ضَجيجُ صَمّتي

[نازك]

الإحساسُ بالحَيرةِ بالتّوهان شُعورٌ خانق يكبِّلُ الذاتَ ويجعلُها تدورُ في دائرةٍ مُفرغة إلّا مِن ذاتِ التساؤلات التي لا تجني عِند مُلاحقتها سِوى المزيدَ مِن الضَّياع!
عند تلك النُقطة الفارقةِ لابُدّ مِن التوقُّف!
ظننتُ وأعترِفُ بأنّي كثيراً ما أخطأتُ الظن !
حاولتُ التَّكوُمَ حَول ذاتي وطرحِ الأسئلةِ عليها ووضعِ النقاطِ على الأحرف,ما الذي فعلتهُ وهل كنتُ صادقةً مع نفسي؟ هل فهِمتُها؟ وهل رويتُ ظمأ حَيرتِها؟
ماذا فقدتُ وماذا اكتسبتُ وما معنى الحياة إن استمرّتْ برُغم ( الفَقد)
هل كانتِ الأيامُ تُكِيلُ ليَ المُعاناةِ أم أنَا مَنْ فاقمتُها؟
هل صادقتُ ألمِي أم عَاديتُهُ؟
هل أثقلتنِي الهمُومُ أم أثقلتُها؟
هل أتقنتُ فنّ النّسيان/ اللامبالاة / التجاهل وغيرها مِن المُفردات الّلبِقة!
آهٍ ... وأزفرُها تنهيدة عَمييييقة
تتمازجُ أوجاعي فبحرُ الحُزنِ واحدٌ حين ينهارُ برزخُ الوهمٍ فيطغى المالِحُ على الحُلُّوِ ويصبحُ المذاقُ واحِد !
في عالمِ المُتشابِهاتِ كنتُ ولازلتُ أبحثُ عن الإستثنـــــاء ,ذهبتُ إلى الحُدودِ القُصوى مِن الزمن ِ... و... انتظرتْ
تعودتُ الصمتَ, يُغلِّفُني السُكونُ بينما في داخلي ضجيجٌ ثَائِر
أرفضُ الوهمَ أظهرُ بِسِمَاتِ العقلانيةِ بينما ينسج ُالخيالُ وِشاحهُ الإفتراضِّيُ ويطوِّقنُي, بيد أنّ الوقتَ يمرُّ كلمحِ البصرِ والشمسُ تُشرقُ مِن خلفِ الحُجُبِ وتتكشّفُ الحقائق!
تناقُض ... تناقُض ...
كم أمقتُ تِلك الكلمة ولا أُحصي عَددَ المرّاتِ التي حاولتُ فِيها سبرَ أغوارِها أو بالأصحِّ أغواري !
أخالُها معركةً حَامية وأخافُ النِّهاياتِ المُحتمة لا أقبلُ بالهزيمةِ وتقتُلني عُيونهم حِين يُؤولُّ صَمتيَ انتصاراً !
نِدائي لهُ كانَ ولم يَزل وكلِماتي هذه وتِلكَ وتِلكْ ليست إلا مُحاولات وَاهنة للبَوحِ عَن فَضاءٍ لاحَدّ لهُ مِن ضَجيجِ صَمّتي !


نازك
5:30 ص