*
يبدو أن صديقي الخالد الصالح، والحربي أيضاً (إضافةً لكل محاسنه)، أوقعنا في مأزق جديد من مآزق الشعر العظيم. يمكننا أن نقرأ مثل هذا النص في أغلب دواوين الشعراء الجميلين - أياً كانت لغتهم وجغرافيتهم. فحين يسافر الشاعر من قريته إلى العاصمة لحاجةٍ ما، على سبيل المثال، يعود دائماً بحاجته ونص كهذا النص. عمّان هي القاهرة، هي دمشق، أو طوكيو، لندن، بيونيس آيريس.. الخ، لنغضّ النظر عن الاسم، العاصمة هي: وحشة العاصمة/ المجهول/ المخيف/ الانفتاح/ النساء/ الأوغاد/ بائعي الأشياء الغريبة/ الحكومة/ المعارضة/ أساطيل سيارات الأجرة/ الكفّار/ الزحام.. وزحام وزحام وزحام وزحام وزحام وزحام.
- في الحقيقة، أعتقد أن صديقنا الجميل، كمقيم في الحدود الشمالية، تأخّر كثيراً بكتابة هذا النص وكان عليه كتابته قبل عشرة سنوات على الأقل! - أنا فقط أعلن عن تحفّظي على المقدمة، المقدّمة هنا " تشخصن " النص، المقدمة تقول لنا بلسان الشاعر: حاسبوني لا تحاسبوا القصيدة، اقرؤوني لا تقرؤوا القصيدة (وإنْ كان يرجو عكس ذلك) وحدها المقدمة ظلمت كاتبها كما ظلمت عمّان.. قليلا
أرى ألاّ نقرأ سوى النص
أرى أن نتاجهل المقدّمة، ونعمل بها!
مودتي،