أخي الغالي حسين
فكرك وخلقك بمرتبة غيم أو أجزم بأنه ُ أعلى بمراتب كثيره
والله كثيرا ً ما أرى مثل هذه ِ المواقف التي تـُشعرني بالخذلان على الحال , ولا أخفيك بأني أشعر بكمية فـُرقتنا واتساع الشرخ فيما بيننا وأقيسه بمواقف كثيره مثل هذا الموقف .
يا سيدي الأمر لا يقتصر أبدا ً على ازدراء إبن البلد للغريب , بل الأدهى من ذلك إزدراء المغتربين لبعضهم البعض أيضا ً كلا ً حسب جنسيته , وازدراء الغريب لإبن البلد التي يقيم فيها , أنظر إلى حجم الشرخ الذي نحن فيه , لا أعلم لم َ ننظر للآخر بفوقيه ونرى أننا الأفضل ومن أي جزء في عقل الإنسان يصدر هذا الشعور !
أقسم لك يا حسين أنني في بعض المواقف أذوب خجلا ً في ملابسي من تصرف بعض الأشخاص الذين قد يجمعني فيهم مكان ما ويصدر منهم فعل او قول مشين كهذا , وكمثال بسيط في ذات مره كنت أجلس مع مجموعه من الأشخاص من جنسيات مختلفه مكرها ً والله لا راغبا ً , ودخل شخص من الجنسيه الباكستانيه علينا يبيع بعض الحاجيات البسيطه ليقتات من ربحها , فأخذ أحد الجالسين معنا يهيل عليه التهم بالكذب والنصب والإحتيال ويلقي بكلمات إستهزاء به وبعض الحاضرين يتقهقهون ضحكا ً , والمخجل أن هذا الفعل صدر من رجل يبلغ الخمسين من العمر , وأقسم بالله يا حسين لو كنت أملك مال الدنيا يومها لاعطيته ُ لذاك الرجل اعتذارا ً له ُ لجلوسي مع شخص كهذا ودرءا ً لنظراته اتجاهي وعينيه تترقرق من الدمع يحاول جاهدا ً حبسها وكأنه ُ يلومني أني كنت من الجالسين بينهم , وكم شعرت بفرحته يا حسين وامتنانه لي حين استخدمت قلة الأدب في ذلك اليوم لتعليم ذلك الشخص الأدب ومن سخر منه وأخرجته ُ من الموقف ومن ذلك المكان الوضيع بجـُلاسه .
يا سيدي والله اني أرى هذه ِ المواقف يوميا ً وأكظم غيظا ً داخلي لو أرخيت عنانه ُ لكان مكوثي داخل السجن أكثرَ منه ُ خارجه .
لا أعلم يا حسين لم َ لا نفهم بأن إفتخار كل شخص بموطنه ِ وأصله ِ بحجم إفتخارنا بأوطاننا وأصولنا , ونظن أنه ُ يزدري نفسه ُ كما نزدريها , لا أعلم لم َ أتذكر قولاً قاله ُ سعد زغلول ربما أو مصطفى كامل تخونني الذاكره ذات فخر " لو لم أكن مصريا ًَ .. لوددت أن أكون مصريا " , ولا أعلم لم َ لا ندرك بأن داخل كـُل شخص على هذه ِ الأرض سعد زغلول ينطق هذه ِ الجمله كلا ً بطريقته وبلهجته ويفتخر بوطنه وأصله ودينه تماما ً كما نفتخر نحن بأوطاننا وأصولنا وديننا وكما افتخر بها قائلها ذات يوم .
أعتذر كثيرا ً يا حسين لإطالتي والعذر الأكبر لأخي اليمني على تصرف ذلك الشخص الغير مهذب
لك تقديري ووافر ودي يا حسين