لصوص داخل دهاليز النظام

[طلال الفقير]

اللصوص أنواع فمنهم أصحاب مقامات ونصوص ومنهم مشردون بين الأزقة والطرقات جميعهم يجتمعون بأسلوب أوحد هو السرقة بفهلوة , وفن , وحرفنه, عندما يسرق اللصوص أصحاب الكراسي والمقامات يصفقون لهم تصفيقـــًـا حارًا لأنهم شرفاء ويمطرونهم بوابل من قصائد المديح والثناء على تلك السرقات المميزة , بينما لو يسرق لصوص الشوارع لتم تصفيتهم ونعتهم بأبشع النعوت والتشهير بهم بل هناك من يطالب بتطبيق الحد عليهم قصاصــًـا ! ..


فعالم اللصوص عالم غريب ومتباين بتباين المجتمعات والشعوب فقراءتك له ليس كقراءة المجتمع فليس جميع اللصوص أعداء المجتمع فالمسألة طبقات فكلما ارتفع اللص درجة كلما احترمه المجتمع على تلك الترقية !.

ومن عجائب هذا العالم ستجد الطبقة الراقية من اللصوص المحترمين وهم يتحدثون عن الأمانة وستجدهم يثرثرون ويدافعون وينافحون بحماسه منقطعة النظير ! ..


ورغم ذلك ستجدهم يسرقون لأنفسهم ويأكلون الأخضر واليابس فمن مسئول إلى لص بارع ومتسول جذاب فجُلّ اهتمامهم سرقة تعقبها سرقة وصرف تلك السرقات على متعته الخاصة وأزلامه المقربين فقط , ويعدون تلك السرقات حلالا ً وحقــًا مكتسبا نظير جهودهم فهم لا يذكرون وطنهم إلا في المآسي والنكبات فما أكثرهم لقد سرقوا ونهبوا من خزائن الأرض, فمنهم من أودعها بحساباته واكتفى ومنهم من أودع ووزع على حاشيته وما بقى من فتات يذهب على ما سح الجوخ فكلما كان الماسح جيدًا وماهرًا بالمسح يكافئ بزيادة وزيادة من الفتات المتساقط مع ابتسامة صفراء من الممدوحين الذين وضعوه فوق الكواكب والنجوم !..

جميع المسائل هي عمليات حسابية معقدة يدركها جميع اللصوص بجميع فئاتهم ما عدا الطبقة المنبوذة وهي الطبقة الكادحة التي تسرق من أجل إن تشبع بطونها وتغذي مصرانها أو من هم غطسوا بوحل الإدمان واتبعوا شهواتهم الفاسدة ! ..

جميع فئات اللصوص يجمعهم قاسم مشترك (لصوص) حتى في اللغة والنحو جميعهم فاعل وأمام القانون منهم من ينفذ بجلده ومنهم من يعلق لينصب ويجر ويُمسح فيه الأرض مسحـــًـا ! .

طلال الفقير