اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جهاد غريب
كم هي سحرية تلك الكلمات التي نسجتها ندى يزوغ بمهارة فنانة تُبدع لوحة بألوان الحنين والدفء.
نصّها أشبه بأغنية عذبة، تنساب إلى القلب لتبعث فيه حياة جديدة، وتوقظ فيه مشاعر دفينة كادت أن تُنسى وسط صخب الأيام.
الوصف الحسي الذي اعتمدته الكاتبة جعلني أعيش تفاصيل حلمها وكأنني أحد الحاضرين في تلك الحفلة. رأيت بأم عيني الزهور البيضاء، وشممت عبق الكعك المغربي، وسمعت نغمات أغنية أسماء المنور تهمس برفق في أذني. حتى الضوء كان يحمل رمزية خفية، وكأنه يحتفل باللحظة قبل أن يشاركنا الاحتفاء بالشخص.
هذا الحلم لم يكن مجرد حكاية بل كان رسالة مضمّخة بالأمل والإنسانية، وفيه دعوة واضحة لكل منا كي يصبح شعاع دفء في حياة الآخرين.
لقد شعرت من خلاله بمزيج من المشاعر المتناقضة؛ فرحٌ برؤية السعادة التي أهدتها الكاتبة لبطلها، وحزنٌ عميق لأنها جعلتني أواجه أمنياتي المؤجلة، تلك التي تمنيت تحقيقها لمن أحب دون أن تسعفني الظروف.
لغة ندى الشعرية كانت أداة جبّارة استطاعت بها أن تخلق جواً من السحر والتأمل، وكأن كلماتها كانت ترقص بين السطور، تدعونا للحلم، وللتعاطف، ولإعادة النظر في علاقاتنا.
أشعرتني أن الحلم هو مساحة للحرية، حيث نستطيع أن نعوّض عن ما فاتنا، وأن نحب بلا قيود.
لقد أثارت القصة في نفسي تساؤلاً مؤلماً: كم مرة مرّت مناسبات كهذه ولم نلتفت فيها لمن يحتاجنا؟ كم من القلوب تنتظر مبادرة صغيرة، كلمة دافئة، أو احتفالاً يعيد لها الإحساس بقيمتها؟
أدهشتني قدرة ندى على تحويل تجربة شخصية إلى دعوة إنسانية شاملة.
الرسائل الضمنية في النص كانت عميقة: تقدير الآخر، الاحتفال بوجوده، وملء فراغات الروح التي تتركها الأيام.
الحلم، رغم كونه خيالياً، لم يفشل في جعلي أشعر بثقل الحقيقة التي يحملها، حقيقة أننا جميعاً بحاجة إلى الحب، وإلى أن نشعر أننا مهمون في حياة الآخرين.
في النهاية، أجد نفسي ممتناً لهذه القصة التي أعادت لي شعوراً افتقدته. شعور أن بإمكاننا، ولو بكلمات أو أفعال بسيطة، أن نعيد رسم معالم السعادة في قلوب الآخرين، فالحلم، كما رسمته ندى، ليس فقط لوحة خيالية بل هو مرآة تعكس أعماق أرواحنا، وتدعونا لنجعل من الواقع صورة أقرب إلى ذلك الحلم.
فلنكن جميعاً سبباً في سعادة من حولنا، وليكن هذا الحلم دافعاً لنا لصنع لحظات لا تُنسى، لأننا، كما قالت القصة، نعيش حقاً عندما نحب، ونضيء حياة الآخرين.
|
ما أجمل يا جهاد أن تصل الكلمة إلى قلب قارئ قوي الإدراك مثلك بهذا العمق، وأن يُرزق الكاتب بمرآة صافية تعكس له وهج حرفه في عيون الآخرين.
كلماتك، يا من قرأتني بقلبك و عقلك قبل عينيك، كانت كنسمة دافئة في شتاء الروح، لا تُشكر فقط، بل يُصغى إليها بخشوع. لقد منحت نصي حياة جديدة، إذ ألبسته شعورك، ونبضك، وقراءتك التي تلمس الجوهر دون أن تتوقف عند السطح.
ممتنة كما دائما جهاد..
حين كتبت، لم أكن أسعى إلى الإبهار، بل إلى بثّ ذبذبات محبة في هذا العالم المُثقل بالصمت والتعب. ولكنك، دون أن تدري، جعلتني أؤمن من جديد بأن الحرف حين يُكتب بصدق، فإنه لا يضيع، بل يجد من يلتقطه كرسالة في قنينة عائمة وسط محيط من العتمة.
كلامك لم يكن مجرد تعليق، بل كان انعكاسًا لروح اختبرت الحب، وافتقدت الاحتفاء، وعرفت جيدًا ماذا يعني أن تُؤجل أمنياتك من أجل الآخرين، ثم تبحث عنها في الحلم.
لقد علّمتني بقراءتك أن القارئ ليس فقط متلقياً، بل شريكاً في المعنى، يعيد صياغة الحكاية بوجدانه، ويوقظ في الكاتب دهشة الخلق من جديد.
فشكراً لأنك لم تقرأني بعين النقد فقط، بل قرأتني بعين القلب.
وشكراً لأنك، بكلماتك، أكّدت لي أن الجمال لا يُكتمل إلا حين يُلامس روحاً تعرف كيف ترى الضوء وسط العتمة.
دمتَ شعاعًا يُضيء، كما دعوتَ الآخرين أن يكونوا.