( 49 )
* العشاء الأخير *
ستدفع الهواء من صدرها ،،
ستصهل ،،
أشياءك في حقيبة السفر
دع جدلك حول المكتبة القديمة ،،
أنهم لن يضعوا تمثالك بينهم
إذا لم يأخذك الأرق ،،
ولم تخطفك رائحة العود
ستجمعين آهات الوداع ،،
وتلقين على الموج أوراق الأدعية ،،
ثم تخذلك أنوثة المساء ،،
وتقترب عيناك من النوم ،،
فتكفان عن مسح الرمال بالأشعة ،،
وتحثان عقارب الساعة للعودة إلى الوراء
لماذا الرحيل ،، إذا لم يكن غشاؤك من الجمال ،،
مجلوبا لتوه من القاع
مع الليمون وخمرة الفتنة ،،
وكلمة فضية في الشغاف سكين ،،
تجرح صندوق الهاتف ،،
ترجع صدى النوارس العائدة
لماذا ،، إذا لم يشدك الموج من قامتك ،،
من اتكاءاتك على الرمل ،،
من الطلع المطل على شفتيك،،
من ابتسامتك ،،
من الليل المدافع عن كتفيك ،،
من الرنين المتأهب من فتحة ثوبك ،،
من ألعاب الأطفال التي تمر بها ذاكرتك ،،
إلى أول الزمان وآخر الدنيا
لماذا الرحيل ،، وقد بلغت سن اليأس في البلوغ ،،
يبقى يغمر الأطباق بالصمت ،،
تصدأ طعنة في الكأس ،،
تسقطين نارا بزهرة لم يرسلها أحد ،،
وتنشط الأحلام ،، لتنظيف الذاكرة ،،
من رائحة العشاء ،، وأطراف الجمل الثملة
وحدها بزهوها ،، مع الجدل الذي لم ينشر
والأشياء في حقيبة السفر
كل ما في الأمر ،، إننا قد نمر على تمثال بالشاطئ ،،
نتبادل النظر ،،
دون أن يبدو على أحدنا ،، معرفة الآخر