منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - حين لا نرى بقلم ندى يزوغ
عرض مشاركة واحدة
قديم اليوم, 12:31 PM   #1
ندى يزوغ
( كاتبة )

افتراضي حين لا نرى بقلم ندى يزوغ


"حين لا نُرى..." بقلم ندى يزوغ
ليست كلّ المحبّات قُدّرت لها المرافقة، ثمّة حبٌّ وُلد ليرافق الدعاء لا الرفقة، ليصير ظلًّا لا يُرى... لكنه يُنعش كلّما اشتدّ القيظ.
حين يحبك أحدهم بعمق، فهو قد يهبك ما لا يُسترد:

طمأنينة أن تكون عليها، و أن تصبح كما تريد، كما يليق بك، ولو بعيدًا عنه .
ثمّة حرمان يعلو على الحيازة، و ثمّة فقدٌ يمنحك اكتمالك، و هناك يدٌ لم تُمسك بك، لكنّها ترفعك سرًا في كل دعاء.
لم تكن الغاية أن تمشيا معًا، بل ربما أن تصل أنت ... أن تنجو...! أن تقف في منتصف الحياة دون كسور، ولو كتب للآخر الخسارة، التي حتما سيتجاوزها.
تعلمنا الحياة و لو متأخرا أن الحبّ حين يبلغ منتهاه، لا يُطالب، لا يصرخ، لا ينتزع، بل ينسحب بهدوء... ويضع باقةً من الأمنيات عند عتبة من يحب، ثمّ يرحل، كي لا يزاحمه الضوء.
من قال إن الحبّ ينتهي بالفراق؟
إنّه يبدأ من هناك:
حين لا تملك، ولا تتعلّق، حين لا يكون لك، لكنك تبقى له... من بعيد.
لا تكونوا أنانيّين في الحب، فمن أحبّ بصدق لا يُشوّه الحبيب ليبقيه، بل يُنقّيه من ذاته كي يدعه يشرق.
الحبّ رزق، كما العمر، كما الطمأنينة، كما النسيان.
وماذا عن الزواج؟
ليس دائما ختمًا للحب، بل شكلا من أشكاله، وقد لا يكون هو ما كُتب و ما قدر .
فلا تنتمِ لقافلة الأرقام، بل انتمِ لقافلة النُبلاء الذين عرفوا الحبّ
ولم يخونوه بالحقد، ولا بالخوف، ولا بمحاولات تعويض عقيمة.
وإذا ما كتب لك الله أن تحب ولم تُمنح، فحوّل حرمانك إلى محرّك، واجعل من وحدتك منصة لانطلاقة سامية، فما من قلب صدق، إلا وكان له جزاء، ولو بعد حين... ولو بوجهٍ آخر أجمل !.

 

ندى يزوغ متصل الآن   رد مع اقتباس