مرحباً بالجميلة ...
عن القضية , قرأت ملابساتها , وأنا للساعة لم أكف عن التفكير فيمن المذنب . للوهلة الأولى شعرت بأن جل الطامة تقع على رأس والدها ,
هو الذي باعها مقابل 85 ألف ريال , ليست إلا 80 سنةً تُفرط على ضفائر الصغيرة ..
حقيقةً , المجتمع في خباياه قضايا من هذا النوع كثيرة , قلّة منها مايطفو على السطح ..ومسألة هذا الزواج عادت بقضية زواج القاصرات إلي الــ" الفاترينات " بعد أن ثارت في فترة من الزمن ,
ضد أثرياء الخليج الذي يقتنصون فتيات سوريا ولبنان والمغرب الصغيرات , مقابل مطامع تؤمن للأهل منزل , سيارة والبعض يضحي بصغيرة لأجل تعليم الأخريات ..
تصوري !
أنا لم أبكِ حين قرأت القصة , تعودتُ الخوض في أوجاع الآخرين ,
سمعتُ بقصص أشد فتكاً من هذه .الأطفال , والنسوة , خلقوا للفخاخ ياصديقتي , لفخاخ مجتمع لايعترف إلا بحماقات الرجال فقط ..
حمد الرحيمي ذكر أن الكتاب ثاروا للقضية ,وهم قلة . لكني أبشرك أنها لن تمر بسلامٍ هذه المرة , المجتمع يمر بحالة شبه انفجار .
الإعلام ثائر جداً , أولها المخرجة ريم البياتي بدأت القضية بفلمٍ روائي قصير سيعيد القضية إلي الذاكرة كلما غابت ..
من جهةٍ أخرى , تقدمت باحثة سعودية لمجلس الشورى بمبادرة لمنع زواج القاصرات , مستدلة بإحدى عشر سبباً مقنعاً يؤيد فكرة المنع ..
وثلةٌ من الصحفيين والصحفيات وحتى الأخبار تناقلت القضية وتناولتها هذه المرة بجديّة أكثر.. كل من يقع على عاتقه مسؤولية الثورة يحتج , وأنا معهم , وها أنتِ هنا على الأقل في محيطكِ تمررين كلمتك ..والآذان صاغية ..
http://www.al-madina.com/node/217766
برأيي , أننا في حاجة لتوعية الصغيرات , بطريقة مقبولة تمنعهن بالعقل عن هذه المجازفة , لضمان حقوقهن على الأقل ..
وكذا الآباء , لو أنها تُشن حملة توعية مستمرة , في كل المراكز العامة , قد تحتد نسبة المسألة ..
ويظل العِلم يا صديقتي , والشعور بالآخر , أدب النفس ومرجعها الأول ,,,
جميلة في حضوركِ وطرحكِ , أحب الإنسانيين ..