تعددية المخارج رغم توحد المدخل ..وكم تُصكُّ أذن الكون لأنثى لا تصرخ من ألم إلا لتضحك من أمل ، وبين الألم والأمل ترتيب حروف واحدة ، كحالها معي لا يفرق الأمر عن كونه ترتيب الحروف ذاتها ، فتبدو لي يوماً أملاً، ثم لا تلبث أن تجعله ألماً ، وهكذا أعيشها ترتيباً موضعياً بين الألم والأمل ، فلا ألم يدوم، ولا أمل يطول.
أحمد الفلاسي
04-04-2010, 05:06 PM
أتُراها تستمتع بإثارة حفيظتي ، أتسلط نارها المحرقة عليّ وجسارة الدنيا لم تقوَ يوماً أن ترضي شهوتها من غيظي، وحنقي!! أتراها صدقّتْ نفسها إذ سلّحتْ الرعاع من حروفها تبارز عمالقة أوتادي وجبالي وحصوني الحصينة، ثم تابعتْ ترعد في سمائي الآمنة الهادئة كأنها صعق الروائح لا يبقي في طريقه قلباً صامداً، ولا عقلاً صائباً!!
مالها لا تحركها إلينا إلا مستفزات الحظوظ الرخيصة تنشطها كفرقعات الأطفال في فسحة الجو العملاق الرهيب، فلا تصيب في النهاية إلا طبلة أذنها..
مالها ومالي؟؟؟ لا من حبها خلصتُ، ولا من شوكها أمنْتُ، ولا من رحمتها أُمّلتُ..أكانتْ جاهلةً بقانون القلوب لتثيرها كزوبعة حيّرنا ثورانها، كما حيرنا هدوءها...لا ، لا أيهَ الهوى ما هي إلا فضلة قلم يلقيها أحياناً ليمجها خلاصا من مرارة بقائها..المر سيبقى مرا مهما حليته بالشهد .
أحمد الفلاسي
04-04-2010, 10:26 PM
كنت أجلس قبل قليل إلى والدي يحدثني عني أيام كنت بين يديه صغيراً، ألقي بثقلي عليه دون استثناء شيء مني ، كأنما أحمّله جميع ما آتي من عبث ، وتخبط، وخطأ وصواب ..وهو ذلك النبع الصافي العذب من الحب ..
ذكريات الطفولة تروى على لسان من رعاها، ورباها، وعاصرها حياته المفضلة لديه..وهو يردد جرسها العتيق في مسمعي أحس أن العطاء يومئذ كان عن باعث حب ورغبة، والصبر والاحتمال كانا عن باعث غريزة تصقلها نشوة، وشتان بين من يعطيك عنوة، ومن يعطيك حباً..تلك هي الحياة في عطائها للإنسان وهي تلتزم جميع عقود وعهود الحب والوفاء ولا أعتقد أن لها شبيهاً يحتذى..
أحمد الفلاسي
04-04-2010, 11:03 PM
تعلمتُ من أبي كثيراً مما يترفع به الإنسان عن مستوى المألوف ، فالمألوف علَّمنيه عن طريق الحياة العملية، والتي جعلها لي درساً نابعاً عن صحبته ومجالسته ومشاهدة سجاياه العملية في الواقع.
لكنه علمني أن العمر الإنساني لا يحتمل استعبادا من مثيله، ولا ممن هو في درجته، ويكفي في ذلك عبودية الإنسان لخالقه فحسب..قال لي أبي يوماً:
ليكنْ أغلى ما تحتضنه بين جوانحك إنسانيتك، فاحذر أن ترخصها لتجري بها إرادة غير إرادتها ، أو تتحكم فيها غير مادة حريتها، فإن استعباد مثيلك لك يعني محوك ليحل محلك، فهو استعباد لمصلحة واحدة تخدم جهة واحدة هي جهة من استعبدك.
أما أن يستعبدك من هو أدنى منك درجة فهذا لا يعني سوى إلغاء الميزان الكوني لهذه الحياة، ومن هنا فإن من لا يجدر بهم لقب الإنسان هم أولئك الذين تستعبدهم عادة، أو أكلة معينة، أو شرب شيء ما، أو استعباد مال من شأنه التغير حسب إرادة الإنسان .
وقال لي أبي وأنا منتبه بكليتي إلى كليته..قال لي أبي ما أعده معالم الدرب عطاء من خير الناس...طيّب الله أنفاسك الغالية يا أبي.
أحمد الفلاسي
04-04-2010, 11:28 PM
علّمني أبي أن العنصر الأخلاقي لا يولد مفصلا على الموقف الإنساني ؛ بل يصنعه الموقف، ويعطيه القياس الملائم ليكون لائقاً به..ومن هنا فإن كثيرا من المواقف تتطلب اجتماع أكثر من عنصر أخلاقي ليكون دورها رائداً في إقرار شيء من قوانين الحياة الفطرية.
وقال لي أبي: "ليس للأخلاق نسبة حقيقية يبرمها الإنسان في حيز الثوابت القطعية ، فإن ما يقبله طبعٌ ما لخلق الصدق مثلا يرفضه طبع آخر لأن الصدق في بعض الأحيان جريمة..ولا يحل محله إلا نقيضه وهو الكذب، ومع ذلك فإن ما حل محل الصدق لاقتضاء مصلحة ما لا يطلق عليه إلا صدق ناب عن صدق.
فاحرص يا ولدي على تفطن الخلق قبل إيراده، وعلى منطق موضع الخلق قبل الغشامة في فرضه، وتفطنْ لبدائل الخلق المقترحة لتكون في مصبه جارية، وفي دربه سائرة..."..
وقال لي أبي كثيراً، وما زالت جلساتي معه أرقى بكثير من خلوة فيلسوف أو مصلح اصطفى لعلمه خير من يعلم من سابقي تلاميذه....طيب الله أنفاسك يا أبي.
أحمد الفلاسي
04-04-2010, 11:54 PM
تعلمت من أبي أن كل قدرة إنسانية وهبني الخالق إياها يقابلها ذات المقدار من النجاح، وما الفشل إلا نتيجة طرح بعض مدخلات تلك القدرة من معادلة النجاح..ومن هنا فإن أبي كثيرا ما يحكي لي قصة دراستي في مراحلها الأولى ، حينما كان يحبب إليّ حافز المستقبل على حافز الحاضر العجِل ، وربط ذهن الطفل بقيمة مستقبيلة تستدعي مهارة فوق مهارة الإقناع العادية ؛ لأنها نقلة من عالم محسوس مشاهد معاش إلى آخر لا وجود له إلا عن طريق تقوية حاسة الإدراك المتعمقة المدفونة في ذات الطفل هنا.
كان أبي يقدم لي تلك الوجبة المستقبيلة لأجد طعمها في فمي كأن عهدي بها للتوَ..فأحببتها لأن أبي أراني منه كم هي غالية عنده، فحرصت على التفوق كمخرج لتلك القدرة، بل كنت أسأل أبي عن قدرة إضافية أحياناً طمعاً في مخرجات أقوى وأكبر.
وما زال أبي معي بكليته الآن وأنا في مرحلة الدراسات العليا ، وكأنه يستحلي قرص أذني من جديد، وأنا أفخر أن أذني احمرتْ من أصبعه الغالية..
حرص أبي كثيرا على تفوقي ، فقال لي ما يعد دستور حياتي العلمية..وقال لي ، فأهداني وهداني....طيب الله أنفاسك يا أبي.
أحمد الفلاسي
04-05-2010, 09:25 AM
لا تعذبيني بالصمت لأن غيرتي تخطتْ نحوك أسوار المعقول ، لو كان بيدي لذبحت نفسي قبل أن أذبحك، وما تمنيت حجرا تلقيه عليك يدي الغيورة إلا أن يصيبني قبل إصابتك..أنا ههنا خليطٌ منكِ ، خليط فيه نار ونور، وغضب وسرور، وفيه -يا حبيبتي لو أبصرته- سموم الدنيا تهتك بأحشائي ومع ذلك فيه الدواء من كل سم.
ولو أنك اعتصمت بحبل العدالة لرأيت أن النار التي تبعثني إليك أحيانا ما اشتعلتْ في عينيك إلا بعد أن حولتني رماداً متطايراً، فقذفت بي في حممك المصهورة فكان نتيجتها إيذاؤك فدتك روحي، وحياتي.
لا تشمتي حاسدي بصمتك هذا ، ولا تقضي به على بقية الحياة القائمة على تدبيري وأنت بعيدة عني ..وهل كان خيار البعد لي إلا من باب الهروب من نارك الموقدة، فبالله عليك كيف زادها البعد عنك اشتعالاً؟؟.
أحمد الفلاسي
04-05-2010, 10:48 AM
يراودني منذ أيام خاطر يتساءل: هل ستكون للأيام قدرةٌ على محو ما بيننا اليوم ؟ وإذا كانت كذلك فما قدرتُها على تغيير ملامحنا المصبوغة بدواخلنا ونحن كل يوم تطير بنا سحابة، وترجعنا أخرى!
كنت أود أن أكتب قصة حبك من بدايتها، وما عساني أن أكتب وهي ليست من قبيل القصص الموسوم بالوجود، الرابض على صفحة الوجود، قصة لا يعهد بها إلى زمان، ولا يعترف بها مكان، ولم تذعن يوماً لحدث منطقي يسمح بسرده ليكون أهلاً لاسم قصة أو حياة.
إن قلتُ لك: أنتِ من غيّر في مجرى حياتي فلسفة الكتابة، وكأنما تبنتها مني يد أخرى غير يدي، وأملتْها على عيون القراء كلمات ليست مني، وما أنا معك إلا إنسان لا أعدو كوني عاشقاً، وليس لي في الأدب من شيء ..أنا أكتبك هنا وهناك وفي كل مكان ليس من باب تنميق الكتابة، ولا من باب إنشاء أدب، أو تقوية آصرة لغة..إنما هو تلبس شخصك، واستملاء فيض حبك، واحتساء روافد قصتي معك كأساً لا أعلم متى سأرتوي منه فيهدأ قراري، ويقر بالي.
قصتنا يا حبيبتي طويلة طويلة، لا تتحدد بعلاقة يسعى ذكر فيها إلى أنثى بغية صفاقة تسمى كذبا وزورا حباً....وليست من قبيل التعارف الممجوج الموشوم بالحب المزور العفن، الذي لا ينتهي إلا إلى العداء، والقطيعة لأنه قام على هشاشة التفكير بل ضحالة العقل. والحب بين الجنسين عود بالطبيعة البشرية إلى جبلة النزعة الأولى بعيدا عن البهيمية الصرفة التي لا تدخل عالم الإنسان حتى تلغي أولاً كونه إنساناً...وتلك هي قصتي معك حينما أنوي أن أكتبك، وسأكتبك لتعلمي أي شائك أنا في حياتك!!
أحمد الفلاسي
04-05-2010, 12:14 PM
مسكينة تلك الحمقى التي تظن أن التلاعب بالألفاظ المثيرة أقرب وسيلة لأن تستعبد بها قلب من تهوى وتريد ..ويزداد الحمق فجوة واتساعاً حينما تنسى نفسها فتكرر بعض الألفاظ الموحية بأن لها حبيباً يحدثها في ذات الوقت ..وكل ذلك لا لشيء سوى إثبات أنها لعوب لا تعرف العيش بعيدا عن الرقص، واللعب على خيوط الوهم الخفيفة.
إن هذا الصنف من الناس لا يمكن أن يرزق استقرارا في حياته الزوجية خاصة، لأنه غير مؤهل لصلب عوده فضلا عن صلب عيود حياة لها مالها وعليها ماعليها..
فتحرري أيتها اللعوب من خفة الرقص، فإن كثرته تخف بالعقل، وتثقل بالبلادة، وتعين على شذوذ الروح أكثر فأكثر..
وهنا تداس كرامة القلم ، وتضيع هيبة العلم والأدب ..ولا أعجب من أن ترى مع هذه الرقصات الخفيفة ذلك النزق السريع في شدة الغضب، وكيل أنواع التهم، وصب جم الغضب الذي لا يواريه عقل خلفه فيستره، ويميزه ..فأي أدب هذا!!
هذه الكلمات رد على حماقة من أرسلتْ تظن أنها ستجد طريقا إلى حصوني المنيعة، فرقصت كثيرا ، وغنتْ ، لكنها لم تطربني أبدا..لأنني لا أسعى إلى زخرفات براقة خادعة..وفي بطنها السم الزعاف..ولأول مرة يأتيني مثل هذا الرجف الذي وسمته بالحمق لأنه حمق وزيف..وقد كان ردا على ما أرسلت به إرجافها.
وحاشا أن يكون هذا الكلام موجها مني إلى مولاتي التي نذرت حروفي لها لا لغيرها يوما.
ستظلين يا مولاتي فوق كل سقف، لا يعلوك سقف مهما كثرت حولي المزامير....أحبك وحدك يا طهر القصد.
أحمد الفلاسي
04-05-2010, 03:45 PM
لا يا حياتي...لا عشت يوماً لو تسلل مني حرف واحد يذرو على خديك شيئاً من الكدر، وما حياة أحمد إلا إشراقة خديك المتوغلين في أحشائي حباً وهياماً..ولا كان أحمد لو أن زفرة ساخنة منه تسببتْ في تقطب جبينك الغالي ثانية من الزمان، فما زفراتي التي أكتبها وهي مغموسة في ماء قلبي إلا لك وحدك لتفرحك لا لتسخطك.
قالوا: إنك تجرحها بمر لفظك! قلت: لا يجرؤ لفظي على رفة عينيها غضباً وهو ليس إلا مسخر لها، ولوصفها، ولحبها، ولنورها الذي لا أعيش بدونه مهما كان بعيداً عن عيني الآن.
مولاتي يا أميرة قلبي، ويا سلطانة حرفي، ويا مجموع سعادتي وفرحي..أحبك وحدك لأن الحب لم يخلق إلا لعينيك، وأحبك وحدك على أي حال كنتِ من جفائي، ونسياني، وغضبك الذي لا زلت أذكره وهو يعصف بي يمنة ويسرة...فكيف ثم كيف يعمد الفهم لدى البعض أن يتعدى حرفي لإيذائك وأنت أحب، وأعز، وأغلى، وأنقى الناس قاطبة لي.
أنا لا تثيرني إلا زوابع وقتية تحاول المساس بحرفي ادعاء أن ذلك سيحببهم إلي، وما هو إلا حمق منهم كما وصفتهم، بل هو الزيغ ذاته في خفة رعناء منهم ..ولو علموا أنني ما هجرت موطيء قدميك إلا تسكينا لغضبك، وتهدئة لثوران حرفك لأقصروا عن هذا الإيذاء ....أحبك فوق آماد الزمان والمكان.
أحمد الفلاسي
04-05-2010, 08:49 PM
قلت لك: أحبك وهماً، وهل سيغير الوهم من مكانة هذه الكاف التي تحمل خطابك العاطر؟؟
ولربما استعضت بالوهم في حبك عن حقيقة ما أنت عليه ، فهل ينكر أحد أن الوهم هنا مرتبط بك ولو بمقدار خيط واهن؟؟ ولست أدري ماذا تعنين بالوهم في طرحك إذا كان الحب لا يسعى أصالةً إلى مكافأة مثلية ، أو رد بالمثل من الجهة المقابلة ؟؟ كأنني في هذا الطرح أُغرِبُ كثيراً..أليس كذلك؟؟ وكأني بك تسبحين بفكرك في ألوف من علامات الاستفهام والتعجب عن أعجوبة حاليهْ ، وعن تفنني في تزويق الباهت وهو لا يُقبَل لدى قناعة أو رغبة، أو منطق ما.
هكذا أنتِ لا تطرحين الفكرة من باب الرفض إلا وتتلقاها الأذهان من أبوب شتى من القبول، والتأييد، ولولا تلك الحِدةُ التي غلبتْ عليك في تأصيل أو تأكيد ما تودين طرحه لقلت: إن لفكرتك من البيان ما يسعى بها إلى التقعيد الفني المنطقي فتُتخذ قاعدةً يسلم بها أحياناً لولا دعاوى ما لكل فن من شروط.
أظننا ابتعدنا عن نقطة" الوهم" التي صدرتُ بها أمسية لقائنا الليلةَ ، ولا بأس إذا علمنا أن الوهم في نهايته قابلٌ للاندراج حقيقةً متوخاة إذا ما حكم القدر بتوافر معطياته ، ومتطلباته..فهل تسمحين أن أتابع حبك الموهوم على أمل بزوغ الحقيقة قدراً موعوداً؟؟؟؟
أحمد الفلاسي
04-05-2010, 11:46 PM
لا تعيذيني من الوهم في حبك لي ؛ فإن العيش في مألوف الأوهام فترةً نقلة إلى حقيقة قائمة بذاتها هي حقيقة الوهم نفسه، وهل نملك -معشر الشعراء- لإشباع نهم الشاعر إلا أن نبسّط شُعَب الحقائق إلى أوهام علها ترضي غرور هذا العنيد المكابر.
عن أي وهم تتحدثين؟؟؟
ألا يكفي أن يصيب حبك مني المقاتل فلا يسلم مني شيء منك، وكأنك المرض العضال لا برء له ولا رجاء في شفاء، هنا يكذب واقعي معك واقع قذفك لي بالوهم اعتماداً منك على أن الحب لا تتم أوصاله حتى تأذني سيادتك له بالانطلاق أو التوقف، بالنجاح أو الفشل..
مغرورة أنتِ بقدر ما أحبك، مكابرة علو سقفك في خافقي ، وحيثي، تتسلطين على ماليس لك عليه يد، وتتحكمين في أمر لا تحكمه إرادة منك عليه، يبقى لك أنك مولاتي اعتدتِ على أن تقولي ماشئتِ، ولا أقول إلا ما شئتِ أنتِ..
أحمد الفلاسي
04-06-2010, 07:56 AM
من أول يوم قرأ لك أحمد وهو متربع جاث على ركبتيه لا يتصفح في حروفك شعرا ولا نثرا، إنما يتصفح ما فيها من رسوم الطهر والبياض..وكم كان يعيد الكرة وهو يقرأ مكنونك ظنا منه ألا أحد سيسبقه إليه، وألا أحد ستعطيه حروفك كما تعطي أحمد وهو قائم على تمليها من كل جهة.
أنتِ ذوق تفتقر كثير من النفوس الظامئة إلى معينه، وأنت دواء لا يجد الجريح غايته ومبتغاه في شيء كما يجدها فيما تسطرين وتخطين..من ههنا عشقت مع عشقي حرفك كل شيء فيك، وودت لو أن حب قلبي باقة من الورد أجمعها لك كل صباح لتجدينني في أنفك، ورئتيك، ولتستملحي منظر حبي في سواد عينيك ..صباح مشرق مرصع بجواهر جديدك مولاتي الأميرة.
أحمد الفلاسي
04-06-2010, 02:55 PM
جميع البدائل والحلول لا تغني ولا تجدي شيئاً، لإنه لا يقنعني إلا أنتِ ، ولا يرضيني سوى أنْ أملأ مسامات روحي وبدني منك..ولا يعذبني شيء كما يعذبني مكان أسكنه وليس لي منك إلا كما للعين العطشى من رؤية السراب..
وأي معنى لمكان يميل بك أمامي غدوة وعشياً وليس لي منك إلا غلظة الجافي، وجفاء الغليظ في طبعه، وسمته. لقد كفرت بالأمكنة كلها وهي تحجزك عني ، وأنا لو طُوّعتُ لما شربت الماء حتى تغمسي أصبعك في كأسه، ولا أذوق الزاد حتى يطيبه طبيعة أنفاسك الزاكية لأستطيبه، ولو طوّعتُ لما كان على جسدي من لباس سوى رقة بَشَرتك الناعمة الساحرة ، ولا على متنفسي من هواء سوى عبيرك حين أموت فيحييني من جديد.
أنا لم أعد أحتمل الدنيا وهي تغيبك عني فضلاً عن مكان يغيظني كلما حواك وحرمني منك..إلام ستشككين في موتي بك إلى حد أن تكوني نعمة كل جارحة مني، ونبضة كل عرق فيّ، لقد بت لا أطعم الطعام حتى يكون اسمك الغالي أمامي ، فإن غاب بحثت عنه في كل مكان لأذوق به الزاد، وأجرع برؤيته الماء..
أحمد الفلاسي
04-06-2010, 04:43 PM
سألتُ نفسي مالذي يقنعني منك؟؟ فرأيتُك في كل رغبةٍ فيَّ تنصبين لكِ علَماً، مستبدّةٌ أنتِ بمحيطاتي لا تسمحين لقطرة ماء منها ترش بعيدا عن طرف ثوبك..والحق إني لأقنع بالقليل ودونه، ولي نفسٌ لو اشرأبت الدنيا بأسرها أمام ناظريها لما زعزعت ثوابت القناعة مني إلا كما تزعزع بصمات الرياح عوارض الجبال الراسية.
إلا أنتِ!! فالرغبة مني فيك تُسمى طمعاً، واستلذاذ قربك مني يسمى سُكْراً، وهفوة تفكيري في كل ما يخصك يُسمى في قواميس الإنسانية جنوناً...وزلازل الشباب المرعدة في داخلي نحوك تُسمي الصبرَ على انتظارك موتاً!!
فما الذي يقعني منك -يا غاية منيتي- سوى أن أبتعد عنك لأسلم من نحر الذات بسكين الحرمان ، وأنأى عن تسميم العقل المجنون بتحسي جرعات القسوة الغائظة كل آن وحين.
وأنا في بعدي عنك تركت لك أنفاس خاطري تلعب فوق شفتيك لعب الضياء فوق مسارح العقيق الأحمر، ويْلها كم تقتلني أشعاري غيرةً عليك لأنها جرتْ بحروفها على شبكية عينك فرقصتْ في محيط احورار الغزلان وأنا ليس لي من غزالي الوحيد إلا شرود النافر، ونفرة الشارد..وما حسدي لأشعاري كحسدي لها وهي ممزوجة برضاب مبسمك الغافي على مرقد الورد، المتخاصم مع افترار شريط اللُمى ، الراضي بقبلتي السخينة عن طريق حر أشعاري الشبقة نحوك من ظمأ الهجير القاسي.
آه ما أحلى شفتيك يبرزهما التغنج ليستلمهما مني طاغيةُ الشوق الجبار...أحبك ولو كان القناع ألف قناع.
أحمد الفلاسي
04-06-2010, 11:40 PM
لشوق الليل رجفته الخاصة به، ففي الليل كنت ألقاك بيني وبينك خطوات معدودة ، كنتُ أسمع خفق نعليك بجانبي، وأستنصت آذان الليل كي أسمع همسك المتثاقل من شدة اللوعة، وحر اللهفة، وتزايد ضربات قلبك وهو يعيشني في همس ليلي أكتبه لك عند زحف نومك، وأوقظك به عند انقشاع ذلك النوم..فأين أنت الآن؟؟..وأين فستانك الأخضر المكسو بزخارف الجنان وهو يصول ويجول أمامي فتنةً، وإغرااءً.
نقلتني عنك الحظوظ، وأقصتني قسوتك التي تبلغني عنك صاخبة راهبة..وأنا من أنا؟؟ أنا ساهر ليلك، وشاعر نهارك..شاعرك الذي يملك من أجلك ألف قيثارة نغم، وألف إيقاع ولهٍ، وألف ألف ألف همسة حب تمسي وتصبح منذورة لك وحدك..
لماذا تقسين عليّ إلى حد فاق صبري واحتمالي؟؟ فأنا لا أطيق العيش وفيه ذرة غضب تلوح من محياك...وما جنايتي التي حار في كنهها كل من عرفك وعرفني؟؟ ما ذنبي معك؟؟ ما إجرامي في حقك؟؟ لماذا أنت ضاحكة مع الكون غاضبة معي؟؟ وأنا لم أنا لهذا النصيب؟؟ ..و أنا من أفنيت فيك ذاتاً، وصرفت لك حياةً..أنا أحبك بجميل الحب لا بقبيحه، والحب كله جميل..فلم أنا قتيل شكك، وطعناتك يا حبيبتي؟؟
أحمد الفلاسي
04-07-2010, 01:55 AM
من بعيدٍ أرقبك ..أعاتب الليل مع عتابي لك ، أي عطر ليلي النفاذ هذا الذي فاح من قسمات صدرك، وانبعث من جانب بلور نحرك..يناديني يا حبيبتي فأرد لكن هل تسمعين ردي وبياني؟؟..
وهل أنت معي هذه الساعة بين شهيقي وزفيري تطوقين بذراعيك رقبتي ، ثم تمسكين من يدي القلم تقبلينه لأنه كان لصيق يدي؟؟
هل زاحمتني على مقعد جلوسي في مكتبي وأنا مشدود مشدوهٌ أشتري بعمري كل كلمات الغرام لك ، وكل عبارات الوجد الشارحة لي ولك شأني وشأنك؟؟
أنا الآن أعيشك حلماً مفصل الأدوار، متعدد الوجهات..أرانا... والليل كأم حانية تقص علينا من أساطير الماضي أحلى حكايات الحب، وأنا وأنت مطرقان نافران ، طائران ما بين الحاضر والماضي ثنائية في أحاد، وأحاد في ازدواج أحادي القلب ..أنا وأنتِ منهومان في النظر إلينا، كلما نظرت إليك رأيتك غائبة فيّ في متاهة لا ترجو رجعة ولا عودة، متاهة أنت من طلبتِ إبهامها، وتوسلت إلي أن أعمقك فيها ثم أقفل الباب وأضيع المفتاح في قاع بحر لا سبيل ٌإلى قراره...
ونحن والليل، والحب، نشكل حزمة من نور متقد لو أبرق على الدنيا لحوّل عداءها حباً...وأنا وأنت، والليل ، والحب، أهزوجة السعادة غناها الحزن فصفق في كفيه الفرح....ليلة حب تغشاك، وتسكنك يا روحي.
أحمد الفلاسي
04-07-2010, 02:10 AM
تقسيمة منطقية تصلح كمسلمة في علم الرياضيات ، ولربما في علم الطبيعة أو الفيزياء ..لأنها تسلسل خاضع لمدخلات معينة لا يمكن إلا أن تحدد مخرجاتها وفق التسلسل الرقمي المعروف...أما ما يخص المشاعر الإنسانية فمن الصعوبة جداً أن يحكمه عدد، أو مسلمة، لأن المشاعر تحكم ذاتها بذاتها عن طريق فلسفة قيمية تضرب بأطنابها خارج الدائرة الضيقة المحدودة بتلك المسلمات الرقمية.
ليتك تعاملين هذه المشاعر كما تريد هي لا كما يراد لها ، إنها طيور حرة تأبى وتأنف الأقفاص مهما كانت ذهباً أو حديداً..يا حبيبة روحي.
أحمد الفلاسي
04-07-2010, 09:55 AM
ماذا بقي لنا من رجاء نهتدي إليه وقد قطعنا ما بيننا من أسباب الرجاء، وغدونا اليوم نستغني عن غنانا ببعضنا، وقد كنا لا نفتقر إلى غنى أحد وروحانا تحتضنان قدر الوفاق على بساط من أرض الأنس الأنيس..
أنحن الذين كنا بالأمس نستطعم البحر الأجاج عذوبة الروح لا يهمنا ملحه وفي حلوقنا من ريقنا موارد الحب الجميل..وأصبحنا اليوم في ضحالة من الأمل نستجدي من الشك برد اليقين وهيهات هيهات، وندرك أن قدرنا كان لقاءً مرتقباً يقول لروحينا اغنما ألذ ما في الحياة بروعة هذا اللقاء.
أنحنُ من تستحثنا أقدامنا لنلتقي، فلما التقينا تشتت حالنا بين غربة وكربة، وقطيعة وفجيعة، ينظر كل منا للآخر كأنما يتفرسه من جديد: من يكون؟..من نحن يا حبيبتي ؟؟ أنحن ذانك الحبيبان الراضيان بكلمة في اليوم تجمعهم، لأن الجمع كان بين روحين روحهما واحدة، فغدونا اليوم تبددنا الظروف وبيننا من الكلمات ما يعين على تآلف العالم بأسره.
هل نتسابق أكثر على إثبات القوة في البعد أكثر؟؟ هل نستبسل أكثر في إكمال ملامح الغربة بيننا أكثر فأكثر؟؟ أوّاه لو جرى بنا ما جرى للأرواح الظامئة من غضب المطر لكان هناك ولو ذرة سراب تبشر أننا سنلتقي!! فهل سنلتقي ؟؟
أحمد الفلاسي
04-07-2010, 11:42 AM
كريمة علينا هي الأقدار أن تهدينا في زحمة الضجيج همسة رضا، ربما لم نؤهل بعدُ لصناعة الحياة وفق معايير خاصة بنا، فمقدورنا أن تلفنا هذه العباءة السوداء النكراء مع من لفتْ قبلنا لأننا لم نؤهل لتميز عنها بشيء.
فلندعْ هذا الغناء اليومي للطيور هو أليق بها ، وهي أولى به لأن الغناء صوت الحرية ونحن غرباء عليها وعليه من باب أولى..وهل غنينا يوماً لنبتسم بعد وصلة من وصلاته ؟؟ أو نعود من غنائنا متعرفين على الإنسانية في وجهها ، ويدها، ولسانها؟؟ ألا ما أقدح الغناء في هشيم نفوس لم تعرف البناء يوماً إلا في سجلات الهدم!!
دعينا يا حبيبتي من مزاولة مشاق الإنسانية في تعاطي الروحين منا دواء الإنشطار ليكونا روحاً واحدة، دعينا من شدوً كل يوم يجذ من أعمارنا أينع ثمارها، ودعينا ..دعينا منا فنحن توارينا منذ زمن وأنكرنا أنفسنا منذ زمن، ومنذ زمن ونحن أجهل الناس بنا...دعينا أرجوك منا ..دعينا مناااااااااااااااااااااا.
أحمد الفلاسي
04-07-2010, 05:00 PM
هل تذكرين جنوني الأول؟؟..يوم أن كان حبك كالعلم أرفعه على هامات الوجود لا أخشى عليه إسراراً ولا إعلاناً، وكان ذكرك فوارة أشعاري يبعثها فلا تعي في دربها منخفضاً ولا مرتفعاً، وكأن الوجود خلا إلا مني ومنك ..هل تذكرين؟؟
لم يكن لدي قناعة سلبية ترغمني على تخبئة حبك أو اسمك الذي ولعت به لدرجة الاشتعال به أو بك ..بل كلاكما ، أنت واسمك مادة اشتعال لحياتي لا تتقد إلا بهما..كانت قناعتي تنص على أن ذكر اسمك منقبة في عالم الطهر لا ينبغي الاستحياء منه، وكان حبي أطيب ذكر يجري على لسان قلمي لأفخر به فوق ساحات الأدب..كما هو شأني الآن وأنا أملأ بحبك منتديات الأدب، ومحافل الكبار، يملون ولا أمل، وينام الأدباء وأنا أبيت بك شارحاً، ومتفنناً كأن نومي ليس إلا يقظة بك ..وبت باعتراف الكبار أن ما أخطه لك وعنك ذخيرة حب تنظّر لأهل العشق كمَّ هذا النهج وكيفَه..
فمتى سأنام؟؟ وقد نام الجميع هُجّعاً لأنهم لم يولعوا بمثل محبوبتي التي ترقيت بولعي بها إلى درجة الاشتعال..أحبك وحدك وحدك.
أحمد الفلاسي
04-08-2010, 11:24 AM
تلفتي يميناً وشمالاً حواليك ستجدين كَمّاً وفيراً من بكائي، وضحكي، وغنائي، ومرحي، كان يوماً من الأيام جار حسك، يشارك الدمعة من عينيك هطولها، ويؤاخي البسمة من شفتيك ورودها، عيونه إليك متجهة، وشعوره نحوك ملتفت، ولو تكلمت الأروقة والمداخل في بيتك لقالت لك عني ما هو كفيل أن يرش على صفيح جبروتك شيئاً من وفاء، أو قطرةً من صفاء، أو ذرة من تذكر أيتها الناسية الساهية .
كنتُ لك وفاء الطائر لا تقلانه جناحاه بعيداً عن خلانه حتى تلقيا من جديد به بينهم، وفي الطير -لو أدركنا الحقائق- تسطير الوفاء آياتٍ معلوماتٍ لكل ذي لب..فبرغم إقصائه، وتنفيره، وبرغم قدرته على خفة التحليق ليجد في الأجواء بديلاً..برغم ذلك يحن لعشه الأول ولو مروراً يتذكر به زغب الخطى الأولى بين يدي الحب الأول.
كنتِ تمرين على نحيبي فلا تعيرين الدموع مسحة إشفاق، وتمرين على مواقد شوقي فلا تأبهين بناره ، وما ناره إلا أنتِ أيتها الظلوم القاسية..ولما ضاق الصبر بمستودعه في صدري ضربتُ كبد الطريق بعداً، وما زادك البعد إلا إصراراً يا مثال النسيان لأحبابه..
أحمد الفلاسي
04-08-2010, 12:56 PM
سألتُك بحق الليالي المنصرمات ، وبحق كل نفَسٍ جرى بيننا فزادنا على وجوم الصمت عناقاً، وبحق فسحة العمر التي سمحتْ لنا يوماً بلقاء غريب أوانه، غريب مكانه، وزمانه، وبحق دقات قلبي الناطقة باسمك وأنت أوعى من يحس بها...بحق كل شيء بيننا لو أصحر الحظُّ أن يجمعنا من جديد، وأقحط العمر أنْ يرسمنا على مبسم الأمل من جديد، وأجدبتْ أيانع فرحتنا أن تورقنا باخضرارٍ من جديد ....فانتشقي من حروفي على البعد حنين الوفاء اليتيم، وضعيها على صفحات وجهك، ومفاتن خديك، فإن إحساسي بك سيخبرني، وسييشعرني يا غاليتي أن حدود الدنيا أمام حبنا لا قرار لها إلا كقرار الحلم من لون الحقيقة.
وقبّليها! بالله عليك قبّليها قبلتين: قبلةً تضاحكها، وأخرى تعزيها، قبلة تحضنها، وأخرى تواسيها، قبلة تهامسها، وأخرى تناغيها ..ولا تعجلي القبلة شاردة عنها، بل اتركيها على سجيتها تلاعب بنيات عشيقاتها، فما هي بالحروف الصامتة عندها، إنها لها ومنها، وفيها، ولملكها المطلق لا ترتد ولا تنثني.
أحمد الفلاسي
04-09-2010, 07:53 PM
لا تكثري التعنيف بالكلمات الجارحة ؛ فإن القلوب محطات سلام ينتهي قبل عتباتها صخب القول، وغليظ اللفظ، ولا يدخلها إلا من كان أهلا لسكناها، ولا يسكنها إلا من طاب بها وطابت به.
واعلمي أن الوجه الذي يعرض نفسه للريح فلن يسلم من خمش زوابعها، وأن الباب الذي يطرق لا يفتح لكل طارق، ولو أنا فتحنا الباب لكل عابث بالطرق لنسينا واجباتنا وأصبحنا صدى صوت كل ناعق وصارخ.
أنت أنثى !! فدعي التعنيف لمن شأنهم الشدة، والصفاقة، وتخصصي في مهمتك الأصلية الناطقة نعومة، والمتنفسة وداعةً، والمتفننة هدوءًا...إنك مرآة الجمال في بريقها يلمح أسراره، ومن صقالتها يتعرف على حقيقته، فاربأي بنفسك عن مر المخاصمات، وجدال المماحكات، وارجعي خطوة إلى الوراء لتري ذاتك التي أقسم الكون على خصوصية تملكها لكل جميل في الكون الواسع.
ما أجمل الأنثى تبعد النظر في الكلمة قبل أن تقولها، فإن قالتها عدت الكلمات التي قبلها فاكتفت بالقليل عن الكثير، وبالنافع عن الضار..واستعملت لتصفية كلامها نسيجا شفافا من عقلها ، فذهب الزبد ومكث ما ينفع الناس في القاع..
وهي هي المرأة لا تتميز عن غيرها من بنات جنسها بما يشتركن فيه كلهن ، لكنها تتميز فيما لا قدرة للجميع عليه إلا من وفق الله من : رجاحة عقل في تخير درب، في لمح قصد، في حساب خطىً، في إكرام ذات، في احترام وقت....
أحمد الفلاسي
04-10-2010, 02:36 PM
يعجبني كثيراً حديثك عن نفسك حينما تأخذين في مداعبة كبريائها تشرفين من هنالك كيديْ أمٍّ تداعب خاصرتي طفلها ، فينهض من قعوده مستبسلا..وقد يجدّ به التشجيع من أمه فيقوم يشتاط بغضبة كأنها غضبة مضرية تكاد تخطف النجم بسلة سيف. وأنتِ طفلتي ، وحبوبتي لا يغيرني ثورانك الغاضب ، ولا يزيدني بك إلا التصاقاً رغم عبثه، وخفة حركته.
تغريني غضبتُك أن أكون بجانبك حين ثورانك ، حتى إذا طاش بك الطيش درجتِ مسرعة إلى حضني تئنين أنين المتولع يحاول دفن كليته في حضن محبوبه ..يا ما أحيلاها من لحظات ينسلُّ الحب من بين فجاجها في صورة قدرٍ لا ينفك عن مقدوره حتى يطبع على جبينه حتمية الأقدار في تسيير مقدوراتها .
أنتِ طفلتي كبُر أقرانها ولم تزل تتعرف على ميدان صدري جسّاً، وجرياً، ولعباً، ورقاداً...وتنتهي بها الآهات المتلاحقة آهة تحييها، وأخرى بشهيق الشوق تعيد كيانها، وبين آهة وأخرى صرخات ترجم النوم، وتعاند الكسل..وتقضين الدهر ما بيني وبيني يا طفلتي وحبوبة عمري.
من الذي أغضبك يا روحي؟؟ فرأيتك تتلظين باكتواء يكاد يفريني قبل تكويني ، ويقضي علي لولا الرجاء أنك معي هناك .
أحمد الفلاسي
04-10-2010, 03:55 PM
ألا تخجل أيهَ الغضب تعرّق وجه حبيبتي وتظنني أتخير عنها السُّها وقد باتتْ تجاريني الأنين حتى رقّ الصبح فجلا عن مبسميه الظلام!!..وما عساك أيه الغضب أن تستشري أكثر من تلوين وجهها بلون نارك، وقد علمتَ أن جميع الألوان يختصرها نور محياها في إشراقة النور يتحدث منها عنها..ويصمت بحديث أبلغ منها إلي أنا.
قتلتني أيه الغضب فعدْ لا لامست بعد اليوم لحبيبتي شمساً ولا قمراً، ولا شهدا ولا سكّراً، أعني ولا أشعلت منها خداً ولا معصماً.
كم أتمنى يا حياتي- وأنت غاضبة هذا الغضب- أنْ أجمع بإبهامي وسبابتي شفتيك لأقول لهما: اسكتا حتى أرى الورد ساعة غفوته كيف يقبل بعضه بعضاً، واصمتا قليلاً لعل في سكون الكلام حركة للوهج الطائش أكثر؛ فإني مولع بوهجها لولا خشيتي عليها من فتلات الغضب تبهم صورتي في صفحة جيدها ساعة تملِّ وامتلاء..
وكم أتمنى لو عاندتني شفتاك بين انقباض وانبساط، يفرجهما الغضب، ويخفتهما هدوء الدلال، وأنا لا أجد إلا كفي أحثها تريهما كيف يحتضن الكون فراخ الربيع العابثة الطائشة الغاضبة..الغاضبة.. الغاضبة.
أحمد الفلاسي
04-10-2010, 11:25 PM
إذا لم يسأل عند غيابك أحدٌ، ولم ينكر غيابك أحد ، فما جدوى أن تحرص على صحبة، إنها صحبة اتخذت من الصحبة شكلها..والأغرب أن يسأل صاحب الدار عن كل أحد إلا عن البعض الذين لا يهمونه في شيء..فما فائدةان تقتل نفسك حسرات على أناس لهم ناسهم ، وأنت لا يرونك منهم .
أحمد الفلاسي
04-11-2010, 08:42 AM
أتدرين لم لم أعاتبك على ترك السؤال عني؟؟ لأنني أحببتُك بلا شروط ..وبلا قيود ومتطلبات تشكل مع حبي لك علاقة من شرط وجزاء..والغريب أنني أحببتُك وليس في ميثاق هذا الحب اشتراط حبك لي ليدوم حبي لك. إنها حالة فريدة أليس كذلك؟؟ إنه جنون لا يرضى به عاقل أنعم عليه بمسكة عقل.
أنا لم أطلب منك شيئاً، وقلت لك يوماً: أنا لا أسعى إليك ابتغاء أمرِ ما ، ولو كنت نفعيَّ حب زائفٍ لرأيتني أحبو إليك على قدميّ أتوسل إليك قطعة التفاتة تلتفتين بها إليّ وأنا أعيش نار الشوق إليك صباح مساء..بل هجرتُ المكان الذي أنتِ فيه وأنتِ أحب إلى قلبي من ذاتي التي بين جنبيَّ..أتدرين لماذا؟؟ سأترك هذا الجواب لك.
ستقولين وهميٌّ لا مبتغى له ، كم قتله الوهم ثم أحياه ليقتاته فريسة تلو فريسة....ومن قال لك إن من يعيشون الحب تحت سقف واحد يدرك كل منهما بُعد إنسانية الآخر، ستلتقي الأبدان ولكن على عداء القلوب، أو برود تلك القلوب على أقل تقدير، وتنتصر القلوب أخيراً يا حب الأبد.
هجرتُ دارك إلى لا رجعة ، إلا رجعة تكون على يديك وحدك ، وعشتك عالماً يشكلني بك، ويتنفسني بك ، وقد يقتلني يوماً بك ..فعلام تغالطين الحقائق، وتعاظمين الأمور وهي بسيطة في حد ذاتها...لا تغضبي لأنني ما زلت أعيش على فرحة قلبك.
أحمد الفلاسي
04-11-2010, 04:18 PM
سأدَعُك، سأتركك كما يحلو لك ، ولو رغبت في أكثر فإني كفيل أن أجعل اليومين شهرين، ثم سأتفرس رغبتك، وبغيتك لو زادت على الشهرين فستكون سنتين، ولك العمر كله يا حبيبة روحي لو استشرفت أن يكون بدوني، وبعيدا عن مشاكساتي، وتعبي ..فلك العمر كله.
عيشيي بهجري كيفما يحلو لك، فوحق من خلط حبك بدمي لن تزعجي مني بعد اليوم، وستنتهي آخر قطرات القرب بيننا، وبيدي هاتين سأبني جدار الصمت بيننا، ولن أكلفك وضع لبنة بيني وبينك .
أحمد الفلاسي
04-11-2010, 04:56 PM
انتهت ملازم البوح، وعادت مفاصل التصريح إلى أماكنها قانعة راضية، وانسلت من العين دمعة كأنما تودع مثيلاتها من دموع الفرح برجاء فيك، وتودع مثيلاتها من تعابير الحزن أوشك باب الختام أن يحوّل المسك المأمول به وداعاً، وقطعاً.
لست أدري على أي شيء تسابقين الريح مدبرة عني مقبلة على كل ما يبعدك مني، خففي السير، وتأني في بسط وشاح التوديع ؛ فثمة أمر بيننا لم تمر عليه يدي ولا يدك بعد..إنها دقائق العمر الوفية ما زال بكاؤها وبكاء الشمعة اليتيمة ينخرطان من مشكاة واحدة، إنها مشكاة الوفاء.
وليت أولي النهى يكرمون ساعة التوديع بما به أكرموا ساعة اللقاء، حينها فقط تحافظ الدنيا على معنوياتها كما تحافظ على محسوساتها المجسمة المالئة شبكية العين وهي ما هي من المعاني إلا كتائهٍ في قلب صحراء ضل في الدرب دليله فتاه ثم تاه حتى جعل من نفسه دليلا وهيهات، هيهات أن تعوض المعاني الجميلة أدلة مهما خشنتْ في يد لامسها، وثقلت على كاهل حاملها.
آهٍ يا حبيبتي مني ومنك..وآهٍ من الأيام لو أفنت أحبتها ولم يبق إلا أنا وأنتِ..ترى حينها كيف ستهتدي الخليقة إلى معاني الحب وقد أحرقناها بنار عنادنا هذه!!
أحمد الفلاسي
04-11-2010, 06:57 PM
تتميز نقاط الالتقاء بين الإثنين بصلاحية الديمومة الأبدية على وجه الأرض ،ولربما كان الأمر تخييلا لا أكثر ،وزيف قول لا أقل ،فما دام حب يجمع طرفي قلبين لعدم دوام القلب أصالة على حالة واحدة ،وإلا لم سمي قلبا؟ .ومن هنا رأيت في حياة المحبين مايشبه السحب العابرة من الأمنيات والأحلام ،تتجمع في ناظريهما الجائعين تجمع الطعام أمام الصائم حتى إذا بدأ الإفطار تناول النزر اليسير وترك الكثير.وبدت للوهلة الأولى تكبر مدينة الأحلام أمامهما مشيدة القصور ،مزركشة العمران ،لم يبق موضع أصبع فيها إلا وسد منهما بما لايخطر على بال،وكلها أمنيات جميلة جمال اللقاء الأول ،حالمة تائهة في تمنيها ..ثم ماذا ؟؟لابد أن تبدأ السكين في عملية القطع ،وتحويل الجنان الخضراء إلى قفار غبراء ،وكأني بهما يجلسان بعد الأماني يعدان الحصباء بين الأنامل لبون مابين المرحلتين.
هنا أديبتي ، وبالذات هنا سيسعفني القلم الليلة ليجول بسبابتي يمنة ويسرة في أماني السراب.
أحمد الفلاسي
04-12-2010, 02:54 PM
لا تقرئي كلماتي رموزاً يخفف بها العشاق سعير حالهم، ولا تمتمات يخلدون إليها ساعة استراحة دقات القلب من عزف إيقاع الحرمان..
كلماتي لك قُبَلُ الأنفاس، لا تعلن القُبلةُ عن لهفتها حتى تجري معها أنفاسي تنزع من عطرك لرئتي أسباب العيش ، ومسببات البقاء. وما استنشاق كلماتي ورد خديك ومبسمك إلا تقنين فعلي للزوميات العشق الحرفي من قضية التسطير الواقعي المعاش.
لكأني بك تتغشاك كلماتي كالغيمة الماطرة لا تدع من مواضع جسمك شبراً واحدا إلا وتعجنه بللاً ، وتخفيه حلماً، وتعيده إلى الحياة مصبوغاً بـ أنا وفقط..وممزوجاً بـ أنا وحسب...بل معدوماً عن تماس الغير لأن الغير ليس له فيك إلا أن يموت حسرةً، وكمداً أمام تفرعن حبي المسطر في حروفك الغاضبة من سعار الشوق لقربي.
فكيف ثم كيف تمارين في كلماتي أنها مكتوبة لعينيك فقط؟؟ أم هي الطفولة المخزونة في تدللك كلما رأتني زحفتْ نحوي لا تسعها الأرض العملاقة كما يسعها حضني المخلوق للعبها، وعبثها!!
ياهذه..وكل الكون هنا هذه..كل أنثى ولو تبدلت في إهابها كل يوم ألف مرة ما رأيتها منك إلا كرؤية الحلم من عالم الحقيقة...أحبك أنت وحسب.
أحمد الفلاسي
04-12-2010, 03:51 PM
ما أحلاك غاضبةً تصارعين الكلمة الطائرة في الهواء، وبين كل جمرة وأخرى من كلمات قصيدك تعلنين بينك وبين شعيرات الهمس:أحبكَ..
في قصائدك لغة جديدة عصية على مجمل الشعور أياً كان نوعه، يصبغها الشعور الداخلي عندك مهما حاولت بها ستر المخبوء يأبى إلا أن يبدو المخبوء..تلك هي لغة الأديب الذي تكتبه دموعه ولا يدري كيف يتمرد عليها، ويهرب من قلم داخله فينيخه رغم أنفه ..
والناظر إلى الأنثى وهي تصب جم غضبها، وتنفخ به حروفها نفخاً يكاد يكبر في عين قليل الخبرة بفلسفة الأنوثة، وهو غضب صادق لكنه كالضرورة المؤقتة ، أو كالمسكّن للصوت الناجم عن الفطرة الحقيقية المعالج علاج التلبيس لحقيقة ينبغي أن تكبت، وحبذا لو تُخلص منها في القريب العاجل.
ومما يكمل هذه الصورة للأنوثة العاشقة تلك النقلة السريعة التي تقلب النار المشتعلة دفئاً، وتقلب الحريق عذوبة وبرداً ، وذلك حينما تصل العاشقة إلى مبتغاها من قهر سلطان من تهوى بسلطانها الأنثوي الجميل الوديع في حقيقته، وشراسته.
والأنثى هنا لا تكون أرق ما تكون إلا عن طريق أخشن ما تكون، ولا يمكن أن تبدو نصاعة حبها المخلصة فيها لمن تهوى إلا بعد أن تفرغ صدره من كل طمع عن طريق إثارته غضباً وغيظاً، وتعباً، وغيرةً، ثم تصب فيه ذاتها الرقيقة كالماء البارد يصب على القلب الملتهب، وكأنها تقول له : لا إطفاء لنارك إلا بنوري....إنها تصب ذاتها في صدره بعد ذلك لتكون هي ملء ذلك الصدر المسيج بغيرتها، وشراستها، وغضبها ..
أحمد الفلاسي
04-12-2010, 04:24 PM
وكأن بمجموع تصرفاتك الأخيرة يسألني سائل : أتكره المرأة المحبة حبيبها في كلماتها القاسية عليه؟؟ ..
والحقيقة لا تتعدى الوقوف على طبيعة الأنوثة هنا؛ فإن المرأة العاشقة لا تخاطب حبيبها الخطاب العادي الدارج، لأنها لا تجد في عينيها شيئاً يشبهه، وكذلك لا تجد في خلدها كلاما في الوجود يناسبه، ومن هنا فإنها لا تعلن عن حبها له إلا بمقدار ما تشترط عليه هو من التوجه لها، والإنصات لصوت حبها بمقدار حبها، وشغفها..فإن رأت من حبيبها ما ينم عن هجر، أو نسيان، أو ترك، أو إيثار مكان غير مكانها مهما كانت في ذلك صورته.. حينها لا تخاطبه بلسان عادي، ولا خطاب عادي كما يخيل إلينا في طبيعة الخطاب العادي، إنما تود لو أنها مزقت حجاب الكون ليسمع حبيبها القالي صرخة شوقها إليه..ولو قدرت على أن يكون في صوتها ألف صوت، وفي بكائها ملايين الدموع، لجمعت ذلك كله لتقول له: بكل هذا مما لا حصر له من الوله والشوق كنت لك وبك ومنك.
وقد يخيل إلينا أن في ألفاظها فظاظة المبغض بيد أنها في قمة الحب، وما تفننت في تشعب طرق التعبير إلا بعد أن تخيلت حبيبها القالي أصم عنها في كل خلية من جسده، ومعرضاً عنها بكل ذرة في قلبه، فنوعت أساليبها لتدخل إليه عن طريق آلاف القنوات المفضية إلى قلبه.
أحمد الفلاسي
04-13-2010, 07:16 AM
لا تزال قصائدك تمدني بمعنى الطبيعة الجافي عن التصنع، والتميع، وماذاك إلا لأنك تكتبين إملاء من نداء الفطرة الصافي، وكأن أشعارك هي روحك لمن شاء التعرف عليها فليقرأ قصائدك يا شاعرة الجمال الإنساني .
تخيرت مرة إحدى تلك القصائد المبنية على نغمة الماضي العريق في سبكها، ووزنها، ونفسها الربيعي النضر ..فشدني منها ما شدني منك ، وتخيلت حينها أنك أمامي بكامل رقتك، وعذوبة منطقك، وجلالة أدبك وخلقك ..أعطيتني حينها كل شيء عنك، وعرفتك من خلالها قبل تعرفي عليك، فلما دار الحديث بيننا أدركت كم للشعر من هواتف روحية لا يقدر الحدس على تقصيها، أو الاحاطة بها.
كيف تكتبين الشعر؟؟ ..ظل هذا التساؤل يراودني مرارا، لأنني ما أولعت بكمال كما أولعت بقصائدك المنثورة بجميل حسك، وصفاء روحك..ألا شكرا للشعر عرفني على خير الناس وألطفهم.
أحمد الفلاسي
04-13-2010, 04:54 PM
"أحبك"...هكذا وصلتني منكِ هذه العبارة وهي ضاحكة من سرورها ضحِك ثغرك من نشوته، شاهدة تحكي حديث الوجدان الصامت وهو يلهبك للتصريح فتعيقه منك وسائط التلميح ، وما أرى هذه الكلمة إلا عاشت في مستقرك تحضرني كل ثانية في داخلك أتلقاها منك وأنا قريب بعيد، وحاضر وغائب، ومغنوم ومحروم..عشتها وعاشتني فيك قبل أن تتلمس فجاج الكون لتجد لها طريقا إلي حقيقة.
فواعجباً لسرك المقدس في الحب، تحبينني خيالاً كأكمل ما تكون الحياة وتعلو، وأملح ما تختال في فرحها وتزهو، وتثبتين لعبّاد الواقع المادي القاسي أن الخيال حياة متسقة حباتها، ولا ينقصها عن عالم الحس إلا أنها خارطة الجمال الكوني لا يلبث بعد إتمامها في قرار الذات أن يتخذها حقيقة وجوده المبتغاة.
هل أدركت الآن كُنه ندائي لك: يا ملاكي!! ..إن هذا النداء لا يتقوقع في محدودية الطهر الملائكي، إنما ينزع إلى امتداد لا نهاية له من صفات ما فوق البشرية لأنه متصل بعالم الغيب اللامحدودة أعاجيبه. ومن هنا فإنك ملاكي لا شك في حقيقته حينما تدركين ويدرك فريق العاذلين اللائمين أن الحب لا يتسع إلا على قدر محاب المحبوب...أحبك رغم وساوس القلوب الغاضبة المتوهمة.
أحمد الفلاسي
04-14-2010, 07:16 AM
ما إزال إكبارك في ذاتي محط نظر النساء من كل حدب وصوب، وما زالت غيرتهن منكِ تنفث سمومها بين حين وآخر، تتمنى الواحدة لو ينالها من صرف بوحي ما ينال مقامك السامي يا مبتزة الغيرة من النفوس الأنثوية الحارقة.
تصفني إحداهن بأنني ملأت المنتديات بغزلي، وتؤكد بثورانها المجنون أن حرفي يعنيها هي، وأن ما أجمعه من معين أنفاسي الصادقة لا يخرج عن محيطها، وكم يضحكني مثل هذا الحديث ، ويصيبني بشيء من الغثيان ، وأخرى تؤكد ذلك ، وليت أمثال هؤلاء ينشغلون بأنفسهم، ويتركون الخلق للخالق، لكنها المماحكات، والغيرة القاتلة المدمرة حين تبدأ في رسم معالمها لا تبقي في طريقها أخضر ولا يابس..
تتمنى الواحدة أن تكون مقصودة حروفي، وتصر على ذلك مؤكدة أن ما يكتب مني فهو لها ...وهذه النزعة الجنونية لا أطيل الوقوف عليها لأن لدي ما يشغلني عن تفاهات التصورات، وجموع الأوهام ، وتخبط النزق إذا سيطر على مغاليق النفس ففتحها فتحاً هو إلى الكسر أقرب.
أديبتي وربة حسي ونبض كلمي...هو كما قلت لي بالأمس: رسالتنا رسالة قلم لا ينبغي أن تكسر راسه شفرة بالية لم تجد ما تقطعه فحاولت الكسر ، فلم تكسر سوى خاطرها.
أحمد الفلاسي
04-14-2010, 11:37 AM
لا تُكْمِلي
سردَ المثالب والحديثَ المؤلما
لا تخدشي وجهَ السماء المُكْرما
لا تستثيري سُحْبَ صعقٍ لم تزل فوق السما
ما يستثار سوى الرغام وقد أثير فما سما
لا تحسبي صمت الحليم تكمما
إني بحبك لا أبارى لا أجارى لا يُرى
مثلي حبيب.. أنتِ أدرى الناس بي فوق الثرى
لو قلتِ لا! هيا اسألي عني الميادين التي
ضجتْ عويلا وجؤارا يا منى عمري الفتي
ثم اسألي عني الحدود الشائكات جنحْن بي
في ليلة خرساء لا تنْبي ببشرى المطلبِ
فيها تسورتُ الظلام بلا ملام معتب
وأتيت خدرك حافيا متوثبا وثب الظبي
لأقول إني ههنا
وأزيد أصرخ يا أنا
شعراً ونثرا كالغنا
ما عنك تسلوني الدنا
حتى الحراسة دون بابك خلتها وشي الظنونْ
أقفالها حالتْ وأسلاك المناعة والعيونْ
وحشود أهواء من النزق المغطى بالفنون
وجموع حسادي وأهل الرجف والحقد الدفينْ
حطمتُها
أنهيتُها
ألقمتُها ثغرَ السراب
أوَ تغفلين؟؟؟
أوَ تنكرين؟؟
هل كان ذنبي في اقتحامي لجة الخطر الأكيدْ؟؟
من أجلكم ثم انصرافي في تمنعك المَريدْ؟؟
أم حكمتي في البوح حتى تنجلي تلك الرؤى
لا سيما والحب عقل واتزان كالحديدْ
والحب نهر مطمئن الانسكاب
لو كان وبلا كان في طي الغيابْ
في عاصف قد ينقضى
والنهر يرويها الشعابْ
أو قد نويت البعد ؟!!..هيا أسرعي
إني سأخلو في جفاك بأدمعي
وبها سأملأ ريشتي
وأبل منها صفحتي
لأصوغ منك قصيدةً
هي وسم حب غادرِ
ونصيب حظٍّ عاثرٍ
سترينها في كل صقع غابرِ
ستكون أولَّ ما يعلق في المداخلْ
ستكون أول ما يشار إليه حتما في الأوائلْ
هذا وداعي ورحيلي فافعلي
ما في الزمان من الجفا لم يُفعل
سيكون حبك في فؤادي طيِّ كتمانٍ
وجرحاً في سرائر مقتلي
لن تُرغمي حرفي بعيد اليوم إذ
ودَّعتُ فيك من الزمان تفاؤلي
</b></i>
أحمد الفلاسي
04-14-2010, 02:35 PM
تلميذتي العزيزة.....
كلّ ليلة وأنا أرقب الموعد الذي كان ينشر ضياءه على مقلتينا فنرى بهما من جميل الرؤى أصدق ما تشف عنه الرؤى، وأحلى ما ينجلي به النظر..وكأن موعدنا مازال يحتفظ بدفئه رغم جنايتنا عليه بسلب كل جميل منه، وما زال الدفء ينتشر في المكان فيفسحه، وفي دقائق الكلام فيعبقها أريجا من أريج حضورك الدافيء الريض.
جلستُ في ذات المكان، فزارني فيه طيفك الربيعي المغدق، وانهمرت علي أسئلتك الوردية الصغيرة، فتحدثت إليك شارحاً ، ومبيناً، وانتظرت مع قطع الأنفاس قليلاً لمقاطعتك النافعة، واستمعت إليك بكل مسامع بدني، كما كنت معك يومها بكل ذرات قلبي وقالبي.
تلميذتي الرائعة..
كيف أنت الآن؟؟ وكم أنت الآن؟؟ أنت من كنت واحدة عقلها، وواحدة قلبها، وواحدة أستاذها ..هل تشعبت بك الحياة لتتفرقي حسب نوازع الجهات؟؟ أم أنت كما أنتِ تلك الطفلة العابثة بمبراة القلم، والساذجة في محاورة الكلم، والفطنة -حقيقة- في استذكار العلم وروافد الفهم؟؟..كوني كما تحبين ، ولا تتلبسي بما تكرهين، فإن الحياة خلقت لنا ، ولم تخلق علينا ..تحية زاكية مني لتلميذتي الغائبة الحاضرة.
أحمد الفلاسي
04-14-2010, 11:52 PM
تباسلتْ وتشجعتْ أن تكيل على نصاعة حرفي ماشاء لها الغرور من وابل التهم، وفرضتْ عليها نرجسيتها العاتية أن تستدر الشتائم تلو الشتائم ، والكلام القاسي قسوة الحجارة بل أشد قسوة...والمعني بذلك هو شخصي وقلمي كما بلغني عن أحد المقربين إليها..ولست أدري مالذي يرضيها أكثر من البعد، والفراق الأبدي؟؟ ..
أما عن نقد الحرف فما أعلم عن حرفي الذي لا كته بأسنانها، محاولة تشويهه، ورميه أنه لا يبتغي إلا الجري خلف الترهات..إن هذا الحرف لم ينطبع على صفحات القراءة حتى مر بغربلة لغوية نشطة، وتخير له كاتبه اللغة العالية الرصينة، المترفعة عن اللحن الخطي، والتصحيف الكلمي، ومع ذلك فقد تخيرت له ما أجدى من الصور البيانية المتفقة وروح السياق، والبديع الذي يجمل الكلمات عرائس فتون تختال في أحلى حلة قشيبة تحسدها عليها الغواني قاطبة.
إن رسالة القلم لدي لا تقف عند تلك الترهات التي يرميني بها البعض ، ويسحب نقده اللاذع على الكتابة التي تختص بالغزل خاصة، وهذا كلام غريب لست أدري كيف نسج؟؟.إن هذا القلم بحمد الله لا يعرف التصفيق، والتهريج وإنما يغوص على باطن النفس البشرية ليتعرف على تفكيرها، ونوازعها، وميولاتها، وعواطفها، في أسلوب لا ينحط إلى الركيك، ولا يغرق في الوحشي الغريب.
أحمد الفلاسي
04-15-2010, 12:13 AM
والسؤال الذي يطرح نفسه: هل كل ما يكتبه الشعراء والأدباء من غزل يعني ذلك لهثهم وجريهم خلف النساء أيتها الأديبة الحاذقة الناقدة اللاذعة بكل حرية ؟؟؟
أولا: لتعلمي أن الكتابة عن عاطفة الحب بين الجنسين لدى أهل هذا الفن من الأدباء المستحقين هذا اللقلب لا تعني بتاتا تلك التصرفات الصبيانية التي ينهجها بعض المرتزقة من مطاردة الفتيات من مكان إلى آخر..ومن قال إن هذه التصرفات تسمى حبا؟؟ ..إن الحب عاطفة إنسانية سامية تظل في الصدور تملأ القلب رضا عن المحبوب حتى ييسر الله لهما اللقاء تحت قبة الزوجية والتي لها خصوصية الحب فقط دون غيرها، لأن الحب لا يمكن أن ينمو كحياة إلا في بيت الزوجية فحسب..
ثانياً: لاقيمة للشعر عند العرب حتى يرتبط بالمشاعر الإنسانية وعلى رأسها الحب، وإلا كان الشعر هنا نظما لا شعرا ..وقد كانت القصيدة العربية تبدأ بالغزل رغم أن الشاعر سيطرح موضوعا آخر، وفي ذلك يقول أبو الطيب: إذا كان مدح فالنسيب المقدم أكل فصيح قال شعرا متيم.
ثالثاً: أعجب من هؤلاء الذين ينتقدون الغزل، ألم يكتبوا الغزل مرة في حياتهم؟؟ لأنك إذا قرأت لهم نقدهم وشتمهم لمن يكتبون الغزل حسبتهم لا يكتبون عنه طوال حياتهم، وهذا غلط ومغالطة.
رابعاً: ينبغي على من نصب نفسه في تفنيد آراء الآخرين أن يتحلى كلامه بالأدب، وتخير الألفاظ الطيبة، والبعد عن اللفظ الجارح النابي ، لأن الإنسان مولود مع الخطأ، ولا عاصم له إلا من الله سبحانه، فارفقوا أيها الناس بالناس، ودعوا الخشن من اللفظ فإنه ليس منقبة، وليس لصاحبه إلا البغض في القلوب.
أحمد الفلاسي
04-16-2010, 06:25 PM
لا تدخري شيئا من قسوتك، ولذع تقريعك؛ فإن السيل لا يبلغ منتهاه ومستقره حتى يبعث في طريقه جميع ما يأتي عليه من المخلفات، والمؤذيات ، وعراقيل الطريق..وكذلك أنتِ في تأصيل ما بداخلك تجاهنا من فنون الدواكن، واشكال المعاطن، وشتى أنواع التحامل ..كله ينفثه قلمك القائم على أحبته صباح مساء.
أيهمك أن نبارك لك هذه الغلظة الأنثوية الذكورية الجائرة؟؟ فمبارك عليك اشتعال نارها، وتهور زبدها، وانتقالها من حيز الهمس إلى صراخ العلن، حتى باتت لا تتمنع لمانع، ولا تقيم حدا لأصول. وهكذا أنتِ حينما تؤصلين للنرجسية لا تؤصلين لها كعرض إنما هي المرض المستشري الضارب في عروق الروح قبل عروق البدن..وما طيشك الباغي على مسلمات الرقة التي أعلمها فيك إلا تحدٍ صارخ لمعطيات الفطرة يستبد بك وبها عوارض من محاولة البروز ضمن أطر التصفيق التي لن تقول لك أكفُّها يوما وهي تصفق لك: يا هذه قفي فقد تجاوزت الحد المرسوم.
لقد صار قلمي الذي تكتحل به عيناك كل ساعة وشيا من الأكاذيب، والأوهام ..ووالله يحق له أن يموت فيك وهماً، لأنك لن تعيشي إلا كوهمٍ مع ما ترسمينه كل يوم من خيال تبرزينه للايدي المصفقة على أنه قمة التبتل في محراب الإخلاص. وهل تنتظرين مني أن أطلب منك تمجيد الحب الموهوم في زعمك...كلا والله، إن مرض قلبي بك حينا من الدهر خاضع لأكثر من عملية جراحية هدفها استئصالك منه كما تستأصل خلية السواد من عرض النور المشرق بالبياض..فلا تعجلي بطيش لا تعود سمومه إلا على تلك الزوبعات المتناثرة بغية إصابتنا بما أُصيبت به مسبقاً.
أحمد الفلاسي
04-16-2010, 10:04 PM
مازالت أحكامك الغيبية تلاحقني وهي تنطلق في عواصفها من مكانها مشرقة مغربة لا تبقي لي عذرا، ولا رأياً..
وكل ما لديك من أحكام يمكن أن تستساغ إلا ما يمس هذا القلب الذي بنى كيانه من مستحلب حبك فلا والف لا..
ولا أظنني أبقيت من لوازم الاعتراف فاصلة إلا وأبنت الكشف عنها، ولا تركت من بسط الداخل مغمورا إلا وشرعت الأبواب عنه كيما تقرؤه عيناك يوماً من الأيام ، فتعي مني ما مكرت به الحروف يوماً.
هل من أحد يحب قاتله؟؟ هل من بشر يموت عشقا في منفره، وقاسيه؟؟؟..إن كان ثمة أحد فهو أنا...أنا من عشتك أعمارا طيلة بقائي بجانبك، وكل عمر ينتهي بالموت ليقوم مكانه عمر جديد بك..فأنت حياته وموته..ضحكه وبكاؤه.
أحمد الفلاسي
04-16-2010, 10:19 PM
كل مافيك يعلو على المستوى العادي، حتى تعذيبك لا يعرف المماثلة لأحد، وأنا لك فوق العادة والعادي ؛ في ولعي المزمجر، وفي حبي الغريب ، وفي غضبي ساعة دوران فلك الحب وتوقفه على شعرة آلامي ..
مشكلتك الوحيدة تكمن في تفسيرحالينا تفسيرا عادياً يصطف مع آلاف البشر في مثل حالنا ، في الوقت الذي لا نشبه فيه أحداً كما ترين وتعلمين. ولك التأكد عن طريق الألم المحيق بنا وكيف يعصف بنا فنتجبر ونتكبر، ثم نلقي ببعضنا في حضن بعض والألم هو الألم.
حتى جراحك المسددة إلى كبريائي تختلف في نوع ألمها؛ فبقدر ما تؤلم بقدر ما تندمل في الوقت ذاته، ولو كان جرح غيرك ماالتفت إليه ثانية في حياتي لأنني لا أصافح يدا جرت السكين فيها فكنت أول المطعونين بها..أما أنتِ فحاولي عد ما بيننا من جراح ، سترين كل واحد مهما أدبر بي عنك مرة أقبل عليك بي ألف مرة..فأحببتك بعد الجرح أضعاف ما قبله..فأي بشر أنت يا نور حياتي التي لا تنكسف.
أحمد الفلاسي
04-16-2010, 10:40 PM
ولأنك فوق العادي لم يستجب قلبي لغيرك رغم التفاف الورد حول نبضه بك، وتلك خاصية لا تتفق مع قلوب بني آدم الموسومة بالتقلب، وسرعة تغيرها..
وعلى اختلاف الورود في عبيرها، وتخدد وجوهها، ولطف التفاف ذراعيها على قلبي تظلين كالمهيمن على حياته ، اقول في يدك مفتاحها، أم في رضاك وغضبك تصاريف أحوالها؟؟.ولولا أنك الغير في كل شيء ما انتصبت على بابك الموصد واقفا، ولا تبعت خطوك من مكان لآخر تتبع الأرواح الظامئة قطرات المطر أينما انهل وحل.
وبكل المجاميع المحيطة بك سلمت من غائلة الحقد، فغيرتي عليك من تحلق الجموع كغيرتي عليك تملك قلبك حبا غير حبي..وهي غيرة لا تنفك عن تشبث مزعج يشتعل بقدر ما لحبيبك من مكانة لديك..
أحمد الفلاسي
04-16-2010, 11:05 PM
طمعي فيك يدعوني إلى طلب المزيد من تدللك، والمزيد من تفننك في جمالك وحسن طلعتك، لكنني أعود إلى حقيقتك أسائلها أنت كما أنتِ، فما فيك من حسن فاق الكفاءة ، وسحر الكفاية.
فبأي ميزان سأنصف كفايتي منك من طمعي؟؟ ..تالله ما بلغ العشاق أنة واحدة أزفرها أو اشهقها لأنني رأيت اسمك أمامي مجردا، فكيق لو بلغتني الظروف والأحوال إلى رؤيتك، وتسلطني في أبهة مملكتك، ودخولي عليك وأنت على عرش المشرق أمرك أحلى من نهيك، ونهيك أحلى من أمرك، وبين يدك شاعرك المغرور بك لأنك حبيبته.
أوَ تظنين أن في النساء من يشغلني بالغنج وأنا أعيشك غنج السحابة تتحدر للربيع تغازله..أو من تكون منهن من تشاغلني بالتثني الخيزراني وأنا لا أرحم طرفي من تتبع خصرك المتمحور وهو يرويني من تمايل الغصن الرطيب على أجادب يبسي فيحييها من جديد كما أماتها عشقا من قديم..
لا يا نساء الأرض ، ما بلغتن مرابيع العمر المخضر بحبيبي وهو ينصفني في الحب بكثرة تدلله وتحننه.
أحمد الفلاسي
04-16-2010, 11:21 PM
لا تتركيني حبيبتي مع الليل فقد أدرجني في سواده حين غاب القمر..وأنت قمر عمري يحيطني بهالته ن ويطوقني بدارته، وكلما نمت في أحضانه طواني في سكر رضابه فعشت العمر حضنه وكفى..
لا تذهبي عني بعيداً، فما شبعت من قربك الغالي وأنت بجانبي ، فكيف اشبع منه وخطو الفصل يزداد على قلب المحب تجافيا. لا تتركيني فما ملكت امرأة من نساء الأرض قياد شعرة مني ن ولا وقفت على التفاتة تطمعها في، فلتكن مهما تكن..أنتِ بكلهن فرد وحّد القلب مني حبه، كما وحد إليه اتجاهه ، فلا اتجاه غيرك يا مالكاً كل اتجاه ولاه طرفه ناظره.
أحمد الفلاسي
04-16-2010, 11:34 PM
دَر الدموع على دُر الخدود بدا=كمدمع الشمس من محمرّها اتقدا
ياما أحيلى حبيبي في تفرده=أسطورة الحسن فرْحا كان أو كمَدا
يبكي فينثر ياقوتاً بمنضدةٍ= ويبسمُ الورد من خديه محتشدا
أحمد الفلاسي
04-16-2010, 11:35 PM
نجواكِ صادف مني مسمعاً يقظاً= وهمسك الصدقُ ما أحلاه من همسِ
ياليت ذا الليل يمتد الزمان به=بيني وبينك يا مياسة الحسٍّ
أغذوك حبا نسيم الليل يحمله= لا حب مثل غرام الليل يا أنسي
أحمد الفلاسي
04-16-2010, 11:44 PM
لا لا تنامي فصحو الليل يرسلني= اسقيك مني لهيب المنهل الصافي
قومي فديتك ما أحلاه من نفَسٍ= يزيده الشوق من محمرّه الطافي
أحمد الفلاسي
04-16-2010, 11:51 PM
أخاف منك حُميّا الحب تشرق بي = والماء عندك تقصيني مواردهُ
يا عذبة الريق تكفيني مداعبةٌ= بثغرك الثرِّ تسقيني أخاددهُ
أحمد الفلاسي
04-17-2010, 12:27 AM
هل تذكرين قبيل الصبح ليلتنا=والشعر مني إليك الليلَ أرسلُه
أهميك من مزني السيال أغنيةً= في مبتداها حبيب بتُّ أشغله
أحمد الفلاسي
04-17-2010, 07:43 AM
صباحك صباح ليلة غارت من صبابتي بك نجومها، حيرانة في تجليك أقمارها، لأنها تغيب ولا تغيبين، وتغور في تيه البعد وأنتِ أقرب إليّ من بطن شفتي، وأعمق فيّ من سواد عيني.
صباحك اليوم يعدل في ميزان الشغف والشوق لهيب شفتيك ذوباناً في سعير شفتي، صباحٌ ياروحي مزج في حرقته صباحات عمري فصارت معروفة بطلعتك، وإشراقتك ...ومهما أشرقت على الدنيا وأنا خارج حدود دائرتك سيأتيني نورك كأول مستقبل، من أول مرسل في حياتي أضناه البعد، وأرهقه الغياب.
سليني وأنا أعلم الناس بك..بشوقك الصاخب حينما يحول قطرات الندى حجارة من سجيل، ويشف عن الحشا معالم من إضرام الأخاديد، وانتظارك لحرفي العاشق بتوحيد النظر إلى جهتي كل آن وكل حين..وأنا يا حبيبتي أختار البعد لأحرك به الماء الراكد فيزبد بأمواجه العاتية نحوي وهو يهدر بقولك:أحبك..أحبك..أحبك وحدك واللعنة على أفواج الظنون، وجحافل الحسد من أهل الشيانة والرجف.
وأنا من بعيد لا أعيش إلا صدى صوتك الغالي، فأطرب به وأُطرب الدنيا قائلا: أحبك..أحبك..أحبك والعذر لنساء الأرض إذ لا أملك إلا قلباً واحداً أنتِ سيل دمه، ونسج لحمه..صباحك قلب، وحب، وشوق، ودنيا لا أهواها إلا لأنك فيها.
أحمد الفلاسي
04-17-2010, 11:38 AM
الرسالة التي تركتها هناك لا تغير من واقعي شيئاً، كما لا تغير من موقفك شيئاً..وقد ضحكت تعجبا من تقصي الأمر عني لديك ، وكنت تظنين أن الأمر غائب عني ، ولا بأس من تلبسه في عيني.
لا يا حبيبة روحي ..كوني منك لحمة ودماً أمر لا شك فيه البتة، وتظل باقي الظروف تحكمها مسارات شتى ومثلك كان ينبغي التفطن لها قبل التسرع إلى إساءة الظن في صدقي ووضوحي..إن الدنيا غنية بملابساتها، ومنها عمل الإنسان ومكان مقره، والظرف الذي ينأى به أحيانا كتأقيت حتى ينتهي إلى مرماه ، ومرقد رأسه.
كانت فطنة منك أضحكتني شيئا ما ، لكن تمنيت لو أن الفطنة أخذت مجراها، ولم تبعد كثيرا عن الواقع الذي قد لا تعلمين عنه شيئا إلا اغترارك برأيك، وتسرع حكمك..
وعلى كل حال..وهبي الأمر كما هو في بالك الآن ..مالذي يضر أن يكون الإنسان محكوما بذاته، وبنسيج لحمه ودمه، ومشاعره..أذكرك أن التريث في مثل هذه الأمور ينفع دائماًً...
أحمد الفلاسي
04-17-2010, 04:26 PM
مسارات ومسارات بيننا عاثت فيها الظنون فساداً، وملأتها الأقاويل حكايات ملفقة مزيفة ، فغدتْ كالثوب البالي لا يحتمل شداً، ولا تحريكاً، وهو أقرب إلى الاستغناء عنه من الاحتفاظ به ، أو اقتناء مزية فيه. وهكذا لا تحتمل مجريات الأمور بيننا بعد اليوم مجرد قبضة يد حانية، فإن لمسة حانية من يد ما قد تقتل المريض، وتميت المتهالك، وحالنا اليوم أقرب إلى التهالك منه إلى التماسك ، وأمس حاجاته السكوت عنه حتى لا يفجره السؤال فيموت ويميتنا معه.
هل بعدك عني حقيق بأن يلبسني في نظرك جميع أثواب الريبة، ومهما كان لا شفيع من سوء ظنك إلا تركك وظنونك بعيدا عن مماسة الشعور النبيل الجميل الذي تربى لك بين جوانحي كتربية الجنين في بطن أمه، ومع ذلك يقدر له أن ينشأ على يديك دعيا لا صدق يحكي، ولا صحة سريرة يكنُّ؟؟..وما ذنبي إذا كان حبي لك لا عين له يبصر بها، ولا اذن يسمع من خلالها، وهو على الحالتين فاقد العقل وتمييزه..إنه حب خطاف االأصول ليزرع مكانها فروعا لا حقيقة لها سوى أنها هشاشة في ضعف، وضعف في وهن من هشاشة.
قاتل الله الظروف لم تع مني أنني شاعر لو أحب فسيف رقبته على شقين يقطع..يقطع بالشعر، ويباركه الحب الجائر المتعمق في محبوب لا حب له ولا شعر .
أحمد الفلاسي
04-17-2010, 05:12 PM
بعيد هذه اللحظات وبمجرد زحف الظلام ستكون آخر اللحظات التي تجمعني بأنفس حرفك..سأهجر كل شيء لك، وأولها مداد قلمك، ستودع جميع الذكر التي بيننا في مخزن آمن لا أكشف الغطاء عنه أبداً ..فعيشي كما تشاءين ، واكتبي ما تشتهين، سيقرأ العالم لك متمعنا سوى عيني اللتين لن تكونا لصيقتي حرفك كما كانتا وكنت.
كنتِ في حياتي كل شيء، وغدوت لي لا شيء سوى ذكرى أليمة لا تنفك تثعب جراحها كل حين وآن..
أحمد الفلاسي
04-18-2010, 07:41 AM
لا تفكري كثيرا كيف سأقضيها الليالي بعيدا عن أنفاسك الغالية، بعيدا عن نبضك الذي احتجب قلبي دونه قبل حجبك إياه خلف أسوار الصمت، أنا لا أشكو حبك إلا إليك، ولا أشكو جرمك في نحر الأعراف بيننا إلا إليك، ومع ذلك رحلت عنك إلى لا رجعة، وماتت الشكوى التي كنت أبثك حريقها كل ساعة..ماتت بموت الخنوع الذي صبرت على مرارته أمام تحسيك شهد النظر إلي كأنما ينساب الكأس إلى شفتيك ساعة هناءة، أو إغفاءة.
صحيح أنني سأكتب، لكن بعيدا عنك، وبعيدا عن ضحكاتك الساخرة بمجريات قدري في أقدارك، سأكتب هنا وفي كل مكان أستطيب في دفئه، وأستعذب مورده، إلا مكاناً أنت فيه، أو على مقربة منه..لا لشيء إلا لأنني كرهت إرغام نفسي على المر وهي التي عاشت الشهد في خلاياه قبل أن تمسه يد.
ومن تكونين أنتِ لتستثيري الغبار أمام هامة صبري العالية؟؟ ألم تعلمي أن الغبار يتحول بقدرة قادر سحب قطر على ربيعي المزهر، ويعود بعدها غباراً خالصا لعثرات الطريق؟؟..وأن الماء الحارق الذي اعتدتِ على رش أوردتي منه كلما جثوت في مملكتك لأنصب من ذكرك تمثال حياتي.. غدا غائرا اليوم في فجاج أرض لا تمسك ماء إلا ماء أردت أنا له أن تمسكه، فبقي يرويني ويهلك غيري عطشاً.
طِيري وحلّقي، وعيشي سعادة بُعدي ورحيلي كما أعلمتني من أول يوم طرت فيه إليك أُلقي بجميعي أمام تمنع بعضك العاتي، واسلكي الدرب الموحش من قفر خطواتي، لقد سئمتك، وسئمت معك كبرياءك المختلقة التي لا تصيبني إلا بالزكام الخانق لولا مضاداتي الحيوية التي سكبتها على خلايا إتلافك فعدت بعدها في كامل قواي، وعنفوان شبابي..
أحمد الفلاسي
04-18-2010, 04:48 PM
أحسنتِ إذْ واريتِ عني أدمعكْ، وتذرعت بالغياب حتى لا أرى الشماتة في عينيك تسحب خيوطها لتنسج حولي موانع التقدم نحوك في خطوة قد تسول لي نفسي اقتحامها للمرة الأخيرة إليك، ونحوك، وماذا عساك أن تكتبي سوى فرقعات الكبر، والتعالي في سمائي الصافية بحبك من كدر الخيانة ، وغدر الغادرين...ولك الحق - وهو لي كذلك- في حجب حروفك الصارخة بي ولي ، الناطقة بي ولي، المغرمة بي ولي ....الظالمة لي ولي . وكم كان ظلمها فرعوني النزعة يوم أن كنت جوارها ما بيننا إلا أنفاس نطلقها، وأخرى تطلقنا، فأقرأ ظلمك لي ، وقسوتك مع رقتك في آن واحد، فاعجبي من معذب بالنقائض لا يعيش إلا في وسط البينية..فبين الحار والبارد، وبين القسوة والرقة، وبين حبك وسجن جبك..وبين "أحمد" و"...".
تعودتُ كلما كتبتِ لي شيئاً قبّلته من جميع جهاته، واحتضنته لأنه رسولك لي، لا أقبله هو بل أنت الواقعة تحت مطر قبَلي ، ولست أنت كلك إنما هما شفتاك الناطقتان بي أكثر الورود تعرضا لقبلي صباح مساء..أمطرهما فيمطراني طاقة أهواك بها أكثر من شبق اللحظة المنصرمة، ويا لهولك كم أحبك الآن، وكم سأتركك الآن!! سأتركك بقدر حبي لك، وأنت التي ما ساورتني أنثى في حياتي موسوسة لي بوسوسة الشغف الغرامي إلا وأحجمت عنها بقدر ما أقبلتُ عليك يا ظلوم ..فما من أنثى تسطيع تسور حصن قلبي المنيع بك إلا ويردها منك سحرك لي، وتفرعن ذاتك في مساحات ذاتي.
أريد اليوم أن أكتبك بعيدا عن معاني الحب ، وأرسمك صورة أخرى لا تمت لعالم الغرام بصلة، وأحلمك أنثى غريبة على وجداني ..أريد أن أتغنى بك اليوم هجرا، وشروداً، وقسوة، وجحوداً، وكل شيء...كل شيء سوى أنك محبوبة أقداري..فأعيني قلمي أكثر بقسوة أكثر..بكبر أكثر..بتمرد على كل أكثر.
أحمد الفلاسي
04-19-2010, 09:14 AM
سألني أحد الأصدقاء مرة: ما أحلى ما تُحلّي به وصف حبيبتك لو طُلبَ منك أن تجمل أجواءها في جو واحد، وتجمع هذه الخطوط المتناقضة عنها في خط واحد، وأنت من نقرأ لك كل يوم عنها وصفاً، وكأنك لا تحب أنثى عادية ذات روح وجسد، بل هي لؤلؤة صقلتها الألوان خارج حدود الطيف، ونسجتها حياكة البديع خارج حدود الغلاف الجوي البديع في سمكه..
فقلت: كل أنثى ولو جرى القدر على تمييزها إفراداً ستعود إلى جبلة الأصل باستثارة بسيطة لا تعدو امتحان موقفها من الرجل ، بين الرغبة والرهبة، وأحب وأبغض..ومن أنا معها وليست معي ..فتلك أنثى تخلق كل يوم فيَّ جديدَ تحببٍّ لجديد حبٍّ، وتدرك أن الكون لا يحلو بأبدية القبول حتى يمرر ساكنيه بمرحلية المنع، ومن لا نظر لديه في طبيعة الملمس الأنثوي فسّر التغير المزاجي عندها بخيبة الأمل في استقامتها، والحق أن الحياة لا يفسدها شيء كإطالة الوقوف عبثاً، وإطالة المضي جريا مجرداً، وإساءة استعمال نقطة الفقرة حينما ينقلها البعض من ميادين الإنشاء والكتابة إلى مسارات الحياة في واقع هو أقرب إلى التجمد والرتابة.
حبيبتي كونٌ يشكل الوجه الممتزج من معنى الكون ، وحسه، فهي أمامي -وإن رأى المحدود ثَمَّ تناقضاً- حقيقةٌ تستلم قياد الأنثى في أداء مهمة الخلافة الأرضية.. لا أقول إكمال مرحلة بدأها الرجل!..إنما هي مرحلة تأسيس جنبا إلى جنب معه في إسقاط القيمية الإنسانية لتستساغ الحياة بخلافة الجسد وضلعه الحاني عليه.
حبيبتي وإن سقتْني في ذات الكاس الواحد جميع طعوم المذاقات ، وأنشقتني من ذات النفَس الواحد جميع أنواع المتنفسات، وألبستني في القامة الواحدة ألوان وأشكال الملبوسات...توحّدني باختلاف ذلك في تفسير معنى الحياة، لكأنها بدوامة التقلب تلك تقول لي: هي تلك الحياة لمن سبر غورها المضلل في عيون من قصر به الفهم، فتدلّهَ في تفسير الواقع.
أحمد الفلاسي
04-19-2010, 09:48 AM
لو دقق أهل الحيرة النظر لو جدوا أن مابين نزفينا ما يريح الحاسد من عناء البحث، وكد الحث، فأنا وأنتِ لا نكتب كلاماً ! ومن قال إنه كلام؟؟ ..إنه الشرح الوافي لعمل خلايا الروح رغم كونها سراً إلهيا ، ولا تعارض بين الحقيقتين؛ فإن الخالق سبحانه يؤنس قلوب المحبين بحاسة استشعار القرب الروحي حال حرمانهم من المجاورة الجسدية الدارجة..وأقول دارجة، هي كذلك! فكم من أجساد نعِمتْ بقربها من بعضها ، وشقيت بآفة القرب هذا العمر كله ساعة تلاشي معاني الروح في خدمة البدن.
وأنتِ أيتها الغائبة عن عيني كتب لك خلود الحضور في جميع ذرات كياني عدا شبكية عيني ..ومادام الأمر كذلك فلا ضجر أن أبعد عنك، وتبعدي عني حلا مؤقتاً ، أو قولي: هو إكمال مشوار التراشق لدمج ذاتي مع ذاتك، وإن رآها الجاهل تفريق ذات عن ذات.
صدقيني وحياة روحك يا روحي دمعت عيناي هذه اللحظة تعجبا من حالي وحالك..أدخل لأكيل لك العتاب كيلاً، فأبدأ متدرجا حتى إذا ما انتصف بي الطريق وجدتك في حضني أهدهدك ، ثم أسكّنك خشية أن يطير النوم من عينيك...يالله ما هذا؟؟ ..لكنني لن أنسى أنني الآن أعمل على بعدي عنك، وعلى رحيلي عنك مهما حاربتني خلايا جسدي وروحي لأعود إليك..(أنا لن أعود إليك).
أحمد الفلاسي
04-19-2010, 10:41 AM
أنا لا زلت أشكرك على لحظة كنتُ فيها كالفرس الجامح المنطلق باسمك تصريحاً، لا يرى أمامه عقبات المحسوس إلا شكلاً من أشكال السراب يخوض غماره، ويأمن ألا يبتلَّ حافره ببلة ماء فيه..فجئتِ تمسكين فجأة بلجام الفرس ليقف معتبرا بعالم لا يقتصر على وجودي ووجودك، فوقفتُ حينها كالمنتبه من حلم فتحت الدنيا له ذراعيها وقالت : هيت لك.
كنتِ محقةً يومها!! فلا داعي للتصريح والحب سر من أسرار الروح تفسده الصراحة كما يفسد الجوهرَ المكنون تعريضُه لكل يد لامسة. واجتهدتِ يومها على إبعادي عن محيطك الغالي خشية أن يجد كل من فقد عقله في أنفاسي فرصته ليمارس نزقه متربعاً على أريكة سوء الظن. لكنك فوجئتِ بأنك وأنت في مكانك تجري بك أنفاسي في كل مكان، فالأماكن تختلف، والكلمات تختلف، وكثرة الوجوه التي تقرأ كلامي ، وتجاور نبضي تختلف، وفي كل بقعة اختلاف أنثى عن أخرى، أما الشيء الوحيد الذي لا يختلف ما دامت السماوات والأرض فكونك حبي الوحيد لا أستعيض عنه في الكون بدلاً.
حرّمت على نفسي حينها ذكرك، ودفنت في أعمق مكان في سويداء قلبي اسمك، وهجرت كل اسم يشابه اسمك، وطاردتني ظنونك وأنا أختلف جيئة وذهابا إليك، حتى أدركني منك نفور ليس في محله، واختلاق بغض لي ليس على حقيقته، وفهم البعض أن أبغض المخلوقات لديك "أنا"، ولو التفت قليلا لعلم أنني صنو الماء في حياتك لا استغناء عنهما....أنا والماء.
موحش بعدي عنك، وموحش غيابك هذا المفاجيء ، والكون كله قطعة سوداء مظلمة من جسد غيابك الظلوم ..وموحش حالك الغريب معي، والذي حملني على ترك مساقط أنوارك لأنك لا تقولين: "أحبك" إلا بلغة "لا أحبك"، ولاتكتبين الشوق إلي إلا في صفحة من تبلد جليدي ميت الحس، ولا تجمعين كفيك لتسقيني من مائك إلا في كأس من تنور مسجور النار..لكنني أفهمك فوق فهم السذج، وأعلم أنك لا تمدين الحياة إلي إلا وتختبرين صبري على فقدها حين لا تتأتى من يديك، وفي فلسفة العطاء لديك فلسفة حبك القائمة على سقيا الماء بكاس من نار.
أحمد الفلاسي
04-19-2010, 04:10 PM
مالذي حدث؟؟ ربما كانت هذه الصفحة آخر ما تخطه يميني لك ؛ فقد أوشكت فكرة الرحيل تراودني هذه الليلة ، وتطن في أذني بضرورة التوقف عند هذه النقطة. هل صحصح هذا؟؟ ربما ..ربما..ربما.
كان لي أمل العودة إلى خيمتك الوارفة ولكن بصحبتك، وألا أدخلها إلا ويدي في يدك..لكنك تماديت في الصمت حتى غطى صمتك كوني المولع بك، وأهداني منك أنك مني بمنزلة حائل الصدى كلما ناديتك رجع صوتي إلي إذ لم يجد منك موضع سمع.
أصحيح يا حبيبتي سنفترق؟؟ ..وآه حينها يوم أن تكشفي عن خطواتي المتوجهة نحوك فتجدين الريح قد سفتْها، ثم محتْها وهي التي كتبتْ اسمك في كل أفق اتجهت إليه..هل سنفترق..ربما..ربما..ربما.
سأحاول من الليلة أن أخفي كل شيء مني عن نور عينيك..فما فائدة مكان لا أراك فيه؟؟ سأترك كل شيء ورائي لأنك تركتني ، لم يعد للمكان مزية ولا قيمة واسمك الغالي مقفر منه كل شيء..فهل سأرحل حقا..ربما ..ربما..ربما.
أحمد الفلاسي
04-21-2010, 11:34 AM
ولقاء يتجدد كثرةً بباعث الكثرة الكثيرة من مزاياكِ العجيبة لا في فهمها؛ إنما في معرفة كيفية إنشائها، فهي مخلوقة فيك منك وبسببك بعد الكشف عن خاماتها الموهوبة لك من الخالق الأعلى جل جلاله. وتلك فطنة أنثوية أخرى تتبناها قامة إبداعك الخِلقية، فطفتْ على سطح قامتك الخُلقية بعد سريانها في أعماقها الغائرة.
وجاء هذا الصباح حاملاً منك وعنك جديد حرف أكتبه، وما ذاك إلا لأني أعيش معه طور حب لك أتلبسه؛ فأنتِ مخلوقة عجيبة علّمتني ماذا وكيف أكتب، لأنها في الوقت ذاته علمتني كيف أحب ..
وتلك هي طبيعة التقابل بين الذكر والأنثى كل منهما يستمد من صاحبه عريضة الاستدلال على ذاته عن طريق انعكاس الذاتين على بعضهما ، وما من أنثى تستعلي على حظوظ الرخْص في حياتها إلا وفي حقيقتها القدوة الاستدلالية للرجل ، ولولا هذه الشواغل الدونية في حياتها لبصّرت امرأةٌ واحدة آلاف الرجال كيف يقولون لنفوسهم بكل جدارة: نحن رجال . وفارق بين الرجولة والذكورة، في أن الأولى سمة الجبلة باصطحاب جميع المفاخر، والثانية جبلة محضة مجردة من تلك المفاخر . ولو أن الرجولة مقصورة على إثبات الورق الرسمي لأسأنا الظن في توجيه الكلمتين حين حلت إحداهما محل الأخرى..وهي كقصر الأنوثة على إثباتات الهوى ، حين تغيب عن إدراكاتها معاني الهدى، وبين الهوى والهدى قيام حرف، وإحلال آخر ، كذلك بين الجنس وصورته قيام حقيقة وإحلال صورة.
أحمد الفلاسي
04-22-2010, 04:36 PM
عجباً للحدود البشرية كيف انزاحت ليلة البارحة جانباً فسرى بك الشوق لزيارتي مناماً! ، وأقبلتِ تمخرين أمواج الظلام بكلكل إسفارك المتوهج ، لا ترين بينك وبين حبيبك ما يصدق عليه كنْه مانعٍ، أو يظن به بعض حاجز، فلا جبال ولا شجر، ولا أنهار ولا بحر، ولا جن ولا بشر، ولا رقيب أو حاسد أشر...كل ما زعم الفصل بيننا كان وهماً لا بقاء له إلا في صفحة المستحيل.
وأقبلتِ وكانت الساعة ساعة طمأٍ إلى اللقاء، فما نحن ساعتها إلا أشداق متقرحة من شدة العطش تنتظر بلة ترويها قُبلةٌ، وقبلةٌ تهوي بها سكرةٌ، وسكرةٌ تجننها فكرةٌ، وفكرة واحدة لا ثاني لها مكتوبة في صفحة الكون تقول:أحبك..
ووقفتِ أمامي ، وتخيلت حينها أن الجنة فتحت أبوابها لحورية التقطت أنفاسها أمامي، وتخيلتك فردا فرداً من بنيات الحسن الكوني الغيبي، فلا مساس، ولا مشابهة مع عالمنا إلا أنك بشر.
وأطلت النظر إليك ، وعلى شفتيك شبق التصريح المجنون يقول إنها ...، وأنا في رواء الذات أدير دفة الاشتغال ، فهنا كل شيء متوقع إلا أنتِ...أنتِ لا، ولا يرد ما يقنع بك هنا..لكنك قلت: أنا ...
رأيتكِ، وودت أن أرسل إليك صورتك أتحداك برؤيتي ، كما تحديتك بحبي الصامت بين أروقة قلبك، الناطق على صفحة غيابك، الشاهد على دعوى تكذيبك لي..وتكذيبك لك، وتكذيبك لحروف أدبك..و..و..و.. آه.
والتقينا وللقاء أكذوبة غداً ستنشرينها، ستكتبينها رغم صدق اللقاء، إلا أن أكذوبة اللقاء سيتبناها قلمك قريباً..وسيقرأ لك من لا يعصي لك أمراً، كما لا يكذب لك مكراً، ولا يدين لك ظلماً..سيقرأ لك وسيصفق أنك كذّبت شهادة الليل ونحن يا حبيبتي نعيش ألوان العناق المحموم وسط عيون الليل. فليصفق من ينصحني فيك أن أتركك، ذاك الجاهل بقراءة المكر الأنثوي الذي لا ينمو باسقاً مشتعلا إلا على تربة العشق الأكيد.
أحمد الفلاسي
04-23-2010, 12:09 AM
لست أدري أغيابك خير أم حضورك؟؟ ..وكأنهما جرحان من جراحك يفرق هذا عن ذاك أن أحدهما أعمق من الأخر، أو مختلف اتجاه الإصابة عن الآخر.
في غيابك تنكرني الأرض بما حوتْ، وتسكنني وحشة فراقك كأن روحي هي التي فارقت ونأتْ..
وفي حضورك ليس ثمة أمارة من أمارات الشوق لديك تنبيء عن داخل لي فيه مثل ماله فيّ...فما أقساك في قربك وبعدك!!، بل البعد أحيانا ألوف في مسامرة الصبر على مشارف قلبي الواله، حتى كأنما صار بيني وبين الصبر أنس القرب عوضا عن قاسي القرب والبعد.
فكرت أن أكون أول من يصافحك ، لكن ردني عن بابك غرورك المارق بك بعيدا عن حكمة العقل الرصينة، فعدت أدراجي أحملك في قلبي، وبجانبك أحمل أملا مقطعا، باليا، لا يسعف الهالك برمق .
أحمد الفلاسي
04-23-2010, 10:40 AM
كل شيء ههنا يتوقف، والحياة بأسرها تتوقف عندي لأنها مرتبطة بك، وموهوبة إليك، أنت من إذا شئت جمدت عروقها فوقفت في زاوية الإنكسار لا ترفع رأسا، ولا تحرك عرقا نابضاً، ولو شئتِ يا حبيبتي دفقت تيار الحركة فيها فجاءتك من الصبح كما تشاءين.
أتحاربين قلبا أحبك، ثم لم يرتب على حبك ما يصدك، ومن كمالات حبه توحيد اتجاهاته في وجهتك المعرضة عنه إعراض القالي الشاني، فواعجبا لحالك معه لا تقربين حتى يبعد من نار قربك، ولا تبعدين حتى يلقي به الشوق في إضرام بعدك، وما أنتِ في قياس المرغوب بالمتفردة كما ولا كيفا، لكنك فوق المقاييس كلها، لذا استعصيت في داخلي أن تخضعي لتفسير سوى أنك فرض الحياة لا ندبا ولا استحباباً.
أي صباح هذا أستف من حرفك التفافتةً كما يستف الظاميء من الثرى ما يسد به بقية حياته خشية الردى في مهلكات الظمأ، ومع ذلك لا أراك من الثرى إلا كاشد ما تشتعل الصحراء القاحلة في هذا الصيف المحرق..وآه من حبك في الصيف وهو يجمع علي حرين، كما جمع لي موقفك في الشتاء برودين..!!
أحمد الفلاسي
04-23-2010, 04:00 PM
كنت قبل قليل أقرأ لكِ إحدى فرائدك المنثورة على شطآن اللحن الحزين ، وبيني وبين مقطوعاتك موعد لا تخلفه الشواغل، ولا تقصيني عن فيضه الشوارد، ولقد عجبتُ حينها عجباً يطوق دائرة عقلي، ويأسر حبائل فكري من تلك المقطوعة النثرية القلبية المؤتلفة من رقة إحساسك، وجودة صياغتك، وأثر لطف أناملك المقروء لي وحدي دون كل العيون..وما كان العجب بأكثر من سحري بتلك المقطوعة الملفوفة في كفيْ لحن حزين يتندر به الناي، وتميل به ريشة العود ..وكلاهما يداهمان مواطن الحس من القاريء، استيلاء متمركزا في سويداء الحقيقة النغمية كأن النغم يرى النور من أول دمعة تسيل من عين قلمك الغالي.
وطفقت حينها مابين الشطين ألقي بكل مسمع مني لأجد من تآلف اللحنين، حرفك، والناي صوتا ثالثا ينتهي به مزماره إلى حقيقتك المتكونة من كليهما..فأنت خليط من دمعة الناي، ونقرة العود، وشهقة الحرف، وفوق ذلك فيك من الناي أنين العاشق الولهان، وفيك من العود دقات قلبه الهيمان، وفيك من الحرف شرح سكره الحيران...
ولأول مرة أجد من هيمنة حال الوجد ما وجدته من اختيارك الراقي في مزج ذينك اللحنين، وقلت حينها: ماذا بقي من رسوم العشق لم ينقش هنا؟؟ وماذا بقي من متون الغرام لم تُشرح حواشيه هنا؟؟ ثم ماذا بقي من معانيك المولع أنا بها لم يرقص رقص النشوان هنا؟؟.
وعدت اليوم -وعلى موعدي معك يا فاتنة اشعاري- لأجمع بقيتك من هنا وهناك، وأعيشك في حروفك الباكية بعد أن صار اللقاء بيننا في عداد المفقودين عقلاً، وضرورةً..
أحبك يا ظلوم كأول يوم من أيام ظلمك.
أحمد الفلاسي
04-24-2010, 06:35 AM
صباحك سُكْرٌ وجنون يا مجنونة عشقي ...
أي مبلغ من الجنون هذا الذي ملأت منه مكاييل بوحك، ففاض على كبريائي غطرسةً نِدِّيّةً من نوع أحبك ولا أحبك!!.
هنا جنون شابه سكر ضال في هدايته، معربد في استقامته، شرهٌ جداً رغم قناعته، مضطربٌ وجداً رغم اتزانه، ونزاهته..تحاولين جاهدة صياغته بمداد العقل فيأبى إلا أن يهوي بك إلى الدرك الأسفل من جُب الجنون المركّز القاني..ومهما رغبتِ الرغبة الجامحة في إبراز هيبته لا يلبث أنْ يتصابى في خفة الريشة إذا ما تقاذفته رياحي وعواصفي المضادة للجنون بجنون من نوع أحبك جنوناً لجنون.
ما هذا الولع يا حبي ؟؟ وأي تحطيم هذا لحدود الكفاية التعقلية بيننا؟؟ حنانيك على من يقرؤونك ؛ فإن الغالبية منهم ما زال يسبّح بحمد الجنون يظنه عقلاً ، وينخدع بصراخ العشق يظنه من بلاهته استغاثةً، وهم مهما تأملوا وتأملوا ما زالوا أمام سلطانك الحرفي القاهر متجولةً في سوق نخاسته لا يفرقون بين جيده ورديئه، وصالحه ، وتالفه، بل إن الواحد منهم يعتلي صهوة اللغة ليولَد منها من جديد "سيبويه" زمانه فتتعثر به همزة الوصل يكتبها قطعاً، وتلوي عنق غروره كاف أو تاء الخطاب المؤنثتان فيجر كسرتها ياءً مشبعاً من جهله، وهو جائع إلى المستوى الأول في دروس اللغة..فترفقي بهؤلاء المساكين من جنونك اللغوي، والأدبي الذي ما زال يعلمني أسمى دروس العقل في حياتي.
أحمد الفلاسي
04-24-2010, 07:08 AM
أصبحت أخشى عليك مغبة هذا الجنون ، فإن الكثير منه مضر بسمت الثقل، ولا ألومك -يا عاصفة في خيالي- لو حركتِ محيطاتي الباغية فعانقتك أمواجي لتثقلي السحاب بهذا المطر المغيث الصيّب.
يبدو عليك شيء من معاكسة حروفك لبعضها أثناء الطرح، وما يبدو من أثرتلك الزوبعة يديرني معه فأمسك برأسي خشية الوقوع في دوامته..لكنني أطمئنك أنني ما زلت أعلّم الجبل فنّ التماسك أمام جنون الريح الأنثوية العقيم. فاكتبي لكنْ سيري في قطار الكلمات ناحية الأمام ، ولا تدوري حول مركزية اللامركزية حتى لايسقط من على مفرق رأسك تاجك العاجي الذي به عرفتك أميرة العقلاء المتزنين.
وياللأسف مني ، ورغم نصحي لك بالتعقل إلا أنني أموت حياً في جنونك، ويعلم الله ما ملأت أنثى عيني قناعة كما ملأها ذلك الوهم المخيم في مخيلتي عنك حينما يريني إياك بعدسة البصيرة عند غياب عدسة البصر..وفي البصيرة زيادة حرفين على البصر، ولا أظنها إلا خاضعة للقاعدة البلاغية: "زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى".
وافقيني مرة أن الوهم أحيانا نافع ، كنفع الجنون أحياناً...يا...يا مجنونة قلبي الضال.
أحمد الفلاسي
04-24-2010, 07:42 AM
دعي عنكِ التفرس في كنهي ومن أكون! فأنا منك كمحجر الحدقتين لكن أعذرك لأنك لا تعلمين، وأعذرك أحياناً حينما أجدك لا تسامحين، وأقول ليتك يا منى روحي تسامحين.
أنا منك كذلك، وأنتِ مني كجلاء المعرفة بين آلاف النكرات؛ برزت في زي النكرة لتعلن كثرة ميزاتها، ثم علاها تاج المعرفة فجاورت من عيني موقها، ثم..ثم..صارت هي الموق لا أنظر إلا بها.
فلم هذا التخبط فيّ وما أنا في حبك بالبدع المستهجن، ولا في معرفتك بالمتردد المستريب..أنا أعرفك كما يعرف النبت سحابته، لكن أعذرك أنك لهذا النبت شحيحة لا تسقين. ولولا تجاهلك لوليدات حروفي وهن يتراقصن في ساحتك أمامك حباً لكنت اليوم قرب مخدعك بشريات أحلى الأحلام والرؤى، وأقرب ابتسامة تلاعب شفتيك المطبقتين من ثقل النعاس..لكنك تستعجلين.
وما أنتِ بالوحيدة في عالم الأنوثة لكنك الوحيدة في عالمي القاريء في كتاب الأنوثة بدعيات الجمال، وكمال الحسن، وهيبة في رقة أنثى تلبس التحبب وقار العقل فيصير بقدرة التمييز بين العقل والحب وليدة هي مولاتي الأميرة..وفي رواية ما وراء العقل مدلهتي المجنونة .
أحمد الفلاسي
04-24-2010, 10:55 PM
هذا هو المساء الساجي ، فهاتِ يدك لأقرأ في كفها حظها من هذه الليلة الندية على جريان نمير أنفاسنا فيها..
هات يدك تحكي ليدي قصة الشوق ما قبل العناق، واللهفة ما قبل الملامسة، والنهم ما قبل التمازج..
هاتها ..ما أحراني بها، وما أولاني بملكها، وما أجدرني باحتضان ديباجها ..روحي فدا ديباجها..
هات يدك! لقد طال علينا زمن الفكر والنقاش حتى ظلت أكفنا ممدودة ، العين بالعين، والبنان بالبنان، وبين العاشقين نون نعم، تردها لاء بعدها لاء..وظن ، وشك، وصراخ، وجمل هنا وهناك، وشرح يطول، وملام مهول.......وعمر....عمر ينقضي بين لوم ونوم.
مساؤك الليلة يد تمد إليك تبيع لعينيك جميع ما تحت السوى، وتشتري لك كل أشكال الرضا ...أحبك يا ليل حبيبي.
أحمد الفلاسي
04-24-2010, 11:27 PM
وإذا لم تصل يدي إلى جنة يدك، فاكتبيني الليلة عهداً يكبر على الزمان نقضه، ويعظم على الظروف مهما كانت غدرُه..وضعي حروفي الناطقة بهيامي بك تحت رأسك، فوق رمشك، تحت جفنك، واجمعيها بين نحرك وصدرك، تستهدي بمعالم صدرك النافرة إلى محضن قلبك الوفير..
ما أحلاك وأنت تسرقين مني فكرة الليل وأنسه، لتعلقيها على صدرك موشومة بي..بي أنا ..ومعتوهة بي، بي أنا...وأنا هناك يطمئنني أنني أينما اتجهت بي سفينة القلم لم أغادر بحر عينيك.
ما ألطفك وأنت تمسحين عن وجهي رشح الشوق الليلي بشرح عشقك الليلي..وتتنهدين فأفيق، وتتأوهين فأسكر..ثم تهمسين فأفيق، فتتمايلين فأسكر، وما من سكرة تشبع الفكر ثمالة كارتوائي من جنون رضابك العاصف به شوق الشبق من سعار الوجد....آماد العمر تنتهي ولا ينتهي حبك.
أحمد الفلاسي
04-25-2010, 12:01 AM
يبدو أن السحر الحلال يطوق الآن رقبتي إذ يحيطني بهالة القمر البهية ،فأقف مع نفسي أستعرض البوادي بوادي الحب حيث شفافية الطبيعة البريئة بقمرها البارز فوق قبتها كنقطة النون إذ برزت فوق كلمة الكون ،وأجوب تلك القفار ومناجاتك للقمر سميري المصاحب ،وحميمي الذي يأبى فراقي ،وبجانبنا -ياجارة القمر-موقد وقهوة ،وفناجين حمّر الزعفران مشافرها فبدت ككبد عاشق صيرها الحب جراحا ...
يانجية القمر ..ماهذا؟؟سألت نفسي وأنا أسكن نبضك ومناجاتك هذا السؤال..قالت نفسي هذا حديث سرى في أوصاله قانون العهد الأول للغة قديمة لا يفهمها إلا أقمار الأرض من الأدباء وأقمار السماء أولو الضوء والسناء.
وقلت بل ماهذا؟قالت هذه ترنيمة عاشق عبر الأجواء ليتخذ من مصافحة القمر أنيسا وجليسا.
أحمد الفلاسي
04-25-2010, 12:21 AM
ألا يطول الليل عليك وأنت تلازمين عزفي، وتساهرين نزفي..لكن كيف يطول وهذه اللحظات اقتناص شاعري من بين فكي الايام ، وضعناها بين قوسين تمييزا، وتنصيصاً على تفردها بين ركام هذا العمر المتكالب على الشقاء أيما تكالب.
هذه اللحظة يا حبيبتي ..وما عداها فتكديس متشابه من مخلفات العمر سجنة دائرة تلف فيها في غياب الباب والنافذة..
هذه اللحظة يا روحي أوقفت لها عجلة العمر لتسمعيني فقط وأنا أهمس في أذنيك ..فالليل طريق ماض، ونحن من ستطلع علينا شمس الصباح لتفرقنا طريقين، فتعالي ، إن لليل خاصية التغييب، وما أحرانا أن نغيب في روحينا ولو لدقائق معدودة..تعالي يا روحي تعالي.
تعالي فإن بجانبنا حشائش من كدر السنين لن تتابع نموها وقد أحطناها بورودنا النرجسية الليلة البيضاء ، كأنما تنوب عن القمر ساعة هجوعه في ستر الليل المغيب.
تعالي وخذي البقية مني إليك، فما صدق حب مبعض شأن أصحابه بين هؤلاء ، وأولئك..تعالي فما بقي على ضجيج الصبح إلا زفرات ما أحرانا بالتقاطها بين ضمة وضمة.
أحمد الفلاسي
04-25-2010, 08:12 AM
صباحك اليوم كصورتك المطبوعة على جدران قلبي لا أعلم أمنها أم من هداية القلب بها صرت أبصر الحياة من حولي طريقا ممهدا لا عوج فيه، وأبصر الناس حقائق لا يشوبها في عيني غبش، ولا سوء رؤية..وحول هذه المسألة أرجو ألا تستعملي المسطرة، وأدوات قياس المساحة الأخرى فتحللي النتائج بإخضاعها إلى مدخلات غير منطقية من وجهة نظرك العنيدة؛ فحالي معك في حقيقته فوق المنطق وحدوده، وأطره، ومن هنا لا أعتقد أن عاقلاً يقرني فيما أنا فيه معك حتى يرضف على عقله عقلا آخر يسمو به إلى رؤية ما وراء الدارج.
ولنكنْ صرحاء أيتها المخبولة عقلاً ومنطقاً، الموسومة سراً شائكاً، الموصوفة نوراً مبدداً....ما سر أن أعيشك إفراداً بقلب خاص، وكيان خاص، كأنما انزوى خلف قفص هذه الشبح مني قلبان؛ واحد لك وحدك ، وآخر يجري حسب التعامل ليسع بقية الخليقة، بل إن في بياني ، ومنطقي ذات المفترق ..فلك وحدك مالا يشترك فيه معك غيرك، ولهذا أجدني على جميع الأحوال أحياك -يا وهم العمر- كحالة مفصولة لها طبائعها الخاصة بها على مستوى الدقائق من أوصاف الحياة.
الا ترين هنا -يا سر سري- معجزة للمعاني الخفية حين يعسر على يد العقل فك ، وحل حزمتها السرية ليعرف ما في طياتها، فيعود العقل قلباً، وينقلب القلب حباً، فإذا بك لا أحبك بعاطفة قلبية مجردة حتى يستوي في نسق حباتها كل خلية في هذا الكيان؟ ، من هنا -وفقط- يصدق على الحال وشمه بالسر المختوم المقدس.
vBulletin® v3.8.7, Copyright ©2000-2025,