و حتى يكون الحديث مستساغاً و أكثر قبولاً ترجمتُه من اللغة المحكية إلى الفصحى ...
يعتمل في النفس حديث من آثر التقاء أفكار و وساوس متناقضة و متضادة ...
و لأنها لا تجد لها طريقاً للخلاص و لا التجانس و لا حتى العودة إلى أن تكون مجرد حديث نفس عابر ...
آثَرتُ أن أتنفسها بالبوح ...
نتذكر كيف كنا حين كنا تلاميذاً في المدرسة ... و المعلم يكتب و يكتب و يكتب حتى يملأ السبورة بأفكاره التي تعتمد على المنهج المحدد ...
ينتهي الدرس ... يحمل المعلم أدواته و يغادر ...
ثم يأتي معلم ... أقل ما تقول عنه ( بروفيسور ) استشاري ...
يمسك بالممحاة و يبدأ محو كل ما سبق و كتبه المعلمون قبله ...
ثم يبدأ بكتابة التاريخ و العنوان و الأفكار و موضوع الدرس الذي لم يكن من ضمن المنهج المحدد ... بطريقة غير مألوفة ( فانتازيا )
...
المعلم الأول هو الحياة ... التجارب ...
المعلم الثاني ... هو أنتَ ...
المجنون الذي يذكرني بآينشتاين ...
و على لوح العمر ... أنت تدوّن أهم درس كنت أحتاجه منذ سنوات ... قبل أن أصير لاشيء ... و أشعر بها
الغريب بأنكَ - يا معلم - أشعر بأنك أحياناً تفتح لعقلي أبواباً خلفها أبواب و متاهة لا تنتهي أظن أنني ضعت بها ... لكني بمجرد أن تغادر قاعة الدرس ...
أشعر بأني تلقيت درساً و لم تلقّنّي درساً ...
و كأن دروس الحياة عقوبة ... و دروسك ثواب و مكافأة ...
و ما بين المحو و الكتابة ... و الكتابة و المحو ... حذفتُ أشياء مني !
كنتُ أشعر و كأني في روحي ورم ... كتلة تسد المنافذ على العقل فيبقى مختنقاً بعوالق و رواسب تعيق انفتاحه ...
جئت كطبيب جراح ... بشهادة فخرية ...
أجريتَ عملية دقيقة جداً ... عجز عنها أمهر الأطباء ...
استأصلتَ الورم ... و تعاملتَ مع التجلطات الصغيرة المنتشرة ...
تألمت ... توجعت ... تعبت جداً ...
و في معظم المراحل ... كنت أعود لغرفتي مرهقة باكية مكسورة ... لكني لست حزينة !
لأني كنت أبحث عن الخلاص ... أبحث عنكَ !