تغلغل حبها في محيط قلبه الابيض ؛ كما يتغلغل الماء بين جذور اشجار الزيتون
كان صديقي دائماً يحدثني عنها وعن تلك التفاصيل البيضاء في قارب العشق
اخبرني ذات يوماً ان الحياة لاتطاق بلا تلك الانثى الفاتنة حتى الدهشة
كانت حكاية ( حورية البحر ) أمسية المساء وكانت تختصر كل النساء على لسان صديقي الموغل بالوفاء ؛
فالحديث عن عيناها كـ حكايات الف ليلة وليلة ينام عليها الاطفال وتتساقط اجفانهم بهدوء وطمأنينة
حتى تشرق الشمس ويستفيقون على تراتيل الكناري وهكذا هو صوتها أنشودة صباح وأغنية فيروزية
كـ صباح عيد ممتلى بالحب
صديقي المتضمخ بالعشق لم يكن في قلبه الا أمنية واحدة فقط كان ينتظر ليلة الزفاف
وكانت تلك الليلة هي الامنية التي يطلبها في كل ليلة وهو رافعاً يدية للسماء
ولكن لم يعلم ولم يخطر في بال صديقي العاشق وحورية البحر ماذا يخبي لهم القدر
بعد تفاصيل الحب المفعمة بالطهر والحنين والامنيات والاحلام التي لم تخرج عن دائرة العشق العذري
وفي ليلة من الليالي السوداء مات العاشق النبيل وماتت الامنيات ومات الحلم المنتظر
ولم يبقى الا ذكرى تبكي عليها حورية البحر كل مساء
وبعد ليالي البكاء تزوجت حورية البحر برجل لم يكن في حسبة الامنيات ولم يكن فارس الاحلام
الذي كان حديثها على اشيائها قبل ان تنام ؛ ماحدث بعد تلك السنوات
أنجبت الحورية طفلاً في عيناهـ الجنة وفي ابتسامة ثغره ميلاد الحياة
اما أنا الشاهد الوحيد الذي لم تموت في قلبه المعاناة حتى الان ؛
وكل ماسقطت عيناي على تلك الطفل يخطر في بالي صديقي العاشق ..
ويغتالني الحزن فجأة ولا تستر عيناي دموعي امام طفلها في كل مرة ؛
سيكبر الطفل ذات يوماً وسيسأل حورية البحر عن دموع عيناي وسوف اعيد الذكريات
بعد تلك السنوات؛
بعدها ستخرج الآهـ من اعماقها وتجهش في البكاء وهكذا سيكون الجواب
.
وعذراً من دموع الانقياء