سطرٌ (تحتَ) المِجهر ..

[صلاح سيد أحمد الغول]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رشا عرابي

‏قال بعض النقاد:
من سقطات المتنبي قوله:

وضاقت الأرضُ حتى صار هاربهم
إذا رأى غير شيءٍ ظنّه رجلا


و "غير شيء" معناه المعدوم، والمعدوم لا يُرى!

نواضر التّحايا أستاذتنا ملكة أبعاد المتوّجة كفاحا
ضخامةُ المُتنبي وفخامةُ ما ترك للبشريّةِ من إرثٍ شعريٍّ هو الأجمل والأرقى على مرِّ العصور. وكما استفذَّ خصومَهَ،
استفذَ كثيراً من النُّقادِ و دفعهم لنَتقِ هذا الجَبَلِ ونكشِهِ على أمل أن يستخرجوا من بين ركامه حصاةً شاذّةً ..
نعم الكمالُ للهِ وحده ..
وما أن وجدوا (غير شيء) ، وهم في الأصل لم يجدوا شئا، حتى فرحوا وجُنَّ جنونُهم بها لا نشكُّ أبداً في كون المتنبي
أعلمُ منّا في هذا العصر باللُّغةِ وفنونِها و تصاريفها وأحكامِها .، فالمنتنبي متقدّم علينا بِقُرابة الألف ومائة عام قُرباً
من أصول وأفذاذِ عُلماءِ اللُّغة ..
وفي الحقيقة هناك أشياء أخرى هي حقيقةً ليست بأشياء نظُنّها ونراها بعينِ الخيال وهي في الواقِعِ لا شيء كالظِّلِ
الذي هو أثرٌ لشيءٍ ولكنّهُ ليس بشيء وكلُّ ما نتخيّلُهُ كذلك وكبعض الظواهر الكونيّة التي نراها ونظنُّها أشياءً وهي
ليست كذلك ، كالسّراب ..
وللهِ سبحانهُ وتعالى الأمثالُ العُليا ولكلامهِ السموُّ والقُدسيّةِ . في الآية (39) من سورة النّور
( وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّىٰ إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ ۗ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (39)
ضربَ مثلاً لأعمالِ الكافر بما يراهُ ويظنّهُ الظمآن (السراب) وقال عنّه ، جلَّ وعلا ، (لم يجده شيئا) .. فهو إذاَ
غير شيء وهو موجود وجوداً ظنّياً أو خيالياً .. صدق اللهُ العظيم ,, وللهِ المثلُ الأعلى ..