رحل، وكان صرير الباب، كمعصمٍ يلوِّح أن يعود،
ألفُ ألف خطوةٍ، والتيه لزاما كان، والعنوة رحيمة إلا عن الخطوة الأخيرة، فيعود بها أدراجه،
كانت الألف ألف خطوة خيالا، وشوق العودة مقتولا على ناصية الحنين.
ألف ألف حرفٍ، وأنفاس الخريف تخدش الذاكرة.
ذاكرةٌ تتشكل كل حين، هو حين الاشتياق، وماالاشتياق!
واللقاء على باب المقبرة. يسكنها أطياف الراحلين، هو منهم، هو أولهم، هو أكثرهم خيالا يحكم طيفه.
لاعودة، فلحد الأماني ضاق بالذاكرة، فباتت تكرُ فجر كل صيفٍ، خريفٍ، لاربيع، والشتاء مُطْبِق زمام غمامه،
تبا لأمنياتٍ تنثر ذرات الرمل في عين الحقيقة.