أهلاً بكَ يا عبد العزيز وبهذا الموضوع الحسّاس الجميل ,
العدلُ اليوم مسألةٌ نسبيّة , فقد تقومُ الثّورةُ الفرنسيّةُ على أُسسِ العدلِ و المساواةِ و لكنّها ترى بأنَّ الظّالمَ يجبُ أن يُقطَعَ جذرهُ و أن تُعدَمَ جميعُ عائلتهِ , و ما يحدثُ اليومَ لا يختلفُ كثيراً عن ذلك , ففي ألمانيا مثلاً قامَ النّازيّونَ بفظائعَ قادَت المعارضين لهم إلى التّخلّص منهم بمساعداتٍ خارجيّة و هكذا وصلنا شيئاً فشيئاً إلى ألمانيا الاتّحاديّة المؤلّفة من الشّرق القائِم في الأساس على النّظام النّازيّ و المسمّى قبلاً بجمهورية ألمانيا الدّيموقراطيّة و منَ الغرب الّذي نالَ المساعدات الامريكيّة و عاشَ حتّى اتّحاد الجمهويّتين في رخاءٍ بعكس الشّرق .
اليوم و بعدَ مرور ما يقارب العشرين عاماً على الاتّحاد لا زالَ الشّرقيّونَ و الغربيّونَ يعانونَ من مشاكل التّمييز بينهم و المنطلقة منهم لا من النّظام .
كلُّ انسانٍ يرى العدل من منظارهِ فقط و الدّول و الحكومات و الاحزاب , تُطبِّقهُ وفقَ منظورها الخاصّ و تعتبر ما تفعلهُ لأجلِ هذا العدل و لو كانَ فيهِ تخطٍّ لحقوقِ الآخرينَ فيه , هوَ الطّريقُ إلى العدلِ الّذي يحبُ أن يمتلأ بالضّحايا .
شُكراً يا عبد العزيز .