-3-
( الهاكر )
الهاكر .. لقب أطلقته على صديقه قديمة لها .. هذه الصديقة القديمة كانت وراء الفجوة المؤلمة التي عانت منها ميار كثيراً .. كانت أنانية جِداً لدرجة أنها لا ترضى بـ ميار إلا ضعيفة ، تتبع ركب أوامرها .. كانت مراوغه في قراراتها زئبقيه الأفعال .. كانت وراء حرمانها من الحُرية ، فلم تأبه بأن تنقل أحاديث ميار وأفعالها الجنونية البريئة إلى أخيها الأكبر الذي يعمل طبيبا في أحد المستشفيات حيث أصبح ولي أمرها بعد وفاة أبيها ( رحمه الله ).. وتضيف عليها شيئا من فكرها وخيالها الرمادي ، لتُثور الثورة بين الأخ وأخته ، لـ تحرم ميار من الحرية التي كانت تُمارسها كـ غيرها من الإناث ، لـ تعود إلى المنزل كـ طفلة يتيمة عُوقبت بذنب الغفله مع صديقه تُتقن مهارات اللؤم والخيانة ، وهي لا تعرف كيف تدافع عن نفسها كما يجب ، فقد تمكن الذباب من كسر جناحها بالرغم من أنها نورسة جنون ، والغريب فـي الأمر أن الـ (هاكر) لا زال طيباً .. طيباً لـ الدرجة التي يشهق فيها برحيل ميار من الوحدة السكنية التي كانت تجمعهم تحت سقف واحد ،، سَعُد جِدا ببكائها وهي تغلف ذكرياتها وأحلامها وتضعها في صناديق لـ تنتقل إلى مكان أخر يضمن لها العيش بسلام ، كان طيباً لـ درجة أنه بَكى من الفرح ، عندما عرف ماذا فعل أخو ميار ب ميار ،،
وميار لم تعرف إلى الأن كيف تأخذ حقها من (الكاهر) إلا من تمتمات تُثير الضحك ..