ألا لا تقولي فرقتنا الأيام! فما هي بالخالدة بعدنا، وما نحن لصيرورة الحال إلى رمس البلى بميتين إذا علمنا أن الحب الذي جمعنا يوما كان يمتطي ظهر الحاضر إلى مستقر المستقبل، وسنام الحياة إلى جنة الموت الكبرى...ولا تظني حرمان حلوقنا اليوم من بلل لقائنا قد يقيده ظرف هذا العمر المشؤوم..كلا ! إن الذي خلد قلبينا في سجل المحبين رجاؤنا فيه أن يخلد روحينا والظرف ليس إلا ذلك الرميم المتناهي تقزما..
لا تقولي أين نحن بعدها؟؟ فنحن من بدأنا قبل بدايتها، وسوف تنتهي وما زلنا أسارى بدايتها، وغدا يا حبيبتي سنحيا بجسدين محالين إلى خانة الفناء لنعلم الفناء درسا من دروس الخلود لا يتجاوز منا حقيقة ولا ظلا..لا تقولي فات من لحظات الأمل الكثير ، أو ذهب من عمر تلك الفكرة أكثر مما سيأتي، سنلتقي يوما ولو تعرت الروح من جسدها ! فلا يموت من مات إلا لأنه لم يطعم الحياة ليختارها كما طعمناها يوما بحبنا الخالد يا حبيبتي..