مشاهدة النسخة كاملة : أنثى بدائية الحرف !
د. منال عبدالرحمن
10-31-2007, 05:24 PM
سأكون هنا ..
أنثى بدائية تتهجاك حرفا حرفا ..
تصفك كـ ( تنور ) يُنضج الخبز ولا يحرقه ..
أو كعصفور ينقر الماء من بين أصابعها برفق
ويدلك منقاره بأظافرها وكأنه يمسح عنه زرقة السماء العالقة به ..
أو ربما كوصفة سحرية .. تعلمت طبخها ..
ولكنها لم تتعلم أكلها !
سأحاول أن أقول ( أحبك ) بعيدا عن تعاريج اللغة الناشبة أظافرها في عنق لهفتي
وٍ أشتاق لك دونما تطلّع إلى ذلك المارد الواقف على باب حرفي متأهبا للانقضاض عليه كل أرق ليجتث منه أذيال الزهو بك !
سأقول ( أريدك ) دون أن ألتفت لتلك الساحرة العجوز المتكأة على عصا مائلة والتي قد تحول حلمي بك كفارس إلى زهرة لوتس تعوم على وجه الماء ولا تعيدك إلي إلا بقبلة !
هنا ..
سأكون أنثى عاشقة .. بلغة عارية .... تلبسك وحدك !
د. منال عبدالرحمن
10-31-2007, 05:45 PM
جميل أن أكون أمية .. وأن يكون الحرف على دفاتر وجهك طلاسم أتعرق أمامها في محاول فهمها ..
جميل أن تأخذ بيديّ وتعطيني القلم لأراه بين يدي قوس قزح ..
ثم تمسك يدي وتحركها وترسم ألفا تشبه استقامة قامتك ..
وباءا تشبه براءة ثغرك ..
وحاءا تشبه حرقة عينيك ...
مدهش أن تتوجني بابتسامتك لأنني نجحت في قراءة أول حروفك !
د. منال عبدالرحمن
10-31-2007, 11:11 PM
أحبُّ أن أكون شجرة تتفيأ في ظلالها كل تعب ..
حتّى لو قطفت تفاحة وأكلت دون أن يثير اهتمامك
كيف اكتست تلك التفاحة بلون دمي !
د. منال عبدالرحمن
10-31-2007, 11:12 PM
أحبّ أن أكون سنبلةَ قمحٍ في بيادرك ..
تتبنّى اصفرار حزنك ..
وتتمايل - لضعف عودها- أمام رياح غضبك
ولكنها تثبتُ على أرض حبك ..
وتنبتُ في كل سنة ..
ألف ألف حُبٍّ يحيط بهامتك !
د. منال عبدالرحمن
11-02-2007, 12:36 PM
حين تغضب ..
يتجمد العالم من حولي ..
تتساقط حبات الرمان من شجرة بيتنا
وتنفرط حباتها على أرض حزني ..
و أركض ألملمها وألملم معها دموعي
وأضعها في سلة الغياب !
حين تغضب ..
تقفز قطة بيتنا القديم
تحمل أطفالها بين أسنانها
وتركض على غير هدى
وأبكي أنا لأنها ذهبت
ولأن حزني بَقي !
) :
د. منال عبدالرحمن
11-02-2007, 12:39 PM
يقولون أن الثلج هنا أصبح على عتبة الهطول ..
و أرتجف أنا خوفاً ..
ليس من البرد ..
بل لأن صدرك ليس هنا
يحتضن أوصالي الموشحة بأزرق الصقيع !
د. منال عبدالرحمن
11-02-2007, 08:04 PM
مؤلم أن تمسك الفأس وتهوي به على عنق كلماتي ..
وأن تحول حروفي إلى جنحة .. وكلماتي إلى جناية !!
مرعب أن أقف خلف زجاج الذاكرة أرقب محاكمتي بصمت
وأنتظر تنفيذ حكم الاعدام حرفاً بي !
موحش جدا أن أراقب عجلات سيارتك وهي تذهب بكَ بعيدا
هناك حيثُ اخترت لنفسك جنّة ولي حبل مشنقة !!
د. منال عبدالرحمن
11-02-2007, 09:10 PM
رمادية الأرق أنا هذا المساء ..
أعتلي هضبة الصمت وأقف هناك كمظلة مبللة يقطر مني المطر ..
أتستر على أحزاني .. كتهمة
و يتواري غضبي كمجرم هارب ..
وجعي هذا عتيق كحجارة مدينتنا
أزلي الانكسار .. يمارس أسلحته البدائية معي ...
وأمارس أنا جهل الانسان الأول بالكذب !
لن أتماوج أمامك كحبل في سيرك
وألون حروفي لأخبأ حزناً قابعاً في داخلي كما يفعل المهرجون
سأواجهك بدمي العاري كما هو ..
وسأنشر هباب الأرق العالق في مآذن روحي على ساحات بصيرتك ..
وسأنتظر انتفاضاتك المندهشة ورعشة القلق في يديك ..
وانتحاب الشكّ في مقلتيك ..
د. منال عبدالرحمن
11-02-2007, 10:21 PM
أشعر بالسعادة تغمرك كلما فكرت بأني تلميذتك الصغيرة التي تلتهم حروفك وتودعها تعاريخ دماغها الفارغ إلا منك !
أشعر بغبطة رجولتك كلما خطر بذهنك أني أنثاك الأزلية التي وُجدت على أرضك النائية لتنبت فيها وتثمر !
و أرى ابتسامتك الطالعة كلما تيقنّت أنك وطن أفكاري ومنفى أحلامي الاختياري وغربة روحي الاجبارية !
ولكني ..
أرى الدهشة تتسلقك .. عندما تقرأ لغتي فتراني مرّة ديدموند ..
ومرّة كوزيت ..
ومرّة غادة ...
ومرّات ايفيتا !!
د. منال عبدالرحمن
11-02-2007, 10:32 PM
أزرقٌ أنتَ أيا أيها الطفل العابث الشقي ..
كلما أمسكتَ قلبي بيدكَ رميته بعيداً ودحرجته أمام غيرتك
وفكّكته .. وريدا .. وريدا
لترى ما إذا كنت قد خبأت بعضاً من دمي عنك !
وكلما أتيتُ لكَ بدموعي الملونة بين كفيّ
التقطتَها بفرح .. و زينتَ بها شريط ذاكرتكَ الأبيض
ولففته حول رئتيّ .. كـ دخان !
د. منال عبدالرحمن
11-02-2007, 10:45 PM
يعتريني جنون الحرف ..
أفك جميع أغلالك التي طوقتني بها .. ذاتَ امتلاك
وأمارس الكتابة كـ فعل دفاع عن النفس
رئتي زرقاء مختنقة بتفاصيل الشكِّ والأرق
مصابة أنا بـ " ربو " الكلمات التي تصيبني كلَّ مرة في مقتل
فاللغة : رئة احتياطية ألجأ إليها كلما هاجم ثاني أوكسيد الغيرة رئتاي
هي وطن .. يجمع هذياني المحموم وأرقي المتهالك ...
وحين تنتهي اللغة من كتابتي وأنتهي من تنفسها ..
أرتمي منهكة الحرف .. على سرير الذاكرة الاولى ..
وأستسلم لاغفاءة الهدوء الصامت معك !
د. منال عبدالرحمن
11-05-2007, 12:54 AM
سمَّيتني ذات حلم " طفلة المطر "
من يومها بدأت قطرات المطر تقف في طابور العطر المسكوب من كلماتي المعتّقة بـ حُبّك ...
وبدأ الصّبار العالق بصحراءِ أزمنتي يهطلُ الورد على سحاباتِ الحرف..
واعتنقت الشّمس ميادئَ الغيابِ المُغرِقِ في الفوضويّة العابرة للإشراق ...
طفولةُ مَطَر أَم مَطر طفولةٍ ذاك الذي تهديني إيّاه كلّ غيمٍ وترسمني به انقلاباً على جفافِ العمر وتغنّيني على إيقاع نشوة حبات الأرض به أنشودةً للرّبيع..
كم سيمفونيّةً للفرح تعزفُها شفتاكَ عندما يصافحُ صوتكَ أسماءاً تعكسُ قلبكَ على صفحاتِ وجهي الذي يمارسُ استفزازَ حواسّكَ بـ شغبِ ثورة !
طفلةُ المطرِِ أنا يا سيدي والمطرُ أنت !!
د. منال عبدالرحمن
11-06-2007, 03:45 PM
سكينتك المثلمة يا سيدي أرهقت روحي الواقفة على أبواب الفرح المؤجل ..
تروح وتجيء بها على جيدي فتقطع شريان المودة .. وحبال صوت الذاكرة وحنجرة الانتظار ..
ويبقى نخاع الألم ليذكرني كل وخزة بـ طفولتي الراحلة .. و قسوتك !
لماذا تصر على تعليمي مبادئ القسوة و نظريات الثقة الزائلة بوجود الأمل ؟
و ماذا ستجني من شجرة زرعتها في أرض الغياب وسقيتها من ماء غضبك ؟
يأكلني الخريف .. يبتلعني في أعماق اصفراره كـ ورقة بالية سقطت خضراء واُستشهدت شاحبة !
وأعاني أنا قصاص الحياة بلا أمل .. بعد أن أودعتك آخر أنفاسه !!
..
د. منال عبدالرحمن
11-06-2007, 03:46 PM
لا تحزن علي .. ولا تبالي بنجمة ما احتضنتها السماء فسقطت محترقة !
قد يلفظ البحر يوما ما .. حورية لا تشبهني
أو ربما سمكة في فمها خاتم فضي للفرح ..
أو صندوقا لا يحوي رفاتي يهديك شمعةً بيضاء ..
وقد تسافر يوما في رحلة إلى القمر ..
فتراني هناك أتهالك في ذاكرتك المحيطة بي ..
في رغبتك المشتعلة بأطرافي ..
في حزنك العالق بتفاصيلي ..
في غضبك الملتصق برائحة جسدي ..
قد تراني هناك بحيرة تعكس قسوتك ..
عندها ..
ربما تقرر أن تهجر جهنم القسوة العابرة أفق الظّن !
د. منال عبدالرحمن
11-06-2007, 04:19 PM
حدثتك ذات صحو .. عن أنثى التاريخ ..
وقتها رفعت حاجبيك عالياً ضارباً كل سهام الدهشة نحو داخلي الملتف بصمتك !
وتلعثمت قطرات مسكوبة من جبينك على شفاهك ..
واستقرت ذاكرتك في وطنٍ .. سمّيته أنا ..
أنثى التاريخ أنا .. كتبني الزمن على سماءه غيمة بيضاء تتقن المطر ..
وتنجب اللون الأخضر ..
فهل جرّبت يوما أن تقرأ التاريخ ؟
وأن تكتشف في تشعباته فشل كلّ من حاول العبث به ذات ظن !
وحده التاريخ .. يعلّمنا الغياب .. حين لا يكون هناك مكان أكثر للحضور !
د. منال عبدالرحمن
11-10-2007, 01:03 PM
دموعك الخضراء النابتة على بقايا أرضي المزروعة في وجهك ..
لم تعد تحمل ارتعاشات صوتي وتنهدات أرقك !
لم تعد تتقن العزف على شرايين قلبي التي تصل رئتي لأتنفس ..
غضبك النازل على روحي كـ صاعقة لم يحرق فيني إلاي !
أترى كم التصقت انتباجات أوردتي بجرحي النازف ؟
أترى كيف تعلمت المشي على جمر قسوتك وابتلاع زجاجات لا مبالاتك ؟
والآن قد أتعلم أن ألون وجهي باللغة .. وأصبغ عيناي بالأزرق .. فلا تراني إلا مبتسمة الحزن !!
وقد تراني أمشي على حبل نسيانك بعجلة واحدة للذاكرة .. والنتيجة حتمية ..أقع فأموت أو أكمل فـ تموت !
وربما شاهدتني أروّض خيول لهفتي الجامحة نحوك وأطعم كلماتك الضارية الواقفة خلف أسوار الكبرياء الأسود أجزاءا مني علّها تقنعك بأني لست أنا !
أدرك بأنك لست تقرأني .. أو ربما فقدت نظارات لهفتك وأنت تعبر جسور الذاكرة لتتحول إلى قاضٍ بالموت !
ولكني أكتبني هنا وأنا واثقة بأنك ستمر يوما من هنا وستتلو فرحك فوق قبري وقد تترك وردةً كانت تشبهني أو قد تمشي ويدك تعانق فرحا آخر !
د. منال عبدالرحمن
11-13-2007, 08:59 PM
أتساءل مالذي يثيرك بجرحي حدَّ الشهوة ؟
وهل لدمي المسكوب على شفاه كؤوسك طعمَ الخرافة ؟
د. منال عبدالرحمن
11-13-2007, 09:00 PM
يلاحقني صوتك كـ نور و يبتعد حزني بي عنك كــ ظل
ويبقى كل ذاك الذي احتضنا يوما تائها بين امتدادك وانحساري !
د. منال عبدالرحمن
11-13-2007, 09:01 PM
أعلم أنني أسقطت عليك همومي بالأبيض والأسود
وأنك _ أنت المستقيل من الأزمنة الملوثة _
أطلقت شفتاك نوارس تلون عمري بحكايا قوافل الأحلام
تلك التي تطوف رياض الامنيات
وتحمل عباءات الدفء و ريشات الضوء وقناديل الأمل ..
د. منال عبدالرحمن
11-13-2007, 09:06 PM
قلت لي
أن الشوق أمنية .. واللهفة غابة عذراء ...
ونسيت أن تعلّمني أن الرحيل .. رماد يشتعل عندما تُقرع أجراس القسوة ..
وأن الحزن يختبأ في الغرف المظلمة للروح .. وأن للدم ذاكرة تشبه تشرين ..
وأن سراديب الضوء مليئة بتضاريس الألم المنتهي عند هاوية أشلاء العمر !
د. منال عبدالرحمن
11-17-2007, 03:34 AM
أتذكر يوم جرّبت أن أقرأ خطوط يديك ..
نهرتني لأنك لا تؤمن بالحظ
وبكيتُ لأنك لا تؤمن بي !
د. منال عبدالرحمن
11-17-2007, 05:56 AM
كيف قابلني طيفك ذاك المساء ..
وجلس يقصّ لي أخبار انسكاب دمعي في عروقك ذات احتراق ...
يحدّثني بألمي النابع من صدرك والميمم شطره دوما صوب أوردتي !
أتعلم كيف تشتعل الأوردة بالوجع ؟ ..
هل لاحظت مرّة وأنت تراقب يديّ تعزفان موسيقاك أن أوردتي زرقاء كذاكرتي ؟
د. منال عبدالرحمن
11-17-2007, 05:57 AM
مدهشٌ ..
مؤلمٌ ...
موجعٌ ..
أنت !
د. منال عبدالرحمن
11-17-2007, 06:04 AM
أتذكر يوم بكيت أمامك أول مرة ؟
الدهشة التي سكنت ارتجافات صوتك العابر للقارات ..
بحة الحزن في حنجرتك
انسكاب الخوف من عينيك
وثورة الحنين في يديك ..
.
.
اليوم أنا هنا ..
أشتهي البكاء !
د. منال عبدالرحمن
11-18-2007, 07:56 PM
تؤلمني مقطوعة الرحيل التي لا تملُّ عزفَها على أوتار ألمي أزمنةً تلو أخرى ..
قنابلُ حروفكَ المنفجِّرة في وجهي ما عادت أنجبت سوى أطفالٍ بأطراف ناقصة وقلوب مشوّهة !
راياتي البيضاء ملّت انتمائها لضعفي أمامك .. وتلوّنت بلون غضبك ..
ولا زلت أمشي كطفلة معصوبة العينين وراء ظلّك علّي أمسك بعضاً منّي فيك .. وأركض فرحة بعد أن عاد بصري !!
د. منال عبدالرحمن
11-28-2007, 03:08 PM
يوم علّمتني حروف النداء
جعلتني أكررها لأحفظها عن ظهر ألم !
ولكنها كانت دوماً تفقدني .. لأنك كنت دوماً في الخطوط الأمامية لعينيَّ
تصدّ عن قلبي ضربات الغياب و تشنّ هجوماً على الفقد !
كنت تصنع من اللقاء أبجدية جديدة للغة .. تختفي فيها كل الحروف
وتُكتب فيها الكلمات من نور !
د. منال عبدالرحمن
11-30-2007, 09:48 PM
كنت تحاول دوماً .. ان تصنع منّي نسخةً أجمل لأحلامك .. لطموحاتك .. لآرائك واعتقاداتك ..
ترى في روحي المعجونة بالطفولة .. خامة لكل أمنياتك ..
أما أنا فكنت أحاول أن أكسر ذاك الحاجز الوهمي للذات لأنطلق أبعد من حدود تصوراتنا معاً ..
احاول أن أخرج من ذلك العالم الوردي .. المزين ببيوت ترائي دفأها بدخان ينبع من أعاليها فتخلق به غيمات تبكي عوزها بدلاً عنها ..
من تلك العجلات التي تدور في رياح العادات بلا هدف سوى أن تجعل من هُرائهم فوائد تُجنى !
من احتضارات الليل في تنهيدات أولئك الذين اقترفوا السعادة مرّة .. فحكم عليهم بالتظاهر بها .. مدى العمر !
أحاول أن أكون أنا .. وأن تكون أنت .. أن نتحد دون اندماج .. أن نحترق معاً لا أن يذيب أحدنا الآخر في بوتقة أحلامه .. أن أكون الغربة وتكون الوطن .. أسكنك فأشعر بالدفأ وتسافر إليَّ هرباً منك !
أن نراقب احتضان الشجر لضوء القمر .. لأصف لك بكاء أوراق الشجر حنينا .. وتصف لي لهفة القمر الغامرة الفرح !
أن أهطل سراً فتجنيني ثمراً وتهطل ذاكرةً فأجنيك أبجدية تعيد ترتيب حروفي دون أن تمحوها !
.
د. منال عبدالرحمن
12-05-2007, 03:05 PM
على قارعة الاشتياق سأترك بعضي يراقب كتفيك ..
وسأرحل ببعضي الآخر نحوي .. !
د. منال عبدالرحمن
12-08-2007, 04:19 PM
تسحرني دهشتك المتجولة فوق تضاريس وجهي ..
المُنقِّبَة عنك في أخاديد لهفتي ..
الباحثة في بصري عن ارتعاشات روحي حين يلتقي صدرك بعيني !
وأراك لا تملّ البحث في أحلامي السريّة عنك ..
فهل لأرقي أن يقص لكَ أخبار غيابك الليلي عني و اقتراب مخيلتي منك حدَّ الجنون ؟
د. منال عبدالرحمن
12-08-2007, 04:21 PM
حلمتُ يا سيّد أرقي أنني نجمة تختبئ خلف ظلّك
و تعتنق يديك وتمارس نورها في أعالي أنفاسك ..
وأنّك قمرٌ أضاع خاتم شوقه الذهبي
و شرع يجول المجرّات بحثاً عن حبيبة تعيد اكتشاف مخبأ أفراحه التائهة !
ثم ...
د. منال عبدالرحمن
12-30-2007, 10:14 PM
ثمّ ..
؟؟ !!
لماذا لم تعلّمني حروف العطف كلّها قبل ان تغتالني بـ "لا " و " لكن " ؟
د. منال عبدالرحمن
01-07-2008, 12:31 PM
هل أعجبتك ابتسامتي الزرقاء , ضحكاتي التي حاولتُ أن أحيكَ بها حولَ عنقكَ شالاً يقيكَ بردَ الفَقد ؟
آهاتي المختنقة بمحاولاتِ الاستماتة في البقاء على قيد السَّعادة حتّى اللحظة الأخيرة ؟
كنتَ دوماً تصنع سعادتي وكان عليّ أن أرتُق بها فجواتِ ثيابِ الزّمن المهترئة, عَلّيَّ أحظى بثوبٍ أبيض للسّعادة يرتديني يومَ ألقاك !
و كنتُ دوماً أنا تلكَ النّحلة الّتي تموتُ على مشارفِ العسل , بعد أن قَضَت عمراً وبَعضَ عمرٍ في جَمعِهِ !
د. منال عبدالرحمن
01-07-2008, 12:33 PM
الحظ؟
هي كلمةٌ اخترَعها بائسٌ , يومَ التَقى كِسرَةَ سَعَادة !
د. منال عبدالرحمن
01-07-2008, 12:37 PM
كان , فعلٌ ناقصٌ , يقتنص الوقت فيُحيله إلى ماضٍ علامة بقاءه حرف علّةٍ ملتصقٌ بآخر الخَبَر !
د. منال عبدالرحمن
01-12-2008, 02:10 AM
لماذا لا أستطيع الإقلاع عنك ؟
سؤال مرهقٌ اختاره وجعي الليلي ..
لأنّك تسكن دمي ؟
لأنك رئتي ؟
لأنّ صوتَك عالقٌ بروحي كالعليّق في بستان جدّي القديم ؟
لأنّ أنفاسك تخترق مفاصل أرقي المهترئة ؟
لأنّ حزني اصطفاك و حمّلك وصاياه العشر ؟
لأنّ .. ولأنّ ..
والصبح يسحب سجّادة اللغة العتيقة من تحت أقدامي ليتركني أعدّ خرفان أرقي ..علّه يستكين !
د. منال عبدالرحمن
01-21-2008, 03:17 PM
ألا تلاحظ أن أدوات الاستفهام تُشبهك ؟
ترتدي كَيفَ , وتعانقُ لِماذا , و تنبضُ بـ مَن , وترقصُ على أنغام هل , وترشقُني دوماً بـ ماذا !
يومَ أحببتكُ أدركتُ أنّني اكتشفتُ على جدرانِ الأنفاقِ المؤدّية للتّشبّثِ بكَ لغةً جديدةً , حروفها غيماتُ انتظار , و علاماتها أوديةٌ سحيقةٌ للغياب !
أتراني بدأتُ بكشفِ أوراق تشتّتي أمامك ؟
أم أنَّكَ صِرتَ تدري الآن أنّني حقّاً انتظرتُكَ حتّى ملّتني كلُّ أرصِفَة الإنتظار ؟
دع عنكَ قطارَ الكبرياء هذا الذي تُمسك بمكابِحه بعناد , و امشِ فقط نحوَ السّيل الهادر الذي ينتظرك في سهولِ الشّوق !
د. منال عبدالرحمن
01-25-2008, 12:58 PM
ماذا لو أهديتُكَ صوتي في علبةٍ ملوّنة يلّفها شريطٌ أحمر جامحٌ كـ أنت ؟
رجاءاً لا تضغط هنا .. ولا تستمع ! (http://www.freds-place.net/downloads/01Swan%20Lake-Tchaikovsky.mp3)
د. منال عبدالرحمن
02-08-2008, 11:57 PM
ماذا أفعل بصوتك , تركته معلّقاً على مِشبك الشّوق, ومضيت ؟
ماذا أفعل بي منثورةً مع حبّات الرمان الـ تشبهك ؟
وذاك الحُضن الممتد في عيني يسبق الرؤية ليلتحف بك ,
و أصابع الموج الزاحف في يديك تغتال أحزاني , تُعلن احتلال فرحي الكاذب , تخلق فيضاناً في محبرتي بلون الدم , الأزرق ..
ماذا أفعل وصدرك يستبيح أحلامي , يأدُ كلَّ أُنثَى خُلقت فيَّ قبلك , يُحرق كل مدينةٍ شيّدها أملٌ لا يُشبهك فوق الماء ..
ماذا أفعل بلفافة تبغك الـ تُشبهني , بكوب قهوتك , بقميصك , بأوراقك ترتبها فتبعثرني , بآهات حزنك تمحو صدأ عمري وتحيلني ومضات برق تتسابق باتجاه سحائب مطرك .
بالمنفى الاختياري
بالوطن الاجباري
بالنهارات تتنكر في ثياب الليل
بظلّك العالق في وسادتي
بشجرة الياسمين قربَ كرسيك الفارغ ..
بألغامك مزروعة بين جنبات هدوئي
بأرقي
بسكينتي
بالأبجدية
والجسور
والأصابع
بالسنونوة الشّاردة
والعصفور السجين
بمرآة الخيبات
و اطارات الانتصارات الكاذبة
بانتحابي يجتثّ الموت الساكن فيّ
بكرنفالات الصدق
بمقبرة الحرية
وينابيع الكذب
..
وبالنجمات الزرقاء .
ماذا أفعل ؟
د. منال عبدالرحمن
02-09-2008, 09:45 PM
الاختباء خلف أقنعة الغياب لم يعد مجدياً , أنتَ وأنا في حربٍ , الهجوم فيها أفضلُ وسيلةٍ للدفاع .
لا تقلق فانا أحفظ كلماتك عن ظهر ألم ..
وأقفل عليها سبعين ضلع ..
و أنفخ عليها تعويذة سحرية , تقيها من أعين الفقد العابر .
لا تختبأ خلف صهيل البوح , لا تليقُ بمغاراتِ صدركَ راياتُ الخُذلان , وليست شواطئ الرحيل مرسىً لتمرّدك .
سأغمض قلبي , كي لا أراكَ وأنتَ تغادر , ولا أراكَ وأنتَ تأتي ..
سأغلق أذنيّ بكلماتك الأخيرة .. كي لا أسمع سوى صوتكَ يرددّ " أنتِ غير "
وسأضيئ لك ذلك المصباح و الذي عانقته يداك كلّ أمنية , علّه يجلبُ الدّفء للحيرة الساكنة أوصالك .
وسأضحك .. سأضحكُ كثيراً من نفسي حين أكتشف أنني كنت أقول ذلك كلّه لنفسي أمام مرآة الخيبة !!
د. منال عبدالرحمن
02-13-2008, 01:01 PM
لا أحبّ الأبواب , آخر الأبواب التي عبرتها كان ذاك المؤدّي إليك ..
يومَها صار لي جناحان بِلونِ لهفتك , يطيرانِ بي فوق الأسوار وفوق الأبواب الكبيرة وفوق الحزن و الفرح و الأرق !
خدني يا حبيبي (http://www.youtube.com/watch?v=2aMWr_DYmX0)
د. منال عبدالرحمن
02-15-2008, 09:25 PM
ستتهمني بالجنون , حين سأقول لكَ ,أنني قرّرت أن أحرقَ كلّ ما ارتكبتُ فوق مجموعة الأوراق , المتجمّعة في مشبكٍ بلونِ شريطة شعري , يومَ كنتُ أحبو ..
وقد تكيلُ لي أحزانَكَ , و ترفع ضّدي قضيّة تُطالبني فيها بردّ ما اكتسبته منكَ من سعادة ...
وقد تكسرُ الإطار الّذي يحوي صورتي فوق مكتبكَ , فقط لتخبرني , أنّ في عينِك الممتلئة بهم مكانٌ قصيّ في الذّاكرة , لا تستطيع أن تنزعني منه .
و قد ....
لكنني أؤمنُ بأنّك , ستعودُ حاملاً أحزانكَ المكسورة هنا حيثُ أضلاعي تُخبئّك رغمَ التّعب !
د. منال عبدالرحمن
02-15-2008, 10:36 PM
كانت دوماً كفّة تساؤلاتها راجحة .. بينما كانت الإجابات تعاني اليُتم و النفي !
" هي " اعتادت أن تكلّل السؤال بطوق من القناعة , كيلا يصبح هاجساً يحرمها متعة تلك اللحظات التي اختارت أن تمارسها في اجازة من التفكير !
اليوم لم يكن اجازة , هكذا اكتشفت هي بعد أن عادت من ذاكرتها إلى محيطها المليء بأصوات آلامهم ,
تُرى لماذا كانت تظنّ أن السّعادة خبز الناس اليومي , وأن الحزن وليمة فاخرة لا تأتي إلا حين ترف ؟
ولماذا فنّدت هذه النظريّة نفسها عند أول ارتطام بأرض الانصات الأكثر هدوءاً ؟
توقن " هي " اليوم أن الحزن كريمٌ جداً , وان السّعادة وحدها الأنانيّة !
ربّما لهذا السّبب لا نرى حزن الآخرين وألمهم إلا حينَ تطالنا يدُ الوجَع , أو ربّما كنّا نرى ولا نُبصر !
شيءٌ ما يجعلها تفكّر بالموت ذلك الوحيد القادر على انتزاع الدّمع من المآقي دون أن يولّد الحقد !
كانت الأفكار تتوالد في عقلها بلا توّقف , وكان الضجيج حولها يزداد ..
وفكّرت ماذا لو غادرت هذا المكان ؟
ولكنّ خوفها من أن تلقى دفئه , صوتَه و حنينها إليه في الأماكن الأخرى التي جمعتهما ذات حب , أثناها عن قرارها و جعلها تعود للجلوس على كرسيّ آخر ..
.......................
د. منال عبدالرحمن
02-27-2008, 09:53 AM
قلتَ لي : وحدها الأحلام تعرّي رغباتنا , وتنثر أوراق خيالاتنا في فضاء ليلٍ يتوضّأ لصلاة استسقاء , تجلبُ الأمل ..
يومها فاجأكَ ذاك الخوف الذي باغتَني , وضحكتَ وقلت : الصّغار وحدهم من يخافون العتمة !
كنتُ أتمنّى أن تحتويني أجنحتُك التي تطيرُ بها فوق قممِ أحلامي كلَّ ليلة ..
أو أن تدعوني لأحتفلَ معكَ بعيدِ ميلادي الأوّل على يديك , فوق سطحِ نجمةٍ مغمورة ..
أو أن تتمنّى لي حياةً مليئةً بك , وأنت تراقبُ ذاك الشّهاب الثّائر على قانون جاذبيةٍ جاهلة , منتحراً على ضفاف محيطٍ مراهق .
كلّ قطراتِ الضّوء كانت تصرخُ في وجهك أن دثّرني , كلّ المرايا , كانت تنادي ظلّك الضّال , وكلّ بوّابات الفرح , كانت تحبو حتّى صدرك .
وحدها يديك , كانت تقاسمني صلاتي كيلا تُشرقَ الشّمس !
د. منال عبدالرحمن
02-27-2008, 10:18 AM
هل تظنّ أن الروح سترحم عذاباتك وتُعيد الصمت إلى رحم النسيان النازف ؟
أم تعتقد بالأرواح الشريرة التي يستحضرها الفقد فتلاحق بلعنتها كل ابتسامات الماضي الهارب ؟
مذ عرفتك لم يخب ظنّي فيك ولم تتوقف تساؤلاتي المنهمرة على شواطئ صبرك .. ولم يتوقف مدّك الطاغي على الزحف نحو ذاكرتي بعنف كما أعاصير الصّيف الغامضة .
وَ .. ....... ..... ... . .. ....... .. ..... . ... ...... ........... .... .. .. .
سيتبعُ بعدَ حين !
د. منال عبدالرحمن
03-02-2008, 09:47 PM
لن تستطيع أن تصمّ عينيك عن نداء الذاكرة , لن تستطيع اغماض أذنيك عن منظر قوس قزح الذي ينير مساماتك كلما صافحت لغتي حروفكَ المنمّقة التي تصطنع الثبات .
لا تُشح بوجهكَ عن الحقيقة , مرصودٌ أنت لجنيّة الحرف , تراقصُ الـ ( أحبّكَ ) في أعماقكَ فتولد ألف ( أحبّكِ ).
الإيمانُ وحدَه لن يكفيك , يجب أن تصلّي في محرابِ الوقت كي يجمعّك بالسّكينة , يجب أن تدعو الله أن يُنزل الرّحمة على روحكِ التّائهة بين تعاريج الرّجولة والعِشق .
مرافئك مهجورة , و سنونوات الحبّ هاجرت شتاءك البارد , هناكَ حيثُ الصّيف في الشّمال , واكتشفَتْ أن لا حنينَ بلا وطَن .
كلّ ما قلتُ أعلاه , وما سأقولُه بعد ذلك , ليس لك , هو لظلّك الرّاحل .
د. منال عبدالرحمن
03-31-2008, 03:41 PM
يومَ كنتُ أنا , وقعتَ عن ظلِّ شجرة , و بقيتُ وحدي أبكي طوالَ الأملِ , أُمنيَتي المكسورة ..
اكتشفتُ أن تلكَ الشّجرة , هي تعبي , تصطفُّ أوراقها فوقَ جبيني المتصببِّ أرقاً , فتدفعُ عنهُ بعضَ حزن , و تغريهِ بالنّوم حدّ الاطمئنان .
د. منال عبدالرحمن
04-04-2008, 01:44 PM
اليوم ..
وشى لي العصفور الذي اعتاد الوقوف على حافّة نافذتي أنّك نبضه , و أنّه ذاكرتك ..
حكى لي كيف حمّلتّه قصائدَ روحكَ المثقلةَ بالشّوق , وكيف صبغت ريش أجنحتِه بعطرك , و لوّنتها بتفاصيل وجهي !
حدّثني عن امنيةٍ تداعبُ قلبكَ بالهجرةِ حيثُ منابع القمر , عن سفرٍ يعتلي أحلامكَ و الكثير الكثير من قشّاتِ الوطن الّتي جمعتَها لهُ في قلبكَ , عُشّاً يعودُ إليهِ كلّما مزّقت أجنحَتهُ طيور الفقد الجارحة ..
وشى لي عصفوركَ أيّها القريب , بأماني السَّكينةِ , و لهفاتِ الاحتضانِ المحترقة , و أعاصيرِ الشّمال التي تبتدأُ حيث عينيك , بشدّة الصّيف المتوهّجِ من صدرك و بامتدادات الأمل في الشرايين النافرةِ قربَ حنجرتك ..
وشى لي بك .. ثم طارَ يحملني قطرةَ ماءٍ تتشّبثُ بثغرهِ , و لا تتبخّر !
click راح حلّفك يا عصفور (http://ozq8.com/song-19438.ram)
د. منال عبدالرحمن
04-22-2008, 11:56 PM
على سريرها وجدتُ ورقةً , أوصتني أن أرسلها هناك , حيثُ يشعُّ نبضها الأوّل , و رحلت ...
على بياضِ تلك الورقة كتبَتْ هي و قرأَ حُزني :
رأيتك البارحة واقفا أمام بيتها , تطالع عرائش العنب التي تتسلق فوق جدران غرفتها المطلة على أطراف الحُزن و الكبرياءِ المرميّ على أرصفةِ الغياب .
وقفتُ طويلاً و راءكَ , لم تشعر بي , كنت تتأمّلها و تعودُ ذاكرتكَ بها هناك , حيثُ أضعتَها و و جدتني !
صوتكَ كان عالياً , بالقدر الكافي لأسمع أسمها يتردّد في أنفاسك , تماما كما كان يترددّ في صدى كلماتك , عندما تلقاني وتلتقي أحزانكَ بعيني , و يرفضُ كبرياءي سماعه , هذه المرّة ...
سمعتها
سمعتها
ولم أعد أسمعك ...
د. منال عبدالرحمن
05-16-2008, 04:17 PM
يومَ أن صافحني ذاكَ الألمُ لأوّل مرّة .. مددتَ يدكَ إلى صدري , و انتزعتَ قلباً بلاستيكياً , زرعتَه تفاصيلُ وجعي .. و جعلتَ مكانَهُ بعضاً من رئتك ..
حين سألتُكَ و كيفَ ستنبض بي رئتك ؟
قلتَ : أن في الرّئةِ ملايينٌ من قلوب العصافيرِ الصّغيرة , تخرجُ كلّ زفيرٍ تلتقطُ نبضها وتعود ..
و الآن .. إذ تغيبُ و تتركني بلا قلبٍ .. و لا عصافيرٍ , تلتقطُ النّبضَ من أوردتك .. ماذا عساي أفعل ؟
و صدريَ المفتوحَ بمقدارِ اصابعك , كلّما هبّت ذاكرتي عليه , اشتعلَ بالوجع ..
و أنفاسي تخطو على عجل .. تجمعُ رائحتَكَ و تسابقُ الموتَ , علّك تعودُ , فتهبها نبضاً آخَر / آخِر .
د. منال عبدالرحمن
05-19-2008, 12:35 PM
قرّرتُ أن أهديكَ قلبي المكلوم , بك / بدونك , اتعلم لماذا ؟
لأنّك أجدتَ رسمَ وجعي بتفاصيلِ رغبتك , أنتَ الغارقُ في ألوان جرحي , العابثُ بملامحِ أنوثتي , التّائهُ هناكَ بينَ أمواجِ شوقكِ الهائجة , و أعماقِ حزنكِ الدّفين .
لأنّكَ تريدني ان أكونَ جميعَ دموع الأرض , و أفراحها , و أمّهاتها الثّكلى , و أطفالها اليتامى , و عجائزها المرميّين على أرصفةِ النّسيان , وأنت المُمسكُ بحنجرتي , تمدّها بالأوكسجين من رئتك , و بالصّوتِ من رجولتك !
لأنّك تبحثُ عن أنثى , لا تجيدُ إلّاك , لا تتقنُ سوى انتظارك , أنثى مرصودةٌ لرغبتك , تَأدُها إن غبت , و تمسحُ التّراب العالقَ بفمها , لو عدت .
قرّرتُ أن أهديكَ قلبي المكلوم , و أرحل بلا قلب !
د. منال عبدالرحمن
05-21-2008, 07:13 PM
كانَ خليطاً من اللّذّةِ و الوجع , من الحزنِ و الفرح , ذاك الّذي امتلكني معكَ , بدلَ من أن تفعل .
نحنُ لم نكن : نحن ..
نحنُ كُنّا كلانا : أنت !
ولذلك بحثتَ عنّي و لم تجد إلا صورتي في محفظتك , أخرجتَها على وجل , وأعدتَها سريعاً إلى صدركَ , كما تخطفُ السّماءُ ضوءاً منحته الارضَ , بسرعةِ برق !
أمّا أنا فلم أنتبه لغيابي إلا عندما شعرتُ بانّ يداكَ تطوّقانِ أخرى , كانت أنا .
د. منال عبدالرحمن
05-21-2008, 07:15 PM
أنتَ : أنتَ
أنا : أنت .
قد يصلحُ عنواناً لقصيدةِ غزل , أو ربّما لمرثيّةٍ شعريّةٍ , أو لنصٍ نثريٍّ قصير , لا تتجاوز كلماتهُ حروفَ اسمك .
د. منال عبدالرحمن
05-21-2008, 07:16 PM
نظرتُ في المرآة , أقسمُ أنّي فعلت ..
ولكنّكَ لم تصدّق سوى المرآة .
د. منال عبدالرحمن
05-21-2008, 07:19 PM
أُبشِّرك :
نجحتُ اليومَ في قراءةِ الغارقِ من حروفِ اسمك !
د. منال عبدالرحمن
06-15-2008, 03:14 PM
عندما كتبتُ حرفَ النّونِ للمرّةِ الأولى , عجزتُ أن أكملَ نصفَ استدارته كما أردتَ أنتَ لأصابعي , كنتَ تضحكُ كثيراً , عندما ترى سبّابتي , تتّجهُ بعنادٍ في خطٍّ مستقيمٍ نحوَ يدك , لترسمَ باءً بدل النّون , ثمّ تقوم بحركةٍ نصفِ حزينةٍ لتعودَ للأعلى علّ النّقطةَ لا تسقطُ فوق رأسها , كما حزني .
المُدهشُ في الأمرِ , أنّي لا زلتُ لا أتقنُ كتابةَ حرفِ النّون , و لا الاستدارة , و لا ابقاء نقطةِ الحزنِ في الأعلى !
د. منال عبدالرحمن
06-15-2008, 03:27 PM
بعضُ الدُّموعِ اثمٌ , كتلكَ الّتي تذرفُها شرايين وجهي في محاولةِ البقاءِ على قيدِ النّبضِ في انتظارِك ,
بعضُ الدّموعِ خيانةٌ , كتلكَ الّتي تنزفها أصابعكَ إذ تمسكُ ورقةً صفراء , و تُجبرُ أصابعكَ على كتابة اسمي فوقَ حُزنها , فتسبقكَ رغبتكَ إلى أخرى .
بعضُ الدّموعِ محاولةٌ بغيضة , لاغتصابِ فرحي بلقاءكَ , إذ يفاجئني صدركَ , و قد اختفت رئتي , الّتي أودعتكَ في لقاءنا الأوّل .
بعضُ الدّموعِ هزيمةٌ , إذ أجدني أمامكَ كشجرةٍ هزيلةٍ , اقتلعتها وجوهُ زمنٍ بغيضٍ , ذي ملامحَ عقيمة , و رائحةِ جَدْب .
بعضُ الدّموعِ احتضار , تترنّحُ على أرصفةِ الوداع , و تتلقّفها الأصابعُ المقطوعةُ حُزناً / حُبّاً .
د. منال عبدالرحمن
06-15-2008, 03:50 PM
يا وَطَن :
قبلَ الرّحيلِ تمهّل ...
هل تركتَ لي بعضاً من حلم , تقتاتُ عليهِ ملامحي , ريثما أراك ؟
هل أبقيتَ على شفاهي بعضَ ينابيعِ الشّوقِ , تمنحُ جفافَ الأزمنةِ ارتعاشةَ الارتواءِ قبلَ العَطَش ؟
يا وَطَن :
قبلَ الرّحيلِ تمهّل ..
ولا تأخذني معك !
د. منال عبدالرحمن
06-15-2008, 03:59 PM
أرسلَت لي صديقةٌ تقول :
أنّي أرسمُ بعبثِ , فتتقاطعُ خطوطُ وجهي الّتي أرسمها , بتفاصيلِ الخريفِ الحزينِ , و انبلاجاتِ الضّوءِ في مآقي الأمّهاتِ الثّكلى , و اختلاطاتِ دفءِ بلادي مع رياحِ الشّمال ..
قالت :
إنّ لوحتي تصلحُ ان تكونَ قلباً مكلوماً , و ذاكرةً منسيّةً , و طفلاً يتيماً , يمارسُ لهوهُ مع اللّعب , و يداهُ تمسكُ رغيفاً يابساً .
قالَت :
أنّ الألوانَ أصبَحت متمازجةً فوقَ أصابعي , حتّى انبثقَ دمٌ من فمِ أوراقِ الشّجر , و انغمسَ وجهُ القمرِ في بحرٍ يعاني حمّى السّهر ..
قالَت :
أنّي يجبُ ان أرمي القلمَ جانباً و أغنّي .
د. منال عبدالرحمن
06-20-2008, 11:47 AM
أيّها الواقفُ هناك , بعيداً حيثُ كنتُ يوماً أركضُ باتّجاهِ الأملِ الضّائعِ المجهول ,
أيّها المارُّ بأنثى عابرةٍِ في صمتِ الجليد, في احتضاراتِ اللقاءاتِ الأولى و في سَكناتِ الجسدِ الواقفِ على شفا موتٍ محتّم .
أيّها الواقفُ بين حنجرتي و رئتي , ترقبُ صوتيَ المشدودَ بك , و تلامسُ شُعبي الهوائيةِ , كطفلةٍ حزينةٍ ضلّت طريقَها في يومٍ ماطرٍ , و استكانت إليك .
أيّها المتشكّل على هيئةِ أحلامي جميعاً , المُشرقُ على وجهي كصراخِ الفجر , كقطراتِ الخجلِ على جبينِ الأزمنةِ العذراء , كشراعِ النّورِ في رحيلِ الأصيل ..
هاكَ أنا , كشبحِ ورقةِ قصيدةٍ هاربة , كتبتها للرّحيل و منحتَها أغصانَ الزّيتون و أفواهَ العشب .
يتبع ....
د. منال عبدالرحمن
09-17-2008, 11:02 AM
لا زلتُ أحاولُ أن أُمسكَ يدي و أحاول أن أخطَّ شيئاً ما يُشبهُ صوتَك , فأجدني أرسمكَ في روحي , هناكَ حيثُ يقبعُ وطنٌ تائهٌ و طفلةٌ فقدّت ظلّها و حلمٌ يعاني الأرق !
لا زلتُ أحاولُ الرّحيلَ عندَ كلِّ بوّابةٍ ألمحُ منها عتمةً أوقنُ أنّها لن تؤدّيَّ إليك , فيفاجئني وجهكَ في داخلي !
أتراكَ تُدركُ أنّ الأصواتَ تتشابهُ فقط حينَ تقترفُ ظلّها و ترتدي الغيابَ و تقلّدَّ الأحلام , و أنّ صوتَكَ شيءٌ آخر يُشبهُ الظّلَ و الغيابَ و الاحلام !!
شيءٌ ما يسحبني من قلبي نحوَ الموتِ رحيلاً , و لا أستطيعه !!
د. منال عبدالرحمن
09-25-2008, 03:05 PM
كانَ طِفلُ جارتنا الصّغير يبكي كلّما ذهبَت أمّهُ عنه ,
و كانَ صراخهُ يملأُ الحيّ , و يرفضُ البقاءَ عند اخوته مهما كانَ نوعُ المغرياتِ الّتي يقدّمونها له ,
بعدَ فترةٍ أصبحَ لا يبكي عندما تذهبُ أمّه إلى مكانٍ ما , بل يجلسُ ينتظرها بوجومٍ على عتبةِ البيت ,
و بعد فترةٍ أخرى , صارَ ينشغلُ مع اخوتهِ باللّعبِ و محبّتهم بهِ و توددهم إليه ,
و بعد فترةٍ أخيرة , أصبحَ لا ينتبهُ لوجودُ أمّهِ من عدمه ...
!!
أتراكَ كنتَ أنتَ بكاءهُ و كنتُ أنا العودةَ المؤجّلة !!
د. منال عبدالرحمن
11-23-2008, 09:21 PM
عَبَثْ :
ليس هناكَ رحىً في أعماقِ البحرِ تمنحهُ طهارةَ الملح , ما البحرُ إلّا دموعُ شوقٍ بحجمِ ماءِ العالمِ بأكمله , تماماً كما ليسَ هُناكَ شيطانٌ صغيرٌ يوسوسُ للحبِّ بالغياب , فما الغيابُ إلّا لحظةَ انفصال كفِّ الطّفولةِ عن مشاعرنا .
/
أتؤمنُ الآنَ انّني أشتاقك و أحذّرُ غيابَكَ من قتلِ قلبي بجرعةٍ زائدةٍ من جرح ؟
/
كلُّ حروبِ العالمِ في صدري ولا هدنةَ في الأفق , و يأتي صوتُكَ يكمّمُ أفواهَ اليُتمِ في قلبي و يبعثُ في رئتيَّ رائحةَ القرنفلِ و حبّاتِ الكرزِ و التين , فأرفعُ وحدي رايةَ الحبِّ البيضاء و أسلّمكَ صوتي الذّاوي كظلِّ شمعةِ الملجأِ الحزينة .
/
شيءٌ ما يتفتّحُ على أجنحتي , أتراهُ حُبُّكَ , أم أصابعُ يدكَ إذ تمنحني حريّةَ الأغصانِ و خُضرةَ الفرح و تعزفُ على كتفيَّ أنشودةَ العناقِ و الدّفء ؟
/
أنا لا أجيدُ الكتابة , أحاولُ أن أجيدَ الكتابةَ إليكَ فقط !
/
أيحدثُ أن تنبضَ الذّاكرةُ ؟
/
في صندوقِ بريدي ريشةُ عصفور , أتراكَ كبّلتَ أجنحتَهُ بعدَ ان أهديتَهُ دمعةَ شوقٍ لوريدي ؟
/
أحبّكَ كدمعةٍ حزينةٍ وحيدةٍ هاربةٍ من منديلِ الشّتاءِ العنيد المُكابر !
http://moroccan.salmiya.net/songs/saber/ram/saber3.ram (http://moroccan.salmiya.net/songs/saber/ram/saber3.ram)
د. منال عبدالرحمن
12-07-2008, 10:11 AM
هذا العيدُ لن يكونَ ملوّناً كالشّوقِ المزيّنِ بكَ و صوتيَ الموشّى بقصبِ اسمك ,
هذا العيدُ سيكونَ أبيضَ الصّباحاتِ و المساءات و سيكونُ قلبي هديّتهُ الحمراءَ الوحيدة .
لن تحتضني يداك.. ستفعلُ بدلاً عنكَ مئاتُ دقائقِ الانتظارِ و الاختناق ,
سأردّدُ اسمكَ كثيراً بدلاً عن عباراتِ التّهنئة .
د. منال عبدالرحمن
12-07-2008, 10:14 AM
كلَّ أنتِ و العامُ بخير ,
كلَّ خيرٍ و العيدُ أنتِ ..
ثمَّ ماذا أفعلُ بالحلمِ الصّغيرِ في عينيَّ و أنتَ تُكابرُ وجعي و تدّعي أنَّ الرّبيعَ ثوبُ الحياةِ الابيض !
و أنَّ أغطيةَ الألمِ و أصواتَ اليأسِ تُشبهُ جذورَ النّخيلِ في عمق الرّمال و أنّ الفرحُ سيتساقطُ رطباً جنيّاً على أزمنتي المتهالكة تحتَ وجعِ الفقد !
:
لا تقل شيئاً ..
كلَّ يومٍ و أنتَ العيد , و هل عيدٌ سواك !
هكذا تناسبني أكثر .
vBulletin® v3.8.7, Copyright ©2000-2025,