وانا أصغر مني الآن كُنتُ اتحدث مع نفسي
وكانت جميع الأحاديث تكبر وتكبر ولها رونق ومعنى وإنجاز
مع إِنَّهُ كان عندي أب حنون وأم مُنْصته دائماً وأخوة رائعين بمعنى الكلمة وأخوات دائما يتصفون بالقرب الروحاني والمُلازمة
لم أكن بحاجة الى الحديث الروحاني مع نفسي
،
،
ثم خرجت بالحديث الى الاخر
اصبح هذا الاخر يتعامل مع الحديث على إنه لاشيء ..
مجرد فضفضة
مجرد عملية إستنتاج ماذا أُريد بالضبط
وعدتُ الى نفسي مرّة أخرى
لم افهم معنى الحديث مع النفس الى الان وما السِّر في ذلك سوى إنه رائع
وأعلم إنه في إختلاف الثقافات والأفكار لا احد يستوعب حديثك
كـ انت ..
دائماً هي بمثابة الرحلة
أغوص معها ولا أنتهي في كل مرة
وعندما اتحدث مع الاخر سريعا ما انتهي بشيء لا يرتبط بما أُريده بتاتاً
تعلمت في الأخير إنك تراقب ذاك الشيء البعيد عنك وتتحدث عنهُ برسم الصورة في داخلك
وترتب نفسك من أجله ولا تنتهي اليه
يشبه ذلك الكتابة تكتب عن شيء بعيد عنك كي تشعر بإنفاس قربه
ولا تقترب منه
مجرد شعور وفقط
وينتهي حديثك مع نفسك وهو لم تنتهي من وجوده في داخلك
،
في داخلك شخص كبير جداً
تضع قراراتك وتضع بصماتك
وتضع مخططاتك
وانت قادر على ذلك ..
وإذا خرجت الى العالم الحقيقي تلاشي كل شيء
وأصبحت غير قادر على جمع ما بنيته في داخلك
في الاخير أخبرتها انّي اتحدث مع نفسي
فأجابت : ذلك أقل مايمكن ان يكون من أجل أرواح سليمة
وأجمل ما يمكن ان يُفعل
لو تحدثت مع الآخرين لن ينصتوا كما انت تُنصتين الى نفسك الان
وسألتني : واضح إنك لا تشعرين بـ الحزن والإنكسار ؟
قلت : نعم
لان في داخلي غُرف كثيرة
وزعتّها على حسب محتواها النفسي
هذه للحزن
وهذه للإنجاز
وهذه لِموآساتي
وهذة للحب .. وطير الحُب حين يفرد جناحيه ويمدني بما أفتقده
وهذه لي انا اختبئ فيها للتفكير
ويبدو عند الآخرين إني مُتبلدة لا أبالي بشيء في الشعور
وقوية في المواقف
وشجاعة أمام الخيبات
شكراً يا نفسي وشكراً للغرف المختبئة في داخلي
وشكراً لإتاحة الحوار معي ولم استجديه عند الآخر 🌹🌿🌷
#الجوهرة القحطاني
-حُرِّرت في يوم السبت
23 رجب / 1437
30/ أبريل / 2016 مـيلادي