..
تتدلى على جبيني خصلة ضوء من صبحٍ تساوى بليله ،
وَيدي تُغطِي عينيّ بِ قبضتِها القاسية .. تُصارع مُرور ذكرى أحد ما ،
وَ تدفع حَنيناً لا يُدرك مِن فراق تشابك بِ عتبات اللحظة ،
انتـزع الليل منه جُفون الساعة ما قبل الفجر ..
وَ أبقاها سجينة فَضاء يَسكنه هدوء معزول عن التيه ؛
وَ صداك يلتصقُ فِي حُنجرتِي وَ يملؤه حَنين ذائب
آخر يبتلعُ الصّدى وَ الهدوء ليسحقه فِي
أوآخر الشِتاء وَ يُبقي رُوحي بذات المكان عالـقة ..
تَسهر خاوية وَ تسقط عشيّة مشظيّة ،
الغريب أنني ازداد قُرباً من ذلك المكان
وأجد راحتِي حِينما يَهزُ الهَواء ركب غيوم ذكراك
فِي جدائل عصيَان النسيَان !!
وَ تتساقط ِبي سعادة حِينما أردد :
" ئلبي هونيك ضيعته وبعدو ضايع " ،
كَ شعور بِقربك .. وأقرب من ذلك!.
أسعد أيضاً حِينما أبدأ بجمع النجوم
و أضعها فِي جيبي الأيمن وأنزوي بها بركن على سريري
أشكل بِها خِفية ، سحرك .. هَمسك .. حُبك ..
وَ بعضاً منها أضعها فِي فمي ، لعلك تمتلك أشواقي التي
حُبِكَت عند شفتيّ وَ كبلت رعودها وبروقها !
وَ تقبل عليها كَ رجل وِلِدَ مع وشوشة الطيور المهاجرة ..
لِتحتضن هدوئي برفقٍ وَ تَمُدَّ أحلامك وَ تضيّعها
على حافة شفتي!
هكذا .. نَصنع أعياداً جديدة بِ قتل الليل بالنجمة الأخيرة فِي فمي
لأمارس اليُتم وأنتمي إليك .. وَ أتشهى الموت أيضاً
وَ أُخيطني بِهدوئك وأتمناك ثوبي الأخير
وَ أغنيتي الأخيرة فوق الجمر تَصنعْ لحناً من موجةٍ
عَانقت أحضان وفائك ،
وَفي الدرب الأخير أغتال حزني وأرتدي همك ..
لأجتازك دون حذر وابتسم.