قصيدة مهداة -بخجل- لمقام النبوة الشريف
الليل يسحب خطاه ونبض قلبي سريع
والدمع يعلن بميلاده ممات الجَلَدْ
والنوم يامر على كل العيون وتطيع
إلا عيوني ليا طاعت .. تطيع السَّهَد
عصف بي الشوق من مَرّ الكلام الرفيع
في مسمعي من إمام الحيّ .. مثل الشهد
قرا "حديث أم معبد" في وصوف الشفيع
والوجد حوّل على روحي ودق الوتـد
ليت المطر حبر واوراقي فضاها وسيع
والأبجدية ياليت حروفها أكثر : عدد
كان أكتب آعز مايكتب لوجهٍ بديع ..
تفرّق النور من قبله .. وفيه إتَّحَد
في مكة القاحلة .. كانت ولادة ربيع
نفعه شمل كل من حوله وهو بالمهـد
نشا يتيمٍ .. تحت عين البصير السميع
واللي تحيطه رعاية خالقه .. وش فقد؟
ترعرع بمجتمع فيه الحقايق تضيع
الجهل حَدّ السّفه والطيش ماله أمـد
واحدهم إن ضاق من وجه الزمان الشنيع
بنا الصنم فالصباح ، وفالمسا له سجد
غمامة من الخطـايـا فوق كهل ورضيع
سودا ، ولا تمطر إلا ضِيعة المعتقد
أصنام وأزلام وآثامٍ مداها فظيع
تكلّمت جـَهْر ..ولسان الصلاح إنعقد
عناية الله .. يوم إبليس أَضَلّ الجميع
صانت عن الشرك وأهله.. قلب أمين البلد
أبعد .. وراعى الذمم من قبل رَعْي القطيع
حامِل على دربه : أطهر روح بأطهر جسد
تتابع سنين عمره .. ما حياها "تبيع"
عاش يتدبّر ومن عاش يتدبَّر .. رشَد!
حتى أكمل "الأربعين" وصار عزمه منيع
تـنزّل الوحي .. من ربه وعيد، ووعد
رسالةٍ تكسر قيود الضلال وتِشِيع
نور الهداية .. وتجتثّ الدجى للأبد
مضى على الحَقّ،ولسان العداوة يذيع
من التُّهم كل سهمٍ يقطر من الحسد
عادوه وآذوه والقلب الجسور/الوديع
إذا ابتلى الله، صبر .. وإن فرّج الله، حَمَد
ولا انتهى لين ما الباطل تهاوى صريع
والكفر من عزّة الدين القويم إنطرد
مُحَمَّد .. وكل قدرٍ غير قدره وضيع
رحيمٍ أعطف على الأمّة من أم الولد
إذا عفا عن عدوه .. عفو من يستطيع
وإذا عطا .. جود كفينه سحايب برد
أجـلّ نفسٍ على الدنيا خلقها البديع
وأبر من ناصح وجاهد وصان العهد
أنعِم بأبو القاسم لسَان،وجَنَان،وصنيع
ما طاب مثله .. ولا طاول مقامه أحد