ألتسن صامت الليل اختناق النهار
جاذب الصرخة اللي طال ترحالها !
ذرّ بال الحقيقة بـ المخاوف وثار:
أغنية من جحيم الـ"ليه؟"موّالها !
من زفير الهبوب اللي شهقته شرار
كنت عارف مصير العقدة حْبالها
واقبلت منهكات الأسئلة للقفار
تنتظر من سراب الأرض فنجالها !
وظلّت النفس تبلع جمرة الانتظار
وأصبح بْها وأمسّي وآتحالى لها !
كان فالأمس نظرة وجهها مستعار
والستر عند وعيي ما تهيّا لها !
غَيّ الأيام عذرك ما تحبّ الفرار
ليه أجل تهرب بْـ روحي وتغتالها؟
رجّع الناس فيني والمطر والخضار
غانيات المنافي عفْت مدهالها !
رجّع الطفْل يلعب في رماد الوجار
ويسرق الغترة مْن آبوه وعقالها !
من خياله رسم في غبّة البحر نار !
شاف مزج الغرابة قمّة وطالها !
غايته: تجبره يختار كلّ اختيار
ما عرف غير "هاته" كلمة وقالها !
لو درى بـ إنّ كبره للتعب احتكار
جَنّ لو ينكشف له غامض أهوالها
لعبة النّرد مرّة للعقول الكبار !
لكن الطفْل عادي كَرّ منوالها !
الحياة "السماء" والمشكلات "الغبار"
والحلول"المزن" ما بيّن خْيالها !
خارج الواقعيّة واريات الجدار
أمنيات الطفولة شيّبوا حالها
جيتها من محبّة فايض الانكسار
قلت: خطوة حياتي زاد غربالها
اعذريني لو إنّ الصدّ خير اعتذار
دنيتي يوم أجيها…جيت رجّالها !
- ياسر المفرّج.